أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثائر سالم - قطار الديموقراطية















المزيد.....

قطار الديموقراطية


ثائر سالم

الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 11:41
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس هناك، اليوم، من لازال بامكانه الحديث ، عن تحرير وديموقراطية، نجاح ومنجزات في العراق، دون ان يفقد الثقة بمصداقيته ، ويٌشكك بجديته ورجاحة عقله، غير الرئيس بوش وادارته ، والبعض من حلفائه الخلص وفي مقدمتهم توني بليرـ ايديولوجي هذه الحرب، وبعض ساسة العراق ـ الجديد ـ الذين حملهم قطارالمحافظين الجدد " للديموقراطية وحقوق الانسان" . فالمنجزات الديموقراطية ، والنجاحات الباهرة، للسياسة التي فرضها الرئيس بوش على شعبه والعالم كله، تجلت في بلدان عدة ، نماذج بشعة، للجريمة والعنف الهمجي ، جرائم اقرب الى وحشية جرائم القرون الوسطى ، وتتفوق عليها في بعض المشاهد. حتى انك لاتريد ان تصدق نفسك ، ويبدو لك احيانا كانك تعيش كابوسا او حلما مخيفا او تشاهد فلما من افلام الرعب والجريمة التي اشتهر بها "الاخوة الامريكان". والعراق هو احد ابرز هذه الامثلة اليوم.

فالجثث المجهولة الهوية ، المقطوعة الرؤوس ، المرمية على الطرقات ، او في اماكن القمامة، وحفلات القتل الجماعي على الشبهة ، او الهوية الطائفية او المذهبية ، وتفجير السيارات المفخخة بالاسواق الشعبية والاحياء السكنية ، بالاطفال والنساء ، بالشيوخ والعجزة ، وقيام فرق الموت والميليشيلت بتشريد الناس من احيائهم السكنية، والاستيلاء على منازلهم وسرقة ممتلكاتهم، على مرأى ومسمع من اجهزة الدولة الامنية والعسكرية ، بل وبالتعاون والتنسيق العلني معها احيانا ، وتغلغلها في اجهزة الدولة الامنية بعد سيطرة احزابها الحاكمة على بقية اجهزة الدولة ، وارتكاب اكبر الجرائم والسرقات ، واكثرها وقاحة باستخدام اسلحة وسيارات الدولة ، وفي وضح النهار، وبتغطية او بمشاركة ، بعض مسؤولي الدولة في سرقة ثروة البلد الاساسية وشريان الحياة فيه، النفط ، وقتل واختطاف العلماء ، وكوادر العراق العلمية ،وهروب الناجين منهم مع الهاربين من شعبهم الى الخارج بحياتهم، بهدف المساهمة بتدمير بنية البلد العلمية والاقتصادية ، وتفريغ البلد من علمائه، وانهاء الدولة بوصفها هيئة تعبر عن الاجتماع المدني والخدمة العامة والمؤسسة التي تحمي هذا الاجتماع وقوانينه ، والاستعاضة عنها باعادة الحياة لبنى المجتمع التقليدية ، وتشجيع هويات الانتماء اللاوطني ، الطائفي ـ المذهبي ـ القومي ـ كاولوية تتقدم الهوية الوطنية ومشروعها الحضاري ، كعلاقة انتجتها ظروف التطور التاريخي ، ويؤكد الحاضر الحاجة لها، وتستدعيها شروط السير نحو المستقبل...........هذه المنجزات العملاقة التي باتت اهم مظاهر الحياة اليومية للعراقيين ، هي اهم ملامح الديموقراطية وشواهد الحرية واقوى ادلة النجاح والمصداقية لسيلسة الادارة الامريكية وزعيمها راعي حقوق الانسان الرئيس بوش( ليس بالمعنى العراقي للكلمة).
والحصيلة الملموسة لكل هذه المنجزات كانت فقط فقدان قرابة المليون مواطن لحياته ، وعدد اكبر من الجرحى ، وتشريد اكثر من اربعة ملايين مواطن من منازلهم وبلدهم ، وتشكل التقاء في المصالح بين قوى الجريمة المنظمة المتعدة ، المحلية والدولية وشركات الحمايات الخاصة ، التي ابتلعت قرابة 7 مليار دولار سنويا من ميزانية الدولة العراقية ، حسب تقدير الدكتور احمد الجلبي ، نائب رئيس الحكومة العراقية السابقة.
ان دعم الاحزاب الليبرالية او العلمانية بشكل عام ، لقوى واحزاب وشخصيات، غير مؤهلة لثقافة الدولة ومواصفات رجل الدولة، بسبب ثقافتها التي تقوم على اولوية الطائفة او القومية او المذهب او للعقيدة الفكرية ( ليبرالية ، اشتراكية ، دينية، قومية)التي تخضعها لتأويل ، يجعل من الوطن والمواطنة، وثروة البلد ودولته ونظامه السياسي، في خدمة تلك المشاريع ـ اللاوطنيةـ بتقديم اجندتها على اجندة الوطن والمواطنة العراقية. وتركيزها السلطة بيد من لديه اتجاهات الانفراد بالسلطة ، هو ليس فقط غير قادر، وانما لايريد للدولة ان تعمل بأليتها، لان ذلك سيعني .التي تقتضي ايمانا بالوطن والمواطنة وثقافتها ، التي هي الشرط الاول للقيام ، بوظائفه ، بعدالة ومسؤولية ، كمثل لكل الشعب ، لايمكن ان يكون انتمائه الثقافي لاي هوية اخرى تتقدم اولويته الحاسمة " الوطن" ، في كل الظروف. قوى اصرت على استحداث ثقافة المحاصة وجسدتها على كل مستويات الدولة باجهزتها المختلفة. وبات وزارات الدولة اقطاعيات للمسؤولين.
يواجه العراق اليوم تحديا لم يعرفه من قبل، هو هل لازال بالامكان الابقاء عليه بلدا غني التنوع (العرقي .المذهبي .الثقافي .الديني .القومي....الخ) وتعزيز فرص تطوير التمايز البناء في نسيجه...تمايزالمتحدين ، او اتحاد المتمايزين في وطنهم ، وتشاركهم المصير مع كل شعوب ودول المحيط عموما. ويبدو ان من الصعب التهرب من استحقاقاته ، العراقية والاقليمية والعالمية حقائق التاريخ هذه، دفع ثمنها العراقيون ، باهضا مرات عدة ولكنها وضعتهم امام خلاصة واضحة وجلية هي ان مزايا العيش المشترك والتعايش الايجابي القائم على المساواة في الحقوق هو ليس علامة غنى وتطورـ تمايز حضاري لهم فحسب وانما هو ضرورة تقتضيها وحدة مصالحهم ومتطلبات حمايتها. الهوية الاكبر والاضمن في المواجهة من اجل نول حتى الاهداف الجزئية قبل الاهداف المشتركة.
فعلى مدى اكثر من اربع سنوات من التجريب ، تخبطت الولايات المتحدة فيها، بين سياسات راديكالية ،عنفية، اقصائية ، تقوم على الغاء طرف وتهميشه ، او استخدام القوة المفرطة ضده لاخضاعه ،وبين سياسات معتدلة، تقوم على تشجيع الاعتراف بالاخر، ومد خطوط الحوارمعه، واستدراجه للمشاركة والحلول السياسية. ....تخبط وعدم استقرار على منهج واحد. والاضطرار بقبول ما رفضته بشدة سابقا . فمن حل الجيش والمؤسسات الامنية، واجتثاث البعث، الى الضغط من اجل ارجاع منتسبي المؤسسة الامنية والعسكرية ، وانهاء قانون اجتثاث البعث، اللذين كانوا هم ورائه منذ البداية، املا في تخفيف التوتر، والانفتاح على قوى خارج مايسمى "العملية السياسية " ولتعزيز اجواء المصالحة، الموعودة. والسبب، على مااعتقد، ليس في صعوبة البناء او مواجهة تحديات اطماع الخارج متناقضين اومتحاربين فحسب. وانما بالدرجة الاولى بسبب فشل كل تجارب المراهنة على الخارج والاستقواء به والتي لن تتكشف يوما الا عن وعود كاذبه ونوايا سيئة. ذالك ان الخارج لايمكنه ان يقدم مصلحة الكل العراقي او طرف او اطراف منه على مصالحه التي لابد لها وان تتناقض بهذه الدرجة او تلك , اليوم او غدا, مع المصالح الوطنية.
ان الاعتقاد بامكان حصول التقاء مصالح ظرفي( آني) بين مشروع الخارج والمشروع الوطني وتحويله الى تحالف استراتيجي يحقق التوازن في المصالح والمنافع، انما هو امر تقف دونه عوائق موضوعية تغدو حقائق هامة من الصعب القفز فوقها. فالاختلاف في حجوم الدول وفي مستويات التطور الاجتماعي والاقتصادي، يجعل حاجة الدول لبعضها وقدرة ووسائل تأثيرها على بعض متباينة. هذا التباين بينها ينعكس حتما تباينا، في مدى هامش المناورة ، وفي الخيارات السياسية والاقتصادية المتاحة ، وفي اعبائها الاقتصادية، وكبدائل محتملة لحظة احتياجها. الامر الذي يجعل هذه العلاقة بعيدة عن التوازن وعاجزة عن بلوغ التكافؤ مهما كانت الارادات والنوايا ، ويغدو ادعاء التكافؤ فيها، ادعاء ينم عن جهل سياسي، او تضليل مقصود يقوم على محض اكاذيب. افتراض يتناقض مع احكام السياسة وقواعد عملها ، ومع منطق التاريخ المستشف من احداثه وتجاربه.
فالعراق لقية ثمينة حتى بالنسبة لتلك الدول التي تفصله عنها محيطات وبحار، لغناه المادي ، تتعاظم اهميته في ظروف اي صراع ، دولي او اقليمي ، مع المنطقة او اي من دولها، لثقل تاريخه وقدرية جغرافيته ، وتاثيره السياسي والستراتيجي على المحيط ، ومنطقة نفوذ وتنافس حضاري ، سياسي واقتصادي، بين دول الجوار ، وانعكاس ذلك كله على مصالح الدول الكبرى في المنطقة. انها قدرية التاريخ والجغرافيا التي لم تكشفت حتى الان الا عن مضارها وتكاليفها العالية امنيا وسياسيا واقتصاديا بل وباتت تمتد الى كل ميادين الحياة الاخرى. سواء كان تحقيقا لقاعدة تفضيل جار ضعيف اقل كلفة امنية واقتصادية ، واضعف مناعة امام اطماع اقليمية ، قديمة ودائمة ، ظلت نتتظر الفرصة دوما ، في ان ترى العراق جارا ضعيف الارادة والقوة المادية والاقتصادية. وحينما تكون سياسة العراق ، سياسة اشاعة اجواء التوتر والخوف وعدم الثقة واعتماد المفاجأه والمباغتة في التعامل مع المشكلات التي تنشأ بين الدول المتجاورة بالتوافق مع سياسات خاطئة او خلل داخلي لم يعد ممكنا استمراره له امتداداته التاريخية والموضوعية اقليميا او بسبب الغنى والتنوع في موارده واعراقه ودياناته وثقافاته وما يشكله ذلك من خطورة التاثير على المحيط ومن تنافس على دور اقليمي وحضاري في محيط متنوع الحضارات ، بل ايضا وربما بالدرجة الاولى بعد تعرض الدول الاقليمية الى ضغوط وابتزاز ظروف مايسمى الحرب على الارهاب . حينها كان العراق وبسبب اوضاعه الخاصة المرشح الاول لان الجميع امل وعمل على ان في ان يكون هذا القربان هو السد الذي سيقف بوجه هذا الطوفان الذي ارعب الجميع اوخط الدفاع الاول الذي سيمتص الصدمة والرعب هذه. هذا لتقدير او التخطيط والعمل الذي تم في ارض العراق للاسف كان صائبا الى حد كبير وناجحا بامتياز حتى الان. فايقاف زحف هذا الجديد ، وتجنب اثاره الضارة المتوقعة، رهين ايضا بموقف وسياسات المحيط ، وليس الداخل وحده.
أ




#ثائر_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعراق الجديد ..الحقيقة والوهم


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثائر سالم - قطار الديموقراطية