أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صائب خليل - شعوب العالم تناصر القاعدة















المزيد.....

شعوب العالم تناصر القاعدة


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما كتبت، في نقاش مع احد الزملاء على الإنترنيت، اني اعتقد ان القاعدة "منظمة شبه وهمية، يستطيع ان يدعي اي كان عضويتها او يدعي محاربتها ولا احد يعلم من الذي يصدر بياناتها الإعلامية ولا من يقوم بالتحقق من اصل تلك البيانات" أجاب زميلي بعصبية ظاهرة: " ها انت تبرئ القاعدة من اي اتهام وجريمة !! فأي حوار سيكون معك؟ فإذا كان كل الذي يحدث في العراق والعالم وهميا فانك مصيب في كل ما ذهبت إليه في مقالتك؟ ولكنك يا اخي تبدو مهووسا باتهام الأخرين أنهم يفترون على القاعدة جرائمها؟ فهنيئاً لك هذا الموقف الممتلئ كرامة ووطنية!!".
وطبعاً هناك فرق بين "تبرئة" كيان او التشكيك بوجوده اصلاً، او القول بأنه ليس إلا نملة نفخت الى حجم بقرة. "التبرئة" تمجيد لهذا الكيان اما الإنكار فهو احتقار له، وفي جميع الأحوال لاعلاقة للموضوع بالوطنية ولا الكرامة.
.
لم اوجه اللوم الى صاحبي على عصبيته لأني حين كتبت تلك الكلمات كنت اعرف اني اقف بوجه مفهوم تم تثبيته طويلاً في اذهان معظم الناس، وتوقعت العواصف وامطار الطين وقررت المخاطرة بقبولها.
.
ما اقصده بالإنكار هو ان "القاعدة" التي يتحدث عنها الناس اليوم في العراق وغيره، لاعلاقة لها إلا بالأسم والفكرة بـ "القاعدة" التي طردت السوفيت من افغانستان والتي اتهمت بهجوم 11 سبتمبر. لاتنظيم ولا اشخاص ولا صلات مادية او تعليمات او سياسة موجهة بأي شكل، ولا حتى بين "اجزائها" العاملة في مختلف المدن العراقية. على اية حال لم يكلف احد اثبات وجود مثل هذه الصلات.
.
للقاعدة طعم الأساطير ولها رائحتها: قوى خارقة، تناقضات يتم عض النظر عنها، اسئلة لايفكر احد ان يطرحها، يبدو التساؤل عن برهانها نكتة للبعض وكفر يثير الغضب لدى البعض الآخر، هلامية الحدود بين شكلها الأسطوري المتعارف عليه وبعض الحقائق التأريخية المثبتة, واخيراً كون الإعتقاد بها مفيد جداً لجهة متنفذة ما!
.
من هو قائد "القاعدة"؟ كيف تعمل؟ اين مركزها الذي تنطلق منه وتعود اليه؟ ولماذ يلقى القبض على كل هذا العدد من اعضائها بشكل مستمر دون ان يكتشف "العالم" الخيوط التي توصله الى مراكزها؟ أين كانت القاعدة من الأنظمة التي ذبحت المسلمين واقامت العلاقات بإسرائيل؟ من اين تحصل على ما يديم سلاحها وغذائها وكيف تديم اتصالاتها؟ كم هو حجمها؟ ما هي هذه المنظمة التي لايرى بوش نهاية للحرب معها ويصفها احد ضباط اميركا الكبار بأنها "حرب اجيال" وجون كيري بأنها "لانهاية لها"؟ أي ان هذه الحرب اصبحت "طريقة حياة" لامفر للأمريكان من ان يحيوها. كيف خلقت هذه "القاعدة" فجأة ومن لاشيء تقريباً لتقود مثل هذه الحرب وتجبر الأمريكان على التنازل عن هناء حياتهم والكثير من "قيمهم" الديمقراطية، واللجوء "مضطرين" الى وسائل تسيء الى سمعتهم كثيراً لمواجهة الخطر؟ وإذا كان الخطر بهذه العظمة غير المسبوقة تأريخياً أما كان افضل للأمريكان ان يقبلوا بقاء السوفيت في افغانستان؟ فلماذا إذن يسخر شليسينجر ممن يسأله ان كانوا نادمين على خلق القاعدة؟
.
لكن الأساطير خلقت ليؤمن الناس بها وليس لتثار الأسئلة حولها. ومهما كان المرء صلباً في منطقه فأن كثرة الرأي الآخر تجبره المرة تلو المرة على اعادة التفكير بموقفه، وتشككه به، لكي ينسجم مع الأغلبية ويقضي على شقاقه المتعب مع من حوله. فرغم اخبار متعددة عن تزايد شكوك الناس في ديالى وفي الرمادي حول قصص القاعدة وموقف الأمريكان من تلك المجموعات وتسهيل فرارها المرة تلو الأخرى بحجج مختلفة، لكن الرأي السائد بوجود القاعدة كما نفهمها وكما تقدم لنا في التلفزيون وتسجيلات صوت وفيديو لبعض قادتها (علماً ان اي هاو كومبيوتر يستطيع ان يصنعها)، مازال هو الغالب بشكل ساحق، خاصة على ساحتي المناقشات السياسية والمواقف الرسمية.
.
ولماذا تلوم العراقيين؟ اليس صحيحاً انه مازال ثلثي الأمريكان حتى اليوم يعتقد بوجود علاقة بين صدام والقاعدة, و نصفهم ان العراق كان يملك اسلحة دمار شامل تهدد امريكا، رغم تكرار اعلان خطأ المسألتين مراراً وتكراراً؟
بل ألم يكتف دبلوماسيوا العالم ببضعة مربعات ودوائر سوداء ورمادية قال عنها كولن باول، انها صور اقمار صناعية لمعامل اسلحة دمار شامل، ليوافقوا على شن امريكا حربها الأخيرة؟ لماذا إذن تصر على التشكيك بافلام فيديو؟
وغذاً ان قال بوش أننا قصفنا القاعدة فانتهت فهل سيصر احد على السؤال كيف انتهت واين ولماذا وما هو الدليل...؟
.
تابعت كغيري اخبار حزب العمال الكردستاني الأخيرة وقرأت عن مخابئه الحصينة في جبل قنديل والتي اعتذر قادة العراق لعدم امكانيتهم الوصول اليها وكذلك ايدهم العديد من المحللين. فكرت: لولا جبال قنديل وامثالها, والدعم الشعبي الذي يحضى به ويحتمي به، لم يكن لحزب العمال الكردستاني او اية جهة تدافع عن ما تراه حقها السياسي اية فرصة للبقاء امام جيوش الحكومات. وهذه القاعدة المعروفة تنطبق على المتمردين ضد صدام في الأهوار وجبال كردستان وليس في الوسط او الغرب، حيث تحتاج هذه الحركات الى البيئة التي تحميها من طبيعة تدافع عنها وشعبية تخفيها عن الأنظار وايضاً حدود دولة اخرى تدعمها، وهو ما يفسر استعادة حزب العمال نشاطه بعد حصول كردستان العراق على استقلالية تسمح له بدعمه. إنها قاعدة اساسية متكررة في كل تأريخ وخبرات الشعوب لمواجهة الجيوش النظامية للحكومات.
.
وهنا تذكرت القاعدة...كيف استطاعت هذه المنظمة البقاء رغم ان ليس لها اية دولة تدعمها في العالم لتسير على حافات حدودها؟ وكيف تتواجد في غرب العراق الصحراوي المكشوف وفي المدن العراقية وغيرها رغم كل نشاط اميركا واموالها الهائلة وقمم تكنولوجيتها وخبرتها في حرب العصابات والتجسس و"التعامل" مع الشعوب "المارقة"؟ ؟ اين تضع معسكرات تدريبها؟ وكيف تخفيها عن انظار الأقمار الصناعية؟
.
إذا لم يكن للقاعدة حكومة واحدة في العالم تساندها، وليس لها اية تظاريس طبيعية تحميها فلم يبق لتفسير قدرتها على البقاء سوى انها تتمتع بشعبية عظيمة في المدن والقرى التي تتواجد فيها، وان الناس في هذه المدن مستعدين لأن يحموها بأرواحهم واولادهم، وانهم مستعدين لتحمل التعذيب وعدم الأعتراف عليها وعلى مخابئها ومعسكرات تدريبها!
ويبدوا ان الشعوب قد ذهلت بحب "القاعدة" والتفاني في الإخلاص لها، ولكن، مؤخراً "صحا" بعض شيوخ العشائر التي كانت تحمي "القاعدة" في العراق فجأة من نومهم الذي استمر طويلاً رغم كل تلك المتفجرات. اصحاب "الصحوة" هؤلاء يعترفون ضمناً انهم متخلفين عقلياً وأنهم كانوا يطلقون النار بالإتجاه المعاكس لأربعة سنوات، وفجأة نزل عليهم الوحي الأمريكي فـ "صحوا" على هبلهم فكافأهم الأمريكان بتسليح كثير، بعد ان اشترطوا عليهم شرب القهوة باستمرار، فوعد "الصاحين تواً" بالإنظمام للمجاهدين العالميين ضد القاعدة المسكينة! هل قضي على "القاعدة" بعد كارثة الصحو هذه التي لم تترك لها شبراً تقف عليه؟ كلا.....هي "ضعفت" فقط!
.
ما رأيكم؟ اليس من الأسلم قبول انكار القاعدة بدلاً من تأليهها كقائدة لشعوب العالم ضد الحكومات؟
.
.
.
http://www.counterpunch.org/keen07212007.html (How to sell “endless war”)
بياع الخواتم وصحبه الكرام: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=35635
-الرنين الإعلامي-: كيف يجعلونا نقبل اخباراً غير معقولة؟: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=93351
أرهاب بريء من الطائفية: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=87126
إيمان العلمانيين بالزرقاوي!: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=46364



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوبي الكردي في واشنطن والطموح الى مكانة اسرائيل
- صناعة القرار السياسي العراقي في حظيرة ملوثة بالفساد
- عراق الحكيم وكاكه ئي وعدنان ام عراق فالح وسيار وكاترين؟
- دحض حجج دعاة التصويت السري في البرلمان العراقي
- البرلمان العراقي في خطر!
- مؤامرة لإقصاء البرلمان يقودها 100 نائب عراقي
- بوش يبحث عن مانديلا
- علاوي: قصة انفجار وهم
- ليس رداً على ياسين النصير لكن رفضاً لمنطق الخوف والإحتلال وا ...
- إنتبه فلربما يتناول اطفالك في العراق منذ سنين سموم الزئبق مع ...
- ضياع المنطق ونتائجه الخطرة في تحليل ياسين النصير
- 11 سبتمبر: الحقيقة بين عشق -نظرية المؤامرة- والخوف من وصمتها
- تنزيلات هائلة في محلات بيترايوس
- القواعد الأمريكية بين قلق العراقي وضمير ممثليه!
- القواعد الأمريكية بين قلق العراقي وضمير ممثليه
- الجزء الثاني - قصة مدينتين و-الحرس القومي-: سوابق امريكية في ...
- الجزء 1 - قصة مدينتين مع -الحرس القومي-: سوابق امريكية في إع ...
- ليش الصدريين زعلانين؟
- عن الضابط الروسي الذي انقذ الحياة على الأرض عام 1962 وأحاديث ...
- هول الجريمة لايبرر نبذ التحقيق: ردود الفعل على جريمة سنجار


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صائب خليل - شعوب العالم تناصر القاعدة