أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عصام عبدالله - أحذر الديموقراطية القادمة !














المزيد.....

أحذر الديموقراطية القادمة !


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 11:52
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



ربط أرسطو بين " حب الذات " وحب الخير ..فذهب إلى أن خير صداقة إنما تقوم على أساس سليم من " حب الذات " ..
ولعل هذا ما حدا به إلى القول بأن " الصديق الآخر هو أنت " أو " إن الصديق هو أنت ..إلا أنه بالشخص غيرك " ..وهنا تثار مشكلة الصلة بين " حب الذات " و " حب الغير " ....
ويذهب بعض الفلاسفة إلى أن ما يميز الحب بمفهومه العام إنما هو هذه الحركة الانطلاقية التي تنسلخ فيها " الأنا " عن ذاتها لكي تنشد " الآخر " .. وليس " الصديق " كما يزعم أرسطو " أنا آخر " بل هو " آخر غيري أنا " .
ومعنى هذا أن المحبة بطبيعتها أبعد ما تكون عن النرجسية والتمركز الذاتي لأنها تعبر عن وجود رابطة أو علاقة ..وتحاول في كل حين أن تجسر الوشائج بين " الذوات " المتعددة....

لم يعالج أرسطو إذا الصداقة كمفهوم كوسمولوجي أو ميتافيزيقي وإنما كمفهوم أخلاقي . فالصداقة في نظره فضيلة، وهي تنتمي لأهم الأشياء في الحياة. إنها صداقة مشروطة. لأن الصداقة الحقة ترتبط أساسا بالفضيلة. أي أن الصداقة عند أرسطو يحكمها أيضا "منطق الشبيه"، حيث تمتلك الفضيلة معنى أحاديا ومطلقا وحيث الأصدقاء يملكون نفس التصور عن الفضيلة ونفس الفهم للصداقة. مثلما رأي الفيتاغوريين تماما ، حيث أن الصداقة عندهم تقوم على التماثل أو التشابه في الأفكار homonoia، فالصديق هو أنا أخرى، أنا مشابهة . . أول من دشن النقد الجذري لمفهوم الصداقة وفكرة الشبيه " منطق الشبيه والمثيل إيمانويل ليفيناس – Levinas ( 1906 -1995 ) ومدرسة مابعد الحداثة ، ذلك ان تحويل الذات الي موضوع أو في التعامل مع الاخر كموضوع يعد عملا تعسفيا . وسبق لإدوارد سعيد في كتابه " الاستشراق " الصادر عام 1978 ان نبه الي ان هذا التحويل للذات الي موضوع ، يحط من انسانية الآخر ، وهو رفض لحقه في الوجود كانسان له تاريخه وثقافته وطريقته الخاصة في الحياة .
ويري انه إذا ما كانت هناك من أخلاق خالصة فهي تلك الاخلاق التي لا تبغي إمتلاك الآخر لان كل معرفة هي سيطرة . وهي نفس الفكرة التي دافع عنها " ليفيناس " حين تحدث عن ضرورة الحفاظ علي مسافة أو قطيعة بين الأنا والآخر ، فكل معرفة سلطة وكل سلطة عنف .
من هنا دعا الي أخلاق تتأسس علي " الآخر " وعلي المسئولية تجاه الآخر ، وبلغه ليفيناس نفسه : علي علاقة " وجه – لوجه " وليس " كتف – لكتف " التي تسود المجتمعات الأخواتية .
وهي نفس الفكرة التي عمل دريدا علي تفكيكها سواء في قراءته لأخلاق نيقوماخوس عند أرسطو أو لصداقة شيشرون أو في نقده لكتاب مفهوم السياسة للفيلسوف كارل شميت أو للمقال الافتتاحي لهيدجر إبان تسلمه عمادة جامعة فرايبورج .وهي فكرة أو تقليد لا يسود الفلسفة الغربية وحسب ولكن أيضا كل المجتمعات الأخواتية والقبائلية والعشائرية التي تمجد "الاخ" وتعلي من شأن "الاخوة".
فقد حذر دريدا في كتابه " سياسات الصداقة " كما في كتابه " مارقون " من الديمقراطية القادمة ، ودعا الي نبذ منطق الأخ والشبيه . يقول " لا خطر علي الديمقراطية القادمة إلا من حيث يوجد الأخ ، ليست بالضبط الأخوة كما نعرفها ، ولكن حيث تصنع الأخوة القانون ، وتسود دكتاتورية سياسية بأسم الأخوة " ....فالدعوة الي الأخوة العالمية اليوم قد تلغي الغيرية وكل حق في الاختلاف ، وهو ماتنبهنا إليه الفلسفة ".



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحداثة إرادة سياسية ؟
- ضبط الكلمات .. العولمة نموذجا
- كيف أصبحت الإمارات رمزا للتسامح ؟
- الدولة القمعية
- شعار التنوير
- الأسس الفلسفية لليبرالية
- مسائل تخص العقل والإيمان
- أليست فكرة جديرة بالتمثل ؟
- ماذا بقي من الدولة ؟
- آخر .. ما بعد الحداثة
- دين حقوق الإنسان
- العنف والحق الطبيعي (3)
- العنف والحق الطبيعي (2)
- العنف والحق الطبيعي (1)
- مشروعية العنف
- محور مفاهيم الحداثة
- دوامة العنف الكوني
- دين الفلاسفة
- هوبز المفتري عليه
- اللا مفكر فيه .. عربيا


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عصام عبدالله - أحذر الديموقراطية القادمة !