أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر سالم - الوطن..صناعة تاريخ ام ارادة جماعة















المزيد.....

الوطن..صناعة تاريخ ام ارادة جماعة


ثائر سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2074 - 2007 / 10 / 20 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطن والعولمة

لم تتشكل الاوطان يوما، او تخلق هويتها الوطنية، وفقا لارادة جماعة او جماعات. حتى تلك التي تشكلت نتيجة تقاسم استعماري للمنطقة او للعالم، وبدت وكانها كيانات صنعتها الارادة السياسية للمستعمر ، لم يمكن صياغتها بعيدا عن حقائق الجغرافيا ومعطيات التاريخ . التي بدت غالبا ، بصيغة القدر، في تكونها وتبدلها واضمحلالها، في المكان والزمان. وكون الاوطان ، بمعنى ما، ان هي الا امكنة . الا ان ما يحول الامكنة اوطانا ، علاقة البشر بها، وفيها، وعليها فيما بينهم. ..حينما انتجوا ، وحازوا، واستهلكوا،...حينما فكروا ، وتصرفوا ، وتعارفوا على قواعد ، افضت الى قيام انماط من التفكير والسلوك، القيم والعادات .
المقصود بشكل عام هو ، وجود نمط من الثقافة والمارسة ، في مستواها المعرفي النظري الادراكي، ام في مستواها الحسي العفوي .. ضمن رؤية ثقافية مشروطة بزمنها ومكانها. في كل الاحوال عليها ، بل لايمكنها الا التعبير، عن طبيعة تلك المنظومة من العلاقات، التي استدعتها او تطلبتها. والعلاقة العامة، التي بامكانها ان تؤطر هذه العلاقات قد تكون بين جماعة او جماعات، متشابهة او مختلفة،( اثنيا ، دينيا )، تخلق مؤسساتها ، التي تنظم علاقاتهم بينهم ، وتعبر عنهم ، في نمط ( حقوقي ، اجتماعي ، ثقافي) محدد.
العلاقة العاطفية بالمكان، لا يمكنها لوحدها خلق وطن، حقيقي الاسس والمقومات. ولكن الاوطان هي من يمكنها ان تخلق ، في سياق علاقات الضرورة والمصلحة ، التي تدخلها او تقيمها ، العلاقة العاطفية بالمكان.
الوطن، لايخلق حسب الطلب ، ولا يمكنه ان يكون، وليد فكر او منتوج ارادة، ايمان او عقيدة . بل هي المصالح ، ومزايا العيش المشترك، وظروراته المتعددة. الاوطان، كما هو معروف، ككيان او كعلاقة، انما تبلغها الشعوب ، في مرحلة من تطورها، وحينما تستدعيها شروط ومستلزمات ، تلك المرحلة .
فقط افراد احرار يملكون ذواتهم ، ويتمسكون باولوية هويتهم ، ضرورة وحاجة لحياتهم ، التي لايمكنها ان تكون الا في بنية سياسية، وكيان مادي وعلاقات في الارض لا في السماء ، وفي زمن يعيشه الناس. بنية قطعت شوطا في الحياة العصرية ، لا يمكنها القبول بتدخل،اية مرجعيات ، مناقضة لها ، في الاهداف والمصالح او تركها تكون هوية تتقدم اولويتها على اولوية الهوية الاعم. كما لا يجب ان يسمح لاية مرجعيات ، ثقافات او بنى، بان تقيد حدود المواطنين البشرية وحقوقهم وعلاقتهم بموطنهم ، كافراد احرار ، او ان تؤثر على حقهم في تقرير مصائرهم .

تتقاطع عند هذا (الكيان) ـ المفهوم اليوم ، (وظيفة او ضرورة) ، اجندات عدة، بعضها استحضرتها موضوعية ، نزعة التطور االعولمية العامة ، فكرا، علما، ثقافة ، وابداعا علميا.....مغلفة بنزعة انسانية ، تحاول تقديم نفسها كجوهر فوق تاريخاني (ثابت) ، لا تاريخ له ، ماضيا او حاضرا ، معزولا عن محيط وظروف تطوره وصراعاته واشكالاته . الامر الذي لا تزكيه، كل معطيات اليوم ، في السياسة والاقتصاد والقانون الدولي ، وفي كل ميدان من ميادين الحياة ، وفي اي بقعة على الارض ، وصلتها مدنية العولمة الاستعمارية ، النهابة ، اللاانسانية ، المتوحشة .

وهي تتجلى ، يوما بعد يوم ، هوة متزايدة بين الشعوب . ....في مستوى حياتها ، في فرص تطورها، نوع ومدى حقوقها ، وفي جدية وصدقية ، مستوى حريتها، بشكل يحول نزعتها الانسانية ، الى موقف ( ظاهري ، شكلي ) ، مخادع في عالميته ، عاجز عن ايجاد حلول لتناقضاته الاساسية ، الا عبر طريق الهروب الى ا لامام ، بتشديد الظلم والعدوان ، ما دام ذلك ممكنا او نافعا لاغنى عنه ، حتى ولو في اقصر الاماد.
هنا تتشكل ارضية اشكال وازمة وحتمية فشل العولمة ، لا كعملية مستقلة عن خاصية الجوهر اللا نساني المستعد لازهاق ارواح الملايين ، وتدمير بلدان باكملها ومسحها من الخارطة ، ان اقتضى الامر وتطلبت ذلك مصالحه. ورغم ذلك فهو لاينسى ان يذكرنا ، في كل لحظة ، بل ويطلب منا ، ان نردد بعده ، فضائل حريته وديموقراطيته الاستعمارية، ودلائل انسانيته، التي تشهد عليها سجونه ، وغاراته العسكرية على بيوت المواطنين ، وحرية وديموقراطية ، شركاته الامنية الخاصة ، التي تتمرن بارواح المواطنين الابرياء ، السائرين في شوارعهم ،.....نعم تتسلى بمشاهد القتل ، مستهدفة اشاعة الرعب في نفوسهم ، دون اي مسائلة قانونية.
ولكن السوق قبلة تلك النزعة العامة والاهداف الملموسة ، ( الربح ـ المصلحة الانانية ، التطور السريع )، لابد لها من ، شكل خاص ، تتجلى فيه سوقا، على المستوى ال( قومي ـ وطني ـ المحلي )....بمعنى لابد لها من بلدان ومجتمعات تتحقق فيها اهدافها. الوحشي ـ في درجة جشعه واهدافه، واللااخلاقي ، في وسائله ، ستنعكس آثار تلك الانانية ، التي لايمكنها ان تريد، للاخر التطور ، فقرا وبؤسا ، وسيدفع البلد والانسان ثمنها ، من حاذرن ومن مستقبله.
ولكن الامر على الضفة الاخرى من العالم وحقول تجارب لبحوث وسياسات ، وساحات حروب ، وقتل همجي عنصري، ولاسباب تافهة احيانا ، لاتعدو ان تكون تعبيرا عن ازمة نظام روحية وانحطاط اخلاقي ، يمارس تفوقه العنصري الذي، يحميه ويغذيه، ترف تخمة وسفه .
( الانانية ـ الوحشية) ، التي تتناقض جوهريا مع نزعة عالمية للعلم والمعرفة والانتاج للسوق التي تضيق فيها لتخطي كل موانع التطور والانتشار العالمي ، في القفز على كل ماهو معيق لها ، وطنا او قومية و متطلبات ومتناقضات عملية العولمة ... ترف وتطور فقر وتخلف، علم وجهل ، حرية واستعباد (مطلق ونسبي) ..تنمو الهوة بين البلدان ، وتتسع مخاوف او مصالح ، يهددها وجوده ـ بقائه ، عند البعض ، وتتهدد عند الاخر بغيابه . فبين عولمة معاصرة تحصل الان للسوق، فرضتة ارادتها ،ومنتوجها ، واغلب قيمها ، موفرة ارقى مستويات، الحياة العصرية ، وابشعها بؤسا وتخلفا ، في عالم واحد، تريد خضوع الجميع له ، و لقواعد اللاعدل واللامساواة والظلم ، بل ومساعدته على تثبيتها ، في عالمها.
استصغار شان الوطن وهوية المواطنة في الوعي السياسي ، وتبرير الخضوع لاجندات وهويات ، لامصلحة لها في العراق وطنا جامعا لا طاردا لناسه، والسعي لتحقيق القطيعة الثقافية ، والسايكولوجية بين مكوناته المتنوعة المتعايشة، وبشكل متجرد من اية قيود اخلاقية او انسانية ، شكلها وعي الهوية، ومنافعها ، وخصوصا المنتظرة، هو اكثر المشاريع العنصرية والطائفية ضررا بالعراق، وشعبه وكل مكون من مكوناته . متى كانت الهوية العراقية ، عائقا في طريق تطور واستقرار العراق؟، قدر ماكانت وستبقى ، عامل قوة ودفع لعملية التنمية الاجتماعية، واطارا افضل للتطور الاقتصادي والاجتماعي . في اي من تجليات الفكر او الممارسة السياسية او الحياة اليومية، ، كاتجاه وممارسة قانونية او دولتية، لم تكن حقائق التنوع والاختلاف، وانماط المعيشة ، نتاج ثقافة، شعبية سياسية او حزبية او دينية ، تقوم على التمييز بين المواطنين (عرقيا او دينيا او مذهبيا ) .



#ثائر_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة هادئة في... قانون تقسيم العراق
- الانسان والاوطان في سياسة الامريكان
- المواطنة العراقية ..هوية محاصرة ام مهزومة
- استحقاقات صداقة غير متكافئة
- خلط اوراق ام تقاطع اجندات
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- الاحتلال الامريكي للعراق ...عواقب ومخاطر
- وجاهة تبرير ...ةمعنى له
- ضربة موجعة
- مغامرة باهضة الثمن
- قراءات الايديولوجية ام تحريف الايديولوجية
- حينما تكون الهزيمة نصرا
- العراق هوية وطن ام وطن بلا هوية
- فشل الفوضى الخلاقة ام تقاطع الاجندات
- المثقف والاختيار
- قطار الديموقراطية
- لعراق الجديد ..الحقيقة والوهم


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر سالم - الوطن..صناعة تاريخ ام ارادة جماعة