أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الرديني - امي والله














المزيد.....

امي والله


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:08
المحور: الادب والفن
    


استيقظت صباح امس مذعورا.. كان وجه امي امامي، ذلك الوجه الذي غاب عني منذ اكثر من 20 سنة، توفت دون اراها ، قبل ان تموت بايام قالت لي " بني اني ساغادر الدنيا قريبا هل لي ان اراك ؟ قلت لها: ساحاول يا امي.
وبالفعل اتصلت بالسفير السعودي في دولة الامارات ليعطيني تاشيرة ترانسيت الى بلدي العراق عبر اراضيه وقلت له على ما اتذكر: اني ياسيدي لا املك تذكرة طائرة فانا فقير جدا وامي ستموت قريبا فهل لي بتاشيرة ترانسيت امر بها في سيارتي التي لا اعرف ان كانت ستصل الى البصرة ام لا. فاجابني بحدة " هذه مشكلتك نحن لا نمنح العراقيين تاشيرة ترانسيت"
وماتت امي دون ان اراها وقررت حينها ان احصل على جواز سفر يدخلني السعودية مصحوبا بتحية من رجال الحدود، وهكذا كان"وتلك قصة اخرى سيحين وقتها في حينه".
حين ظهر وجه امي امامي ارتسم على وجهي او قل ان وجهي كان كله عبارة عن علامة استفهام.
قالت امي:
" لماذا بدأت تكفر هذه الايام؟
اجبت متعلثما:
" لم اكفر يا امي ولكني قلت ما في قلبي.
صاحت امي بغضب:
" بل كفرت ايها الولد العاق... كفرت لانك لا ترى الا نفسك ...انك اناني ايها الطفل الاخرق".
فاجبت صاغرا:
" اذا كنت ترين ذلك فانا كفرت واعتذر منك ولا حيلة لي فانا افديك ولا اتحمل غضبك"
صاحت وماتزال غاضبة:
" ليس المهم انا وانما ربك الاعلى ، كيف ستواجهه بعد موتك"
هنا فقط استأذنتها في الحديث وطلبت منها الصفح اذا كان صوتي اعلى من صوتها.
قلت لها:
امي الحبيبة...في العراق اغنية مشهورة يعرفها كل الناس تقول كلماتها: انا كلبي على ولدي وكلب ولدي مثل الصخر... ولها قصة تعرفينها جيدا يا امي ،حين احب شاب ذات يوم فتاة رائعة قالت له" مهري هو راس امك اذا اردت ان تتزوجنني" فهرع الابن المسكين الذي كان يحب فتاته بهيام منقطع النظير الى امه وقطع رأسها وركض نحو فتاته التي كانت تنتظره.
في الطريق تعثر الابن وسقط ارضا فسمع وهو مطروح على الارض رأس الام يقول له:
" سلامتك ابني ، كوم وصل راسي لحبيبتك"
صاحت امي:
" اعرف هذه الحكاية، ماذا تريد ان تقول"
جاء الان دوري لكي اصيح وباعلى صوتي:
" يا امي.. الله الذي خلقك وخلق معك كل هذا الحب وكل هذه التضحية وكل هذه السعادة في الايثار... هذا الرب الذي الذي خلقك هو ارفع منك شأنا.. هذا الرب الذي اعطاك نطفة من حبه هل يقبل ان يتفرج علينا... هذا الرب الذي جعلك اسطورة للحب والتضحية كيف يقبل ان يقتلون اطفاله ونساؤه.. اني لا اكفر يا امي ولكن اريد جوابا ...فلو كنت مكانه اما كان بالامكان ان يتغير الوضع ؟ اذن انت يا امي التي ماتت منذ 20 سنة ولم ارها حتى بالحلم افضل من الله.. على الاقل قلت لابنك الذي كان يدحرج رأسك" انا كلبي على ولدي وكلب ولدي مثل الصخر".
فهل هذه هي العدالة يا امي؟؟؟



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يلتقي الضدان، بن لادن ومهدي المنتظر
- لماذا لايحب المسلمون الحب ..؟
- امرأة تبحث عن -حوري- في الجنة
- رسالة الى الله.. صداقتي قيد التنفيذ
- ميوشة تعلن الحرب على القاعدة
- الى علاء مهدي ... رد هادىء جدا
- سحقا لكم .. ماذا تفعلون؟
- يامعود يا حكومة
- ميوشة تصحو على - الصحوة-
- ببغاوات في السعودية عمرها قرون
- مشهد سريالي
- الكويت بضاعة فاسدة في مغلف انيق
- ساتوكل على الله واغازلكم , الى كل الذين يعملون بصمت في الحوا ...
- تصريح زوج فتاة-القطيف- كفر والحاد
- خسئتم والله يا اصحاب اللحى
- رسالة اليك ايها -العاهل- السعودي
- اغتصاب فتاة قطيف والصمت الالهي
- اسمعتم ما قالته لي ليلى
- دبجة- عراقية تحدث هزة ارضية في اوكلاند
- لم يبق الا الله ليعتدوا عليه


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الرديني - امي والله