أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن عماشا - الوضع اللبناني: بين وهم التسوية والعجز الوطني(أولى أسباب الاستعصاء اللبناني)















المزيد.....

الوضع اللبناني: بين وهم التسوية والعجز الوطني(أولى أسباب الاستعصاء اللبناني)


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 08:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


"لو أن البديهيات الهندسية
تعارضت مع مصالح الناس
لعملوا على دحضها"

تستمر الأزمة السياسية اللبنانية على حالها. ولا مخرج يلوح في الأفق. و"المبادرة العربية" التي يجول فيها أمين عام "الجامعة العربية" عمرو موسى، لن تجد طريقا لها. أمام تمترس القوى المتصارعة في لبنان وعدم تبلور قوة داخلية وازنة تشكل عامل ضغط حقيقي على الأطراف الممسكة في مفاتيح التسوية.بحيث بات لبنان يعيش في مأزق مظلم والغالبية العظمى من الشعب في كل المناطق ومن كل الطوائف "تلحس المبرد".
وإذا كانت الحرب الأهلية لم تندلع لسبب رئيسي هو عدم وجود مشروع على مستوى الوطن لدى أي من الأطراف المتنازعة يسعى لتحقيقه. ويكتفي كل طرف بالإمساك بجزء يمكنه من تعطيل الحياة الطبيعية. بإنتظار أن يتعب الفريق الآخر، ويستجيب لمطالبه. أو يحدث تحول ما، داخلي أو إقليي- دولي.
والكلمة السحرية التي تبطل مفاعيل التحريض و الاتهام بالخيانة والعمالة. بل وحتى جرائم الإغتيال؛ وتعفي المسؤلين من المبادرة للخروج من الوضع القائم هي: "هيدا لبنان". وهي وأخواتها من المصطلحات اللبنانية. تعطل قوانيين وعلوم السياسة والاجتماع والتاريخ والجغرافيا. وإن حكمت الدنيا فـ"لبنان قطعة من السماء"!!!.
ومع ذلك يتساءل اللبنانيون لماذا نعجز عن التوصل الى تسوية؟ لماذا لا يتركنا العالم نعيش دون أن يتدخل بشؤوننا؟!. وهنا تنتقل المشكلة الى العالم فبدل الاقرار بأن لبنان جزء من هذا العالم وبالتالي يخضع لقواعده ينحو الفكر اللبناني العقيم الى إلقاء اللوم على العالم ويستحضر هذيانه الذي يسميه تاريخ حجة لجعل نفسه ضحية فينام قرير العين.
إن أصل البلاء في لبنان هو في النخب التي حكمته منذ نشوئه. وهذا لا يعني حصرا النخب السياسية بل كل النخب بما فيها الفنانيين.
في هذه المحاولة المتواضعة، نحاول تشخيص اللوحة التي تعكس المشهد اللبناني بماهيته دون إسقاطات فكرية أو إغفال للعوامل التي يتجاهلها حتى العدم، الفكر السياسي اللبناني. الذي وصفه شهيد الفكر مهدي عامل بـ"الفكر اليومي".

لقد قالها مرة الجنرال ديغول: "قبل البحث في السياسة؛ إنظر الى الخارطة أولا."
بمعزل عن السجالات التي تضج بها الحياة السياسية اللبنانية. يواجه لبنان بسبب موقعه الجغرافي أولا أطماعا صهيونية في أرضه ومياهه. ليست خفية على عاقل إلا من يتصرف كالنعامة. أضف الى ذلك وجود ما يقارب 400 ألف لأجئ فلسطيني على أرضه. ، وهناك حديث عن وجود ما يقارب الخمسين ألف لاجئ عراقي أيضا نتيجة الغزو الأمريكي للعراق.
من جهة أخرى سوريا لا تذعن للمطالب الأمريكية في قضايا مختلفة (لا يتسع المجال لتعدادها هنا) لكنها تضع سوريا في مواجهة الولايات المتحدة وأداتها الاستراتيجية "إسرائيل". ولبنان الجغرافيا- على الأقل- هو مجال حيوي سوا لجهة الدفاع عن سوريا أو لجهة التضييق عليا من قبل الأمريكيين. من هنا فإن كل منطق يدعوا الى عزل لبنان عن مجريات الأحداث في المنطقة هو: إما سجاجة مفرطة وإما تضليل متعمد.
هذا ما تبينه اللوحة الخارجية لخارطة لبنان والمحفوظة من الشرق بالملعصًب؛ فويل للجار إن داس عليها. أما من الجنوب فتحددها الأمم المتحدة بناء على رغبة "إسرائيل"، (هذا على الأرض فليس للبنان حدود في السماء أو حتى في البحر. وكل معترض هو أداة سورية – ايرانية؛ ومطعون بلبنانيته!!!.
أما الخارطة الداخلية فهي على الشكل التالي:
تبعا للتقسيم الإداري الحالي: محافظة بيروت تقاسم نفوذ متوازن بين الموالاة والمعارضة. ومحافظة جبل لبنان في متنيه الشمالي والجنوبي توازن نسبي أيضا بين الموالاة والمعارضة. أما محافظتي الجنوب والنبطية سيطرة تامة للمعارضة ويصعب ملاحظة اختراقات فيهما للموالاة. ومحافظة البقاع سيطرة للمعارضة لا تخلوا من بضع إختراقات للموالاة. وأخيرا الشمال سيطرة للموالاة مع اختراقات كبيرة للمعارضة. وقبل البحث في تركيب الموالاة و"المعارضة"؛ لا بد من الاشارة أن لبنان ليس فقط تفكر نخبه بشكل يومي إنما هو أيضا لا يختزن أي من إحتياجاته الأساسية وإذا ما توقفت البواخر يوما يفقد لبنان أبسط مقومات العيش.
في العام ألفين وبعد إنسحاب الجيش "الإسرائيلي" من الجنوب مدحورا تحت ضربات المقاومة. ساد إعتقاد بأن "إسرائيل" خرجت من المعادلة اللبنانية وشكل ذلك إيذانا بإطلاق حملة على الوجود السوري في لبنان. إنخرطت فيها الغالبية العظمى من التشكيلات السياسية؛ مستترة أو علنية، منها لأسباب أيديولوجية مكونة من ما كان معروفا بالتيار الإنعزالي. فكان "لقاء قرنة شهوان". ومنها لاسباب فئوية على إعتبار أن السوريين الذين فوضوا إعادة تركيب السلطة بعد إتفاق الطائف لم يمنحوهم حصة فيها يعتقدون أنهم يستحقونها؛ أو لم يضمنوا لها الاستمرار لمن حظي بها. إلا أن هذه الفئة عجزت عن بولرة جبهة متماسكة. ومنها من إستشعر بقرب إنهاء الوجود العسكري السوري سواء من خلال خطط إعادة الإنتشار التي شرعت بتنفيذها سوريا. أو من خلال الحملة التي بدأت تنموا في الولايات المتحدة بإتجاه التضييق عليها والتي اشتدت بشكل خاص بعد الغزو الأميركي للعراق. فسارع لملاقات المتغيرات عله يحسن شروط مشاركته في العهد القادم. فكان "لقاء البريستول" الذي تزاوج مع "لقاء قرنة شهوان".
في المقابل كان "حزب الله" بحسب ما بينت حرب تموز/ آب. أنه في الجانب العسكري لم يكن أسير الوهم الذي ساد بإنتفاء العامل "الإسرائيلي" وظل متحسبا ومستعدا. وسوريا التي كانت تعد لخروج جيشها وأخرجت فعلا ستون بالمئة من جنودها قبل صدور القرار 1559. عملت على تعزير الرموز المتفلته من الهيمنة الطائفية وفي طليعتهم الرئيس أميل لحود وكبار مساعديه من كبار ضباط الجيش فكان التمديد لولايته وتوزيع الضباط على رأس الأجهزة الأمنية. ولم يكن خافيا أن هذا أزعج كل زعماء الطوائف؛ كل بحسب ما كان يعنيه ذلك من تقويض لنفوذه. بما فيهم حلفاء سوريا دون أن تكلف سوريا نفسها عناء شرح أبعاد هذه الإجراءات؛ ما إستدعى شنّ حملة منظمة إستهدفت الضباط والرئيس لحود إنخرطت فيها كل القوى السياسية والطائفية والاعلامية. لكن الحدث الزلزال المتمثل بإغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. شكل صدمة وإرباك كبيرين لسوريا وحلفائها وعجزوا عن إستيعاب تداعياته في حين نجح خصومهم المحليين والدوليين في إستغلال الحدث وتعظيم قوتهم بما يفوق قدرها الحقيقي بشكل كبير. وتوزعت الأدوار محليا وعربيا ودوليا لتطلق وتحضن وتدعم إنقلاب ينقل لبنان من موقع المواجهة "لإسرائيل" والممانعة في مواجهة المشروع الأمريكي- "الإسرائيلي" في المنطقة. الى منصة لإستكمال حلقة الحصار على سوريا وتصفية المقاومة فيه. ولأن موازيين القوى الفعلية ليست في مصلحة قوى الأنقلاب كان التحالف الرباعي في الآنتخابات النيابية الخديعة التي نجح فريق الانقلاب عبرها بتأمين أكثرية نيابية مكنته من الإستئثار بالسلطة الا أن صمود الرئيس لحود في موقع الرئاسة حتى آخر لحظة من ولايته الممددة دون الخضوع للضغوط والتهويل والعزل الذي فرض عليه محليا وعربيا ودوليا. ومن ثم صمود المقاومة وإنتصارها في وجه "إسرائيل" على مدى ثلاثة وثلاثين يوما في ظل تنصل رسمي محلي وتغطية عربية وشراكة أمريكية في العدوان عبر الجسر الجوي الذي زود "إسرائيل" بالذخائر والمعدات والنشاط الدبلوماسي لقطف ثماره سياسيا. عطلا مفاعيل هذا الانقلاب ومنعه من الوصول الى خاتمته. وها نحن اليوم نعيش في ظل شغور موقع الرئاسة الأولى بعد عجز الفريق الحاكم عن انتخاب رئيس حتى بالأكثرية التي لديه ورغم تخليه عن الاتيان برئيس من فريقه ترفض المعارضة الاستجابة له الا بشروط التسوية المتكاملة والتي تعني عمليا حرمان الفريق الحاكم من القدرة على أخذ البلد بالاتجاه الذي انطلقت حركته قبل ما يقارب الثلاث سنوات من أجله والتي حازت على دعم عربي ودولي لم يسبق أن حظيت به قوة ما في أي دولة في العالم.
فمن هي الموالاة؟ ومن هي المعارضة؟:
اولا: في الموالاة
تتشكل الموالاة من ثلاثة قوى رئيسية هي تيار المستقبل المستند الى قاعدة شعبية أساسها مكون من الطائفة السنية. ويمكن فرزه بين فئتين الأولى والتي تحتل المواقع القيادية مؤلفة من كبار الملاكين العقاريين وأصحاب شركات المال والأعمال الى جانب الموظفين الكبار في مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص. وهؤلاء إعتادوا تحقيق المكاسب الكبيرة منذ ظهور هذا التيار. أما الفئة الثانية مكونة من شرائح إجتماعية فقيرة نجح الحريري الأب في أحتوائها واستقطابها من خلال المساعدات التي كان يقدمها لهم خصوصا في المواسم الانتخابية ومن ثم تعاظمت وإتسعت من خلال التعبئة الطائفية والمذهبية بعد إغتياله.
أما القوة الثانية فهي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكتلته النيابية وحزبه المكون أساسا من طائفة الموحدين الدروز والذي يكاد ينحصر وجوده ونفوذه في منطقة الشوف والجبل حيث تمكن من الاستئثار بالمنطقة ولا زال بفعل تهجير المسحيين بعد حرب الجبل في مواجهة القوات اللبنانية المتحالفة مع "إسرائيل" وخوض الفصائل الفلسطينية الحرب لحسابه بدعم سوري.
أما القوة الثالثة: القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع يضاف اليها عدد من الشخصيات التي تجمعها معها منطلقات فكرية واحدة. وهذه القوات فقدت القدرة على الاستئثار بالواقع المسيحي بسبب تجربتها المريرة خلال الحرب الأهلية وطبيعة قيادة سمير جعجع المقامرة والمغامرة. ورغم الصراع التاريخي والدامي بينه وبين وليد جنبلاط يتحالف معه اليوم لاعتبارات أيديولوجية يرى من خلالها أن وليد جنبلاط أتى بالسياسة الى مواقعه الأيديولوجية.وبسبب حالة الضعف التي تعانيها القوات في لبنان عموما والوسط المسيحي خصوصا.
يبقى أن الجامع بين هذه القوى لا زال يشد وثاق ترابطها وإن كانت عجزت عن إستكمال إنقلابها. لأن الحاجة الأمريكية – الغربية. وما يسمى محور الإعتدال العربي لهم لا زالت قائمة. فضلا عن أن هذا التحالف بما يحققه حتى في ظل الوضع الراهن أكبر من تمنحهم أياه أية تسوية. فرأسماليي تيار المستقبل لن يجدوا في أي مكان في العالم بما فيه الدول التي تدعمهم مجالا لتضخيم ثرواتهم كما في لبنان. ووليد جنبلاط بات يدرك أن حجمه الفعلي لا يتناسب مع ما هو يستأثر به وأنه قطع شوطا كبيرا وأوغل في الرهان على نجاح المشروع الأميركي- "الإسرائيلي". وأحرق مراكب العودة الى الحاضنة التي تربى وترعرع في كنفها وبات لايرى أي مستقبل له في لبنان الا إذا تغير النظام في سوريا. أما القوات اللبنانية ما كانت لتحلم يوما أن تجد مكانا لعقيدتها الكيانية والأيديولوجية خارج بيئتها الطائفية فكيف وهي اليوم تسوّق أفكارها في البيئات الطائفية الأخرى وخصوصا البيئة السنية والتي فتحت لها ابواب العواصم العربية.
من هنا لا يجد هذا الثلاثي أية مصلحة له في إعادة تشكيل السلطة بما يتناسب مع ما تعكسه التوازنات السياسية الشعبية وفي ظل عدم قدرته على توسيع القاعدة الشعبية لخياراته بات رهانه ينحصر في إتجاه إضعاف خصومه عبر تجريدهم من عناصر قوتهم.

ثانيا في المعارضة:
تختلف المعارضة في ظروف تشكلها عن الموالاة فضلا عن طبيعة العلاقات فيما بين القوى المكونة لكل منهما. بحيث يصعب توصيفها كمعارضة تحمل مشروعا موحدا بل هي أقرب الى تجمع وطني عريض وإن ارتفعت في الأونة الأخيرة درجة التنسيق بين القوى المكونة لها. مع ذلك يمكن القول على العموم أن المعارضة أيضا تتشكل من ثلاث قوى رئيسية في طليعتها حزب الله، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر.
لكن مع فوارق جوهيرية بالنسبة لتشكيل الموالاة. أولا: في الوزن السياسي الشعبي حيث أن في الموالاة فصيل واحد وهو تيار المستقبل قد يعادل في حضوره الشعبي إحدى قوى المعارضة الرئيسية. أما القوى الثانية في الموالاة فهي لا تعادل من حيث وزنها الشعبي ما تمثلة قوى في المعارضة ليست ممثلة في المجلس النيابي وتم إسقاطها في الانتخابات بسبب التحالف الرباعي منها على سبيل المثال، لا الحصر؛ تيار المردة بقيادة الوزير السابق سليمان فرنجية.
ثانيا: درجة تماسك المعارضة وتكاملها مقارنة بالموالاة فهي دون الحد الأدنى ويمكن القول أن فريق الموالاة نجح دائما في إستفراد أحد أطراف المعارضة دون أن تحرك الأطراف الأخرى ساكنا. في حين كانت الموالاة على العكس تظهر وحدة وتماسك حتى بات يصعب التمييز بين أي من أطرافها. وإذا كانت المعارضة على حق في أنها تعبر عن أكبر قاعدة شعبية في مقابل الموالاة فان أفتقارها الى برنامج موحّد. يضعف من فعالياتها وتظهر القوى الأخرى مجرد ملحقات في القوى الرئيسية.
يضاف اليها قوى أخرى مثل الرئيس سليم الحص وما يمثل والرئيس حسين الحسيني وفعاليات مناطقية في بيروت والشمال والبقاع وحتى الحزب الشيوعي. هي أقرب من حيث رؤاها السياسية إلى المعارضة من الموالاة. إلا أنها تحاول دائما أن تميز نفسها وتحتفظ بمسافة واضحة بين الفريقين.
لقد بات واضحا عجز قوى الموالاة عن استكمال مشروعها وفقدت مع مرور الوقت قوة الدفع التي إستمدتها من إغتيال الحريري ولم تعد عمليات الاغتيال تشكل مادة تعبوية تظهر على إثرها حجم حضورها الشعبي. وتكشف ذلك بعد إغتيال النائب عن تيار المستقبل وليد عيدو ونائب الكتائب انطوان غانم. وأصبحت تعتمد حصرا على الدعم الأمريكي والدول الخاضعة له للحفاظ على إستئثارها بالسطة رغم عدم قدرتها على إدارة دفة البلد. والجيش الذي يمثل القوة الأمنية الرئيسية في البلاد نأى بنفسه عن أن يكون أداة بيد السلطة وبات بحكم الوقائع على الأرض خارج سيطرة الحكومة ووحده يرسم الحدود الأمنية.
في المقابل المعارضة تقف عاجزة عن المبادرة في إتجاه الخروج من الأزمة ليس لأن موازين القوى الداخلية ليست في مصلحتها بل على العكس أنها تستطيع أن تحسم المعركة بسرعة. وليست الضوابط الوطنية أو الخشية من الفتنة يمنعها. بل لأنها أولا: لا تملك برنامج حكم. وثانيا: هي تدرك أن لبنان الذي يرزح تحت ثقل الدين العام والذي قارب الخمسين مليار دولار. إضافة الى حجم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتفاقمها، في ظل إنعدام وجود أي احتياط يوفر الأمن المعيشي على كل المستويات من الطحين الى الدواء. وفقدان السلطة - أيا كانت- مقومات مواجهة هذه التحديات. وهي (المعارضة) مع هذا الوضع لاتستطيع تحمل المسؤلية عن ما قد تؤول اليه الأوضاع لو تم كسر الحكومة القائمة وأعطيت الحجة لأمريكا والغرب بفرض الحصار على لبنان وتنصل العرب من مسؤلياتهم.
لكن ما تخشاه المعارضة وتهرب منه اليوم سوف يواجهها غدا خصوصا أمام الاصرار الأميركي على مشروعه في المنطقة ولبنان ليس مجرد دولة في أطراف المشروع بل هو واحدة من ركائزه. وفية شوكة تنقر عين "إسرائيل" وتلهبها وعليه هضم وإستيعاب اللاجئين على أرضه.
وبعد حرب تموز لم يعد التحدي في القدرة على مواجهة العدوان "الاسرائيلي" وحسب بل في القدرة على تأمين مقومات الصمود والعيش. والجوع كافر.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستنقع الآسن
- الكيان اللبناني : أزمة تكوين
- ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟
- مبروك زواج الانعزالية
- حركة 14 اذار تجمع قوى الانعزال ورموز الافلاس الوطني-القومي
- -في مناسبة العيد الرابع لانطلاق موقع -الحوار المتمدن
- خلوة مع النفس
- مساهمة في تصور اولي
- برسم الثوريون المفترضون
- بصدد المسألة التنظيمية
- حزب ام حركة؟..اشكالية، الاطارالناظم
- نداء الى الشيوعيين اللبنانيين
- الموت في التيه...¨سقط جورج حاوي شهيدا..
- أزمة اليسار العربي: اللبناني نموذجاً وضرورة ولادة جديدة


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن عماشا - الوضع اللبناني: بين وهم التسوية والعجز الوطني(أولى أسباب الاستعصاء اللبناني)