أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - أوزجان يشار - يا سكان الأرض اتحدوا..!















المزيد.....

يا سكان الأرض اتحدوا..!


أوزجان يشار

الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 12:22
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


بدأت صحوة عالمية كبرى تنبه لأخطار جسيمة تهدد كوكب الأرض بصورة لم يشهدها تاريخ البشرية من قبل.. وبدأ العلماء يطلقون إشارات التنبيه إلى احتمالات حدوث خلل في نظام الأرض في المستقبل القريب نتيجة توسع إنسان القرن العشرين في استخدام وسائل المدينة الحديثة.. التي تعتد على مواد كيماوية مستحدثة يطلق عليها ( الكلور والفلور والكربون و الهليون بفروعها المتعددة.. ) و التي أصبحت تنطلق إلى الفضاء الخارجي بكميات هائلة باتت تهدد بإحداث خلل في (( طبقة الأوزون )) التي خلقها الله سبحانه وتعالى لتحمي الأرض من نفاذ قدر أكبر من اللازم من أشعة الشمس فوق البنفسجية.. وتغيير المناخ على سطح البسيطة.. ويمكن إذا ما استفحل أمرها أن نصل إلى حد القضاء على كل مظاهر الحياة على الكوكب الأرضي .
هكذا بدأ المؤلف السفير / عصام الدين حواس مندوب مصر في الامم المتحدة سابقاً مقدمة كتاب صدر له عام 1989 بعنوان ( يا سكان الأرض اتحدوا.. !) , والكتاب في هذه الطبعة العربية كتاب علمي يقع في حوالي 300 صفحة من القطع المتوسط وهو محاولة لشرح قضية من أخطر قضايا البيئة و التي أصبحت تشغل الرأي العام العالمي بشكل مبسط يستطيع القارئ العادي متابعته واستيعابه . وفي الوقت نفسه يوصل للقارئ المتخصص بعض الحقائق المهمة حول الموضوع ويستطيع الباحث المتخصص أن يعتمد عليه كمرجع مهم.
ــ ويوضح المؤلف في مقدمة كتابه أن مصدر التهديد لا يأتي نتيجة أعمال وتكنولوجيا خارقة للعادة يأتي بها الإنسان لأغراض الحرب أو السلام مثل تفتيت الذرة.. و إنما قد يأتي نتيجة مجموعة من الممارسات البسيطة في الحياة اليومية العادية للناس مثل استخدام العطور.. و أطلاق المبيدات الحشرية بواسطة الإيروسول في البيوت والحقول.. والاستمتاع بتكييف الهواء البارد في المناطق الحارة وبالتدفئة في المناطق الباردة .
وحفظ المواد الغذائية في الثلاجات وطهي الطعام واستخدام السيارات والقطارات و الطائرات والهاتف والتلفاز .. ثم ما نشهده حاليا من أفول عصر الاعتماد على الخامات الطبيعية لندرتها وارتفاع أسعارها وبدء عصر استخدام المواد البديلة الصناعية مثل البوليستر والنايلون والبلاستيك والإسفنج الصناعي.
ــ ويشير المؤلف إلى أنه من ناحية أخرى نبه العلماء مؤخرا إلى أن تصاعد كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون سوف يترتب عليه أن يصبح العالم في خلال فترة قصيرة تقدر بنصف قرن في حالة شبيهة بحالة البيت الزجاجي الضخم ( الصوبة ) حيث تصنع غازات ثاني أكسيد الكربون بمساعدة أيضا من غازات الكلور و فلور و كربون و الفريون و بعض الغازات الأخرى المتصاعدة من حقول الأرز ومن الأسمدة وغيرها ما يشبه سقفا زجاجيا يحيط بالكرة الأرضية مسببا رفع درجة الحرارة في العالم ما بين درجتين وثمانية درجات مما يؤدي إلى ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي , وحدوث فيضانات في البحار والمحيطات يترتب عليها إغراق المناطق الواطئة في العالم وتشمل نيويورك والجزر البريطانية وهولندا و جنوب البحر الأبيض المتوسط ودلتا النيل وبنجلاديش .

العالم يستيقظ
ويطالعنا عنوان الفصل الأول (( العالم يستيقظ لحماية طبقة الأوزون )) يشرح فيه المؤلف (( طبقة الأوزون )) بأنها طبقة غازية من نوع خاص من الأكسجين يحتوي ثلاث ذرات ( الأكسجين العادي يحتوي ذرتين ), وتحيط الطبقة بالغلاف الجوي على مسافة تتراوح بين 20 -30 كيلومترا و يتراوح سمكها من 2 ــ 8 كيلومترات , ومهمتها كما شاء لها الخالق عز وجل أن تحمي البشرية من أشعة الشمس فوق البنفسجية التي يمكن إذا ما نفذت إلى الأرض بكميات أكثر من المقدر لها أن تؤدي إلى آثار مباشرة شديدة الضرر بصحة الإنسان .
ويذكر المؤلف أن العالم ينتج حوالي مليون طن من المواد المؤثرة على طبقة الأوزون منها 800ألف طن من غاز الكلور و فلور و كربونات , 200ألف طن من غازات الهليون و الفريون وتختص الولايات المتحدة وغرب أوروبا بإنتاج حوالي 80% منها وتختص روسيا واليابان بحوالي 10 ـــ 12 % وتختص الدول النامية مجتمعة بحوالي 8 ــ 10% وتناول الفصل طبقة الأوزون وأهميتها للحياة و بداية اكتشاف الخطر عليها وكيف استيقظ العالم و تنبه لخطورتها وتزايد الإنتاج للمواد المؤثرة عليها .

اتفاقية عالمية
ويتحدث الفصل الثاني عن الإعداد للاتفاق العالمي تحت عنوان : ( بدء الإعداد لاتفاقية عالمية ) ويذكر فيه المؤلف أنه تمت المطالبة بأن تكون نظرة عالمية و أن تتسم القيود التي توضع بالعدالة.. بأن تراعي الوضع الخاص بالدولة النامية التي لم تكن سببا في مشكلة بسبب استهلاكها المحدود الذي لم يتعد 10 % من المواد المنتجة في العالم و المؤثرة على طبقة الأوزون .
وتناول الفصل الثاني اجتماعات فريق الخبراء القانونيين والفنيين والاتجاهات والخلافات الرئيسية حول الاتفاقية , والدعوة إلى مؤتمر دبلوماسي لإقرار وتوقيع اتفاقية عالمية لحماية طبقة الأوزون .

اتفاقية فيينا
تناول الفصل الثالث والرابع والخامس اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون في 22 مارس 1985 والتي كانت بمثابة إقرار عالمي بضرورة اتخاذ خطوات فعالة في سبيل حماية طبقة الأوزون , والطريق الطويل من فيينا إلى موننتريال حيث بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة لطبقة الأوزون حيث تمت الموافقة على البروتوكول في 16 سبتمبر 1987 وكانت لحظة تاريخية في سجل العمل الدولي كما وصفها العالم العربي المصري الدكتور/ كمال طلبة المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة .
وكان المؤلف رئيسا لوفد مصر والتي كانت من أوائل الدول المصدقة على البروتوكول في يونيو 1988 .

ثقب الأوزون
وتعرض الفصل سادس [ للحقيقة حول (( ثقب الأوزون )) في القطب الجنوبي .. ! ] إلى وقت اكتشاف الثقب و إلى أن الضجة التي أثيرت حول مايسمى بالثقب هي ضجة ليس لها مايبررها من الناحية العلمية حتى اليوم .. وإن هناك نظريات متعددة حول ثقب القطب الجنوبي الذي أشيع عنه , وتقول إحدى هذه النظريات أن ذا الثقب لا يعني بالضرورة فقدان أي جزء من كمية الأوزون الموجودة بالغلاف الجوي فقد يكون نتيجة تغير في توزيع غاز الأوزون الناجم عن تيارات الهواء ما بين خط الاستواء حيث يتركز غاز الأوزون بين القطبين الشمالي والجنوبي .

العالم بيت زجاجي
ويتحدث المؤلف في الفصل السابع والأخير (( هل يتحول العالم إلى بيت زجاجي كبير .. ؟!! (( عن مشكلة القرن القادم وهي التغيرات المناخية بسبب كميات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الطاقة , ولا يفوتنا أن نذكر أن الوجود الطبيعي لثاني أكسيد الكربون في الجو نعمة من الخالق عز و جل فلولا وجود الكميات العالية منه لسادت البرودة في الجو ليصبح متوسط درجة الحرارة على الارض (-20) درجة مئوية طوال العام..!! فوجود ثاني أكسيد الكربون له دور في رفع درجة الحرارة إلى الحد الذي جعل الأرض مكاناً صالحاً للحياة و لكن المشكلة هي الوجود الزائد لذلك الغاز المسبب لارتفاع الجرارة مما يسبب كارثة للأرض من ذوبان الجليد في القطب الشمالي و فيضانات البحار و المحيطات التي تغرق المدن , فضلا عن أن اختلاف درجات الحرارة سيؤدي إلى تغير الخريطة المناخية و الزراعية تغييراً جذرياً, و على سبيل المثال : فربما تتحول كندا والاتحاد السوفييتي إلى أكثر الأراضي الزراعية إلى أراضي جدباء تعاني من الجفاف ..!!
ويطرح المؤلف سؤالا مهما .. هل ينجح العلم في مواجهة الأخطار التي تهدد المعمورة بسبب غاز ثاني أكسيد الكربون وهو يحتاج إلى إجابة عاجلة على مدى السنوات القليلة القادمة فالوقت محدود و البدائل المتاحة معودة من تأقلم مع التغيرات المناخية الجديدة واستخدامات أخرى للأراضي الجرداء واستنباط محاصيل جديدة تتمشى مع التغير في المناخ عن طريق علوم الهندسة الوراثية الحديثة و أيضا تطوير تكنولوجيا السدود والخزانات لمواجهة حركة الفيضانات.

الطاقة النووية
وفي عرض شيق وتسلسل موضوعي يثير المؤلف تساؤلا وجيها ( هل ستكون الطاقة النووية هي المنقذ مؤقتا ؟ ... !! ) برغم كل ما يوجه إليها من نقد ورغم ما يحيط بها من مخاطر و أهوال باعتبارها أنظف طاقة ضخمة في حجمها عرفها العالم من وجهة نظر البيئة .. ويمكن إذا ما أحيطت بالضمانات الكافية للأمان المطلق أن تكون هي المنقذ لهذا العالم , ويوضح المؤلف أن هذه ليست دعوة إلى استخدام الطاقة النووية .
ــ ويوضح المؤلف أيضا الآمال المعلقة على اكتشاف طاقة هائلة هي طاقة (( الاندماج النووي )) عكس الطاقة النووية المعروفة حاليا والقائمة على الانشطار النووي وهذه الطاقة نظيفة من حيث التأثير على البيئة ولا ينتج عنها إشاعات ذرية .
ويضيف المؤلف عصام الدين حواس أنه عرض بحث في مؤتمر (( الطاقة الجديدة و المتجددة )) في يوليو 1988 في القاهرة شاركت فيه ( 20 ) دولة عن استخدام الليزر وطاقة الاندماج النووي في الحصول على غاز الهيدروجين من ماء البحر كوقود حيث يتم تحليل المياه إلى أكسجين و هيدروجين ويتم الحصول على الطاقة الاندماج النووي و أشعة الليزر بأسلوب علمي بالغ التعقيد .
وأخيرا .. يقول المؤلف موجها حديثه لسكان الأرض :
أن البشرية مواجهة ــ بقدرة الله ــ بكوارث طبيعة تحملها إليها رياح القرن الحدي والعشرين .. وهي كوارث تزيد مساهمة الإنسان في صنعها , ونظرة إلى العالم من حولنا تدل على أن الإنسان ظل غافلا ردحا من الزمن عما تخبئه الأيام له .. غارقا في معارك مع نفسه استخدمت فيها وطورت أبشع آلات القتل و الدمار ..
فهل آن الأوان لإطلاق نداء يقول يا سكان الأرض اتحدوا .. !!
ذلك .. أو الطوفان ... !!



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيئة العمل و المخاطر المهنية
- ثائر ليبرالي ام مصلح اجتماعي
- الكلور الحارس الغادر
- لحم البشر و آداب المائدة
- الغيرة بين شارلوت وياسمين
- توم هانكس مبدع يمتطي الصعاب
- المياه محور الصراع القادم
- القرآن وماكينة الخياطة
- ومضات من حياة فولتير
- الطبيب و المقبرة
- بدلة أول عيد و أول يد أنثى
- الملائكة تتكئ على عصا
- أسنان البحر
- المحظورات و أول و آخر صفعة
- أوروبا تعزز المعرفة الفيزيائية بين شعوبها
- فوضى الزحف إلى المدن
- صياغة العقول تبدأ من توم وجيري
- طقوس و تنوع الانتحار عبر التاريخ
- براكين عصرية
- قراءة في رواية الطريق الوحيد


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - أوزجان يشار - يا سكان الأرض اتحدوا..!