أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثائر سالم - اتفاق المالكي بوش ...تحرير الامريكي واحتلال العراقي














المزيد.....

اتفاق المالكي بوش ...تحرير الامريكي واحتلال العراقي


ثائر سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 11:26
المحور: كتابات ساخرة
    


اتفاق بوش ـ المالكي، للصداقة الدائمة ، والحماية المتبادلة ، الضامن لتواجد طويل الامد ، اريد تصويره على انه اتفاق بين دولتين ، مستقلتين متكافئتين في القرار السيادي والسياسي ، حتى لو كان بين " دولة احتلال ودولة محتلة ". ولكن محاولة كهذه لا يمكن اخذها، في الواقع ، على محمل الجد حتى من قبل الموقعين على الاتفاق ذاتهم .. فهم يدركون مثل غيرهم ،..وربما اكثر من غيرهم ، الظروف التي تم فيها، التوقيع (الاتفاق) التليفوني ، على مصير ومستقبل الشعب العراقي ،.. ليس من وراء ظهره فحسب ، بل ومن وراء ظهر ، البرلمان الذي شكلوه ، والعديد من القوى من داخل الائتلاف الحاكم ذاته، المتحالف معهم .
ولا اظن ان لاحتمال قلق بوش من عدم مصادقة البرلمان العراقي على الاتفاق ، الدور الاكبر وراء تلك الطريقة التي تمت بها( لفلفة) الاتفاق، وتليفونيا. تصور ان اتفاقا ستراتيجيا على هذا المستوى ، يتعلق بمصير ومستقبل بلد على المدى الطويل ، وبمصالح دولة محتلة خاضت الحرب وانفقت المليارات ، ولم تستطع تمرير هذا الاتفاق ، رغم الخسائر المادية والبشرية التي تكبدتها ، ...تنجزه اليوم ، تليفونيا وفي خلال ساعة ، ..بكرم وصداقة ، رئيس وزرائنا الاستاذ المالكي، الذي لا ا شك ان له ولمناصريه قراءة اخرى ، ولكن للاسف مضطر ان اقول من الان ، انها مشكوك جديا في مصداقيتها .
فالنوايا الامريكية ليست مخفية على احد . واهدافهم ومطالبهم ضمنوها صراحة ، في نصوص هذا الاتفاق المهين ، ، للتاريخ الكفاحي للشعب العراقي ، وتضحيات ابنائه، الانتقامي من حركته الوطنية التي قبرت الاستعمار ومعاهداته المذلة قبل قرابة نصف قرن ..... فهل يعقل ان ياتي حكامنا الجدد وقادتنا السياسيون اليوم ، وبعد كل هذه التضحيات التي قدمت ولازالت تقدم منذ قرابة الخمس سنوات، ...يقدمون البلد وشعبه ، رهينة وهدية ، تكافؤ المحتل ، على احتلاله للبلد وجرائمه ضد الشعب ؟ ان نقدم له شهادة حسن سلوك وسيرة في تعامله مع العراق بلدا وشعبا ، باختيارنا له الصديق الاول والمفضل ؟ ان نحقق له انتقامه من ثورة تموز 1958، الذي انزل هو ذاته اساطيله في لبنان بهدف التقدم والاجهاض على الثورة ؟ ام ان من المعقول في ثقافة العصر الجديد ، ان نعيد ارتهان البلد وثروة النفطية الى سيطرة الشركات ، التي سرقت ثروة البلد ، عقودا من الزمن دون ان تكلف نفسها مسؤلية المساعدة في البناء ؟
هل من المعقول ، ان تكون في البلد اوسع معارضة للاحتلال ، وتمتلك كل مقومات مقاومته ، وتحظى بدعم كل شعوب دول الجوار والعالم ، ومنظمة الامم المتحدة ، والقانون الدولي ، والمنظمات الاقليمية وبدل ان تستثمر حكومتنا ، تلك الامكانات الواقعية في تعزير حركة الاستقلال والسيادة ، تتحول الى اداة تنفذ ، اجندة المحتل ، في تصفية المعارضة
للا حتلال ، ومساعته على بسط سيطرته على البلد ، لينتهي بها الامر قوة معزولة عن شعبها ، مضطرة لتمرير الاتفاق ؟ ترى اهي اجندة البقاء في السلطة فقط ؟ ام اولويات اجندات اقليمية اخرى ، تتساوم على المصلحة العراقية ، قدمت الاتفاق العراقي ـ الامريكي ، عربونا للدخول الى مجلس التعاون الخليجي، لمساومته على كعكة اكبر من كعكة العراق ؟ ام انه نجاح الستراتيجية الايرانية التي ارغمت امريكا على التباحث معها حول العراق وفي لعراق ، وحولت دور اهل الدار الى ساعي بريد ، بين الطرفين ، المحتل والحاكم الفعلي ، الذي لامجال فيه للشعب العراقي ؟؟
امريكيا ، بالنسبة لبوش كان واضحا ان وضع بوش، الذي بات يتدهور بسرعة ، بسبب فشل سياسته في العراق ، رغم التقدم المؤقت في الوضع الامني ، لم يكن افضل من وضع المالكي . بل هو اصعب على الارجح ، بسبب شفافية الاعلام ، وعراقة المؤسسة الديموقراطية الامريكية . فبوش، كان بامس الحاجة الى ان يقدم منجزا، ولو الى حين ، يمكن ان يساهم في التشويش على صورة الفشل، التي طبعت سياسته في العراق...وسيكون الامر اكثر اهمية، له ولحزبه الان ، وفي الانتخابات القادمة ، اذا ما تمكن ان يكلل ضغوطه ، التي تواصلت على المالكي ، والبرلمان العراقي ، بمنجز ( استراتيجيا) خصوصا بعد الفشل في تمرير قانون النفط .
فتمرير هذا الاتفاق ، لن يكون تعويضا ها ما لذلك الفشل ، وانما منجزا اكثر اهمية ، لانه سيكون حاضنة المشروع الاستعماري الامريكي للعراق ، وقاعد ته في المنطقة ، نحو الشرق الاوسط الجديد . والاتفاق بحد ذاته سيكون ، اهم عمل يمكن ان يجمع حوله وعليه الامريكان حزبيا وحتى شعبيا الى حد بعيد، وهو علاوة على ذلك مقبولا حتى من الديموقراطيين. اللذين لم يعارضوا يوما ، وجود دائم محدود لهم في العراق ، ومعاهدة ( صداقة! لم يطلبها الشعب العراقي ) استعمارية ، تضمن تحكم بلدهم بثروة العراق النفطية وامداداتها العالمية. ا
الاتفاق ازاح القناع عن " مفخرة " "التحرير الاستعماري " للعراق ، واثمانه الباهضة.. وعن كل الاقنعة التي اختفى خلفها..معسكر " التحرير " الامريكـي ـ العراقي ، ..من الشركاء العراقيون ..من اللذين خانتهم الرؤية.. او غلبتهم عصبية ما لا وطنية، ..او اولئك اللذين دخلوا افخاخ الاحتلال ، او تظاهروا بانهم ابتلعوا طعم اجنداته.. او اضاليل الجوار ،..بعد ان وجدت ان العراق ، شعبا او وطنا ، لا يتقدم اولويات قادته ، او اجندتهم الخاصة او الفئوية . فتجربة السنوات الدامية، التي انصرمت ، دفع العراقيون ثمنها ولا زالوا،.. من ارواحهم وارواح ابنائهم ..من اقتصادهم واستقلاله ومستقبله..من روح الوحدة والتاخي بين تنويعاته المختلفة...من مكتسباتهم الاجتماعية الاقتصادية،.. ومقومات مستقبلهم وتطورهم...الاتفاق كشف ..حقيقة " تحرير " العراق، الذي يقصدون ..والذي جرى الاعداد له سنوات طويلة... قبل ، يوم " التحرير الميمون".....
ماهي خارطة الطريق التي اتبعها الامريكان للوصول الى هذا الاتفاق ؟ سيكون موضوعنا القادم يتبع



#ثائر_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق مهين لتاريخ الشعب وكفاحه الوطني
- العملية السياسية ..تغيير في الاسس ام اعادة انتاج
- العراق....بوابة العالم الجديد ام محطة حاسمة في موت مشروع
- الحوار المتمدن..تجربة ..اوسع من الحوار وارحب من التمدن
- الديموقراطية ..التي تضيق ذرعا ..بذاتها وحتى بهوامشها
- االشيوعية بين..الحلقة 2
- الشيوعية...بين.. رومانسية الحلم ... ومشروع العدالة... وواقعي ...
- شعلة اكتوبر
- المصداقية ...الموضوعية.. في الممارسة السياسية
- ّالمصداقية ...الموضوعية ...في الممارسة السياسية
- درس بالغ الدلالة
- حول قانون تقسيم العراق
- قراءة هادئة ..في مشروع تقسيم العراق
- الوطن..صناعة تاريخ ام ارادة جماعة
- قراءة هادئة في... قانون تقسيم العراق
- الانسان والاوطان في سياسة الامريكان
- المواطنة العراقية ..هوية محاصرة ام مهزومة
- استحقاقات صداقة غير متكافئة
- خلط اوراق ام تقاطع اجندات
- كالمستجير من الرمضاء بالنار


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثائر سالم - اتفاق المالكي بوش ...تحرير الامريكي واحتلال العراقي