أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس (1).















المزيد.....

وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس (1).


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2152 - 2008 / 1 / 6 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اختارت قيادة جماعة العدل والإحسان عن قصد شعار "جميعا من أجل الخلاص" ليكون العنوان المؤطر لوثيقتها موضوع التحليل . واعتمدت الجماعة ، في صياغة هذا العنوان ، على عنصري المكر والخداع للإيقاع بالفئات التي تستهدفها القيادة ( الشرفاء ، القوى الحية ، الفاعلون السياسيون ) . ذلك أن لفظة "جميعا" توحي للقارئ أن الجماعة لا تستثني أحدا من الفاعلين والشرفاء ، بل تسند جهدها إلى جهودهم دون تفاضلية أو تراتبية أو تمييز . ومن ثم تكون حركة شمولية تقود إلى "الخلاص" . فهل الجماعة تؤمن فعلا بحق كل مكونات هذا "الجميع" في الاختيار والقرار والتوجيه ؟ وهنا مكمن المكر . أما الخداع فتجسده لفظة "الخلاص" . الخلاص من ماذا وممن ؟ والخلاص نحو ماذا ونحو من ؟
لقد اعتادت الجماعة على استغلال الظروف السياسية التي يواجهها المغرب في محطات تاريخية مفصلية بتوجيه "رسائل" تريدها أن تكون في ظاهرها حبل منجاة النظام وفي باطنها حبل مشنقته . حدث هذا سنة 1974 في ظرف سياسي دقيق تميز بفشل محاولتين انقلابيتين ، فاغتنم الشيخ ياسين الظرف السياسي والنفسي للملك الراحل الحسن الثاني ، فوجه إليه رسالة "الإسلام أو الطوفان" يحذره فيها من مخاطر شتى علّ الملك ينخدع ويضع حبل الشيخ حول رقبته طمعا في "النجاة" . هكذا قدم نفسه للملك مخادعا ( رجل مؤمن يتقدم بالنصيحة ويأمر ملكا حائرا مذعورا مهدَّدا .. وقد حمل إليك أقوام أسلحة النار فأنجاك الله منهم ،فلا تعرض لغضب الله وبطشه بالاستهانة بما أدعوك إليه .. ملك مرعوب فقد توازنه هو الرجل الذي يتلقى رسالتي .. الملك على بركان يوشك أن ينفجر ، مغامرات أعداء خارج المغرب وجيش موتور قتل الملك زهرة شبابه ) . كان الشيخ يسعى لأن يرتمي الملك في أحضانه ، وهو الرجل "الصالح" والولي "التقي" والعبد "الضعيف" الذي بعثه الله "للأمر المهم" ، وأن رسالته هاته هي "آية من الله " إلى الملك . لكن الملك اتقى شر الشيخ فلم يجلده ولم يشنقه ولم يهيئ له مصيرا مثل ما انتهى إليه من ضرب بهم الشيخ أمثلة عن الانتقام الإلهي لهم من "جلاديهم" : السلطان عبد الحفيظ العلوي الذي جلد "الولي" محمد بن عبد الكبير الكتاني لما نصح له فكان( محط غضب الله ) أي الاستعمار . ثم الملك فاروق الذي "اغتال" حسن البنا فـ( سلط الله عليه فرعونا أطغى وأبغى ) ويقصد جمال عبد الناصر الذي بدوره كان ( محط غضب الله = هزيمته وحزبه أمام أخس الناس وأرذلهم على وجه الأرض) لما "قتل" سيد قطب لأنه نصحه ودعاه إلى "الحق" . وامتدت فترة حكم الحسن الثاني سنين عددا حتى جاء أجله وانتقل إلى الرفيق الأعلى . حينها استغل الشيخ الظرف السياسي المرتبط بانتقال الحكم إلى الملك محمد السادس ليرسل رسالته الثانية "مذكرة إلى من يهمه الأمر" يحذر فيها الملك من مخاطر شتى ستعصف بملكه ( ويومها سيكون محمد السادس على رأس المطلوبين طبعا ) إن لم يستجب للشيخ ويستند إلى "القوة الهادئة" التي يملكها الشيخ ويقودها . فهي التي ستنسد العرش ضد المخاطر إن هو "تاب" وفسح المجال أمام الشيخ وجماعته للتوجيه والتدبير . هذا ما قصد الشيخ بعبارته( لقد طال تهميشنا من الساحة السياسية . فلنا الحق إذن في التحفظ على إمكانية أن يكفر الملك الشاب عما سلف في حقنا ) . طبعا لم يلق الشيخ ياسين من الملك الشاب مثل ما لقيه الكتاني أو قطب أو البنا ، بل رفع عنه الحصار وضمن له كل حقوق المواطنة وزيادة . وهاهي الجماعة اليوم تسعى لاستغلال الظرفية السياسية التي أعقبت انتخابات 7 شتنبر 2007 والنقاشات التي فتحتها وردود الفعل التي أحدثتها خاصة داخل الأحزاب التي لم ترضها النتائج أو الحقائب الوزارية . لتعيد التأكيد والتذكير بما يلي :
أ ـ ( الخراب السياسي الذي تعيشه البلاد منذ عقود طويلة، حيث أثبتت انتخابات شتنبر المعلومة وما تلاها من فصول غير مُشَوِّقَةٍ وغير مُشَرِّفَة لتشكيل الحكومة أن الوضع في البلاد لا يزداد على مر الشهور والسنين إلا ترديا وانحطاطا )
ب ـ (كل عشرية من العشريات الثلاث الماضية، كانت كلمة الحق تعلو لتقول بجلاء وصدق أين الخلل وتقترح بقوة ومسؤولية الحل: الإسلام أو الطوفان، رسالة القرن الملكية في ميزان الإسلام، مذكرة إلى من يهمه الأمر).
ج ـ (يتحول المغرب الآن إلى قاعة انتظار كبرى مفتوحة على المجهول نتيجة أخطاء فادحة وخطايا كارثية يتحمل النظام المخزني المسؤولية المباشرة عنها، لأنه كان ولا يزال المستفرد الوحيد والحقيقي بالسلطة في هذا البلد، ولم تكن الحكومات المتعاقبة إلا بمثابة لجان تصريف أعمال تأتمر وتنفذ )
د ـ (إن الحديث عن تخليق المجتمع عامة، والحياة السياسية خاصة، لا معنى له إن لم نتحدث بوضوح وصدق عن تخليق "الرعاة" أولا، فالإرادة السياسية - المفتاح المرجو لحل أزماتنا- هي أساسا فعل أخلاقي بأعلى معاني الأخلاق وأسماها في العمل والممارسة والواقع).
هـ ـ (إن النظام المخزني بصيغته الحالية وبمنهجيته السياسية أصبح يمثل عائقا أمام الديمقراطية والتنمية في هذا الوطن، كما أصبح مهددا لهوية الأمة في الصميم ومهددا لمصالحها المختلفة، بل أصبح مهددا للاستقرار الإقليمي والمتوسطي بعشرات الآلاف من هكتارات المخدرات، وبهجرة يغذيها بسياسته التفقيرية القاتلة ) .
و ـ ( دَعَوْنَا منذ أزيد من ربع قرن إلى ميثاق، وكررنا الدعوة مرات ولم نمل. ولا تزيدنا الأيام إلا إدراكا أن الخرق أوسع من أوهام الرَّاقعين، وأن الأمر يحتاج إلى كل يد نظيفة. ولم نشك قط أن البلد يزخر بالأيادي النظيفة والنفوس العفيفة ) .
إذن وثيقة الجماعة لا تخرج عن الإستراتيجية التي رسمها الشيخ وحدد خطواتها . ذلك أن الوثيقة تغلق كل منافذ الإصلاح وتقطع كل سبل الانخراط في البناء الديمقراطي بما يعنيه من مشاركة سياسية واعية وتفعيل للمؤسسات الدستورية وتصد للفساد السياسي والإداري والمالي . إذن ما طبيعة البديل الذي تريده الجماعة ؟ وماذا ستكون عليه وضعية مكونات هذا "الجميع" ؟ وهل البديل الموعود يضمن حقوق كل المكونات السياسية والثقافية والحقوقية ؟ وهل يترك آفاق التغيير مفتوحة وسبل "الخلاص" ممكنة وسالكة ؟ قضايا تعالجها المساهمة القادمة بحول الله .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستنتقل جماعة العدل والإحسان من الأبواب المفتوحة إلى الموا ...
- حول مراجعات المتطرفين
- المسعى الانقلابي لجماعة العدل والإحسان .
- هل حقا الدولة تستهدف جماعة العدل والإحسان ؟
- الحوار المتمدن ساحة للحرية وضوء في آخر النفق .
- من يبيع المغرب بالملايين ومن يبيعه بالملاليم .
- محاربة الإرهاب تبدأ من عقائده .
- الإنتربول وشروط مكافحة الإرهاب .
- السعودية والمقاربة الشمولية لمواجهة الإرهاب .
- المنهجية الديمقراطية إستراتيجية لم تبلغ بعد مداها .
- الأحزاب السياسية ورهان الملكية الدستورية .
- أية ديمقراطية لأية ملكية ؟
- هل أحزاب الأغلبية تحترم -المنهجية الديمقراطية- ؟
- الأخ الحنفي : الشمس لا يحجبها الغربال .
- المنهجية الديمقراطية كل لا يتجزأ .
- فوز الهمة وفشل بن جلون أية دلالة ؟
- بين إدريسين يتشكل المغرب الجديد
- الأوصياء على الدين أول من يخرق تعاليمه.
- تداول الأدوار أم تغيير المواقف؟
- القراءة -الجهادية- للدين تقود حتما إلى العنف والإرهاب(2)


المزيد.....




- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس (1).