مراد كافان علي
الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 03:22
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
حقاً رقم مريب أحدعشرألف سجيناً مسلماً يقبعون في سجون بريطانيا من مجموع ثمانين ألف سجينٍ حسب قول إذاعة بي . بي . سي . . كم عدد المسلمين قي بريطانيا قياساً بعدد سكان بريطانيا ؟ لماذا هم في بريطانيا ؟ أليس لهم أوطان ؟ لماذا الإحباط في المهجر ؟ أسئلة كثيرة تتزاحم في محور هذه الدراسة . نحاول أن نحصل على أجوبة مقنعة وبطريقة مهذبة وتشخيص تداعيات هذه الحالة المتعثرة بقناعة كل إنسان يبحث عن جدوى المنافي ، أن الكرة الأرضية ليست مملكة للعنف والإرهاب والمآسي حصراً ، وإيجاد الحلول لمعاناة بني آدم في البيئات والمجالات المتعددة حسب الأوطان والكفاءات والإخفاقات ، ولا للسجون والتهجير ...
المسلمون وغير المسلمون في الغربة هم الذين هاجرو بلدانهم لأسباب سياسية واقتصادية ودينية وأسباب أخرى ، وهاجروا أوطانهم للحصول على لقمة العيش والملاذ الآمن من بطش السلطات وعصابات الحكومات والمجاميع الإرهابية في بلدانهم ، وقسم آخر وهم الأقلية جداً منهم تركوا بلدانهم إلى الغربة لأجل الدراسة نظراً لهبوط المستوى العلمي في أوطانهم وتناقض الدراسة وقلة فرص العمل لاختصاصاتهم في بلدانهم مع متطلبات الحياة المعاصرة وبؤر التقدم العلمي ... أن المهاجر من الشرق الأوسط إلى الدول الغربية لا يحق لهم ألتقاط الجوانب الضيقة من الحياة ونقل مطبات الحياة في بلدانهم إلى الغرب وتعكير حياة السكان الأصلين لأنهم أقلية ودخلاء في المهجر ، عذراً لاستخدام هذه الكلمات ، علماً أن الأقليات في الشرق الأوسط وهم السكان الأصليين ولكن ليس أمامهم الاّ التهميش والإقصاء ثم الإبادة كالصابئة المندائين والمسيحين والأكراد وغيرهم وخير مثال على ذلك كارثة سنجار للأكراد الأيزيدين التي أودت بحياة أكثر من ألف شهيد وجريح لسبب بسيط أنهم أقلية وجرى تصفيتهم في 14/8/2007 . لذلك عليهم أن يتصرفوا بأدب وبأخلاقية عالية ويكونوا عناصر منتجة ومتطورة ويساهموا في بناء هذه البلدان الجديدة لهم ولغيرهم وليس التوجه إلى السجون لأن السجون وجدت للأشرار ، وعذراً لضحايا السجون ، في كل البلدان وخاصةً الدول الغربية ذات الأعراف الديمقراطية والساعية لبناء المجتمعات المتحضرة بغض النظر عن التوجهات العرقية أو الطائفية . هكذا عليهم الابتعاد التام عن أوكار المتخلفين ومفسدي براعم الأبداع لأن السجون مرادفٌ للجحيم ولا وجودٌ لإنسان صالح في الجحيم ولكن حصراً للذين يعادون الطريق القويم وملكوت الخالق العظيم ...
السجين يتحمل المسؤولية عن وجوده في السجن ولكن هناك جهات متعددة تشاركه في المسؤولية ومنها الحكومات الهزيلة في الشرق الأوسط التي تنادي بالديمقراطية باستخدام أعلامهم المأجور ولكن بالحقيقة أنظمة مفسدة ومتخلفة ومشجعة للإرهاب ، وسوء سلوك هذه الأنظمة جعل المواطن يتخلى عن وطنه ويلجأ للدول الأوربية لأجل لقمة الخبز والملاذ الآمن من بطش هذه الحكومات ، ولا تشعر هذه الحكومات بالخجل في حضور المحافل الدولية والمناداة بالديمقراطية وبقية القيم السامية علماً لهم مجاميع خاصة لإرهاب المواطنين والتمتع بميزانية بلدانهم مع خيراتها الطبيعية وغير الطبيعية للاستغلال البشع ... تساند هذه الحكومات المجاميع الأرهاربية التي تتغذى على القتل والسلب والنهب والمساومات باسم الإسلام والإسلام برئ من سوء تصرفاتهم ولكنهم خلقوا لدى هولاء فهم متعثر للإسلام وأصبحوا على قناعة شبه تامة بأن الإسلام ممول ومشجع للإرهاب ولكن في الحقيقة الإسلام ضحية من ضحايا الإرهاب ... والجهة الأخرى لهذا التعثر هم الذين يحملون راية الإسلام ولكنهم لا يتحركون بشكل نشط لإنقاذ الإسلام من الخلايا التي تعكر جوانب مضيئة من العقيدة الإسلامية ، وعليهم أن يجهدوا بشكل جاد ودؤوب لشرح وتوضيح المفاهيم الإسلامية الحقيقية للمسلمين وغير المسلمين باعتبارها منابع للخير والتطور وبعيد عن الأفكار الهدامة التي تنتشر في العالم ، عسى أن تكون الأديان كالشمس تشرق على الجميع كما ورد في الآية الكريمة :ـ ( لا إكراه في الدين ) ... ونأتي بممارسة بسيطة ولكن ذو تأثير فعال فمثلاً نلاحظ أثناء توزيع الصدقات أو أموال الزكاة فأنه يتم التوزيع على المسلمين حصراً أما بقية الأديان والملل فليس لهم حق الاستفادة من هذه المنافع كأن لايحق للآخرين التمتع بمنابع الخير وبذلك يخلق شعور دفين لدى الطفل المسلم وغير المسلم بوجود تمايز وفوارق بين الملل ويمهد بفتح بوادر العزوف بدلاً من الوئام بين الناس بينما القرآن الكريم يؤكد على تكريم بني آدم في آيات كثيرة ... في حين يتم توزيع صدقات المسيحين على جميع الأديان بغض النظر عن عقيدتهم ، وسمعنا ولكن لم نشاهد بأن الكثير من المهاجرين الذين تركوا أوطانهم وألتجؤا إلى الدول الغربية فأنهم يحصلون على الملاذ والمعيشة المؤقتة في الكنائس ولكن لم تحصل هذه الحالات في الجوامع والحسينيات وإذا حصل فسيكون للمسلمين حصراً , وفي العقيدة الأيزيدية يقال أذا عملت الخير فلا تسأل المستفيد عن مذهبه أو عقيدته ... لذلك نناشد الحكومات الديمقراطية ورجال الدين الصالحين والنخب المثقفة أن يساهموا لتجنب حالات الإحباط والتداعي للمسلمين وغير المسلمين في أوطانهم وفي الشتات وأبعادهم من سجون الغربة والعادات الجاهلية من كبد وسلب ونهب والغزوات وبذلك تصبح الأديان مدارس للتآخي والأبدع . .. لأجل بناء الشرق الأوسط النزيه لأن المعمورة ليست وكراً للأشرار والموت ...
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟