أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - ماذا جنى الشعب العراقي من تجربة الاحزاب السياسية الاسلامية العراقية البائسة في ايران؟ ...ماذا يجني الآن؟؟ الحلقة الرابعة والخامسة















المزيد.....



ماذا جنى الشعب العراقي من تجربة الاحزاب السياسية الاسلامية العراقية البائسة في ايران؟ ...ماذا يجني الآن؟؟ الحلقة الرابعة والخامسة


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2109 - 2007 / 11 / 24 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في قم ..حسينيات التقوقع السياسي الحزبي والمناطقي وبؤس العراقيين
من همت هربت العائلة الى الحويزة حيث يسكن هناك بعض اقاربي وبمساعدتهم . بقيت لوحدي في همت دون عمل, اسكن في احد الاكواخ الفارغة العائد للطبابة . بعد مرور خمسين يوما على بقائي فيها هربت ايضا بطريقة خطرة جدا بمساعدة الدكتور صفاء العامود( طالب طب من اهالي البصرة , هرب من العراق ولم يكمل بعد دراسته .. كما لم تسنح له الفرصة لمواصلة دراسته في ايران رغم الجهد الجهيد الذب بذله في خدمة الحرس الثوري الايراني في اهوار الجنوب اضطر الى الهرب الى لندن) واحد المسؤؤلين في فيلق بدر العامل هناك والذي يعرف اهلي في العراق, وهو من اهالي( الدير) حيث رافقني بسيارته العسكرية التابعة للفيلق الى الحويزة ليلا , ملثما حاملا معي هوية شخصية مهنية للدكتور العامود صادرة من الحرس الثوري الايراني المنتهية المفعول والمعترف بها من قبل المفارز العسكرية الايرانية في الطريق , علما بانه لايشبهني ولكن اللثام افادني والثقة بالديراوي من قبل مفارز الطريق, حمتني وتجاوزنا نقاط التفتيش جميعا بسلام ( هل يتعرض هكذا انسان لاجيء في دول الكفر حتى وان كان بدون وثائق رسمية وبدون اقامة ؟؟؟ ). هناك في الحويزة صعب علينا القبول بالحياة , فالتخلف يزكم الانوف ولا يمكن ان اترك ابنائي بدون مدارس , لهذا قررت التوجه الى قم , وقد رافقني احد اقاربي في رحلتي الحزينة .. في قم استقبلنا اقرباؤنا احسن استقبال وتكريم , وصرنا نتنقل بالسكن من بيت الى بيت الى ان حصلت على عمل في طبابة عمارالموجودة في همت الهارب منها, عن طريق الالحاح المستمرعلى الدكتور امين السادن الذي قاسم بيننا نحن الثلاثة اطباء( انا وصادق وكامل) مرتبا لطبيب واحد حيث كل منا يعمل عشرة ايام في الشهرمقابل عشرة الاف ريال ايراني , أي ما يعادل خمسة وعشرين دولارا ( بحجة ان ميزانية الاغاثة فارغة وليس لديه احتياطي ليدفعه لنا كرواتب , اسوة ببقية اطباء الاغاثة الذين يستلمون كل واحد منهم اربعين الف ريال شهريا) .. في قم ادخلت ابنائي الى المدارس العراقية غير الرسمية التي يشرف عليها السيد عبد الكريم القزويني وعملت في مدرسة البنات زوجتي ايضا كمعلمة. يحجبن البنات في سن التاسعة من اعمارهن... ويتم التركيز في المدرسة على تعليم اللغة العربية والتربية الدينية , اما الدروس الاخرى فنصيبها من الوقت والاهتمام ساعات قليلة. طلبت مرة من زوجتي ان تقترح أمام ادارة المدرسة ان يزيدوا ساعات العلوم والرياضيات واللغة الانكليزية , فأجابتها المشرفة وهي الوكيلة المعتمدة في المدرسة من قبل السيد القزويني , قائلة ( ان الرياضيات و اللغة الانكليزية لا تدخل الاطفال الجنة , وانما الدين وحفظ القران فقط ) هكذا هو مستوى الوعي لدى مشرفات ومعلمات الطلبة العراقيين في المدارس هناك.. يتاجر هذا الرجل بمدارس العراقيين فيجني منها المال الكثير من دول الخليج ولا يصرف عليها الا القليل فرواتب المعلمات لا تجزي و يؤخر صرفها لهن بضعة اشهر احيانا , ويهددهن بالاعفاء بين الحين والاخراذا طالبن بزيادة في الاجور.. اما الكتب المدرسية للطلاب فكانت قليلة , التجهيزات الاخرى , كانت قليلة ايضا قياسا بما يطلبه من المتبرعين الخليجيين وما يستلمه منهم فعلا . كذلك استغلني في ان اعمل طبيبا لطلاب المدرسة الذين لا يتمكنون من الذهاب الى المراكز الصحية الايرانية بسبب عدم حصولهم على الاقامة ( الكارت الاخضر) خلال وجودي في قم وبأجر زهيد جدا شهر يدفع واخر يمتنع . وقد اطلعت مرة وبطريقة الصدفة على القوائم التي ينظمها سائقه وهو المشرف الرسمي على المدارس والمقرر العملي للمصروفات واحتياجات المدارس , فكانت المبالغ المدفوعة له كمساعدات للطلبة العراقيين كبيرة جدا وكلفة الاشياء المعمولة للمدارس كبيرة جدا ايضا واعدادها مبالغ فيها كمقاعد الطلاب والسبورات وبقية الاحتياجات . خلال سنة او اكثر صارالسيد القزويني وسائقه وحاشيته من الاغنياء في قم.. فاصبحت لديه عقارات ودور سكنية و ثلاثة سيارات كبيرة لنقل الطلاب مقابل ثمن ويستخدمها سواقه ايضا لاعمال النقل بين قم وطهران و مشهد أوقات الزيارات الى المراقد الدينية التي تشح فيها وسائط النقل .. اذن المسألة تجارة وليست دراسة او عبادة. ولي مع السيد القزويني قصص وحكايات يندى لها ضمير الانسان الشريف.. كمحاولاته فتح مركز صحي في قم بأسم العراقيين دون توفر الشروط الصحية في المكان ودون الحصول على الموافقات الرسمية من الدوائر المعنية في المدينة مستغلا شهادتي ومهنتي ليكسب منها مساعدة ودعم تجار الخليج كما يفعل في موضوع المدارس الابتدائية للعراقيين الا انني رفضت ذلك واصريت على ضرورة الحصول على موافقة رسمية لافتتاح مركز صحي لائق واجازة عمل لي من وزارتي التعليم العالي والصحة قبل الاتفاق والشروع بالعمل ولم سعى بهذا الاتجاه الصحيح لأنه يكلفه اموالا كثيرة . في قم يقبع رجالات الدين والسياسة وتجارهما في حسينياتهم.. فهذه حسينية اهل البيت او تسمى بحسينية الشهيد الصدر ويقبع فيها الشيخ مهدي العطاروينافسه على امامتها وادارتها الشيخ محمد مهدي الأصفي وهما من اصول ايرانية بالاضافة الى الشيخ محمد باقر الناصري الذي يختلف معهما في الموقف من ايران و عدم قناعته بموقفها الرسمي من العراقيين , لانه عراقي عربي الاصل.. لم يحتمل الحياة في ايران وهاجر الى (دولة الكفر) بريطانيا. في هذه الحسينية تقام صلاة الجماعة اليومية ظهرا ومساءا وفيها حوزة دينية , لا يتعرض فيها الخطباء ورجالات الاسلام السياسي الى اخطاء الدولة الايرانية بحق العراقيين اللاجئين على اراضيها وخاصة الساكنين في المخيمات وهمت بالخصوص , بل يقتاتون على تعاستهم بطلب المساعدات لهم من الاخرين في دول العالم وخاصة بريطانيا ودول الخليج , فقد استغنوا من هذه التجارة.. فالشيخ العطار يسكن في قصر في ارقى منطقة في قم , ويوجد في هذا القصر مسبحا وحديقة واسعة غناء , والعراقيون يموتون في المخيمات من الامراض وشحة الادوية وفي همت ينهش فيهم القمل والجرب والبعوض .. كما يحاضرعلي الاديب ( ابو بلال) بالسياسة ويستخدم التحليلات اليسارية ويستبدل فقط عبارة العامل القتصادي بالعامل الديني , أي ان وجود امريكا واساطيلها في الخليج ليس لأسباب اقتصادية و سياسية ستراتيجية , بل لمحاربة الدولة الاسلامية في ايران , وكأنما امريكا وما قبلها الاستعمار القديم لم يتواجدوا في الخليج بصورة مباشرة او غير مباشرة الا بعد ظهور الدولة الاسلامية في ايران ... كما يحاضر غيره في امور الدين واللغة العربية والشعرالديني في المناسبات الدينية وما اكثرها . وكلما انقسم حزب استحدثت له حسينية وقيادة سياسية دينية وحاشية واموال. فهناك ثلاثة حسينيات او اكثر تابعة لانقسامات حزب الدعوة الاسلامية يسيطر على احداها الشيخ كاظم الحائري وهو مسؤؤل الاستخبارات الايرانية في قم وحاشيته من العراقيين ذوي الاصول الايرانية , وحسينية اخرى يقودها السيد محمود الهاشمي وهو عراقي من اصل ايراني تبرأ من عراقيته واعتنق الايرانية دينا وسياسة ومذهبا , وهو الذي يقول( ان القضية العراقية اصبحت عويصة يجب الابتعاد عنها) وحسينية رابعة لاهل البصرة من اتباع السيد مير محمد القزويني الايراني الاصل الذي توفي في البصرة . وهكذا تتكاثر الحسينيات بطريقة انشطار الاحزاب التابعة لايران وحسب ارتباطها الجهوي.. فقسم يرتبط بالاستخبارات والاخر بوزارة الاطلاعات والاخرى بالحرس الثوري والاخرى بالسيد السيستاني مباشرة ( وهذه الطريقة تعتبر تطبيق لسياسة بريطانيا فرق تسد ليسهل السيطرة على جميع الاطراف من خلال شق الصف وخلق المتناقضات والصراعات .. اين هذا العمل وهذه السياسات من الدين والاخلاق؟؟؟؟).. والامر غريب والقضية عجيبة.. فلا تعجب يااخي من الذي يحصل في العراق فهو امتداد لما كان يحصل للعراقيين في ايران الاسلام.. هناك حسينية اخرى للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يقودها السيد محمد باقر الحكيم وهو في حالة عداء شديد مع حزب الدعوة الذي كان ينتمي اليه قبل هروبه الى ايران والذي انفصل عنه لاحقا وفرض رئيسا للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بتأثير مباشر وضغط من قبل الخميني شخصيا على بقية الاطراف السياسية وشكل بذلك المجلس الذي يفترض ان يكوم جامعا للاحزاب السياسية الاسلامية العراقية ولكنه انتفخ بالعشائر العراقية المهاجرة الى ايران بعد حرب الخليج الثانية مضافا اليها منتسبي فيلق بدر المؤلفة قلوبهم من الاسر الى الفيلق مكرهين والا ماتوا في الاسر كما مات العديد وقصص التعذيب الذين تعرضوا له على ايدي الحكيم واتباعه يندى لها جبين اقل الناس شرفا واضعف ايمانا ولا يمكن لأي قاص او راوي او كتاب ان يحويها جميعا بتفاصيلها التي ما حصلت مثلها ايا م القرون الوسطى . وايضا المجلس الاعلى له قيادة وتنظيما وارتباطا واشرافا ومالية تختلف عنها في قيادة فيلق بدرالذي له حسينيته الخاصه وائمته الخاصين وبأشراف الحكيم والقبانجي, متناقضة مع بعضها البعض ومع الاخرين بالرغم من ان عائلة الحكيم تشرف على الاثنين نظريا كي تحتفظ بماء الوجه وتستطيع ان تواجه حزب الدعوة الذي شق الى ثلاثة او اربعة احزاب تختلف قليلا بعضها عن بعض في درجة ولائها لايران.. ومهما يكن فهي تتمتع ببعض الاستقلالية عن القرار الايراني. وحزب الدعوة الاسلامية الرئيسي يتملق قليلا لأيران ويلتقي قادته مع الخامنئي ليزودهم ببعض الاموال دعما لجريدتهم الحزبية , بشرط ان لا تتعرض بنقد او ما شابه الى النهج الايراني ولا تطالب بحقوق العراقيين في ايران.. وليس كالمجلس الاعلى او الفيلق اللذان لا استقلالية لهما ولا قرار خارج القرارالايراني.. حسينيات اخرى لمنظمة العمل الاسلامي يقود احدها السيد الشيرازي وهو على خلاف فكري مبدئي مع القيادة الايرانية فيما يتعلق بولاية الفقية المطلقة التي يسير عليها المنهج السياسي والديني في ايران , وولاية الفقيه النسبية التي ينتهجها الخط الشيرازي . وحسينيتان اخريتان مرتبطتان بقوى سياسية ايرانية دورهما امنيا استخباراتيا ضد نشاط الاحزاب الاسلامية العراقية الاخرى . جميع اتباع هذه الحسينيات يتكلمون اللغة الفارسية ويمانعون من الكلام باللغة العربية وبعضهم ينكرعراقيته وحسن فعل لان العراقيين لا يحتاجون من يستغلونهم ويمعنون وقت الأزمات... والاخر يتردد دينيا وسياسيا وهنا يبدو كم هو عميق العبث بحق العراقيين وحق الدين وحق السياسة وبالنتيجة حق الحياة .القيادات السياسية الاسلامية العراقية في ايران وخاصة في قم كل منها منعزل ومستقل عن الاخرى لاتزاور فيما بينهم ولا تفاهم بل تناحر وتجريح وعدم اعتراف.. وبذرة التفرقة والانشقاق قد زرعت واعطت ثمارها من هناك... يتباهون في كسب الانصار والمؤيدين اثناء المناسبات الدينية المهمة كرمضان وعاشوراء وولادات الائمة وتاريخ وفاتهم بعمل الطعام ( القيمة النجفية) ودعوة الناس للافطار او للعشاء .
عبد العالي الحراك 17-11-2007

ماذا جنى الشعب العراقي من تجربة الاحزاب السياسية الاسلامية العراقية البائسة في ايران... ومادا يجني الآن؟؟؟
( 5) الحلقة الخامسة
في كارمنشاه ... وفيلق بدر المأساة
كرمانشاه مدينة في الشمال الغربي من ايران على الحدود العراقية الايرانية مقابل مدينة خانقين العراقية, فيها معسكر فيلق بدر الرئيسي الذي يحتوي على عشرة الاف شخص تقريبا من العراقيين , كانوا في يوم من الايام جنودا عراقيين ,وقعوا اسرى خلال الحرب العراقية الايرانية , استخدمتهم الدولة الايرانية كقوة عسكرية استخباراتية للتدخل في شؤؤن العراق وسمتهم باسم عربي( فيلق بدر) وسلمته عنوانا لمحمد باقر الحكيم بعد ان فشل في الحصول على رقم مؤثرفي الساحة السياسية الاسلامية العراقية , لصالح ايران بعد انشقاقه عن حزب الدعوة الاسلامية في اوائل الثمانينات بتأثير ايراني يعرف تفاصيله المؤلمة حزب الدعوة الاسلامية ذاته.. عانى هؤلاء ( التوابون) معاناة كبيرة في اقفاص الاسر والسجون الايرانية , وهناك قصص مريرة تسمع من جميعهم تقريبا.. كل قصة اكثر مرارة من الاخرى .. اسموهم بالتوابين (والحقيقة هم مجبورين ومخيرين اما البقاء في الاسر الى اجل غير مسمى اوالقبول بالانتماء الى فيلق بدر) أي انهم تابوا مما اقترفوه من ذنوب , بسبب مشاركتهم في الحرب ضد الجمهورية الاسلامية في ايران وعادوا الى صلاحهم يخدمونها تحت ر اية الولي الفقيه الخميني وبعده الخامنئي وبقيادة السيد محمد باقر الحكيم العراقي الجنسية ذو الاصل الايراني , وهم على استعداد لمحاربة الدولة العراقية دولتهم فأية توبة هذه ؟( فاتني ان اذكر بأن بعض منتسبي حزب الدعوة الاسلامية ومنظمة العمل الاسلامي الذين هاجروا الى ايران قبل نشوب الحرب العراقية الايرانية وخلالها بسبب قمع صدام لهم ..والذين شاركوا في الحرب لصالح ايران ضد العراق حلال سنوات الحرب جميعها وتحملول ما تحملوا فمنهم من قتل ومنهم من اسر لدى القوات المسلحة العراقية ومنهم من تعوق , لم يعاملوا بعد انتهاء الحرب من قبل القانون الايراني ودوائر الدولة الايرانية اسوة بأقرانهم الايرانيين الذي اصيبوا او تعوقوا من جراء الحرب من حيث الحقوق المكتسبة نتيجة الحرب كالاكراميات والرواتب والهدايا وقطع الاراضي السكنية والدور السكنية التي منحت ووزعت على اقرانهم الايرانيين بل عوملوا من وجهة نظر قومية , وابعد الدين وازيل البعد الجهادي الذي كانوا ينادون به وخدع العراقيون المغرر بهم ..وقد لاحظت المعاناة على وجوه اولئك العراقيين والاحباط الكبير الذي كانوا يحملون ) لم يتطوعوا رغبة منهم وانما خلاصا من اسر وتعذيب دام سنين , ومعظمهم يعاني من تخلف فكري وثقافي وحتى ديني .. يسعون فقط الى العيش واستلام الراتب ولا يؤدون اي يدور يذكر لصالح العراق , بل هم مجاميع تأتمر بقيادات الحرس الثوري الايراني ووزارة الاطلاعات , يؤدون أدوارا مختلفة تصب في نهر واحد هو المصلحة القومية الايرانية , يدخلون الاراضي العراقية للقيام ببعض التخريبات الاقتصادية المضادة للاقتصاد العراقي كضرب محطات ومشاريع النفط وجلب معلومات حول الاقتصاد العراقي مقابل ثمن حسب النتيجة التي يعودون بها, واذا لم يعودوا بنتيجة تدرعليهم ربحا , فأنهم يقومون بأعمال السلب والنهب للسيارات العمومية المارة على الشوارع العامة في جنوب العراق بين العمارة والبصرة( طريق العزير) . وقد سمعت شخصيا مرة من مجموعة من الشباب في الفيلق العاملين في همت يتحدثون فيما بينهم في ذات الموضوع , فقلت لهم اين اذن الجهاد والحرب المقدسة ؟ فأجاب احدهم (يا جهاد يا حرب مقدسة نحن نريد ان نعيش..) قلت لهم بانني واحد اقاربي قد تعرضنا الى تسليب في منطقة العزير قبل بضعة سنوات تقريبا وهددنا بالموت ان لم نتخلى عن كل ما نملك من مال وساعات يدوية وحقائب.. فقال احدهم ( يجوز نحن او غيرنا.. الله اعلم وهو يضحك) . تتكتل في الفيلق مجاميع حسب العائدية المناطقية والعشائرية في العراق , فهذه المجموعة من النجف وتلك من البصرة وهؤلاء من العمارة والخ... وكل مجموعة تستعين بمسؤؤل في الفيلق من ابناء منطقتها.. الفساد الاداري والمالي يعم الفيلق فالطعام رديء جدا لان الاموال المخصصة لذلك تسرق على مراحل والذي يعيش في الفيلق لمدة طويلة فأنه يصاب بفقر الدم حتما اذا لم يكن من هذا الفخذ او ذاك.. تزوج معظم منتسبي الفيلق من ايرانيات وفي هذا الجانب تسرد القصص والمآسي حول موانع وعراقيل الزواج من قبل الدوائر الرسمية في المدن الايرانية لأسباب قومية شوفينية, وخلفوا ذكورا واناث والذي يملأ الشارع العراقي الان من الشباب الايراني هم ابناء الامهات الايرانيات ذوات الثقافة والتربية الفارسية العنصرية ولا اعتقد بأنهم يعترفون بعراقيتهم كون آبائهم عراقيين , اما الاب فلا حولة له ولا قوة. لهذا احتلتنا ايران لان معتقد قادتنا الاسلاميين ايراني , وثقافتهم ايرانية , وعوائلهم ايرانية , وهوياتهم الشخصية ايرانية , وجوازات سفرهم ايرانية, وبيوتهم وامتيازاتهم ما زالت في ايران , بعضهم يملكون بيوتا فارهة بين بيوت قادة الحرس الثوري الايراني في كرمنشاه وقم وطهران , وجيوبهم تمتلأ بالريالات الايرانية التي تتحول الى دولارات امريكية او دنانير عراقية اوتوماتيكيا متى شاؤا.. فكيف يمكن الحديث حول الوطنية والمواطنة العراقية؟ ان تصمد او يبقى لها اثرمقابل غسيل الدماغ الذي تعرض له ابناء العراق التوابين قسرا؟ وكيف بالدم العراقي البريء ان لا يسيل؟ لو ان هؤلاء قد وجدوا عند عودتهم عراقا حرا عزيزا يستغل ثرواته ويعيش شعبه كما يعيش بقية البشر لما بقوا يوما واحدا في هذه الاحزاب الاسلامية ولما استطاع مقتدى الصدر ان يلف حوله شباب جائع الى العيش ليزجهم في معارك خاسرة دائما .. وجدوا جوعا في العقل وجوعا في المعدة وجوعا في الجيب فأستغلوا شعبنا وعاونتهم امريكا... ياللأسف ويا للأسى . اني اعجب من مساحة واسعة للجهل اسست عليها ثقافة عنصرية وطائفية غريبة عن طباع وثقافة العراقيين واستعدادهم لتقبل الصحيح.. ثقافة عنصرية ..والعراقي ليس عنصريا ولا يبحث عن عنصرية .. انتشار لجهل مطبق .. والعراقي يتطلع الى الوعي , يحب الثقافة ويحب القراءة ويظهر من بين صفوفوف العراقيين وفي احلك الظروف الادباء والشعراء والفنانين والاطباء والعلماء, وبأبداع فهم ليسوا عاديين , بل بارعين ومتفوفين .. لماذا انحبسوا في ايران فأصيبوا بداء الجهل المعدي وانتشر كالوباء في طول البلاد وعرضها وهرب بقية الشعب خائفا من الموت او العدوى. ان ما يجري في العراق الان هو امتداد حتمي لما حصل للعراقيين في ايران فالقادة يسرقون ويقتلون والجهل متفشي في صفوف الشعب .. همهم المال كما كانوا, فكما كانت الحيلة الشرعية وسيلتهم في ايران الان وسيلتهم ( دعوى الاختراق) وتهريب النفط وتزوير عقود البناء والاعمار الموهوم .. اني لأعجب ان تنتهي السنة المالية الحالية ولا يعرف اين مصير الاربعين مليارد دولارميزانية الدولة العراقية؟؟ .. يحكى عن قصور وفلل في بريطانيا ودول الخليج .. والعراقي يتململ جوعا وبردا وحرا و محتارا بمواد البطاقة التموينية.. مرة ينقص السكر ومرة الطحين ومرة تضاف برادة الحديد الى الشاي ومرة زيت الطبخ لا يختلف عن زيت السيارات . ولا ضمير حي يفوق ولا مبدأ يعترض ولا اخلاق نبي يبعث من جديد .. اين القرآن واين خبزة شعير الامام علي؟؟ اين عدالته وهو يمنع على اخيه عقيل درهما من مال المسلمين؟ اين الاحاديث لقد كذبتم بها كل الروايات التي لا تصب في مذهبكم؟ لقد خونتم كل الخلفاء الا عليا وهو وهم ابرياء مما تقترفون بحق العراقيين ... لقد عذبتموهم في ايران وجوعتموهم واسكنتموهم الاهوار وفي مخيمات من صفائح الالمنيوم في المحمرة وديزفول وايلام وغيرها من مدن ايران وقتلتوهم عبر الحدود وهربتم من جيش صدام.. ما هذا العبث بالحياة وبالدين وبالسياسة..عندما يقتل منتسب الفيلق او المتعاون معه في داخل العراق من قبل القوات العراقية زمن صدام او يلقى القبض عليه فأن عائلته تواجه الهوان والعذاب ومن يلجأ منهم الى الفيلق في ايران فمصيره الاهمال والابعاد والقذف به على الحدود العراقية الايرانية من قبل منتسبي وزارة الاطلاعات الايرانية لا يردوا حتى الجميل ولو بقطرة ماء .. قيدتم الشعب بالحلال والحرام وانتم الحرام كل الحرام , وقسمتموه الى ملل وطوائف متحاربة بعد ان كانوا اخوة متحابين لا يعرف البعض منهم ان كان البعض الاخر سنيا او شيعيا او مسيحيا حتى الاكراد في بغداد ومدن العراق لا يعرفون كأكراد. ثم بعد هذا الانقسام والتقسيم لا تعترفون بأحد سواكم فانتم الاغلبية ويجب ان يتحمل الاخرون القمع واي قمع. . انه الموت.. واي موت.. مرمية الجثث في الشوارع.. فقط الشيعة والسنة والاكراد .. وبقية الشعب اين انتهوا؟ كم شيعي وكم سني وكم كردي معكم وكم على الحياد وكم ضدكم وكم هم المسيحيون والصابئة وغيرهم؟ .. شردوا في بقاع الارض الواسعة.. في بلاد الكفر كما تدعون , يعيشون حرقة على الوطن .. انتم لا يهمكم الوطن ولا تحترقون في سبيله فلماذا اخذتموه منهم ؟ اسرقوا ما شئتم لكم الاموال والنساء والولدان المخلدون واتركوا من يحبون الوطن ابرياء لا تقتلوهم وترموهم في الشوارع . انتم لا تستطيعون ان تقتلوا الارهابين ولا تستطيعوا ان تطردوا الامريكان ولا تستطيعوا ان تعترضوا على عبث الايرانيين اسياد نعمتكم فلماذا تستضعفون العراقيين والعراقيات فتقتلوهم وترموهم في الشوارع.؟ لا اعرف في شرع الاسلام كثيرا ولكن اعتقد بان الكافر اذا قتل في ارض الاسلام فعلى المسلمين تقع مسؤؤلية تغسيله والصلاة عليه ثم دفنه . فلماذا تتركون ابناء جلدتكم في الشوارع؟ تريدون ان تجيف جثثهم وتنتشر العدوى في الحياة , لانكم لا تحبون الحياة بل تحبون الموت وتفضلون القتل... لقد صرفت ايران على فيلق بدروالمجلس الاعلى واحزاب الاسلام السياسي العراقية كافة الاموال الطائلة ولم تصرف فلسا واحدا على لاجئء عراقي على اراضيها بل العكس لقد سرقت الاموال التي كانت تصل من الامم المتحدة ومن المتبرعين المختلفين الى العراقيين فكانت تأخذ نسبا منها من قبل قوات الامن والاستخبارات قبل اطلاقها من البنوك الايرانية ..فقد وقع الشيخ محمد مهدي الاصفي في خلافات شديدة حول الاموال التي كانت تصل الى المؤسسة الخيرية التي كان يشرف عليها ومقرها في قم فكان يمتنع عن تسليمهم أي مبلغ ولهذا اوقفوا صرفها لمرات عديدة مما اجاع بعض العوائل العراقية في قم وخارجها التي تعتمد عل مساعدات هذه المؤسسة. ان فهم الدين لدى العقلية الايرانية لهو فهم غريب فهو يستغل بشكل رهيب في صالح الشخصانية الايرانية والقومية العنصرية السادية العنيفة في قسوتها. لقد شاهدت ايرانيين من قوى الامن والاستخبارات في منطقة همت جاؤا مبعوثين من قبل الخامنئي نفسة لدراسة وضع العراقيين اللاجئين هناك وتقديم دراسة حولهم من اجل النظر في موضوع الموافقة على ادخالهم الى الاراضي الايرانية.. كانوا ينظرون الى العراقيين نظرة ازدراء واحتقار واستخفاف بالمأساة التي يعيشونها ويلاحظوها بأم اعينهم ولا يكترثون بل يتهامسون مع بعضهم البعض ويضحكون على حال العراقيين. وكم مرة زاررجال الامن و الاستخبارات الأيرانية هذه المنطقة وكم تعالت اصوات المشتكين والملتمسين ومن بينهم رجالات دين ايرانيين ولم يحصل أي تقدم الا بعد مرور اكثر من سنة حتى نقلوا موزعين على مختلف المخيمات العراقية في مختلف بقاع ايران وهي في الحقيقة منافي وليست مخيمات ولكنها اخف وطئة من الحال في همت .

ليس لي عداء شخصي مع احد في الاحزاب الاسلامية العراقية وليس من اخلاقي التشهير بأحد وان اخطأ ولكن انكشفت الامور في العراق بعد سقوط نظام صدام وظهرت على السطح قيادات سياسية اسلامية ونوايا ضارة اضافت الى الشعب عذابا والى البلاد خرابا و دمارا.. لا احملهم الدمار السابق ولا الدمار الذي سببته امريكا فمسبب الدمار الاول قد زال وانتهى , اما امريكا ودمارها فسيزول .. ولكن دمار الطائفية زواله صعب ومكلف.. لقد اصطففتم الآن في تحالف سياسي تسلطي وانتم الأعداء المتخاصمين في ايران.. لا احد يدخل حسينية الآخر ولا احد يعترف بالآخر .. جمعتكم الطائفية في العراق ولم يجمعكم الاسلام في ايران , بل فرقتكم السياسة التي تعني بالنسبة لكم السيطرة والسطوة والسلطة والمال.. لا يهمكم عذاب العراقيين في ايران , ولم ترفعوا كلمة واحدة في وجه السياسة الايرانية انذاك ولا الان.. يهون عليكم الشعب الآن كما هان واهين في ايران .. لقد سرقتكم حقوق العراقيين هناك وتسرقوها الان وبعثتم في نفوسهم الخوف واليأس... من يهرب النفط الى ايران؟ .. من يسرق ويفسد بدوائر الدولة والمال العام؟؟ .. انتم حكام ومسؤؤلون ولا تفوت على الشعب ان تنزهوا انفسكم وتقولون اننا مخترقون , هل كنتم مخترقين في ايران؟ الا تستطيع الاغلبية التي انتخبتكم ان تحافظ على ارواح العراقيات والعراقيين الابرياء ؟ الا يستطيعوا أن يوقفوا الفساد اذا كان مصدره المخترقون ؟ وكم هو عدد هؤلاء المخترقين .. تكاثروا ام تناقصوا ؟ حافظتم على جهل الشعب سنين طويلة في ايران لتسهل قيادته ,فلا مدارس ولا تعليم ولا علم .. فقط حوزات نفاق وغيبة وذميمة وجمع خمس وزكاة وشراء محلات تجارية ومعامل ودور سكنية.. حتى المتخرج من الاعدادية في العراق زج بنفسه في الحوزة كي يعيش يائسا محبطا , ولم تفتح امامه الافاق حتى لاكمال دراسته الدينية العليا, كي لا يتفتح ويطلع على اموركم ويصبح افضل من قادته ومعلميه .. والان تقولون ليس لدينا كوادر متقدمة وليس لدينا كفاءات وزاد الطين بلة المحاصصة الطائفية والمنهج العدائي الطائفي ضد الطوائف الاخرى وخاصة المتعلمة منها .. من يقتل العلماء والاطباء واساتذة الجامعات .. انتم جهلاء وتريدون ان تزرعوا وتنشروا الجهل بين الناس.. يا لها من مصيبة... ما يزيد على المائتين من اعضاء البرلمان لا يفقهون شيئا في أي شيء.. يتبجحون على الشعب ان انتخبهم وفوضهم ان يعبثوا بحاضره ومستقبله بعد ان زوروا ماضيه واختصروه بالعنعنات والحلال والحرام... يقبلون بحكومة ينقصها سبعة عشر وزيرا لا فائدة من وجودهم ولا من عدمه .. ماذا تراقبون ايها البرلمانيون اذا لم تنتبهوا الى نصف حكومة نائمة ونصفها الاخر مستقيل.. كيف انتم اسلاميون ومن شيعة ذلك الامام العصامي صاحب خبزة الشعير ورواتبكم الاف الدولارات , بينما العوائل العراقية الفقيرة محتارة بحصة البطاقة التموينية ( البطاقة التموينية يعمل بها اضطراريا عندما تحدث كارثة في البلاد من أي نوع وليس لدى ذلك البلد امكانية اعاشة شعبة و ليس لشعب بلاده نفطية وميزانيته تتجاوز الاربعين مليار دولار سنويا ) الم تكونوا الاغلبية في البرلمان اليس الافضل ان تصوتوا على الامور التي تفرح الشعب على الاقل اثناء التصويت وتمتنعوا عن التصويت بما يجلب الاشمئزاز.. ام كنتم تقولون ما لنا نحن فالجميع يسرق في الوزارات ودوائر الدولة فلنسرق ايضا نحن في البرلمان بان نركز على رواتبنا واكرامياتنا ومنحنا اما الشعب فالى القير وبئس المصير.
فرحت مرة وانا اشاهد وكيل وزارة الصحة العراقي وهو يتحدث عبراحدى القنوات التلفزيونية العراقية الطائفية .. فجلست استمع اليه متوقعا ومتمنيا انه سيتطرق الى الخطة العامة للوزارة وبرامجها التطبيقية ولو المرحلية منها... او ان يذكر الفارق بين اداء الوزارة في زمنين يفترض ان يكونا مختلفين نوعيا .. او كيف ان الوزارة تطبق مشروعا وخطة عملية للحفاظ على حياة الاطباء والخ.... الخ... ولكن الوزير لم يشبع من احاديث الدين في ايران واذا به يتعمق في موضوع ديني لا علاقة له بوزارة الصحة واعمالها.. كأنما خلا العراق من رجال الدين وينقصه وكيل وزير الصحة ليتحث بالدين نيابة عنهم.. وكانه متخرج الان من الحوزة الدينية في قم وليس في النجف , لاني كما اعتقد من تجربتي السابقة مع رجال دين عراقيين غير مسيسين بان متخرجي حوزات النجف يختلفون كثيرا عن سواهم العراقيين المتخرجين من حوزات قم في سلوكيتهم واخلاصهم لدينهم وصدقهم فيما يقولون وما يفعلون .. كنت اسمع من العراقيين في همت والمخيمات الاخرى وهم يقولون بان رجال ديننا يختلفون عن رجال الدين الايرانيين ورجال الدين العراقيين الذين درسوا وتربوا وعاشوا في ايران , رغم انهم من نفس الدين ينهلون و لنفس المذهب يتعصبون ولنفس الطائفة ينتمون وائمتهم هم ذاتهم الائمة الاثني عشر.. اين الاختلاف اذن؟ الاختلاف في ان العراقيين الاصليين مخلصون لدينهم ولا يقدمون عليه قوميتهم.. اما الايرانيون وتابيعيهم فالعكس هو الصحيح , بل يؤجلون او يلغون دينهم لصالح قوميتهم وعلى اعلى المستويات .

خاتمة الكلام
أيها القاريء الكريم أعتذر ان اطلت عليك , فالكلام ما زال موجزا مختصرا , فكل كلمة تسحب تحتها معاني وتفسيرات وعلامات وجه المتكلم واشاراته مباشرة اقوى من الكلمات المسطورة على الورق .. اعتقد بان العراقيين الذين عاشوا المحنة في ايران , يعرفون الامور اكثر وافضل مني , خاصة اولئك الذين عاشوا فترات اطول , ومن بينهم منتسبيني بعض الاحزاب السياسة الاسلامية ذاتها والمخلصين منهم لممبادئهم , وخاصة اولئك الذين شاركوا في الحرب العراقية الايرانية , داعمين الجانب الايراني ومحاربين معه , معتبرينه جهادا في سبيل الله ودفاعا عن الدولة الاسلامية ( بيضة الاسلام) , دولة الامام المهدي.. فبعضهم قتل اثناء الحرب والاخر أسر , والاحباط يحطم قلوب من بقى منهم على قيد الحياة , معوقا يجوب بعربته شوارع طهران وقم ومشهد واصفهان والاهواز , ولم يساوى في الحقوق مع اقرانه في الحرب من الايرانيين ... اقول ما حصل للعراقيين في ايران وما يحصل للشعب العراقي الان في بغداد والمحافظات انما ينبع من مصدر واحد ويمتد عبر الزمن ( لا انسى الاحتلال) .. انه التخلف المبني على الجهل والامية والعنصرية والطائفية والشوفينية والاستعلاء واستغلال الشعوب بأسم الدين وتمزيقها الى طوائف بأسم المذهب واستخدام الائمة الاثني عشر من اجل الكسب الرخيص .. لا وعي وطني انساني بل حقد طائفي وتفرقة مذهبية.. لا ثقافة انسانية شاملة بل ادعية وروايات متناقضة تكذب بعضها البعض وعنعنات لا نهاية لها... لا مدارس علم وادب وفن... فقط مدارس دينية تخرج آلاف المعممين الذين لا ينتجون شيئا سوى ابكاء البسطاء على الحسين والسير بهم مئات الكيلومترات يلطمون صدورهم ويشقون بالقامات رؤؤسهم ولا يشترك معهم معمم او مرجع او فقيه ... لماذا ؟ الا يبحث عن الاجر والثواب؟ ام ينشغل بحساب الدولارات ؟؟
ماذا جنى العراقيون في ايران ؟ جنوا فيه مر الهوان والذل والخذلان.... جنوا البرد والحر والجوع وفقدان الأمان...جنوا الجهل والأمية والعنعنة والحيل الشرعية.... تعلم بعضهم ومارس اخرون تزوير الوثائق والحقائق... الفساد المالي والغنى الفاحش لبعضهم على حساب فقر المجموع... فقدوا الأمل متى يعودون الى وطنهم .. غيروا صورهم في سبيل ان يهربوا الى دول الكفر... خلع بعضهم عمائهم وخلعت نساؤهم حجاباتها وحملوا جوازت سفرهم المزورة صورهم وهم (افندية) وحملت جوازات سفرهن صورهن سافرات حاسرات الرأس وصبغن الشعر اشقر...لم تبقى في طهران سفارة لدول الكفر الا وطرق العراقيون ابوابها ... حديث الناس في الشارع متى تهرب من ايران والى اين ستهرب... كلما غاب شخص عن الانظار مدة اسبوع قال عنه الآخرون لقد هرب من ايران... هنيئا له....
ماذا يجني العراقيون الآن في العراق؟ يجنون مر الهوان والذل والخذلان+التسليب والنهب والقتل.. يجنون البرد والحر والجوع وفقدان الامان+ النفط يهرب وتيارالكهرباء يقطع ومواد البطاقة التموينية تؤجل... الجهل هو الجهل بل زاد.. الامية هي الامية بل زادت... والعنعنة اتسعت.. اما الحيل الشرعية فقد توقفت... لماذا توقفت الحيل الشرعبة؟ لا داعي لها الآن في العراق , فالمال كثير والسرقة سهلة وميسورة و لا تحتاج الى حيلة شرعية.. ما زال تزوير الوثائق والمستمسكات مستمر وكثير من قادتنا الحاليين يحملون القابا وشهادات ( الدكتوراه) فبعضهم خبير في الحوزة الدينية, ترك مهنته المحترمة ولم يزر الحوزات في النجف ولا مراجعها منذ ان عاد الى العراق , ولا اعرف أي معمم منحه هذه الشهادة واية جامعة او مجمع علمي عراقي اشرف عليها او اعترف بها.. والاخر دكتور في اللغة والادب العربي من طهران , وفي ذلك المكان يريد ان يطبع الكتب المدرسية العراقية , كي يرد لهم جميل حصوله على شهادة لا تعترف بها أية جامعة في العالم...لا حاجة للحديث عن الفساد وغنى المسؤؤلين وحاشيتهم في العراق الآن , فالميزانية اربعون مليارد دولار والعراق خراب في خراب البصرة.... مثلما هرب اربعة ملايين عراقي وعراقية سابقا.. يهرب نفس العدد مع الفارق الكبير.. الآن هرب جميع اصحاب الكفاءات والمهن الرفيعة وحل محلهم الجهلة والمغفلون ليس لضيق في العيش وشحة في الحرية فقط بل للنجاة من حرية القتل والتدمير...لم تخلع عمامة بل ازدادت العمائم في العراق , لأنها علامة تجاركة مربحة وماركة مسجلة معترف بها من قبل الحكومة ... لم تغير صورتها بل تحلم بفارس احلامها زوجها الوزير او المسؤؤل الكبير الذي اسكنها في فللا فارهة في لندن وعواصم الخليج ان يزورها ولو مرة في الشهر وهو مختبيء الآن في المنطقة (الامريكية) الخضراء.. تعلق صوره الحديثة ذوات القامة الممشوقة ورباط العنق( الحرام) بألوانه الزاهية المتناسقة على الطريقة الامريكية على جدران الفللا وترمي بصوره القديمة لأنها تذكرها بتعاسة الحياة التي كانت تعيشها في ايران والا لما هربت .. لم تبق سفارة اجنبية في دمشق وعمان الا وطرقها العراقيون بحثا عن امان خارج بغداد والعراق ... حديث الناس في الشارع متى نأمن على حياتنا وحياة اطفالنا.. متى يزول الظلام .. متى يخرج الاحتلال .. كيف نتخلص من ايران والميليشيات... متى تصلح مياه دجلة والفرات وشط العرب للشرب .. متى تأتي الكهرباء.. متى نعرف اسم الوزير... متى لا نسمع بالطائفية... الى متى يبقى الحمار على التل... متى يصبح العراق اخضرا وتزول المنطقة الخضراء...متى يعود الاساتذة الى الجامعات .. متى تعود المياه الى الانهار ومجاريها... متى تمطر السماء خيرا... متى يرفع العلم العراقي... متى يتحرر العقل... متى ومتى والف متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اوصي ابنائي واخواني في الاحزاب الاسلامية العراقية ان يستعيدوا وعيهم وينتبهوا الى وطنيتهم وكرامتهم ودينهم ايضا.. فالعراق في خطر والدين الحقيقي لا يقبل ان تمس كرامة الانسان وكرامة الاوطان.. قد تسامحون الايرانيين الذين عذبوا بعضكم في الاسر ولا يستوجب الامر ان تحقدوا عليهم فالحقد مرض , بل واجب عليكم رفض وصايتهم عليكم بالمال وشوفينية القومية والمذهبية بأسم الدين .. أرفضوا تدخلهم في شؤؤنكم وشؤؤن بلادكم.. الدين والمذهب لكم ولله ...من بينكم وفيكم علماء دين اشراف فلماذا تولون وجوهكم شطر قم وطهران وقد تعذبتم هناك ؟ .. ان المال في بلادنا كثير والخير وفير وان ايران تفرقكم كما تفرقكم بريطانيا وامريكا , فبالرغم من وحدة مذهبكم ووحدة ارتباطكم في ايران , الا انها قسمتكم الى احزاب وفئات شذر مذر , كي يسهل عليها السيطرة عليكم والعبث بمقدراتكم الروحية والمادية... اخي ابن حزب الدعوة ومنظمة العمل لا تحزن على ما فات فالارض واسعة في بلادنا توحدوا وطنيا تستطيعوا ان تبنوا بيوتا ومدنا وتسكنوا فيها احرار آمنين واتركوا بيوت قم وطهران الموعودة من قبل ادارة شهداء الحرب التي خدعتكم .. اخي الاسير في فيلق بدر اعتذر لمن سلبتهم على طريق العزير.. انت اسير الآن كما كنت في سجون ايران.. تحرر فالحرية اجمل شيء , ولا تقتل اخاك السني ولا ترفع السلاح في وجه المغفل من التيار الصدري ولا تتنافس معه على السلطة اتحد معه وطنيا في سبيل طرد الاحتلال... اخي في التيار الصدري اهدأ وراجع نفسك قبل ان تقدم على القتل فهو حرام في كل الاديان , ولا تظهر في الشارع ملثما تخيف الاطفال والاحداث , ولا تقتل البنات السافرات... الله هو المسؤؤل عن عباده وهو ارحم منكم.. بالكلمة الطيبة تكسب قلوب الناس... اخواني العراقيين لا تنتموا الى استخبارات الاجنبي وتتجسسوا على بعضكم فتضعفوا وتذهب ريحكم .. كلهم اعداؤكم لا تفيدكم امريكا ولا تفيدكم بريطانيا ولا تفيدكم ايران ولا تفيدكم السعودية ولا تفيدكم تركيا .. يفيدكم العراق وتفيدكم عراقيتكم ويحترمونكم هولاء الاجانب عندما تحتقرونهم وتطردوهم من ارض العراق ارض الامجاد والبطولات.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العروبيون يلتقون مع العثمانيين والفرس في نفي حق تقرير المصير ...
- الأستاذ ضياء الشكرجي يحسم تناقضاته بشجاعة على مرحلتين
- ماذا جنى الشعب العراقي من تجربة الاحزاب السياسية الاسلامية ا ...
- محدودية الوعي الليبرالي 2.. تعقيب على مقالات الدكتور عبد الخ ...
- ماذا جنى الشعب العراقي من تجربة الاحزاب السياسية الاسلامية ا ...
- اقحام الدين في السياسة اعلان صريح لفشله
- وليد الحلي يصرح بقوة
- اجترار مستمر لأزمة دائمة...الحل في التنازل والانسحاب
- الى من يهمه الامر في التيار الصدري
- المثقفون واولوية الخطاب الثقافي السياسي في العراق
- متى تعي اقوى السياسية الكردية الرئيسية دورها الوطني في العرا ...
- محدودية الوعي الليبرالي
- (الماركسيين اللينينيين الستالينيين الماويين)..الف علامة استف ...
- دور الحركة الاشتراكية العربية في اليسار العراقي
- الفرصة مؤاتية لليسار ان ينشر افكاره من جديد
- متى تؤخذ العبرة
- الحل عند اليسار
- الأئتلافات السياسية الطائفية واستغلال الوعي الديني المتخلف ل ...
- قناة الفرات التلفزيونية اشد خطورة من سواها
- ضرورة تطوير الخطاب الثقافي والسياسي لليسار العراقي


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - ماذا جنى الشعب العراقي من تجربة الاحزاب السياسية الاسلامية العراقية البائسة في ايران؟ ...ماذا يجني الآن؟؟ الحلقة الرابعة والخامسة