أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جمال المظفر - صانعوا الاحلام














المزيد.....

صانعوا الاحلام


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 03:28
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


الهروب من زنزانة موصدة بإحكام ومطوقة بالعشرات من الحراس الامنيين المفتولي العضلات يصعب على المرء تصوره او حتى تخيله .
من أين تهرب إن لم تكن هناك ولافتحة واحدة لكي تسرب إصبعك عبرها ليرى الحرية خارج الزنزانة حتى وإن كانت ساحة العرضات ...
ولكني وعن طريق الصدفة إكتشفت طريقة للهرب من الزنزانة حتى ولو كانت محاطة بفيلق من الحراس الامنيين .
تلك الطريقة أفضت الى فضاء من الحرية ، ان تمارس طقوسك ( الاجتماعية والعاطفية والجنسية ) خارج المكان دون أن يعرف أي احد وتعود الى مكانك متى حان موعد تعداد السجناء ..
كنت احلق عاليا بأجنحة النوارس ، أعيش عوالم من السحر والخيال بعيدا عن عيون الرقيب ومقصاته أو أصفاده ، وعلمت السجناء الآخرين هذه الطريقة بعد أن شعرت بأنهم يريدون أن يتحرروا ويعيدوا إلى اذهانهم ذكريات وصور أبنائهم لأن الكثير منهم قد نسي صور أطفاله لطول فترة السجن والأساليب النفسية القاسية التي تستخدم لأستجوابهم .
إبتدات رحلة الهروب الجماعي منذ ان طرقت أذني كلمات سجينين في نفس الزنزانة التي أقطن فيها وهما يتحدثان الى النزلاء الآخرين عن غرقي الدائم في النوم ليل نهار دون كلل أو ملل ..
أبتسمت لهما ، فعرفا أني لم انم ، وجلست قربهما وبدأت أشرح لهم طريقتي الخاصة في الهرب من الزنزانة ، أن تغمض عينيك وتحلم ، ترحل بخيالك إلى كل الاماكن ، ليس هنالك من مكان محرم أو يمنع الدخول إليه ، ولايحاسبك أي أحد على جلوسك مع حبيبتك في حديقة عامة أوأن تنام مع زوجتك في غرفة مغلقة وعلى سرير واحد وتمارس طقوسك العاطفية ، وأن تدخل أي مدينة دون جواز سفر أو حتى هوية تعريفية ..
كل المدن مباحة ، وأنت من يصنع عالمه بيديه ....
أخبرتهم بأني أهرب دائما خارج الزنزنة دون ان يعرف أي أحد ، لاالحراس ولامدير السجن ، بل حتى الاستعلامات لايعرفون كيف عبرت البوابة ...
المهم أن الجميع راحوا يغمضون أعينهم ويحلمون ... ويحلمون ، ويهربون خارج الزنزانة ، إستعادوا ذاكرتهم وذكرياتهم وإستعادوا صور أطفالهم وعوائلهم والبعض ممن لم يدخلوا قفص الزوجية إستعادوا صور حبيباتهم وتحولت الزنزانة إلى اماكن للأحلام الوردية رغم قساوة لحظاتها ، إلا ان الجميع شعر أن بإمكان الانسان ان يستغفل الحراس ويهرب من الزنزانة بأسلوبه الخاص وأن يعيش لحظاته الحلوة ...
ماأضحكني رغم قساوة الليالي ، أن مدير السجن طلب مني أن لاأخبر أصدقائي أو أي احد بأني كرئيس تحرير كنت نزيلا في الزنزانة ، وعلي إخبارهم أني كنت موفدا الى لبنان من قبل الحكومة كي لاتستخدم المعارضة آنذاك قضيتي في برامجها الدعائية والتشهيرية بأن الحكومة تصادر الحريات وتعتقل الصحفيين ... ولكنه لايعرف أني كنت أهرب يوميا خارج الزنزانة ، زرت بيروت التي احبها حد اللذة والمدن الاخرى ومارست طقوسي العاطفية وفرغت مابداخلي من ترسبات غرينية دون أن يعرف هو أو عناصر الحماية ، بل الحكومة كلها ....



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مئة متر مدى سيادتنا
- إستعراض دبلوماسي
- ابعدوا المرجعيات عن اللعبة السياسية
- رسالة غيرمشفرة
- عيناك أجمل المنافي ألسرية
- جوجو يهز الحكومة
- صفات الزعامة
- تنهدات لأمرأة تحترق
- بلد العجايب
- لعنة السمتيات
- الكتابة مابين اللذة والنار
- القاصة والروائية سافرة جميل حافظ: الثقافة الاجتماعية تقف حجر ...
- ضحايا الريادة الشعرية
- انا والعراف ويوم السعد
- المجلس الاعلى ... والمثقف المبتلى
- المربد .. وماادراك ماالمربد
- شيوعيون بلا مبادئ
- الى قروية
- امبراطورية المؤخرات
- ايناس البدران:الكتابة ثمرة من ثمرات العقل


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جمال المظفر - صانعوا الاحلام