أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - كشف حساب للعام الجديد















المزيد.....

كشف حساب للعام الجديد


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2146 - 2007 / 12 / 31 - 11:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تتسرب الثواني المتبقية من عمر الراحل بتأوهات وتنهدات غير مسموعة, وأشواق غير معلنة للحظات كنا نتمنى أن تبقى رفيقة أيامنا وعمرنا, ودمعة سكنت المقل فعزّ عليها أن تنساب كي لا تفسد روعة وألق الوداع واللقاء بآن معاً, وداع عام راحل, واستقبال عام جديد.
فقد حزم العام الراحل أمتعته وأوراقه ومفكرته, غير آسف على مغادرتنا لما نحن عليه من فقر وتشرد وتشر ذم, اقتتال وحروب، وكوارث في كل بقاع المعمورة.
كوارث بشرية, وأخرى طبيعية دفنت في طياتها المئات وربما الآلاف من البشر, وكأنها تعبر عن حنقها لما يطال كوكبنا من تخريب وتدمير بشري, ليس فقط للماديات من مكونات الأرض( بدءاً من طبقة الأوزون وتلويث مصادر المياه وجفافها، ونقص في الغذاء للأكثرية الساحقة من البشر, وتعدٍ على حرمة الطبيعة) وإنما أيضاً لما طال الأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية من تدهور وانحطاط, بحيث صار الإنسان يستطيب لحم أخيه الإنسان, والمناداة بالقيم والشعارات والقضايا الهامة صارت تجارة رابحة. المهم هو ما سنكسبه في نهاية المطاف والمحفل الذي نفتحه مزاداً لمعالجة قضايا مجتمعية ملحة وضرورية للسير بالمجتمع نحو التطور والمساواة أولاً بين أبنائه( أغنيائهم وفقرائهم) ومن ثم المساواة بين جنسيه( المرأة والرجل).
ولكن وللأسف ما أن تعلن الكلمة الختامية, حتى نحسب كم من الموارد التي أُضيفت لرصيدنا المالي أولاً, ومن ثم ما هي السلطات والميزات التي ستهبنا السطوة والجاه بعد ما قلناه في أيٍ من الموضوعات المطروحة.
فكم من القضايا التي أدرجت على أجندة العام الراحل دون أن تلامس الواقع الحياتي للناس بشكل ملموس وعملي.
وما يهمني في هذا الجانب هو قضايا المرأة ومعاناتها المستمرة والمتزايدة في ظل تطور نظام العولمة واقتصاد السوق وما جره عليها من ويلات, نعم ويلات في كثير من أمور حياتها، أولها إقصاؤها عن واقعها وعن إنسانيتها من خلال المتاجرة بجسدها وأنوثتها عبر تجارة الرقيق الأبيض والترويج لتجارة غير إنسانية عبر سوق الإعلان الرابح بلا حدود خصوصاً عندما تكون المرأة مادته الدسمة والأساسية, متناسين أو مغفلين عن عمد أو إهمال قضاياها الأساسية والتي تتمحور حول شعورها بإنسانيتها بالدرجة الأولى, وأنها شريك للرجل في كل نواحي الحياة العامة والخاصة, إذ يجب أن لا تبقى في المرتبة التالية بعده, وما يفيض عن حاجته فهو هبة لها منه ومن المجتمع.
ومن غير المعقول أن نجد في زمن الكمبيوتر والانترنيت فتيات غير متعلمات, فقط يؤهلن لخدمة الرجل بشكل عام والزوج بشكل خاص, ويتم إعدادهن من أجل الإنجاب دون التفكير بناتج هذه الذرية من الأبناء التي تفتقد لأم متعلمة تعرف أصول التربية الصحيحة والسليمة(قد تكون هي بحاجة للتربية).
فكيف لنا أن نتطور ونتقدم ونحن نحافظ على موروث تقليدي في إعداد الأسرة التي يتشكل منها المجتمع..؟! أسرة قوامها أب مازال محتفظاً بمعتقدات أبيه وجده من حيث تعامله مع المرأة( زوجة وابنة وأخت) وأم تكرّث هذه المعتقدات, بل وتعمقها في كيان الأولاد.
من هنا نجد شرخاً واضحاً بين ما يُعقد من مؤتمرات ومنتديات, وبين الواقع الحي والمعاش بالنسبة للمرأة. لذا علينا البحث عن طرائق ووسائل للوصول إلى الآلية السليمة والصحيحة التي من الممكن أن تكون المرشد والمعالج بذات الوقت لما تعانيه المرأة في كافة جوانب حياتها وخصوصيتها, بحيث لا نبقى مجرد منظّرين ومحاضرين في تلك المسائل, وأن نعتمد أساليب تكون قريبة جداً من ملامسة هموم وشجون تلك الإنسانة التي مازالت تعاني اضطهاداً مركباً ومزدوجاً( اضطهاد الرجل والمجتمع, واضطهاد ذاتها من خلال تربية وموروث اجتماعي- قيمي تقليدي)
وهذا لا يتم إلاَ إذا اعتمدنا الواقعية والجرأة في الطرح والمعالجة, وقبل كل هذا نكون نحن بداية مقتنعين كل القناعة بجدية عملنا, متحررين ولو جزئياً من موروث علق بعمق كياننا وشخصيتنا الداخلية المختبئة وراء مظاهر التحرر والوعي الذي لا يلبث أن يطفو على ساحة الوعي عند أية قضية اجتماعية حساسة تواجهنا في مسيرتنا اليومية والتربوية من مثل:
- الزواج من خارج الطائفة, أو البلدة، والتعامل القانوني والاجتماعي مع تفشي ظاهرة جرائم الشرف.
- مسألة منح الأم جنسيتها لأولادها.
- ازدياد مساحة العنف( مادي، معنوي) الممارس ضد المرأة.
- ارتفاع معدلات البطالة، والوضع الاقتصادي المتردي، والذي أول ما يُرخي بظلاله على المرأة من كافة النواحي( مادية، نفسية، وأخلاقية)
والأهم من ذلك, أن نكون أكثر تواضعاً مع المرأة ونحن نقترب من همومها, ونبحث معها مباشرة القضايا التي تعاني منها مع ترتيب أولوياتها، لأن الخطابية والشعارات القادمة إليها من الفنادق والقاعات الفخمة, والمنابر العالية المذّهبة لا تعنيها في شيء, لأنها قد لا تسمع بها ولا تعرف عنها شيئاً, وحتى هذه الجمعيات والمنتديات التي باتت موضة سائدة, لم تعرف عنها شيئاً كما أكدت ذلك استطلاعات الرأي في بعض الصحف والمجلات ( بدليل أن إحداهن ذكرت اتحاد شبيبة الثورة كمنظمة نسائية عندما سُئلت عن المنظمات النسائية المتواجدة في القطر !!)
والملاحظة الجديرة بالاهتمام أنه كلما كثرت هذه الجمعيات, كلما تعمقت الهوة بينها وبين المرأة. والسبب يعود في تقديري إلى أن الهدف من وراء معظم هذه الجمعيات إعلامي وإعلاني أكثر منه جمعيات تهتم وتعالج فعلاً قضايا مجتمعية تهم النساء, لأننا نادراً ما نرى تواجداً ميدانياً لإحدى هذه الجمعيات من أجل رصد مشكلة ما من مشاكل المرأة والمجتمع والتصدي لها بكل جدية, اللهم إلاَ في اللقاءات الصحفية.
فأين الميدان والواقع الذي يتم العمل فيه والنساء المتسولات هن وأطفالهن يملأن شوارع وأنفاق المدن كافة.! إضافة إلى نساء أخريات يدفعهن الفقر والجهل وجوع أبنائهن إلى سلوك طرق لا أخلاقية تسيء إليهن وإلى إنسانيتهن، ناهيك عما تعانيه المرأة من عنف أسري واجتماعي( مادي ومعنوي) مُضافاً إليه تمييز جنسي يطال المرأة حتى من ذاتها عندما تميز بين أولادها الذكور والإناث, فيولد في روح البنت وتفكيرها شرخاً لا يندمل, وهو ما يدفعها في كثير من الأحيان إلى التمييز لاحقاً بين أولادها, أو التساهل المطلق مع الإناث منهم وهذا أيضاً يسيء للتربية.
ثم، أين دور تلك الجمعيات في إلقاء الضوء على الدور الذي تلعبه الفضائيات والانترنيت وتقنياتهما الحديثة( غرف الدردشة وما شابه) في تخريب المجتمع وإفراغ المرأة من إنسانيتها, وإقصائها عن دورها الأساسي والفعَال في المجتمع باعتبارها نصفه وتربي النصف الآخر, لتجعل منها دمية وآلة لاستهلاك كل ما يُعلن عنه ( مكياج, أزياء, وصفات ريجيم, تشات, الخ....).
وفوق كل هذا وذاك وقبل أي أمر علينا أن لا نُغفل دور العامل الاقتصادي في حياة المرأة, لأنه مشكلتها الرئيسية إن كان في علاقتها بمحيطها الأسري أو علاقتها بالمحيط الاجتماعي, وما له من تأثير في قدرتها على حل الكثير من مشكلاتها , وهذا يتطلب القضاء على البطالة وفتح الآفاق أمام المرأة, وإيجاد مشاريع تساعدها وتسهم في تعزيز استقلاليتها الاقتصادية مما يترك أثره الفعال على الأسرة والمجتمع في إطار التنمية ورفع مستوى الأسرة الاقتصادي, إضافة لتخفيف الضغط عن الرجل ليجد وقتاً يمنحه لأبنائه الذين هم بحاجة ماسة له, خصوصاً في عمر المراهقة, وعصر تزداد فيه التأثيرات الخارجية على تربية الأبناء.
أيضاً, هناك مسألة هامة في إطار التعامل مع قضايا المرأة والتقرب منها, وهي أن يتصف هذا التعامل وتلك المشاركة بالتواضع والحميمية, لأن المرأة وبفعل رقتها وشفافيتها وإحساسها المرهف, لا تقبل أن يكون التعامل معها ومع قضاياها ومشاكلها بفوقية وتعالٍ, وترفض كل ما من شأنه أن يشعرها بذلك, بينما تكون من خلال التعاطي الذي يتصف بالتواضع والمرونة والإنسانية وتقدير إمكاناتها كالنسمة الرقيقة والأرض العطشى التي تشرب كل ما يقدم لها من أجل أن تخضر وتورق, فتزهر و تثمر بأينع الثمار وأجودها.
ولا ننسى المتابعة الدائمة والحثيثة مع الجهات المعنية ( حكومية أو أهلية) من أجل إنجاز تلك المهام المطروحة على أجندة العمل الاجتماعي بشكل عام والنسائي بشكل خاص, ومثالنا في ذلك استعجال إصدار قانون منح المرأة جنسيتها لأولادها وما لهذا الموضوع من فوائد ومصلحة عامة وخاصة تطال معظم شرائح المجتمع, وتبدد قلق وهموم الكثير من النساء وأبنائهن, حتى يكونوا مواطنين فاعلين, وحماة أوفياء للأسرة والمجتمع والوطن.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركي عامر...وقصيدة لأبالسة السماء
- أساليب تعديل السلوكيات السلبية عند الأبناء
- الحوار المتمدن... واحة عدالة وفكر حر
- في اليوم العالمي للمعوق.. لأن الأمل هو الحياة
- لماذا يكون همّ البنات ... للممات..!!!؟؟؟
- ما بين الأمومة... والأنوثة
- الاكتئاب عند المرأة- محاضرة
- العانس... والحياة
- ما وراء ظاهرة التسرب المدرسي
- لنُصغِ لآرائهم
- الأخوة... بين الحب والشجار
- الأبناء... ما بعد الطلاق *
- تميز المرأة... نعمة .. أم نقمة..؟؟؟!!!
- ورشات ومؤتمرات لا متناهية..لطفولة بائسة ومهمشة.
- الالتزام والنقد و... الآخر
- أخلاقيات الفرد هي الأصل
- الشباب ومعضلة السكن
- المعوَق ... والمجتمع
- عندما يكون الخوف نعشاً للحرية.
- شرف المرأة بين سندان القانون.. ومطرقة المجتمع


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - كشف حساب للعام الجديد