أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام عبدالله - المفارقة التاريخية














المزيد.....

المفارقة التاريخية


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في عام 1993، تنبأ دريدا بظهور الحركات المناهضة للعولمة، التي تملأ الساحة اليوم، يقول: ما كنت أدعوه بالنزعة العالمية أو بالأممية الجديدة يفرض علينا تطوير القانون الدولي والمؤسسات التي تتحكم بالنظام العالمي: صندوق النقد الدولي، البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، ثم الأمم المتحدة بصفة خاصة. فقد آن الأوان لتغيير ميثاق هذه المنظمة وتغيير تركيبتها، ومكانها" .
وهو ما أكده "جورج سوروس" - Soros عام 2002 في كتابه: "حول العولمة" - on Globalization، الذي رأى أن سبب ظلم وإجحاف العولمة الرأسمالية يعود إلى أن "تطور مؤسساتنا الدولية لم يتناسب من حيث الإيقاع والسرعة مع تطور الأسواق المصرفية العالمية. يضاف إلى ذلك أن التدابير السياسية التي اتخذناها كانت بطيئة ومتخلفة عن السرعة التي تمت بها العولمة الاقتصادية. بمعنى آخر فإن العولمة السياسية لم تتحقق حتى الآن لكي تتساوق مع العولمة الاقتصادية التي قطعت شوطًا كبيرًا في التحقق" .
غير أن سوروس كأحد أكبر المستفيدين من العولمة، فضلاً عن كونه الشخصية النموذجية للعولمة، وهو ثمرة هوياته المتعددة: يهودي من أصل مجري يحمل الجنسية الأمريكية ورجل مالي ومحسن منهمك في تمويل بلدان الشرق، لاحظ حصول تحالف غير مألوف بين أصولي السوق الحرة في جهة أقصى اليمين والمنظمات المناهضة للعولمة في أقصى اليسار يقول: "هناك تحالف موضوعي غريب الشكل بين هاتين الجهتين العدوتين (سابقًا). وهو تحالف يهدف إلى تدمير المؤسسات الدولية التي نملكها حاليًا " .
وربما كان كتاب دريدا "أطياف ماركس" الذي أصدره أيضًا في عام 1993، هو المحرك الجوفي للعديد من الأطروحات المتناقضة في مرحلة التسعينيات، وأتهم بسببه من اليمين واليسار معًا. حيث أعتبر كتابه عن "أطياف" أو "اشباح" ماركس - Specters of Marx (ثورة) على التفكيك، ورد اعتبار للعقل أو اللوغوس، وللأفكار والمفاهيم الأساسية ذات النزعة الكونية - Grand narrative التي كانت مصدر سخرية من التفكيك، حيث تحدث فيه دريدا لأول مرة عن "الثورة" و "النضال" و "الايديولوجيا" منذ أن أعلن لأول مرة تفكيك الميتافيزيقا الغربية عام 1967.
في هذا الكتاب جادل دريدا "فوكوياما" حول كتابه "نهاية التاريخ" جدلاً عقلانيًا، وقال: بأن الديمقراطية الليبرالية لم تتحقق في كل بلدان العالم كي نقول بأن التاريخ قد انتهى، ناهيك عن أنها لم تجد حلاً حتى الآن لمشكلة الفقر والبؤس الاجتماعي، حتى داخل المجتمعات الغربية نفسها.
وكتاب دريدا في الأصل مجموعة من المحاضرات التي ألقاها في جامعات الولايات المتحدة، دعا فيها إلى عدم التنكر الكلي لـ "ماركس"، ذلك أن ماركس لم يمت ولم يقل كلمته الأخيرة بعد. بل يجب استلهام روح النقد الاجتماعي "النقد الراديكالي" من كتاباته. وأهم ما يلفت النظر في طرح دريدا إزاء الرأسمالية الراهنة، هو لجوءه إلى التراث الغربي كوسيلة للخلاص، على اعتبار أن ماركس جزء مهم من هذا التراث.
ويبدو أن فكرة "الطيف" أو "الشبح" بمثابة الخيط اللامرئي الذي يربط مفاهيم دريدا عن "المحاكاة" و "التناسخ" و"الأثر"، كما أنها تتعلق بجميع أفكاره المرتبطة بـ "اللاحسم" indecidable باعتباره الشرط الرئيسي لاتخاذ أي قرار مسئول.
هذا من جهة، من جهة أخرى فهو يرينا كيف يتحقق قانون المفارقة التاريخية - anachronie أو عدم التطابق الزمني، باعتباره قانون النهاية والفناء، وذلك لأن الشيء يعيش بعد صاحبه ويوجد على شكل فكره .



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكمة الجماعية
- الشرطة الدينية
- أرض الأحلام
- باقة ورد إلي الحوار المتمدن
- أصل الدستور الأمريكي
- في اليوم العالمي للفلسفة ..
- أحذر الديموقراطية القادمة !
- هل الحداثة إرادة سياسية ؟
- ضبط الكلمات .. العولمة نموذجا
- كيف أصبحت الإمارات رمزا للتسامح ؟
- الدولة القمعية
- شعار التنوير
- الأسس الفلسفية لليبرالية
- مسائل تخص العقل والإيمان
- أليست فكرة جديرة بالتمثل ؟
- ماذا بقي من الدولة ؟
- آخر .. ما بعد الحداثة
- دين حقوق الإنسان
- العنف والحق الطبيعي (3)
- العنف والحق الطبيعي (2)


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام عبدالله - المفارقة التاريخية