أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مراد كافان علي - كابارا ... والمصائب ؟!














المزيد.....

كابارا ... والمصائب ؟!


مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 08:27
المحور: القضية الكردية
    



الحلقة الثانية :ـ
كابارا قرية كردية مسالمة تابعة لناحية القوش وهي تقع على حافة سلسلة من سلاسل جبال داسن العريق وعدد سكانها لا تتجاوز مئة وعشرين نسمة أي اثنان وعشرين عائلة مجمل عوائل القرية في الخمسينات ... ما نكتب عن آلام هذه القرية هو تجسيد حي وانعكاس لكل قرى ومدن كردستان والويلات الفادحة وتعرضوا لهذه المآسي لا لشيء وإنما لأنهم أكراد . سنروي جانباَ من هذه الهزات الرهيبة التي عايشتها ، أي أنا شاهدُ على كل ما جرى عليها حقيقة وليس نابع من خيال كاتب محترف لكتابة رواية مشوقة ، ومرت على هذه القرية والتي أدت إلى الحرق والسلب والقتل والتشريد ، وأهملت العثرات الخفيفة للاقتصاد في الكتابة ...
في العهد الملكي في1957 وكنت في الخامسة من العمر تقريباَ شاهدت أرتال من الشرطة الخيالة تتقدم إلى القرية في الصباح الباكر لمتابعة وملاحقة أربعة من الخارجين على الدولة حسب أدعائهم ، وهم كانوا أصلاَ من منطقة قصروك التابعة لقضاء الشيخان وفي قرية أسمها روفيا . وحدث اصطدام مسلح بين الشرطة وتلك المجموعة ، وبسبب عدم التكافئ في العدد والعدة والهجوم كان مباغتاَ ، تمكنت الشرطة من قتل أحدهم واستطاعوا البقية الهروب إلى الجبل وتوجد نتوء في الوادي بالجبل تسمى باسم ذلك القتيل . ولكن أهالي القرية تعرضوا للإرهاب والعنف والتشريد نتيجة لتوغل الشرطة المفاجئ وسوء تصرفهم وكانت المأساة فادحة بحق الأكراد الأيزيدين في تلك القرية ...
وفي العهد الجمهوري في 1963م حدث هجوم كاسح بالدبابات والطائرات والمدافع والجيش السوري ( لبناء الوحدة العربية الوهمية ) والجيش العراقي والجاشه كان ( الجاشه كان تعني الجحوش لفظة كردية أطلقها البارزاني الخالد على المرتزقة الذين ساندوا السلطة لمحاربة البيش مه ركه وأبى أن يطلق عليهم خونة ) وقد تقدموا نحو القرية بحجة مطاردة البيش مه ركه وهم يعلمون بعدم وجود البيش مه ركه في القرية ولكن لتجنب الاصطدام المباشر معهم وخدعوا أهالي القرية على أساس تقدمهم للتفتيش التقليدي حصراَ وليس للدمار والخراب ولكن الذي حدث هو حرق القرية والسلب والنهب والتهجير وقتل ست رجال من الشياب ولولا الانقلاب العسكري الذي حصل في بغداد في عام 1963م لكانت الخسائر أفدح . وقد نشرت سابقاَ هذه الحادثة الدامية في مقال بعنوان ( كابارا ...والخريف الدامي ؟! ) .
وفي العهد العفلقي تعرضت القرية إلى هجومين :ـ الأولى في عام 1974م وتم الحرق والنهب والتهجير المطول ( التهجير لأكثر من سنة ) وقد أشترك في الحملة الجيش العراقي مع المرتزقة من الحرس الوطني . واستمر التصادم والتشريد إلى أن تم تخلي الحكومة العراقية عن نصف شط العرب لشاه إيران لأجل تصفية ثورة أيلول مؤقتاَ وهكذا أخمدت ثورة أيلول التي بدأت 1961م في 1975م ... والثانية في عام 1987م حدث هجوم رهيب من قبل الجيش العراقي وأفواج الدفاع الوطني والمرتزقة والجيش الشعبي وشفلات التجريف وتم الحرق والنهب والسلب وتجريف المباني ولازالت القرية مهجورة ولم تبق غير الأطلال ... وهذه هي حملات الأنفال السيئ الصيت التي أودت بحياة الآلاف من الأكراد العزل المسالمين ولا تزال تداعياتها باقية ومؤلمة ... كأن هذه قدرنا التعرض للدمار والإبادة وحتى استخدام الأسلحة الكيماوية وتحت غطاء التعتيم الإعلامي المقيت ولكن مستقبل الغزاة هو غباء الجرذان التي تحفر التراب طوال النهار ثم تنشر أكوام التراب المحفورة فوق رؤوسها كما تفعل السلطات التركية التي تطبل للحرب والتوغل في إقليم كردستان العراق بحجة مطاردة حزب العمال الكردستاني ولكن هدفهم إخماد التجربة الديمقراطية الناشئة في إقليم كردستان العراق كما فعلوا الأعداء مع تجربة مهاباد الديمقراطية في كردستان إيران في 1947م وإعدام القاضي محمد وتكرار المآسي والحنين لنفط كركوك ... إن كردستان مدرسة للديمقراطية والأبرار كما ورد في العهد الجديد ( في الضعف ، تزداد قدرتي ) عسى أن تعقل ساسة العصر ويتجنبوا حكم التاريخ القاسي والعادل وتجارب الذين اختبئوا في الحفر وأن يحافظوا على مستقبل شعبهم في المحافل الدولية ويغردوا للسلام والمحبة والوئام ...



#مراد_كافان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما جدوى البطاقة الوقودية ؟!
- من هم الإرهابيون ؟!
- كيف تفكر تركيا ؟!
- الأكراد ليسوا أعداءً للأتراك
- تهميش ... المجتمع الدولي ؟!
- وعدونا ... خيراً ؟!
- نصيحةُ ... لتركيا ؟!
- لالش ... إلى أين ؟!
- عراقيو ... الحاجة ؟!
- الفضائية الأيزيدية ... إلى أين ؟


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مراد كافان علي - كابارا ... والمصائب ؟!