أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - بلد شهادات !














المزيد.....

بلد شهادات !


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 09:26
المحور: كتابات ساخرة
    


هل تذكرون وكيل المحامى دسوقى أفندى، الذى جسد شخصيته الفنان عادل امام فى دور لا تتبدد ذكراه رغم تقادم السنين، والذى كان يردد عبارة "بلد شهادات" كتعليق انتقادى ساخر للأوضاع المقلوبة فى هذا البلد، والتى تقدر "الشهادات" عن اى كفاءات حقيقية حتى لو كانت هذه الشهادات " مضروبة" وفاقدة لاى مصداقية؟
وها هى السنين تمر دون ان ينتهى تاريخ صلاحية حكمة دسوقى أفندي، بل ان مفعولها بدأ يسرى على أعلى المستويات . نقصد مستوى الحكومة بجلال قدرها التى لا تتوقف عن البحث عن شهادات حسن سير وسلوك لنفسها ولادائها ليس من مواطنيها وانما من مؤسسات دولية ، من كل صنف ونوع، حتى من مؤسسات لا وزن لها فى بعض الأحيان، المهم ان يكونوا "خواجات" والسلام!
ولا بأس فى ان تطلب الحكومة شهادة من تشاء، لكن ذلك يقتضى منها عدة امور فى الوقت نفسه، اذا كانت تريد منا ان نأخذ هذه الشهادات مأخذ الجد.
ومن هذه الأمور:
1- ان تعتمد ايضا شهادات مواطنيها ومؤسساتها الوطنية الموالية والمعارضة والمستقلة على حد سواء ، ليس فقط لأن "اهل مكة ادرى بشعابها "، وانما أيضا لأن كثيرا من المؤسسات الدولية التى تهرول الحكومة للحصول على شهاداتها تعتمد تقاريرها على بعض هذه المؤسسات الوطنية .
2- ان تعترف الحكومة بـ " كل" الشهادات الدولية ، لا أن تنتقى منها ما يوافق هواها وتنبذ ما لا يعجبها. بل ان تأخذ التقرير الدولى الواحد ككل لا أن تأخذ منه الفقرات التى تراها فى صالحها وصالح سياساتها وتتجاهل باقى الفقرات التى تنتقدها .
حتى أصبحت هذه الظاهر الأخيرة مثيرة لحيرة القارئ المسكين الذى يقرأ تقرير المؤسسة الدولية الفلانية فى الصحف القومية ، فيراه حافلا بالإشادة والتمجيد للحكومة، ثم يقرأ التقرير ذاته فى الصحف الحزبية او الخاصة فيرى فيه – أيضا- انتقادات كثيرة لسياسات الحكومة وقراراتها . ولا يعرف القارئ الغلبان اى الصحف صادق وايها كاذب.
وسبب هذا الالتباس ببساطة هو الطريقة الانتقائية لهذه الشهادة الدولية او تلك.
ثم لنا ان نضع أنفسنا فى مكان القارئ المصرى المفترى عليه، حيث يقرأ بالأمس عن شهادات " دولية " تؤكد الإنجازات غير المسبوقة للاقتصاد المصرى على أيدي وزراء حكومة الدكتور احمد نظيف ، الذى نجحت فى ان تكون مصر " الاولى " فى الترتيب فى جذب الاستثمارات الأجنبية ، وغير ذلك من النجاحات، وفى اليوم التالى يقرأ فى عناوين الصحف المستقلة او الحزبية تفاصيل شهادات دولية أخرى تجاهلتها الصحف القومية تؤكد - على ذمة منسق الامم المتحدة فى مصر جيمس راولى – ان عدد المصريين الذين يعيشون فى فقر مدقع زاد، على الرغم من النمو الاقتصادى السريع فى هذا العقد. وان معدل الفقر المدقع فى الفترة من عام 2000 الى الى 2005 زاد من 16.7% الى 19.6% من عدد السكان ، وان واحدا من كل 5 مصريين لا يستطيع تلبية احتياجاته الأساسية ، وان هناك مشكلات " هيكلية" فى مصر يجب التغلب عليها قبل ان يكون هناك تراجع فى معدلات الفقر.
هذا التضارب فى الشهادات له أسباب مفهومة، والتغلب عليه له آليات مفهومة ايضاً، لكن احد الآليات الأساسية التى نشدد عليها من اجل التغلب على هذه البلبلة هو وجود مراكز وطنية " مستقلة " ونزيهة يستطيع الرأى العام الثقة فيها ويستطيع المهتمون ، فى الحكومة والمعارضة ، الاعتماد عليها فى عملية صنع القرار وصنع السياسات .
وهذه المؤسسات المستقلة ـ لا يمكن ان تقوم بدورها بصورة مرضية - دون ان يكون هناك حل حقيقي لازمة الحصول على المعلومات وتداولها بسلاسة وحرية .
دون ذلك سيظل دسوقى أفندي يردد كلمته الساخرة " بلد شهادات" لأن كثيراً من هذه الشهادات " الدولية " هى والشهادات الزور سواء بسواء.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمانون جلدة للصحفيين .. وثمانون مليون جلدة للدولة المدنية ال ...
- حتى فى إندونيسيا: الأصوليون يستغلون الديموقراطية .. لذبحها!
- حرب الاستنزاف
- -سر- ماهر أباظة
- الصحافة .. فى مرمى النيران المعادية والصديقة!
- هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!
- الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!
- حبس الصحفيين.. تاني!!
- رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحس ...
- مجموعة الخمس عشرة.. هل تذكرونها؟!
- هل مازالت مصر أم الدنيا؟!
- الصحفيون ليسوا شتامين.. والصحافة ليست وشاية
- التلاسن لا يحل مشاكل الوطن
- ضحايا حماية المستهلك !!
- ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله
- زياد ابن أحمد بهاء الدين
- مع الاعتذار لتوفيق الحكيم .. بنك -القلق-!
- نقابتنا
- شئ لا يصدقه عقل: مصريون يخدمون الجيش الإسرائيلى!
- ورطة النقابة.. وأزمة الصحفيين العالقين أمام معبر عبد الخالق ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - بلد شهادات !