أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - (علاقة الإنسان والحيوان في الريف العراقي )















المزيد.....

(علاقة الإنسان والحيوان في الريف العراقي )


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 08:51
المحور: الادب والفن
    



كثيرا مانسمع ؟.ونحن ننصت لقصص إبائنا وأمهاتنا في سهرات ليل الشتاء الطويل وخصوصا في القرية العراقية قبل إن يحل بيننا التلفزيون والستلايت فيسرق منا ليالي السمر وحكايات جداتنا الجميلة.نسمع ا صوت الحيوانات وهي تتكلم مصدقين غير مستغربين لما نسمع فغالبا ما كنا نكلم حيواناتنا من الكلاب والحمير والقطط أثناء حياتنا اليومية في الدار وفي المراعي فما الغرابة إذن.كان الراوي يذكر عبارة عندما (عندما كانت الدوارج والحيوانات تتكلم)وهي إشارة حنين إلى ماضي الإنسان وعلاقته الحميمة مع نظرائه من الحيوانات حينما كانت الحياة في غاية البساطة والبدائية وحين كان الإنسان يحيى حياة القطيع وحتى قبل أن تكون له لغة واضحة مميزة في المراحل اللاحقة من التطور.وقد عبر عن ذلك الكثير من الأدباء والفلاسفة والحكماء عند مختلف الشعوب والقوميات والحضارات حين استنطق الإنسان الحيوان صيغ بعضها على لسان الحيوان لغرض التورية والإسقاط غير المباشر لحياة الإنسان ومعاناته في زمن الحكام الطغاة والمستبدين ومن هؤلاء ابن المقفع وكتابه المشهور( كليلة ودمنة) والذي رغم توريته وحذره تم قتله حرقا بتهمة الزندقة.
القرية العراقية امتدادا لهذا التراث الطويل ائتلف الإنسان والحيوان وبشكل حميمي كبير فالقطط والكلاب والأغنام والدجاج والحمام تشارك الإنسان حتى فراش منامه دون أن ينزعج منها ويطردها فغالبا ماكانت القطط تشاركنا منامنا ونحن أطفال وخصوصا أيام الشتاء الباردة هربا من البرد القارص. وقد أطلق ابن الريف اسماءا على حيواناته كما سمى أولاده وبناته فغالبا مايكون لكل كلب من كلاب العائلة اسما خاصا نناديه به وغالبا مايفهم كلامنا وماذا نريد منه نتيجة تكرار القول والفعل حسب نظرية بافلوف في الفعل ورد الفعل وتكون المنعكس الشرطي واللاشرطي . هام العرب بخيولهم ولحين التاريخ ولها أسماء وأوصاف مشهورة في التاريخ كالبراق وداحس والغبراء وغيرها.وكلنا يعرف الحصة من دموعنا التي حاز عليها مهر الإمام الحسين عليه السلام في تعازي الذكر نظرا لأصالته ووفاءه لفارسه.
وكلنا يعرف مدى هيام ابن المدينة (المطيرجي) وتعلقه الذي تحكى وتروى عنه الأساطير بالحمام وتربيته والعناية به وعدم قدرته على فراقه رغم كثرة مايسببه ذلك من المشاكل الاجتماعية ويحط من سمعة ممارسي هذه الهواية .
وكم شهدنا العديد من المراسيم الجميلة للعائلة الريفية وخصوصا أمهاتنا الفلاحات في تعاملهن الرقيق والحميم مع الحيوانات كما يتعاملن مع البشر أو أكثر حنوا ومحبة.
من هذا أتذكر إنني عندما اصطدت ولأول مرة في حياتي سمكة صغيرة من النهر وانأ لم أزل طفلا صغيرا وذهبت مهرولا بها إلى الدار وهي تنط بين أصابعي استقبلتني والدتي بفرح غامر والصلاة على النبي وقبلتني ثم أخذت مني السمكة وقامت بطلي فمها بأحمر الشفاه وكحلت عيناها من كحلها الخاص وأمرتني بإعادتها إلى الماء فورا حيث كانت هذه الممارسة طقسا معتادا يمارس في مثل هذه الحالات والتي كانت تعبيرا عن دوام علاقة الود والصداقة والتكافل بين الإنسان والحياة ودعوة للخصب من خلال إعادة السمكة العروس للنهر مما يساعد على وفرة الأسماك في النهر ويرسم مستقبلا مباركا للطفل وتعميدا له وإعطائه درسا في احترام الكائنات الحية وربطه بعلاقة حسن النوايا والتعامل عبر الرسالة التي ستصل لعالم الحيوانات المائية من خلال السمكة العروس المحررة المكرمة من قبل الصياد الصغير حيث إن كليهما من رحم واحد وأم واحدة هي الطبيعة وكيف إن الأسماك قد اختفت من احد الأنهار لان احد الجاحدين والمتهورين والمستهترين بعلاقة الرحم التي تربط الأسماك بلانسان قد تبول في فم احد الأسماك ورماها في النهر ومنذ ذلك التاريخ لم تعد الأسماك تظهر في مياه هذا النهر جزاءا لهذه الفعلة الشنيعة.
وكم شاهدت أمي وهي تسرع لتضع كفا من الطحين على ظهر أية سلحفاة تدخل دارنا وهي قادمة من النهر والسواقي المحيطة بالدار مفسرة قدومها لدارنا طلبا للطعام لإطعام صغارها الجياع في النهر. وكيف كانت تعمل (العصيدة) لإطعام الكلية عند ولادتها لأنها بحاجة للطعام وهي بمثل هذا الحال شانها شان أي أنثى أخرى من بني الإنسان والحيوان بحاجة للعناية والرعاية في أيام ولادتها الأولى.
وكم كنا نرقب بلهفة كبيرة طيور السنونو المهاجرة عند عودتها لدارنا في الربيع ووضعها لبيضها في عشها في سقف كوخنا ولسنوات متوالية وكيف كنا نكن لها الرهبة والهيبة والقدسية والاحترام حيث كانوا إباءنا يسمونها بالعلوية .
كم عزفت مرارا عن شراء الطيور الحرة التي تكثر في العراق في الخريف والشتاء فلايمكنني أن أقدم على ذبحها وهي تبدو بهذا الجمال الآخاذ والألوان الزاهية. وكيف عزفت العائلة جميعا عن طبخ واكل فحل من البط الصيني تمت تربيته في الدار عندما قررنا ذبحه على يد احد الجيران وقد تم إهداء (مارتو) إلى عائلة صديقة مشيعيه بعيون دامعة كأنه احد أفراد العائلة.
ومن الملاحظ إن الإنسان وابن الريف العراقي خصوصا كان ولازال يسقط الكثير من صفاته وتقاليده على الحيوان فيصفه بالأصالة والوفاء أو الغدر والخيانة ويتعامل مع الحيوانات ضمن هذه الصفات فالثعلب ماكر والذئب قاسي والضبع غدار والأسد مقدام والكلب وفي والقرد وضيع والحمار غبي ..وهكذا.. دون أن تعرف الحيوانات معنى لهذه الصفات بل هي تعيش حسب فطرتها منذ ملايين السنين.
وقد روى احدهم قصة تصلح إن تكون من الحكم : حيث إن احد الصيادين استطاع إن يدجن طيرا وحشيا (خضيري) من طيور الماء بعد اصطياده وقد لاحظ هذا الصياد إن هذا الطير اخذ يطير صوب الهور المجاور وبعد فترة يعود ومعه سرب من أبناء جنسه من طيور الماء لتقع فريسة وصيدا سهلا بيد سيده الصياد وهكذا استمر الحال الاان سمع بالأمر احد حكماء وشيوخ القرية بقصة هذا الطير الغريب مما حدي به أن يدفع مبلغا مغريا من المال إلى الصياد مقابل اخذ الطير وتحت نظر جمع من أهل القرية قام الشيخ بذبحه ورميه للكلاب وسط استغراب ودهشة الجميع من فعلة الشيخ الذي أجابهم على دهشتهم واستغرابهم إن مثل هذا الفعل الدنيء والخيانة الكبرى التي يقوم بها هذا الطائر وجلبه أبناء جنسه للسقوط في شباك الصياد قاتل أبناء جنسه لايمكن إن تعالج إلا بهذه الطريقة وحرم أكل لحمه لئلا ينقل طبع خيانته لمن يأكله من الحيوان والإنسان!!!؟؟؟



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اريكا فيلر مطلوبة للفراضة؟؟؟؟
- قول في المراة ج1
- رادله كرون كصوا اذانه
- فائض القيمة وفائض التموينية
- المثقف الاسفنجي؟؟!!!
- كبرياء كلب. قصة قصيرة
- مقامة الديك؟؟؟؟
- مناضلو العولمة(قول على قول ابوكاطع
- احمد راضي من اللعبة الكروية الى اللعبة السياسية
- جيفارا في ذكرى استشهاده الاربعين
- قول على قول (ابوكاطع)ح3 ذبوله رغيف وهز ذيله
- أردنا pure water فأتونا ب Black water
- لا يشبه اليوم البارحة بل هو أكثر عتمة منه!!!
- نحن الأول دائما
- الأخلاق حالة التغير والثبات
- قول على قول(ابوكاطع)
- قانون النفط والغاز الجديد آراء وملاحظات
- تزكية انتماء من رحم سلة المهملات !!!
- (( لصوص ماقبل العولمة)
- قرود العولمة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - (علاقة الإنسان والحيوان في الريف العراقي )