أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين














المزيد.....

ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


إحدي الظواهر السلبية. والمحيرة. التي نعاني منها هي انشغالنا بقضايا وهمية. أو علي الأقل أنها قضايا تم حسمها في جميع بلاد الله منذ سنوات وعقود.
ومن بين هذه القضايا التي يحتدم حولها الجدل حاليا هي العلاقة بين السياسة والصحافة في نقابة الصحفيين. والموضوع ليس مجرد جدل "نظري" أو "فلسفي". وإنما خطورته أن له تداعياته العملية. حيث تحولت نقابة الصحفيين إلي ساحة للصراع السياسي بين الأحزاب والفصائل المختلفة.
وباديء ذي بدء. وقبل أي شيء. فإن إحدي الحقائق التي لا ينبغي تضييع الوقت أو الجهد في الجدل العقيم حولها هي أن نقابة الصحفيين بالذات هي نقابة "رأي". وأن اهتمامها بالشأن العام. بما في ذلك الشأن السياسي. هو جزء لا يتجزأ من هويتها ووظيفتها.
ولم يكن من باب المصادفة أن نقابة الصحفيين المصريين قد لعبت دورا مهما في الحركة الوطنية. وفي نضال الشعب المصري من أجل الاستقلال والدستور معا. كما لعبت دورا رائدا في قضية تحديث مصر ونهضتها وتطلعها الدائم للتخلص من أطواق التخلف والتعصب.
ومازال أمام الصحافة المصرية مهام كثيرة بهذا الصدد في مواجهة مؤسسة الخرافة التي تضرب بجذورها في أعماق سحيقة. وفي مواجهة مخططات طمس الهوية المصرية والعربية لبلادنا في ظل إعصار العولمة المتوحش الكاسح. وفي مواجهة السيناريوهات الإمبراطورية الأمريكية والصهيونية لإعادة رسم خريطة المنطقة وإعادة تفكيكها وإعادة تركيبها بالصورة التي تخدم مصالح واشنطن وتل أبيب في المقام الأول.
ومازال أمام الصحافة المصرية مسئولية أساسية في أن تكون بمثابة مصابيح التنوير التي تحرك وتهز جبالا راسخة من الخرافات والأوهام التي تشد بلادنا إلي الوراء في وقت تحتاج فيه إلي التقدم بخطي واسعة إلي الأمام بعد أن اتسعت الهوة ليس فقط بيننا وبين العالم المتقدم بل أيضا بيننا وبين الدول التي كانت تمر بظروف مثلنا وربما أسوأ منا. ويكفي - بهذا الصدد - أن نذكر القاريء بالمقارنة التي عقدتها مجلة نيوزويك الأمريكة مؤخرا بين مصر وبلدان مثل كوريا الجنوبية وتايوان والفلبين. حيث كانت مصر في الستينيات في نفس مستوي كور يا الجنوبية وتايوان في تصدير السلع. والآن أصبحت كوريا الجنوبة وتايوان تصدران في ثلاثة أيام ما تصدره مصر في عام كامل. في حين أن الفلبين تصدر عشرة أضعاف الصادرات المصرية!.
هذه الفجوة المخيفة تحتاج إلي جهد علمي وعملي. كما تحتاج إلي إرادة وإدارة. إرادة سياسية وإدارة غير فاسدة وغير بيروقراطية. وشفافية ونزاهة. ورؤية مستقبلية وتفكير نقدي. وإبداع مستمر. وهذا كله لا يمكن أن يتم بدون صحافة حرة وحديثة تتمتع بالكفاءة والمهنية والاحترافية. بحيث تستطيع كشف المستور. وتعقب الفساد. وتقديم المعلومات. وتسليط الأضواء علي المبادرات الأهلية. والنماذج الإيجابية والسلبية وغير ذلك من المهام التي لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن لمؤسسة أخري غير الصحافة القيام بها.
والصحافة لا تستطيع - بدورها - القيام بهذه المهام إذا لم تكن لديها "مرجعية" مهنية علي أعلي مستوي من الوعي والمسئولية. وهذه المرجعية المهنية هي "نقابة الصحفيين".
وهذا يعني - باختصار - أنه لا يمكن "تعقيم" نقابة الصحفيين. وإبعادها عن السياسة. فهذا مستحيل. وأمر يتناقض مع طبائع الأشياء.
لكن "السياسة" شيء و"التحزب" شيء آخر. فالطبيعي كما قلنا أن تهتم نقابة الصحفيين بالشأن السياسي. بل أن تكون في طليعة المؤسسات الوطنية التي تقوم بتنوير الرأي العام - بل وصناع القرار أيضا - وضبط البوصلة السياسية في القضايا الكبري التي تواجه الوطن والأمة.
أما أن تتحول نقابة الصحفيين إلي ساحة لصراع الأحزاب السياسية أو لتصفية الحسابات بين الحكومة والمعارضة فهذا أمر آخر. يجب رفضه والتصدي له بحسم. لأنه في نهاية الأمر يفسد الاثنين: السياسة والنقابة علي حد سواء.
وبصورة أكثر تفصيلا فإن العمل النقابي - كما هو متعارف عليه في جميع أنحاء العالم - يتركز حول محورين أساسيين:
أولهما هو حماية المهنة وتطويرها.
والمحور الثاني هو الدفاع عن مصالح العاملين بها بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسة والحزبية أو انحيازاتهم الأيديولوجية والفكرية.
وهذا يعني أن "المهنية" قبل "الأيديولوجية" في نقابة الصحفيين وأي نقابة أخري. وأن الانتماء النقابي له الأولوية علي الانقسام الحزبي والتصنيف السياسي. لأن النقابة - كما قلنا - هي البيت المشترك لكل العاملين في المهنة مهما تنوعت مدارسهم السياسية وفصائلهم الحزبية. ففي نقابة الصحفيين أنت عضو لأنك صحفي.. أما كونك يساريا أو يمينيا. شيوعيا أو إخوانيا. مواليا للحكومة أو معارضا لها. فهذه مسألة فرعية مادمنا نجتمع في النقابة.
أما من يريد قلب نظام الحكم - مثلا - وهذا حق مشروع لأي مواطن. بمن في ذلك الصحفي. لأن الوصول إلي الحكم ليس عيبا ولا جريمة مادام يتم السعي إليه بطرق ديمقراطية وسلمية. يستطيع أن يفعل ذلك خارج أسوار النقابة من خلال هذا الحزب أو تلك الجماعة.
كذلك الحال بالنسبة لمن يريد مداهنة نظام الحكم وتأييده بالحق أو بالباطل - حسب قناعاته - فإنه يستطيع أن يفعل ذلك من خلال الحزب الوطني وليس من خلال ركوب نقابة الصحفيين أو اختطافها.
وإذا كانت هناك مشاكل تجعل قنوات العمل السياسي التقليدية مسدودة فإن النضال يكون من أجل "تسليكها". وليس من خلال تصدير أزماتها إلي مجال آخر غير ملعب السياسة - مثل النقابات - فنفسد الاثنين: السياسة والنقابة.
وكنا نظن أن كل حرف مما سبق أصبح من قبيل البديهات. لكن خلط الأوراق الذي نشهده حاليا يجبرنا علي إعادة اكتشاف القوانين المكتشفة. وإعادة اختراع العجلة.
ولمن يريدون الزج بالنقابة في الرمال المتحركة للصراعات الحزبية. والحروب الأهلية بين "الموالاة" و"المعارضة" والمعارك الصغيرة والكبيرة بين الفصائل والجماعات السياسية المتناحرة. نقول لهم جميعا:
رحمة بالصحافة.. والوطن.. ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج الأخوان:طلب لجوء سياسى جماعى إلى الماضى
- تصريحات ساويروس .. المهذبة
- رسالة أمل .. من نوبل
- الملك فاروق الأول .. والأخير!
- فواتير الصيام -المضروبة- فى بنك تنمية الصادرات
- النوبة تصرخ يا ناس!!
- قرار شجاع .. حتى لو جاء متأخرا
- بلد شهادات !
- ثمانون جلدة للصحفيين .. وثمانون مليون جلدة للدولة المدنية ال ...
- حتى فى إندونيسيا: الأصوليون يستغلون الديموقراطية .. لذبحها!
- حرب الاستنزاف
- -سر- ماهر أباظة
- الصحافة .. فى مرمى النيران المعادية والصديقة!
- هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!
- الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!
- حبس الصحفيين.. تاني!!
- رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحس ...
- مجموعة الخمس عشرة.. هل تذكرونها؟!
- هل مازالت مصر أم الدنيا؟!
- الصحفيون ليسوا شتامين.. والصحافة ليست وشاية


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين