أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليندا حسين - عن العنف والإيدز والسحرة.. من يقاضي القاضي؟














المزيد.....

عن العنف والإيدز والسحرة.. من يقاضي القاضي؟


ليندا حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 08:32
المحور: حقوق الانسان
    


إنهم يشنون حملة اعتقالات لا مثيل لها في أية بقعة أخرى من العالم لتصيد المشكوك في إصابتهم بفيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز". المصابون المحتجزون يربطون بسلاسل إلى الأسرة ويتعرضون للضرب ويجبرون على إجراء فحوص طبية لاختبار المثلية الجنسية. المكان ليس أوروبا القرن الثاني عشر والمنفذون ليسوا محاكم التفتيش الحاكمة بأمر الله! المكان مصر 2008 والجلادون هم "السلطات المصرية".

الأرقام القادمة من كل من السعودية ومصر وسوريا والأردن تشير إلى ازدياد معدل الإصابات بمرض الإيدز بنسب تفوق القدرة على التصديق. ففي الوقت الذي كان بالكاد يمكن العثور على إصابات في منتصف التسعينات وبينما تعتبر المنطقة العربية حتى اليوم واحدة من أقل مناطق العالم إصابة بهذا الفيروس تشير الأرقام إلى ازدياد وصل إلى نسبة تفوق 20% عن المعدلات السابقة المسجلة عن العدوى في هذه المنطقة. ما يعتبر مؤشرا محزنا ومخيفا على التنبؤات على المدى البعيد. هذا للأسف ليس حال الدول المتطورة فالإحصاءات القادمة من الولايات المتحدة تشير إلى انخفاض حقيقي في معدلات الإصابة الجديدة بهذا الفيروس بدءا من منتصف الثمانينات. الأسباب ليست بحاجة لكثير من التفكير إنها حملات التوعية المكثفة والجادة ومحاولة توصيل معلومات عن طرق انتقال العدوى وسبل الوقاية منها وتوفير الفحوص الدورية والإعلان عنها. مثل هذه الحملات تتوجه بشكل أكثر كثافة لفئات عمرية معينة حيث تكثر الإصابة في أعمار النشاط الجنسي مقارنة بالطفولة والكهولة.

في ألمانيا تمكنوا من إنقاص عدد الحالات الجديدة من المصابين بالفيروس من ما يقارب 7000 حالة جديدة أواسط الثمانينات إلى معدل استطاع منذ التسعينات الثبات عند 2000 ـ 2500 حالة جديدة. إنهم لا يتحرجون من تعليق ملصقات التوعية والتحذير في كل أماكن تواجد الناس. يعرضون باستمرار برامج توعية ولا يوفرون مناسبة للتذكير بمسألة على هذه الدرجة من الخطورة. مؤخرا قبل بعض المصابين بالفيروس في ألمانيا بالتعاون لتصوير فيلم تم عرضه في اليوم العالمي للإيدز وتكلموا فيه بكل صراحة عن تجربتهم وكيفية انتقال الفيروس لهم، عن معاناتهم الصحية والنفسية والاجتماعية وبرامج العلاج المتوفرة لهم. بعض المرضى ماتزال عائلاتهم تحيط بهم ويتابعون حياتهم ولهم شركاء. لكن بالمقابل يعيش بعض المرضى في عزلة حقيقية.

في الوقت الذي تتعاون فيه مراكز الأبحاث ومنظمات الصحة وحكومات العالم على تطويق وعلاج هذا المرض. تقف الحكومات العربية عاجزة عن التعامل مع بضعة مصابين رغم وجود وتوافر خبرات ثلاثة عقود من التعامل مع المرض في البلدان الغربية. ففي تصورهم أن تطويق خطر هذا الفيروس سيتم بالاعتقالات، رغم أن الاعتقالات أثبتت دوما أنها لا يمكن أن تكون حلا لمآزق الحكومات. المسألة تحتاج للمبادرة. و أما العنف فلا يمكن أن يحقق أي تقدم. إنه يتسبب بإشاعة الذعر وبنشر حالة من سوء الفهم والغموض على مسألة لا تتحمل لا الغموض ولا سوء الفهم. كان يجب أن نكون قد تعلمنا كثيرا من التجربة المخزية للمجتمعات مع مرضى الصرع والفصام والتوحد، فالعلم أثبت ببراهين لا تقبل الشك أن ما كان يعتقد لأعوام عديدة أنه مس من الشياطين والجان وغضب الآلهة ليس سوى خلل عضوي أو فيزيولوجي قد أتعرض له أو قد يتعرض له أي إنسان آخر. وأن الشعوذة والسحر والاستبعاد لم يكن الحل الأمثل لهذه الحالات، بل المشافي والأدوية والأطباء والتوعية الصحية.

المثير للاستغراب استغلال خوف الناس من مسألة الإيدز والعمل على ترويج شائعات لا أساس لها من الصحة وعلى توجيه اتهامات واستخدام قضايا الإيدز في الشطرنج السياسي وزج أخبار غير موثوقة أو ناقصة التفاصيل عن لقاحات وأمصال وكوابيس ومؤامرات تبدأ من إسرائيل ولا تنتهي في بلغاريا. في حين تحتم كل معايير الأخلاق وأبسط الحقوق المدنية أن يتم توعية الجميع وتقديم النصح والعلاج للمشكوك بإصابتهم بالفيروس. وبدلا من قطع الأيدي وقص الرقاب يمكن بث برنامج من خمس دقائق بعد نشرات الأخبار السعيدة، وبدلا من ساعات البث الديني أو السياسي أو الغنائي والتي لم يعد لها نهاية يمكن إفراز مساحة صغيرة لطبيب للتكلم عن المسألة. وبدلا من دفن الرؤوس مثل النعامة آن الأوان للتكلم وبصراحة عن الواقيات الذكرية. هناك يوميا شباب ينتابهم شك أو خوف من العدوى. من سيجرؤ منهم بعد اليوم على القيام باختبار الكشف عن الفيروس بعد خبر الاعتقالات الأخير القادم إلينا هذه المرة من مصر؟



#ليندا_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف سنمشي خلف النعش؟ ل ماركوس أورتس*
- عن قتل النساء.. عن قتل مجتمع
- وجهي الحزين هاينرش بول
- الانترنت تنجح مجددا بإغواء الروائيين.. ( ينفع لريح الشمال ) ...
- هه يسوع.. هه بوش
- فيلم - العطر- للألماني توم توكفر.. إدانة صريحة لقطيع البشرية ...
- الرجل السيء في لوحة الموزاييك
- الانفصال في علاقة نساء سوريا برجالها
- علي رطل
- رغم الإرهاب الإسلامي: عدد الألمان الذين يدخلون الإسلام تضاعف ...
- أقدام حافية


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليندا حسين - عن العنف والإيدز والسحرة.. من يقاضي القاضي؟