أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن البشر العاديين.....















المزيد.....

عن البشر العاديين.....


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما يكون الكلام عن التغيير غريبا عما يدور حولنا و نحن نرى الانتهازية و "التكيف" القائم على طأطأة الرؤوس و الانخراط في عملية التصفيق للنظام و ما يرافق مناسباته من هرج و مرج , يطرح هذا أسئلة أساسية جدا على محاولتنا تفسير ما يجري والبحث عن المخرج إلى فضاء الحرية من سجن النظام , أسئلة عن دلالة ألفاظ كالإنسان و الشعب و السلطة و المجتمع في أرض الواقع الفعلي..هناك بالتأكيد أزمة بين المستوى التنظيري و الحالة القائمة فعليا بين الإحساس بضرورة التغيير و مقاومة سياسات النظام و تدميره لحياتنا و إعادة بناء الواقع وفقا لقيم أكثر حرية و عدالة و بين اختيار غالبية الناس الرضوخ لقمع النظام و محاولة "تدبير الأحوال" من داخل حالة القهر و الفساد التي يشكلها و يفرضها..لماذا ما يزال معظم "الشعب" أو "المجتمع" بعيد عن التحرك وفقا لهذه القناعات أو هذا الإيمان و كيف الطريق إلى تجاوز حالة العطالة هذه التي يستفيد منها النظام و "أعداؤه" الذين يتنافسون على مصير هذا البلد و الشعب و يواصلوا لعبة القط و الفأر هذه في غياب الناس أو أي حالة فعل جدي للمجتمع..ما الذي يجعل , و حتى هذه الساعة , من الأسهل على الإنسان أن يسلك طريق الرشوة و الانخراط الانتهازي في لعبة النظام و مؤسساته و الاستكانة لقبضة النظام الحديدية..في العراق بعد سقوط نظام صدام انطلقت حناجر الناس بلعن النظام "البائد" في محاولة للتطهر من تخاذل الممارسات الانتهازية الماضية و في تلك اللحظة التاريخية التي اختفى فيها النظام نتيجة فعل قوى خارجة عن هؤلاء الناس أنفسهم عاد الناس للانضواء تحت عباءة كل القيم و الانتماءات و الولاءات السابقة التي حلت مكان النظام و تماهت مع وظائفه السابقة , هنا لم يكن التفكير في المصير ليخرج عن السائد الموروث , كانت لحظة تاريخية لا تختلف عن ممارسات الاستسلام لقمع النظام , لحظة لم تشعر فيها الناس بوجودها أو باستقلالها أو حتى برغبة مؤثرة في العيش على نحو أفضل..يمكن أن نرصد ممارسات مشابهة للناس العاديين "الأعضاء هنا" في حالة التنظيمات السياسية المختلفة على اختلاف إيديولوجياتها - اليسارية و القومية و الإسلامية التي اعتبرت أن مهمتها تتجسد في رفع الجماهير إلى مستوى وعيها و اعتبرت نفسها نخبة مسؤولة عن التغيير القادم و مارست انضباطا صارما على مستوى القواعد فيما كان الحراك الذي شهدته يقتصر على طبقة القيادة هذا الحراك الذي أفرز انشقاقات مؤلمة في أكثر الأحيان انتهت بتشرذم بعض هذه التنظيمات خاصة القومية و اليسارية منها و اعتماد مبدأ التجانس المطلق في قيادتها و بالتالي إعادة إنتاج سيطرة هذه القيادات لسنوات طويلة تكاد تعادل سنوات حكم الأسد الأب الثلاثين أو تتجاوزها بالنسبة للبعض – مثال خالد بكداش..هذا المنطق من النخبوية الذي ينتج نخبا تضيق و تضيق حتى تقفل على نخب قيادية "تاريخية"..تتطلب هذه المقاربة النخبوية تضحيات قدمتها بلا شك طائعة مختارة العديد من كوادر هذه التنظيمات بما فيها من قياداتها لكنها تطلبت أيضا موقفا متفرجا إزاء تفعيل حراك جدي داخل المجتمع و فئاته و طبقاته وصل إلى درجة قيامها بقمع هذا الحراك عندما وصلت إلى السلطة كما في حالة الأنظمة القوميوية..في ظروف تاريخية خاصة عندما شهد هذا الشرق غزوات خارجية دموية كالغزوات الصليبية و المغولية كان من الغريب أيضا أن نجد الناس العاديين في حالة غريبة من العجز و الشلل حتى عن الدفاع عن النفس..كان هذا طبعا بالنسبة للبعض علامة على غضب السماء و جزءا أساسيا من سننها و هو بالنسبة لأستاذنا عبد الرحمن بن خلدون تغلب طبيعي لتجمعات بشرية ما تزال متمسكة بالعصبية على مجتمعات ضعفت عصبيتها..لكن ما أريد أن ألفت الانتباه إليه هو قضية مختلفة تماما..لقد تمحورت الحياة السياسية و الفكرية في الفترة السابقة على قدوم تلك الغزوات حول السلطة و توجهت المؤسسة الدينية غالبا – ما عدا بعض دعوات المعارضة التي أصبحت فيما بعد إما هرطقية أو خارج التعليم أو الممارسة السائدين لهذه المؤسسة – و معها النخبة المثقفة إلى الناس طالبة منهم الخضوع للسلطان و انتهت صيرورة السلطة السياسية إلى حالة شديدة المركزية حالة فردية تعتمد بشكل مباشر على القوة العسكرية و تتمتع بتأييد المؤسسة الدينية ما دامت تنتصر لمفهومها و رؤيتها للمقدس..كان الناس في حالة من التهميش و الجميع يطالبهم بالخضوع للأمر الواقع الذي تمت مساواته بإرادة الله..بعد ذلك نجد من ينتقد أداء هؤلاء المساكين على الغزوات الوحشية التي تعرضوا لها..كانت السلطة بجنودها المرتزقة هي المسؤولة عن حماية المدن و كانت لذلك تتعامل مع الواقع الاقتصادي و الاجتماعي في المناطق التي تسيطر عليها تماما كعصابة تفرض الخوات على الجميع و كانت هذه السلطة تتحالف مع المؤسسة الدينية التي أصبحت تعتبر السمع و الطاعة لأولي الأمر أساس الأمر الإلهي تجاه السلطة و كانت محاولات المعارضة قد انتهت إلى بناء دول مشابهة لا تختلف عن نموذج تلك التي انتفضت عليها أو أنها قمعت..كان الناس لا يملكون من أمرهم شيئا و كان الجميع يريد لهؤلاء الرعاع أن يبقوا في حالة قبول سلبي بالواقع..عندما جاء الغزاة و فشلت كل الوسائل التي كانت بأيدي النخب العسكرية و السياسية و المؤسسة الدينية في الدفاع عن البلاد الواسعة كان التصرف الطبيعي لهؤلاء الرعاع أن يبقوا متفرجين كما طلب منهم دوما أن يفعلوا..إن البشر اليوم في منطقتنا بل ربما في العالم في ذات الوضعية على الرغم من كل التقدم الهائل في كل شيء , إننا بشر يطلب إليهم الجميع السمع و الطاعة بشر يقال لهم أنهم لا يعرفون و لن يعرفوا كيف يتصرفوا بحياتهم ناهيك عن أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم و ليس علينا لكي ننجو بجلودنا من مصائب الدنيا و الآخرة إلا أن نواصل السمع و الطاعة من المهد إلى اللحد..هذه المقاربة تستدعي كما تخبرنا أحداث التاريخ انتصارات عشوائية و بالمقابل هزائم مرة في أغلب الأحيان..إننا اليوم نقف في مواجهة أنظمة فاسدة تقمعنا و تجبرنا على استجداء خبزنا بالاستخذاء لها و تحول مجتمعاتنا إلى سجن كبير , نقف دون حتى أدنى إحساس بإنسانيتنا و حقوقنا , نمارس ما مارسه الناس الفقراء و المهمشين على الدوام من التقاط للفتات و طأطأة للرؤوس , و الممتع هذه المرة أن الجميع , الجميع ربما من دون استثناء يتحدثون عنا , بذات الطريقة التي تريد لنا أن نبقى صامتين مشلولين , تماما كما كان الكثير من رجال الدين و أفراد النخبة المثقفة يلومون الناس المساكين على هزائم جنود السلطان المرتزقة و على استسلامهم للقدر الذي طالما بشرونا بالجنان لمجرد استسلامنا له كأمر إلهي لا سبيل لمواجهته أو رده..لنعد إلى قضيتنا , لو كنت مثلي من هؤلاء الناس الذين لا يملكون شركات كبرى و لا فضائيات , لست وزيرا و لا حتى موظفا مهما تستطيع أن تغرف كما تشاء من المال العام , أو ضابطا في جهاز استخبارات يقوم بحماية نظام ما , و لا من كبار المساهمين في شركات البترول العالمية , أو من كبار موظفي مؤسسات النقد العالمية , فإن عليك تماما كما هو واجب علي أن نبحث عن عالم مختلف يحقق لكل البشر أحلامهم خاصة في حياة كريمة و حرة........



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس التحرري ؟
- تاريخ الأناركية
- الأناركيون و البلاشفة و سيرج
- فكرة الحكومة الجيدة
- نحو شيوعية تحررية
- أميات نجيب سرور..في هجاء الواقع.....
- درس فرنسي في العدالة...
- القدر عند ابن تيمية
- الله و السلطة...
- تغيير في سبيل الناس لا النخبة...
- عن حرية الرأي....
- رسالة إلى لينين
- عن موقف اليسار السوري من الديمقراطية
- رسالة إلى لينين من بيتر كروبوتكين
- السيد الدردري !...
- بين الإنسان المحكوم و الحاكم...
- ماركس و الدولة – الجزء الأول
- ماركس و الدولة – الجزء الثاني
- كتابات باكونين : الفصل التاسع - الإله أو العمال : المعسكران
- لماذا لم تحدث الثورة في سوريا بعد ؟...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن البشر العاديين.....