أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عايد سعيد السراج - يؤمنون بالله لكي يقتلون شعوبهم














المزيد.....

يؤمنون بالله لكي يقتلون شعوبهم


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:26
المحور: كتابات ساخرة
    


الذين يؤمنون بالله إيماناً حقيقياً , لا يستطيعون قتل عصفور , لأن الدين , أي دين يفترض أن يكون جوهره التسامح , لأن خالق الوجود , لا يسمح بالقتل , ولو ادعى البشر ذلك , إذن هم الذين ورطوه بالجريمة, لماذا لا يجدون إلاّ اسلوب القتل طريقاً لقناعاتهم , أليس لأنهم ليس لديهم قناعات, أقصد لأنهم يائسون وغير قادرين على التفاهم مع الآخر , فأصحاب الرسائل الحقيقة في التاريخ , هم الذين لم يقبلوا القتل , ألم يتجرع " سقراط" العظيم السم , رغم أنه قادر على الهرب من الموت , ألم يضع روحه معادل الحياة ليثبت صدق الإنسان الحقيقي , وكذلك العظيم"غاندي ", ألم يقتلوه ولم يقبل هو القتل , أليس ذلك لأنه أراد التآخي بين جميع الأديان 0 وكذلك السيد" المسيح" – ألم يذهب إلى الصلب دون مقاومة – قائلاً ربي أغفر لهم فإنهم لا يعلمون – أليس هؤلاء وغيرهم هم الذين يمثلون صفوة البشر , وروح الإنسان الحقيقي, الجدير بالعيش فوق الأرض الطاهرة , ألم ترتوي الأرض من الدماء , هل هؤلاء الذين لا زالوا يتاجرون بدم البشر , ويسفكون الدم في كلّ مكان ٍ , هم فعلاً يستحقون منّا أن نحترمهم , والبعض منّا ينقاد لأمرهم , والسؤال هو هل الذل كامن في أعماق الناس منذ آلاف السنين , وتشكّل في تلافيف أدمغتهم , وكوّن مفاهيمهم , وجعلهم لا يرون إلا ما يريده الظالم منهم هو سيدهم الطلق؟ , أم لا زالت الغرائز البدائية هي التي تحرِّك الناس , حتى لو ادعوا الوعي والتطور ؟ من المسؤول عن كل الذي يجري للبشر ؟ هل هي الغرائز ؟ أم حياة القطيع ؟ أم القيم الموروثة ؟ أم ماذا ؟ هل هذا الإنسان الذي يقتل ويقتل ويقتل ويستمر في القتل هو سوي ؟ أم أنّه لا زال يتلذذ بعذاباته وعذابات الآخرين ؟ وتظل الأسئلة تدور ولا من إجابات عليها , يظل البشر يقتلون بعضهم بعضاً , ويدّعون أن هذا باسم الدين تارة , وباسم الأخلاق طوراً , وباسم الوطنية أو الكرامة أو الشرف مرة أخرى , وتظل الدماء تسيل ويظل القتل هو السائد في كل الأعراف والتقاليد , والقيم البشرية , فالمجرم المعتوه الذي يغزو أمة ويقتل شبابها ويسبي نساءها , ويحرق الزرع والضرع , يسمونه بطلاً عظيماً أو فاتحاً , أو مؤسساً لحضارة ويقيّمونه على أنه من العظماء 0 ليس المهم القتل أو الموت أو السبي أو حرق الغابات , ولكنّ الأهم هو أنّ هذا المعتوه السيد المطلق , قد أسس أمبراطوريته لسلالة الجرذان , لكي تنعم على حساب شعبها والشعوب الأخرى المستعمرة ويصبح السيد الأعظم هو الرب الحاكم بأمر الله , أي بأمره لأنّ الله هنا , هو أيضاً في خدمة جلالة السيد العظيم , لأنّ هذا السيد المعتوه كل شيء في خدمته , ورجال الدين والدنيا يصوغون له ما يشاء من الفتاوى التي تجعله لا محبوباً من شعبه المطيع فقط , بل أيضاً من ربّ السماوات والأرض , أليس هو الذي يحقق العدالة , ويؤسس امبراطورية الخير القائمة على الجماجم وعظام الناس , وتظل قيم الحروب هي التي تسود الشعوب , أمّا الفئة المتدينة من هؤلاء, والتي هي أكثر قرباً من الربّ , فتستمر في كرهها للجميع , فالكره فلسفة دائمة عند الكل , حيث يستمر من هم على رأس رجال الدين , من إظهار أنّ الفتنة مستمرة , والكل هم أعداء الله , لأن كل الذي يحدث ما هو إلا مؤامرة على دينهم الحنيف كما يدعون , فأي بارقة تخالفهم , أو لم يعتادوا عليها هي كفروا العياذ بالله , وما عليهم سوى محاربة وقتل هؤلاء الأوغاد صنّاع الكفر , وتستمر اللعنة على البشر , لعنة القتل والموت والفتنة التي صنعها الإنسان , بجهله وحقده متناسياً أنّ الإله , منزه عن هذه الصغائر , وأن الدم يهتز له العرش , فما بالك إذا كان الدم ألعوبة بيد طاغية , أو طغاة أكذوبة , وتستمر الحروب مُشـتدٌ أوارها , بسبب أسياد الظلام , وتجار القتل والهمجية , فإذا افترضنا هكذا أن كل من قتل نفساً واحدة بحق ٍ أو بغير حق ٍ هو مجرم , إذن لأضحى كلّ هؤلاء المعبودين في الحاضر والماضي مجرمين , وما عبادتهم إلا كره معكوس لعبادة الذات الطاغية في الإنسان ( أي ذات الطاغية ) أو السفاح , وبذلك يكون البشر يقدسون الشّر الكامن في ذواتهم , وهم لا زالوا بعيدين عن الخير والسلام , ولا زالت لعنة عفاريت الجريمة والشر تلاحقهم , فهل يأتي الزمن الذي يصبح فيه البشر أسوياء , يتقاسمون خيرات هذه الدنيا , يتنعمون بخيرات الطبيعة , وينعمون عليها, بأن يكفوا عن أذاها لا بقتل بعضهم بعضاً فقط, بل أيضاً بإبعاد الشر عنها , وما أعظم شرور البشر عليها – مثل المخلفات النووية – والكيمياوية , والتلوث بأشكاله المختلفة , التي هي , ما هي إلا نتاج مخلفات هذا الإنسان المتخلف , والذي لم يتجاوز همجيته , حتى لو ارتدى برقع الحضارة 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة القرآن -6-
- خلق السموات والأرض
- خلق السموات والأرض -2-
- بلاغة القرآن – 5 -
- من هم الأرمن , وما هي مأساتهم ؟
- العرب متشابهون , ويكرهون أنفسهم
- بلاغة القرآن -4-
- غيفارا يحلم من جديد0
- الكوكب المضيء
- قلبي للنرجس ولأعقاب السجائر دمي
- بلاغة القرآن -3-
- بلاغة القرآن -2-
- الدعوة الإسلامية وإعجاز القرآن
- بلاغة القرآن -1-
- آيات التحدي في القرآن
- ذئاب الدماء , ونوح الصحارى
- هل القرآن معجز؟
- يغتصب المئات من الفتيات ويظل طليقاً
- فراغ شكّل الفراغ
- عندما يتحول الدستور إلى لعبة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عايد سعيد السراج - يؤمنون بالله لكي يقتلون شعوبهم