أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الزهرة العيفاري - رسالة الى دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي















المزيد.....


رسالة الى دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حذر الحكماء منذ قديم الزمان بني البشر من مراوغة الاعـداء وبطشهم . واكدوا دائما على حقيقة : " ان عدوك لا يرحمك اذا تمكن منك " ثم ان المجتمعات البشرية ادركت بتجاربها الخاصة ايضا ً ان المأساة تكون اشد وادهى اذا كان العدو لئيما ً . ثــم لا مناص من الهلاك على يده اذا كان فوق ذلك ذكيـا ً !!!! . فهو يعرف اذا ً من اين يمسك خصمه عند المصارعة .
ولقد اوصلت الاقدار العراق ، وهو بلد الحضا رة والشعــر و الشعراء وعرين اسود الرياضة والساحة الواسعة للفنا نين و هو مهد الطيبة ورحمة ذوي القربى و موطن شهرزاد والف ليلة وليلة وضفا ف دجلة والفرات ..... وغير ذلك من المواصفات التي هي في الحقيقة تؤلف السـر الذي استعصى فهمه على العالم القريب والبعيد وحتى على " ابناء عمومتنا " . وغالبا ً ما يسألون انفسهم : كيف يتسنى لشعب يواجه هذا الكم الهـائـل من الاعداء اللؤماء وكل هذا الكفر والرذالة من جانب العصابات وقاطعي الرؤوس على اختلاف لبوسهم و غطاء رؤوسهــم ولون العباءة التي يتخفون بها ، ثــم يبقى بكامل قوته وحتى انه يصارع العدو ويطارده في كل زاوية من زوايا وطنـه !!!! .
كل ما قيل اعلاه ليس جديدا ً. ولكنه على كل حال يقوم مقام المدخل للتحد ث معكم . فمنصبكم قـد وضعكم مباشرة في محل المسؤولية الكبرى . وأية مسؤولية تاريخية هذه التي انتم بصددها ؟؟؟!!! بحيث توجب التوجه اليكم قبل غيركم بشؤون البلاد . وبذات الوقت ربما يتطلب الامرافهام من لا يعرف العراقيين جيدا ً لكي يدركوا ان النشاطات السيا سية ما ظهر منها وما بطن ، الصادرة من هذا الطرف او ذاك ،كلها مكشوفة لاكثر ابناء شعبنا . ومن المؤكد انك شخصيا ، ًيا سيادة رئيس الوزراء ، تعرف مصادر وموارد تلك النشاطات وتفاصيل اسرارها و تعرف من دفع المبالغ لقاءها اذا كان لها غايات مريبة وحتى تعرف غاياتها النهائية . اما لماذا يتوجه المواطنون ( ومنهم كاتب هذه السطور ) اليكم ؟ ذلك بلا ريب لتأدية واجب المواطنة وكذلك لممارسة الحق الذي يملكه الشعب . ولكي لا نطيل عليكم ، ننقل لكم بعض ما نراه ونعتقد بخطرة على مجمل جوانب المشهد السياسي في وطننا و يثير قلقنا ، ولعله يقلق كذلك الكثير من المواطنين .
فقد طال أمـــد الارهاب والتقتيل وتمادى كثيرا ً اصحاب الشعارات ومستخدمـوا وسيلة التخفي وراء الـمـسميات الكبيرة والعباءات الدينية مرة والقومية مرة اخرى والثورية في احيان كثيرة . وكـمـا تعلمون ان اطالة وضعنا المأساوي هذا يعني ضحايا اكثر ودموع اغزر وتخريب اوسع . ولعل التشاور والاستماع الى ابناء الشعب او احدنا للاخر سوف يعجل في القضاء جعلى طاعون الارهاب باسرع ما يمكن . ولذا نحاول تقديم ما نفهمه شخصيا في هذا المجال مع تفسير مقتضب لجوانب من نوايا اعداء العراق في هذه الحقبة الزمنية السوداء وربما نستطيع التنبيه الى بعض الثغرات في كفاحنا الوطني ضــد الارهاب .
ـــ نعــم لقد انخفضت مظاهر الارها ب وتقلصت نشاطات الارهابيين بفـضل اجراءات المكافحة الناجحة ... الا ان التفجيرات والعبوات والاحزمة الناسفة لا تزال تخطف ارواح ابنائنا . وكما تدل الحوادث ان العدو لا يزال يملك فرص المراوغة والمناورة والمباغتة وامكانيات التلون واختيار الاساليب غير المتوقعة واستخدام التنسيق بين فصائله الشريرة في تنفيذ الجريمة . مما يدل على ان عدونا ليس لئيما فقط بل و " ذكيا " ايضا ً. وكلنا يعلم انه تدرب في (غوستابو) صـدام بما فيه الكفاية وهو الآن مزود بخبرات حديثة تلقاها في ساحات التدريب الســوريـة على يد البعثيين من ايتام الاسد وعفلق والطاغية الصغير بشار .. وقد وصل التكتيك عندهم الى استخدام نسـاء منهم ( وليس بالضرورة ان يكن من ذوات الخلل العقلي ــ كما جاء في اخبار الفضا ئية العراقية ) وربما سيستعملون بصورة اوسع الاطفال والكلاب كادوات جديدة لـلتفخيـخ . فهم بعثيون !! . اي انهم ، حسب التجربة العراقية ، المثا ل الحي للارهاب والغلظة والنذالة وكــره الوطن والشعب !!! . وبالتأكيد انهم استأجروا " خبراء " مرتزقة من دول مجاورة بما فيها ذلك " الكيان " المعروف للعرب وذلك لتشديد وقع ونتائج الجريمة .
ـــ الأدهى من ذلك يا سيادة الرئيس ، ان تزامنت مع التفجيرات الاخيـرة مظاهر التنسيق في النشاطات وذلك باستخدام جـوقا ت اسناد وتشويش في الشارع العراقي بواسطة مظاهرات يقـودها معممون من ذوي العمائم البيضاء والسوداء وبحشود من العصابات الصدامية ( وناس بسطاء مخدوعين باساليب جديدة للشعوذات الد ينية ) ، وذلك لاصدار زعيق يعلو على اصوات ا لاحتجاجات و الولولة الصادرة من قبل المواطنين اثناء جمع اشـلاء القتلى وهم بالعشرات من الابــرياء بسبب التفجيرات كما حدث في سوق الغزل وبغداد الجديدة مؤخرا ً . وانت تعلم تمام العلم ، كما اصبح المواطنون يعلمون ايضا ً ، ان المظاهرات تلك ينظمها البعثيون وقوى القاعدة تحت لافتة الميليشيا الاجرامية التي اسمها ( جيش المهدي ) "بقيادة " الولد ( المــد لـل ) لدى المرجعية الدينية ( للاسف الشديد ) و واحد من معتمدي الرتل الخامس الايراني المنتشرة مراكزه في العراق . ( وانتم اعلم بمواقعها الجغرافية ) .اما التمويل فيتم من المصادر البعثية والوهابية والليبية وغيرها . وليس بعيدا ان يساهم بالتمويل اعضاء هم في البرلمان ( العراقي )من الصدريين وغير الصدريين . وبالذات من رواتبهم الضخمة التي تقدمها لهم الحكومة على حساب الجما هير الفقيرة . وكأ نها اكرامية من الحكومة لقاء جرائم القتل !!!!!َََََ--.
ـــ كلنا سمع مطاليب المظاهرات الملغومة بالبعثيين والصدريين وهي " تطا لب " ببناء سامراء
وبجلاء قوات التحالف . في حين بناء سامراء مهمة اخذتها الحكومة على عاتقها . والعمل سيتم بها وان بناءها اذا ً سيتم بدون مطالـبة . وما هي الا حجة مكشوفة . الغرض منها عمل ضجة على حكومة المالكي بتهمة أنها تتقاعس عن البناء وبالتالي اظهارها وكأنها مقصرة تجاه سامراء وان ( الملا لي ) وحدهم هم القلقون على منائر الامامين !!!! .
واما الزعيق على شماعة " الاحتلال " فهو شعار مهلهل يطلقه البعثيون وقـادة العصابات (وبعض )الميلشيات ولكن على لسان الجهلة لذر الرماد في العيون . وكأنهم يريدون ايهام الناس على "" وطنيتهم "" . بينما واقع الحا ل ، انهم يعادون قوات التحالف لانها تلاحق عصاباتهم وتساعد القوات العراقية في د ك اوكارهم والاستيلاء على مستودعات اسلحتهم التي يقتلون بها ابناء العراق بدون رحـمـة . ومن المؤكد ان المكاتب المتخصصة لدى رئاسة الوزراء عندها كامل المعلومات بالعناصرالتي وراء اضطرابات البصرة والديوانية والناصرية وكربلاء ... وغيرها ، و لديها الاحصاءات الكاملة عن اعداد القتلى من الرجا ل والنساء . ولكـن اكثر تلك المعلومات عن جرائم الميليشيات الدينية تعتبر سرية !!!!! . و سبب سريتها ( كما يقا ل ) ، لأنها تمس العمائم الكبيرة وخدمهم من ( الروزه خونية ) وربما بها ادا نة واضحة لايران . و من ضمنها سرقات النفط العراقي الذي يقدر بملايين الدولارات تشترك به ميليشيات من بينها عصابات بعثية ووغيرها تابعة للجارة الصفوية ايران ايضا ً. ( والعهدة على الراوي ) .
ـــ من فحوى هتافات جوقة المعممين ( والروزه خونية ) في المظاهرات "" السلمية "" الاخيرةاصبح واضحا لدى الوطنيين ( وكاتب السطور هذه ايضا ) : ان الهدف الآني لأيران والبعثيين والكتلة الرجعية القابعة داخل الهيئات الدينية ، هو الاقتراب من يوم اسقاط الحكومة الوطنية وانهاء سلطة المالكي بسـبب وطنيـتـه بالذات . الامر وما فيه ــ يا سيادة رئيس الوزراء ــ هناك قاعدة يدرسها الطلاب في ما دة العلوم السـيا سية وهـي في الواقع تعتبر قانونا سيا سيا تقول : ان العــدو لا يشكر الحاكم اذا كان متساهلا ً اومتعاطفا ًمع الجهة الرجعية المناوئة . بل ان تلك الجهة تستخدم عنصر التساهل والتعاطف من قبل الحاكم بالضبط لتقـويض سلطته خاصة اذا كان وطنيا ً وان ليس هناك من امل في اخضاعه !!! وهذا ربما هو المصير الذي سيحدث لحكومة الوطني السيد نوري المالـكي اذا لم يتخلص من هؤلاء الاشرار .علما ان سقوط الحكومة بهذه الاجواء وعلى يد هذه القوى سيكون بداية لحرب اهلية لا يعرف احـد مدى الخراب الذي سيحدث من جرائها .
ـــ ونود ان نعرض لدولة السيد رئيس الوزراء ان منظر النساء اللواتي خرجن بلافتات ضمن مظاهرة المعممين ( من " مريدي " التيار الصدري والفضيلة وربما قوى ايرانية اخرى ) وجنبا الى جنب مع ثلة من الشباب المغرر بهم ضد الحكومة بحجة سامراء ايضا هـو منسوخ من نشاطات وخطط الملالي الايرانيين. ولا يخفى على جنابكم ان هذا العمل هو ابتزازلشخصية المرأة العراقية . الامر وما فيه ان منظمي المظاهرة اخذوا يستخدمون القوة النسائية لاغراضهم المشبوهة التي يـقـف وراءها قادة حركة (تسييس الدين) وتوجيه الدين نفسه لسحق المـــرأة في المجتمع العراقي ، وعموما ضد الديمقراطية في عراق المستقبل . وبذات الوقت هذا اسلوب القصد منه عزل المرأة عن العمل في اطار منظمات المجتمع المدني لكي لا تبدا السير بطريق التحرر وممارسة الحياة الثقافية و الاشتراك مع الرجل في عملية البناء وازدهار العراق . المرأ ة في نظر الاسلامويين او " الاسلام السياسي" امر يؤلف خطرا ً عليهم وخاصة اذا ما دخلت الحياة السياسية والاجتماعية . وهكذا اذا كان الاعراب في الجاهلية مارسوا وأد البنات فالاسلامويون الان يمارسون في بلدنا الجريح وأد النساء رغمــا على انف الدين واصول الدين ورغم انف الشريعة المحمدية التى حرمت وأد البنات . ان ذلك يمثل اسلوبا جديدا لتوجيه الاسلام ضـد المشروع الديمقراطي تحت مسمع ومرآى حكومة الما لكي الوطنية !!!.
ـــ انتم تعلمون ، كما يعلم كافة المـثـقـفين العراقيين ، ان بعض كبار رجال الدين المجتهدين والمتبحـرين في فلسفة الدين بينوا اراءهم المعارضة لبعض المراسيم والطقوس ذات التسميا ت الدينية وبرهنوا على انها بعيدة ان تكون لها علاقة بالدين الاسلامي الحنيف . وانـمـا هي من قبيل البدع والشعوذة الباطلة التي الصقت بالدين لغرض الارتزاق والابتزاز والتجهيل المتعمد ، وبالتالي لاخضاع سكان بلاد النهرين الغنية واستسلامها للمخلوقات التي تعيش على عروقها وامتصاص دمائها . فطقوس التطبير والزنجيل واللطم ... وغير ذلك هي عبارة عن غوغا ئية تقود الى طمس جوهر البطولة الحسينية اساسا .ً لأنها تلغي الى حد كبير الرسالة الاجتماعية بل والوطنية للحركة السياسية التي كانت موجهة لتحرير العراق من ربقة السيطرة الأموية التي كان مركزها في بلد اخر غير العراق . اضافة الى هدف خلاص شعب بلاد ما بين النهرين من بطش ولاة بني امية المتمثلين بالطاغية عبيد الله بن زياد و زياد بن ابيه ( لعدم معرفة الاب الحقيقي لهذا النغل . ولكنه المعروف بغلظته وتمرسه في الجريمة ) . اضافة الى ثلة متوحشة من جلاوزة الطاغية يزيد بن معاوية .. ان دعوة الناس الى البكاء واللطم وجلد الظهــر بالزنجيل ، في واقع الحال ، ادى ، وبصورة مأساوية الى الغاء حقيقة ناصعة لم يذكرها ( القائمون على تدوين تاريخ كربلاء ) وهي ان الدين السماوي ( وهنا الاسلامي ) يجب ان يناهض ظلم الدولة ويساعد الشعب على ازالة حكم الظالمين و فضح سياساتهم التي تزرع الجها لة وتنشر الشعوذة . ثم ان هؤلاء " المؤرخين " لم يذكروا كلمة واحدة عن ظاهرة فريدة تستحق الوقوف طويلا ً عندها ، وهي ان انصار الحسين في المعركة هم عراقيو الجنسية . بل ومن قادة المجتمع العراقي حينذاك . وانهم استبسلوا وجاهدوا مع الحسين لغرض تحرير العراق من حكم السلطة الاجنبية الغاشمة . تلك السلطة التي هي غير عراقية وانها فقط استخدمت الاسلام وعلاقة العراقيين المخلصة بالدين ثـم فرضت الولاة الجلادين عليهم ونصبتهم وراء ستار الدولة الاسلامية الواحــدة وحكم " الخلافة "...!! . اذا ً معركة كربلاء هي معركة تحريـر . وقد حذ ف الملالي الطابع الوطني وهو طا بع مخيف لهم . ثــم زرعوا بدله افكار الدراويش الايرانيين " لتأمين " معيشتهم الطفيلية في المجتمع عن طريق الاستجداء وجمع الصدقات والهدايا واجور " القرايا ت والتعازي " . هذا فضلا عن الفضيحة الشنعاء امام العالم المتحضر عندما يشاهد الناس العراقيين يسيرون وراء المشعوذين ببساطة ويسيلون دماءهم ويلطمون صدورهم في حين يتنكرون لجوهر تاريخهم وبطولة الحسين كمحرر لهم . وفوق كل هذا ان حكومتهم التي تدعي الديقراطية والوطنية تسمح بمـمـارسة هذه المهازل علنا ً. وان رجال الدين يدعون ( بالكلام الفارغ ) وقوفهم بجانب البلاد بينما هم يسربون اشياء تجلب الضحك والاستهزاء على وطنهم وشعبهم من قبل الشعوب الاخرى !!!!! .
بقي ان نلاحظ ان الملالي كانوا على علم قاطع بأن " مشكلة " تمـرير الشعوذة و " تحقيق " خداع الـنـا س لا يمكن ان يتم دون تجهيل ما يمكن تجهيله من الناس و تخويفهم من نار جهنم ثــم ترغيبهم في الثواب الذي يأتي بواسطة ( الروزه خون ) مع اللطم وقبول الشعوذة . وهم دائما يحاولون استخدام ارهابهم على الدولة ايضا والعمل على جعلها ذيلا ً لهـم . ومن الملاحظ كذلك ، اننا لم نر رجلا ً مـعـمـمـا او( روزه خونيا ً) حتى ولا ابسط ( مرده شوري ) منهم ان نزع عمامته واخذ السيف ومارس التطبير. او نزع ثيابه حتى الحزام ليلطم صدره الطري . ولكننا شاهدنا كثيرا ان " رموزا ً " سياسية مـعـمـمـة تتقدم عادة ( موكب الزنجيـل ) ثـــم تلامس صدورها من فوق الثياب والجبة بحنان ورشاقة مفرطة وبهدوء تـام يدل على " ورع " روحاني و " اد ب "فوق العادة لتعطي اشارة : أن ما تعملونه (ياجماعة ) انتـم واطفالكم الصـغـار من ضرب الظهر بالزنـجـيل هو عـيـن الصواب . و هـا انتم ترون مشاركتنا معكم . هيا استمروا ، ونحن نضمن لكم الجنــة !!!!.
ــ اسمحوا لي ، يادولة رئيس الوزراء ، ان اشير الى الدستور . فهو اصبح ملجأ لكل من يريد تسويق افكاره ومصالحه من السياسيين حتى لو كانت تلك الافكار والمصالح من النوع الذي قد يجلب الضرر للبلاد اوانها غير معروفة للشعب اوغير مدروسة من قبل الاختصاصيين على اقل تقدير !! ولكن على اعتبار ان الدستور يسمح بما يقولون ، كما هو الحا ل بالنسبة للفيدرالية . فان غا لبية الذين يلحون على انشاء الفيدراليات ــ كما يبدو ــ غير ملمـين بابعاد هذا النوع من النظام . و ان الدستور نفسه ايضا ً بني على تقديرات عاطفية وقومية وافتراضات خاطئة بهذا الخصوص . فمن مجريات المطالبة والمناقشة على اكثر من صعيد ان البعض وضع امامه اشياء مغرية يعتقد انه سيظفر بها وسوف يحققها له النظام الفيـدرالي .
لا ينكر ان النظام هــذا با لنسبة لبعض الجهات والاحزاب السياسية يضمن لها الهيمنة على مجا لس المحافظات واستلام السلطة الفعلية فيها و التصرف بها بصورة مستقلة ( تـقـريـبـا ) عن المركز الذي اقر الدستور اضعاف دوره !! لصالح سلطة " الفيدراليات "!!! . ثم ان الفيدرالية لها حصتها من الخزينة الاتحادية ( ومبالغها تتعدى المليارات ) وهي ستكون تحت تصرف المجلس و قيادة الحكومة الفيـدرالية !!! هذا اضافة الى السيطرة السياسية والروحية والاقتصادية لكسب السكان في الريف والمدينة ورؤساء العشائر في المقدمة . وكتـحـصيل حاصل ان هذه العوامل ستؤلف القوة المادية لفرض الارادة على المركز ( حتى في اخطر المواضيع بما فيها السياسية ) الى حد الانفصال اذا اراد البعض ذلك !!!! . اما النجاح في الانتخابات القادمة لمجلس النواب الاتحادي فـهو الاخر أمر مضمون لا ريب فيه وسيكون ايضا ً من بركات الفيدرالية !!!! .
و الدستور ، يا سيادة الرئيس . قد يستعمل بموجب بعض مواده ايضا ً للصراع الطائفي الذي نعاني منه اليوم . ثم ان نصوصه لا تكافح الفساد المالي والاداري كما هو الحا ل الآن في فيدرالية كردستان التي تأسست تحت ظروف استثنائية من حروب واحتلال وبعثرة للقوى الوطنية . حيث بدأ ت هناك على خلفية ضعف السلطة و النظام عموما مظاهر الابتزاز والتعاقد مع الشركات الاجنبية من وراء ظهر المركز والانعزال عن الحياة العراقية خاصة وقت مكافحة الارهاب بجانب الطمع بحصة دسمة جدا ً من الخزينة .ومحاولة اجتزاء مساحات جغرافية على خارطة العراق لصناعة خارطة فيدرالية مستقلة ( وكأنها تهيئة للانفصا ل !!!! ) ، هذا عــدا الاستهانة بوضع السياسة الخارجية للعراق ثم الاصرار على قضية كركوك بدون مراعاة ابناء القوميات التركمانية والكلدآشورية والعربية وغيرها واغفا ل لما يرتبط بذلك من ثروات عراقية تعـود لجميع الشعب و كذلك لمسائل لها صلة بعلاقات العراق الدولية . واذا كان بعض الاخوان في الفيدرالية لا يهمهم مصير العراق الدولي فهم خاطئون اذا ما ارادوا سحب مزاجهم هذا على سياسة الحكومة العراقية. ان شعب العراق سواء كان في الشمال او الجنوب هو واحد بالضبط كما هو الـرأ ي السائد في البلاد كلها و كما تنص على ذلك السياسة العراقية الرسمية . وبالتالي يجب ان نراعي سياسة السلام داخل الوطن العراقي والابتعاد عن الاحتراب وسياسة الخراب فيه ، اضافة الى سلامة علاقات العراق مع الدول المجاورة .
ــ و نود ايضا ان نطرق مسألة وسائل الاعلام والمواد التي تقدم الى المواطن . فكما تعلمون سيادتكم اننا محاطون بالفضائيات . واغلبها الغا لبة فضائيات لا تضمر ودا ولا خيرا ًً للعراق ، بل وتحرض على الارهاب فيه وتثير المواطنين على الحكومة الوطنية . ولهذه الفضائيات المعا دية كتابها ومفكروها من العرب والعراقيين ، خاصة من الذين لهم انتسا ب امـا بعثي او قومي او من المتعاطفين مع القاعدة اومجرد مرتزقة .
ان الجزيرة والشرقية والمستقلة ( مثلا ً ) وعشرات غيرها تعتبر من الفضا ئيات ذات العداء المكشوف للعراق واغلب الناس يعلمون بمصادر تمويلها . اضافة الى ان هناك فضائيات طائفية وايرانية وعربية ممن تناصب العراق العداء ايضا ً وتعمل عل الاطاحة بحكومة المالكي الوطنية . ومما يؤسف له ان العراق لا يملك فضائية تعكس بصورة كاملة آلام الوطن او تطالب بتوفير احتياجاته في حياته المعيشية وطرح مشكلة الغلاء والبطالة والصحة والتعليم ... كما لا تنشر بما فيه الكفاية عـما يتعلق بالادب والفن اوتناقش التخرصات والاكاذيب الصادرة من الاعداء المكشوفين والمتسترين او المخدوعين بالشعارات المزيفة . اننا لا نملك فضائية تتكلم بجرأة حول الدفاع عن شخصية المرأة وتبيان محـاولات بعض " الاوساط " ارجاع ظلام القرون الوسطى للبلاد بقصد سحق العنصر النسوي ابتداءمن ربات البيوت وانتهاء بطالبات المدارس والجامعات ...الخ . ومن الغريب ان نجد فضائية " العراقية " وهي الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها او الاستماع لها ... ولكنها ، كما يلاحظ ، و لاسباب غير مفهومة بالنسبة لنا ، انها تتناغم بين الحين والاخر مع خط يماليء تيارات وميليشيات مشبوهة وتبث برامج دينية متزمتة وذات طابع طائفي من النوع الذي يستخدم بالتعازي والقرايات امام الناس البسطاء وذلك بدلا من رفع مستوى افكارهم وفتح الافاق العلمية والادبية لهم . كما ان " العراقية " لا تقوم كما يجب بنشر الثقافة العـا لمية ذات الطابع الفكري المكافح من اجل الانسان والحياة الافضل . بينما تسمح لنفسها ان تنقل نقلا حيا لمظاهرات الصــدر (مثلا) هذه المظاهرات التي هي اصلا ًللتغطية على جرائم التفجيرات وقتل ابناء العراق في الشوارع والاسواق . واذا كان النقل يتم بدافع الحياد فلا بأس بذلك ، الا انه يتم بصورة اثارة تخلق انطباعا سلبيا بين الحكومة والمواطن ـــ وذلك من وجهة النظر المهـنة الاعلامية والصحفية . وربما يحدث هذا لقلة الخبرة الصحفية لدى القائمين على الفضائية .
وللتدليل على صحة ملاحظتنا نسوق مثلا واحدا ً . هو قيام قسم الاخبار باشغال كل الوفت المخصص لنشرة الاخبار (للساعة السادسة ) ليس للتفجيرات في سوق الغزل وبغداد الجديدة و لا عــن المأ سات الناجمة منها بل لعرض مظاهرات البعثيين تحت لافتات التيار الصدري حول المطالبة ببناء سامراء واطلاق سراح المعتقلين (المتهمين بالارهاب و القـتـل ) من التيار الصدري وبرحيل قوات التحا لف ... بينما هذه المظاهرة كان غرضها ــ كما يبدو ــ هو التشويش على اخبـار التنفجيرات في سوق الغزل وبغداد الجديدة . وبذات الوقت اضا فت الفضائية اخبار مظاهرات مماثلة في البصرة وفي مدن اخرى ها بنفس الموضوع مما يدل على ان العدو يعمل بتنسيق كامل لفصائله . فـ "العراقية " لم تذكر كلمة واحدة عن الانفجارات في كل النشرة . بينما سمع العالم الخبر من فضائيات اخرى قبل الساعة السادسة . والانكى من هذا ان الفضائية المذكورة قدمت برامج في ذات الوقت كذلك ليس على التفجيرات بل قسم منها يثير النعرات الطائفية كما جاء على لسان سيد معمم كان يتكلم عن كتاب ايراني للطوسي ( كما اعتقد) بعنوا ن " الخلاف " ويقصد بين المذاهب الشيعية والسنية !!!! . وفي اثنـاء تلك الازمات النفسية التي اعترت العراقيين في الوطن وفي المنفى تتفـضل "العراقية " على المشاهدين مباشرة بعد " تلك الاخبار " ببرنامج يحاور به محمد الـوائلي احد الشيوخ عن قواعد الحلال والحرام عند ( ذبح الحيوانات والبعــران ) بالسكين. وعن ضرورة الالتزام بنسب المـواد والفلزات المخلوطة بحديدة السكين لكي يكون الذبح حلالا ً ويجوز عندها اكل اللحم !!!! . وفد شاهد جمهور المشاهدين لفضائية " د يـنـية " عراقية في حادثة تفجيرات اخرى رأي الشيخ ( المتكلم ) بحكام تخص صلاة المرأة خلال "" ايام العادة "" الشهرية !!!!! :
العراق يحترق والارهاب يقتل بالناس والمستشفيات غاصة بالجرحى ..... والجماعة مشغولون بحل " ازمات" اخرى يعتبرونها ( اكثر اهمية ) . !!! اليس من الضروري ان يملك الشعب فضائية ليوجه خطابه المؤلم الى الناس من خلالها ليشدهم في حـــزام واحد ضد قطعان الارهاب وتجار الدمــاء ؟؟ ام ان الجميع لديهم حقوق الانسان بما فيهم الارهابيين المقبوض عليهم ، عدا الشعب العراقي ليس له حقوق ، التي اسمها حقوق الانسان ؟؟؟؟!!!!.
ــ هذا واعتذر من الاطالة يا سيادة الرئيس . و نبارك لكم اهتمامكم السياسي بالعشائر . فـمن بين افراد عشائرنا رجالات وطنية يحسب لهم الحساب . وان شيوخها عموما رجال بواسل وسوف يرى العراق الخير اذا ما دخلوا ساحات الكفاح الوطني . واعتقد ان الانتخابات القادمة ستكون شفافة وسوف يجد حكما ء العشائر والمثقفون العـراقيون بما فيهم الادباء والفنانون والعلماء من الرجال والنساء مكاتهم في البرلمان القادم . ان الغيوم الداكنة ستزول انشاء الله . ارجو المعذرة من الاطالة مرة اخرى .



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النواب والعلم العراقي!!!
- هل بدأت مرحلة البناءالاقتصادي في العراق ؟ !
- الثقافة في العراق تتقدم رغم الارهاب والمتصالحين معه
- الدستور العراقي ومشكلة قتل النساء
- الاخطاء ذات التاريخ الطويل
- الاقتصاد في النظام الفيدرالي وسجناء الدستور
- المؤامرة الكبرى على العراق الجريح
- المرأة العراقية . ماذا يريد البعض ان يكون مصيرها ؟؟
- تقسيم العراق ليس اقتراحا ًبل اشارة وتحذير
- تقسيم العراق ليس اقتراحا ً بل اشارة وتحذير
- السياسة العالمية والعمائم الايرانية
- هل ستقدم الحكومة برنامجا اقتصاديا للشعب ؟ !!!
- حل المشكلة العراقية يتطلب حل الميليشيات
- ضحايا القحطانية والمتفرجون عليها !!
- الشعار الجديد فيدرالية جنوب بغداد !!!!
- مناورة مفضوحة وسياسيون متفرقون
- الحرب الاعلامية والدعوة لإقامة منظمة عالمية لنصرة العراق
- الاخطبوط يعمل بكل طاقته في العراق
- مقصورة المجد
- السياسيون العراقيون ومسلسل تفجيرات العتبات المقدسة


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الزهرة العيفاري - رسالة الى دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي