أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - الأغنية المفقودة














المزيد.....

الأغنية المفقودة


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 08:22
المحور: الادب والفن
    



حدثني رجل وجد بوصلة حياته ثم فقدها بحمى شديدة ، كانت صديقة
لي قد حدثتني عن انهيار مؤقت نجت منه ، وردت انباء مفاجئة عن موت
سكير لم يعد الى البيت فجرا الا والأغاني ترافقه .

حدثني جزائري عن اخيه المكتئب الغائب الحاضر في حياة استنزافية
يعيشها رجل كتب على الوالدة لترعاه طيلة حياتها كطفل يتنهد ويبكي
بلاسبب ويخشى مغادرة البيت طوال سنوات ، طفل مشوه كبر وهو يخاف
التلفاز والأقارب ويعتقد بان العالم ملئ بالعقارب .

حدثني باكستاني بانه تجول في الصين بدراجة نارية لأنه لايعشق بلاده
الا في الحنين اليها وهو يتشوق اليها ، اكد لي بانه كان قويا جدا
ومتمردا مغامرا وذلك ما ادى به للتواجد هنا في اوربا .

وما فاجاني به عراقي كان مهندسا والآن لاشئ بانه يكره نفسه ويتاسف لأنه لم ينتبه الى ضرورة معرفة وممارسة كل انواع الزيف لكسب حصيلة اكبر من المال والعيش قرب حرارة الحظ والبذخ بشكل عام .

حدثتني امراة بانها سعيدة ومطمئنة لأنها ربت وكافحت وهي تشكر الرب
ومهما كانت النتائج ..

حدثني جايكوف ايضا ، حدثني في قصة قصيرة جدا عن رجل جمع المليون
ثم فرشه على الطاولة امامه واطلق النار على نفسه !

حدثني رجل عراقي بانه ينتظر قوانين التقاعد الجديدة منذ القدم .

.... حدثني احد ما عن موضوع لم افهمه الى هذه اللحظة .

حدثني الشيطان عن تراتيب العهد السعيد باستخدام البنادق .

حدثتني مغربية عن القمل الذي حمله عمها الصياد في قماشة ، مكيسا
اياها كشاهد على مقتل الأب في تنريفا عروس المحيط .

حدثني هذا وحدثني ذاك ولم يسمع اي منهم مارغبت حقا في تلخيصه
بما انا مزمع مخلصا للحديث عنه . يبدو بانني ساتذكرهم مرة واضيف
الى مجموعتهم احاديث اخرى , ذات صوت واحد , مرة اخرى ..

حدثني مصري عن تخليه عن وظيفته كشرطي لكي لايضعف ,

حدثني امريكي بانه ضابط بحرية قديم في الفيتنام وبان الرب رسم
له شكل بوصلة الحياة ، وقاده ليكون مبشرا انجيليا بعد ان تسبب
في مقتل محظيته الفييتنامية التي جلبها معه الى ماتساسوتشس وماتت
هناك فجرا ، لأنه اجبرها للسكر معه حد الموت وهكذا ماتت .

.. حدثني شاعر ومترجم بانه يرغب في زيارتي وقطع مسافات طويلة
لكي يفضفض ويرتاح ، لأنه وجدني منقذا في ذلك الحين ، لم ارد عليه .

.. حدثني يماني عن والده الذي قتل في الحرب الثمانية مع ايران ،
وحمل الحكومة العراقية مسئولية عدم اعتبار والده شهيدا ، وحالة
اهله في مدينة القاعدة في اليمن ، حالة يرثى لها ، وحالته هو
مدمنا ، منحرفا والخ .

.. كان ( ويلي ) ذا موهبة عظيمة في مكان عمله منذ يومه الأول
لعمله في (الفويست البينة)اكبر مصنع للصلب والحديد في اوربا ..
وهو بذلك عثر على بوصلة تاريخه الوظيفي الباهر ، وتزوج من موظفة تعمل في نقابة العمال ، منعته تماما وطيلة كل الأوقات المشتركة
لحياتهما معا من رؤية ولده من مغامرة جنسية عابرة ، لذا فهو وببرود تام يعيش حياة فقدان البوصلة !

الأنهيار المؤقت الذي نجت من اغلاله صديقتي تلك كان بسبب اكتشافها
المتاخر لكون اوربا مليئة بالأكاذيب وعدم قدرتها على الصمود .

.. يثير رنين الجرس المثبت بشكل مائل اعلى باب شقتي الصغيرة تلك
وفي تلك الأيام برنين مخيف وبلا سبب واقعي تماما ، شعرت دوما بان
في قرع تلك الأجراس اعلان لتهديدات تنبعث من اعماق ايام سحيقة
وبذلك ، خلف ذلك الجرس الرهيب لدي دوما شعورا بان احدهم يترصدني
لقتلي وهو يطالب بفتح الباب للفتك بي !

كان حامل السلم الصغير ملوث البدلة البيضاء ببقع الأصباغ
واقفا امامي في الممر ، ينظر الى باب الشقة المجاورة لشقتي بثبات
ولم يعر لي ولامن يرافقه من عمال الشركة اي انتباه . سالتهم .-

- ولم ايقاضكم الأرعن لي في لحظة كهذه وانتم تقصدون باب جاري ؟!

- هههه ، نتاسف حقا ، كنا نقصد باب جارك المغني السكير -المتوفي - !!

..

عدت بذهول الى الوراء وجلست على مقعد قرب الباب وانا اسمع احاديثهم وهم في غمرة عملهم في ازالة كل شئ يمت بصلة الى ذلك المغني
الوحيد الذي ظل غامضا ولم نره اطلاقا في كل نهاراتنا تلك ولم نتعرف
اليه بشكل او باخر ، وما جعلني اعيد بشكل خاطف احاديث اخرى
كثيرة ، تجعل الحياة حقلا منتجا للأثارة ، تلك الأغنية التي لطالما
غناها المغني المائت والذي يحضر العمال والمرونق شقته لساكن اخر ،
مجهول وجديد .. تلك كانت اغنية عصية الفهم وبلغة خاصة خليطة جدا
كنا عند سماعها فجرا ونحن في قلب النوم ، نكفر بربه ! الا انني
اللحظة هذه ، اشتاق الى ذلك الصوت الذي رحل ..



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغنية المفقودة ..
- يريد او لا ..
- سلام ابراهيم وموجزه الموجز حقا عن القصة العراقية !
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت ! ( 16 )
- قصة شاعر خنافس ونهر تشارلستون
- ارغب القراءة والمشاهدة ، لن اكتب اعتبارا من 2008
- بائعة السمك
- الحوار المتمدن .. وزارة ثقافتنا .
- خريف البطا ركة ال ,,جدد .. !
- قصتان قصيرتان جدا
- قصة القرش الصغير ..
- الطعنة الغامضة
- الضبع
- انشطار
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !..(15)
- 6 كلمات ( قصص سريعة جدا )
- عازفة الفلوت
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت ! .. ( 14 )
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت .. ( 13 )
- ست كلمات اخرى ( قصص قصيرة جدا )


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - الأغنية المفقودة