أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - صناعة القرار السياسي العراقي في حظيرة ملوثة بالفساد















المزيد.....

صناعة القرار السياسي العراقي في حظيرة ملوثة بالفساد


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2074 - 2007 / 10 / 20 - 12:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فضحية علاوي "المدوية", اقصد تلك الخاصة بشركة رشاوي اعضاء الكونككرس، كشفت فضيحة اخرى يفترض ان لاتقل عنها لكنها لحد الآن لم تحصل على ما تستحق من الضوء الإعلامي. فضمن تعاقدها تحصل شركة (RM&R ) على 29 الف دولار شهرياً منذ عام 2004 من الحزب الديمقراطي الكردستاني من اجل "تأمين احتفاظ كردستان العراق بحكم مستقل عن بغداد (autonomy from Baghdad ) في الحكومة العراقية الجديدة, ومن اجل "عودة مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي قام صدام بتعريبها, الى كردستان لتكون عاصمة للإقليم." (&) ($)
.
بدأت نشاطات اللوبي الكردي في فترة وجود صدام في الحكم بالسعي للحصول على 4 مليارات دولار من برنامج النفط مقابل الغذاء. في ذلك الوقت كان للحزبين الكرديين ممثلين مختلفين في واشنطن.
من اجل الحصول على المساعدة في الدخول الى دوائر السياسة الأمريكية سعى فرهاد برزاني, والذي كان مكلفاً بالمسعى للحصول على النقود, سعى لطلب المساعدة من "داني ياتوم", مدير سابق للموساد ....وافق شريك اعمال ياتوم المدعو "شلومي ميخايلس" على مساعدة الكرد للحصول على لوبي لدعم مطالبهم وكان شلومي يبحث عن فرص استثمار في كردستان.
في البداية حاول ميخايلس الإتفاق مع جاك ابراموف, والذي كان من رجال اللوبي الأقوياء المرتبطين بالحزب الجمهوري، لكن ابراموف, الذي يجلس الآن في السجن بعد الحكم عليه بالرشوة, طلب مبلغاً وجده الكرد كبيراً، فتم اقتراح "اد روجرز" من موظفي البيت الأبيض الكبار السابقين, والذي يدير احدى اكبر شركات الوبي تأثيراً وتم الإتفاق في 3 حزيران 2004. وبعد عشرين يوماً من ذلك حصل الأكراد على 1.4 مليار دولار بشكل نقد ارسلت بواسطة ثلاث هليكوبترات عسكرية الى اربيل. ورغم ان المسؤولين الأمريكيين يؤكدون انها حصة الأكراد من خزينة العراق عام 2004, وان لاعلاقة لها باللوبي الكردي إلا ان القياديين الأكراد يؤكدون العكس. فقد صرح قباد الطالباني ان الشركة المذكورة كانت مشغولة بإقناع البيت الأبيض بتسليم البلايين الأربعة للأكراد.
قباد الطالباني: "لقد كانت شركة اللوبي مفيدة جداً في جهودها لتحصل لنا على نقود النفط مقابل الغذاء"..."لقد كان نصراً مبيناً للكرد".
.
"بعد ذلك جاء دور الجائزة الأكبر: الـ 18.4 مليار دولار من صندوق اعادة الإعمار الأمريكي التي تصب في العراق. و بنفس منطق الـ "النفط مقابل الغذاء" رأى الأكراد ان من حقهم 20% من المبلغ."
"لكن وزارة الخارجية كان لها رأي اخر, فأميركا قد حمت كردستان من صدام حسين منذ عام 1991, بالطائرات الحربية واقرار منطقة الحضر الجوي، وتمتع الإقليم لذلك بحصة اكبر من التطور من المناطق العربية". (#)
.
من المناسب ان نبدأ بالسؤال: هل ان نشاطات اللوبي، من ضغط وتفاهمات و"مساهمات انتخابية" نشاطات مشروعة ومنسجمة مع القانون والأخلاق المتعارف عليها؟
الباحثة السياسية جانيس فاين والتي كثرما كتبت عن تأثير المال في السياسة الأمريكية تكتب عن انحراف المقاييس المنطقية عندما يتعلق الأمر بالحكم على تصرفات الشركات فتقول: "لو ان لاعب بيسبول وصل الى نقطة الهدف وقبل ان يصدر الحكم قراره بصحة الهدف قال له اللاعب: خذ هذه الألف دولار. ماذا كنا سنسمي ذلك؟ كنا سنسميها رشوة. وإذا قال المحامي: يا سيادة القاضي، قبل ان تصدر الحكم بذنب او براءة موكلي، تفضل هذه الألف دولار. ماذا كنا سنسمي ذلك؟ سنسميها رشوة. ولكن عندما يدخل رجل اللوبي الى مكتب نائب ويسلمه صك بالف دولار، فاننا نسمي ذلك مساهمة في الحملة الإنتخابية. يجب ان نسميها رشوة!" وهي رشوة ليس إلا!
.
الفساد الذي تتسبب به جماعات اللوبي يتحدث عنه اوري افنري، رجل السلام الإسرائيلي، بادئاً بالحديث عن أبراموف (الذي حاول اللوبي الكردي التعامل معه لكنه طلب غالياً): "جاك (يعقوب) (أبراموف) وصولي كبير، رمز ظاهرة حوّلت السياسة الأمريكية كلها إلى حظيرة ملوّثة بالفساد، حتى أن البطل هرقل غير قادر على تنظيفها. لقد سرق أموالا من عملائه، وخاصة الهنود الحمر، وأدخل جزءا منها إلى جيبه واستخدم الباقي ليرشي كبار الموظفين الأمريكيين بالجملة، سيناتورات وأعضاء مجلس الشيوخ. لقد تكرم عليهم بهدايا ثمينة، رحلات في العالم، مكوث في فنادق فاخرة، وعلى ما يبدو عاهرات أيضا. لقد قدم معظم حسناته لسياسيين جمهوريين، إلى أن الديمقراطيين قد حظوا بفتات لا بأس به.
تبدو هذه القصة حتى الآن قصة عادية، ولكنها كبيرة الحجم. صناعة الوصولية – لوبيينغ – متطورة جدا في واشنطن، فقد سيطر عليها آلاف الوصوليين كقمل على جسد إنسان. أفراد اللوبي الإسرائيلي لا يختلفون عن زملائهم. يفسد الوصوليين كل شيء جيد. إنهم يرشون السياسيين الذين بإمكانهم سن القوانين التي من شأنها أن تدخل المليارات إلى جيوب عملائهم على حساب الجمهور المسكين. إنهم يلعبون دورا مركزيا في تمويل الحملات الانتخابية للسياسيين، ابتداء بالرئيس ذاته وحتى أصغر رئيس بلدية. نادرا ما يكشفون أحدهم عند زلته ويزجون به في السجن، كما حدث الآن لأبراموف هذا".
.
إذا وافقنا جانيس فاين وأوري افنري ولو بشكل عام, فإن اللاجئين الى اللوبي الأمريكي انما يستخدم الرشوة لتسليم قرارات العراق المصيرية بيد مفسدين "كالقمل على جسد الإنسان" لتقرر في "حظيرة ملوثة بالفساد" ثم لتعود تفرض على العراق من خلال قوة الإحتلال.

وبالنسبة للوبي الكردي، لو بقي الهدف عند حدود استقلالية الحكم لربما وجدنا منفذا ً لتبرير تلك الحركة ولو من مبدأ ميكافللي سيء الصيت "الغاية تبرر الوسيلة"، رغم انها تبقى رشوة مرفوضة اخلاقياً، إنما مفهومة ضمن تأريخ القلق وعدم الثقة بين الكرد والحكومات المركزية. ولو ان هدف كركوك طرح بشكل "الضغط من اجل تأمين او تعجيل استفتاء عادل" مثلاً لهان الأمر أيضاً. ولو ان تلك المطالبة بكركوك والمطالبة باكبر حصة ممكنة من المال اقتصرت على فترة حكم صدام لوجدنا للقادة الكرد عذراً. لكن ان يتم الضغط على الحكومة العراقية المركزية امريكياً من خلال رشاوي وضغوط على شخصيات امريكية متنفذة لكي تلحق كركوك بكردستان وبأية طريقة، دون الإشارة الى استفتاء او احصاء او اية عملية قرار عادلة، مسألة عسيرة على الهضم للغاية. وان تستمر جهود الرشاوي لإقتطاع اكبر حصة ممكنة من المال المشترك على حساب عراقيين اخرين اكثر جوعاً وعوزاً من الأكراد امر مرفوض بكل القياسات الأخلاقية.
.
أما عن حصة المال فلم تقتصر القيادة الكردية على مزاحمة الشعب العراقي من غير الكرد على حصتهم بل توجهت الى سلب شعبها الكردي نفسه لحصته. فهذه الأموال اختفت دون خطة او ميزانية معلنة حيث لم يجر الحديث عن أية ميزانية لكردستان منذ بدء استلامها لأموال النفط مقابل الغذاء وحتى قبل فترة وجيزة!
من يدعي انه يسرق "من اجل عائلته" لن يتردد في سرقة عائلته ايضاً.
.
ولكي نساعد اخواننا الأكراد على تخيل وقع مثل هذا العمل على العرب والتركمان مثلاً تصوروا ان يكتشف ان الحزب الإسلامي العراقي او حزب تركمن ايلي قد قدم رشاوى الى لوبي امريكي (او عربي) للضغط على الكونككرس (او السعودية ومصر وجامعة الدول العربية) من اجل دفع قرارات عسكرية او اقتصادية او سياسية لتمنع الحكومة العراقية من تفعيل القضية او لتجبر الأكراد للتنازل عن او المساومة على كركوك او اية منطقة مازالت موضع خلاف، ودفعهم لقبول خطط اخرى لها، فماذا يكون شعوركم؟ ستروه بلا شك ضرب تحت الحزام في غفلة عن الحكم!
.
من محاسن الصدف ان برهم صالح سؤل في لندن التي يزورها حالياً عن الربط بين التهديد التركي وقضية كركوك، فأكّد ان قضية كركوك «يجب ان تحل عراقياً، وليس عربياً او كردياً او تركمانياً أو تركياً او ايرانياً». وأضاف: «أي تدخل خارجي في شأن كركوك سيكون سابقة خطيرة للشؤون الاقليمية لها تداعيات خطيرة» (الشرق الاوسط), ونؤيد ذلك تماماً. صحيح ان قضية كركوك لايجب ان تحل عربياً او كردياً او تركمانياً، لكنها وقبل ذلك واهم منه كثيراً لايجب ان تحل "امريكياً" بتفاهمات اللوبي مع جهات الضغط ورشاوي اعضاء الكونككرس.
.
لكن افتراض ان "الأخلاق" هي ما يمنع بقية اطراف الصراع العراقي من القيام بمثل هذه التصرفات، افتراض مشكوك به تماماً. ونستعير هنا عبارة لفخري كريم في حديثه عن قرار التقسيم: "والمثير للحيرة... اذا كانت "الغيرة الوطنية" هي دافع كل هؤلاء ازاء التدخل الاميركي فاين هي "غيرتهم" ودفاعهم عن سيادة البلاد واستقلاله، حينما يتسابقون الواحد بعد الآخر الى واشنطن ويطالبون الكونغرس والرئيس بوش شخصياً "بالتدخل" الى جانبهم بكل ما يمتلك من وسائل الدعم لمشاريعهم؟ فهم إذ يتدافعون الى واشنطن والبيت الابيض والبنتاغون "ومرابض السيادة" الاخرى... يطالب احدهم بتعزيز مواقعه في السلطة ويدعو الآخر الى اطاحة الحكومة لفتح الطريق امامه للعودة الى رئاسة الحكومة، بينما تطالب اطراف سنية بحمايتهم من الحكومة الطائفية." وفي دعوة القوى الى بقاء الأمريكان لحين استكمال القوى العراقية "من وجهة نظر كل طرف لا يعني الا "استكماله هو" لقواه في معركة لي الاذرع ونحر الرؤوس ريثما يتسنى له تعزيز دوره في السلطة. وتتأمن له القدرة على تطويعها لمصلحته."
.
وطبعاً فالشيوخ، اكثر الطبقات فساداً، لن يتخلفوا عن الركب. فهاهو الشيخ احمد ابو ريشة زعيم مجلس الصحوة واثنين من اعضاء مجلس انقاذ الانبار وعدداً من وجهاء وشيوخ الانبار يتوجه الى واشنطن خلال ايام للقاء الرئيس جورج بوش، فيما "عاتبت" الحكومة العراقية كل من الجانب الاميركي والعشائر على عدم إبلاغها بالدعوة!
وقال علي الحاتم، شيخ عشائر الدليم ان الوفد سيركز في محادثاته مع الجانب الأميركي على «موقع اهل السنة في العملية السياسية وتوسيع مشاركتهم، فضلاً عن ايجاد السبل الفاعلة للنهوض بالوضع الامني في البلاد على خلـــفية نجاح تجربة الانبار». إنه مثال جميل لـ " يتدافعون الى واشنطن والبيت الابيض والبنتاغون "ومرابض السيادة" الاخرى... يطالب احدهم بتعزيز مواقعه في السلطة" التي قال بها فخري كريم، "اضافة الى" مؤامرات اخرى.
.
مستشار رئيس الوزراء لشؤون العشائر كريم بخاتي انتقد طريقة إجراء الزيارة مشيراً الى انها «كان يفترض ان تتم عبر الحكومة العـــراقية» واعتبر «توجيه الدعوات بهذا الشكل تجاوزاً لصلاحيات الحكومة المركزية سيما وان مجلس صحوة الانبار يعد الآن من المـــكونات المهمة لتشكيلة العملية السياسية في البلاد» لافتاً الى «ضرورة إطلاع الحكومة المركزية على كل التحركات سواء من الجانب الاميركي او من المــكونات السياسية المختلفة».
لكن علاوي هو ايضاً "من المـــكونات المهمة لتشكيلة العملية السياسية في البلاد" والكتلة الكردية "من المـــكونات المهمة لتشكيلة العملية السياسية في البلاد" بأكثر من العشائر وعلاوي، وكلهم يدلو بدلوه في احتقار السيادة العراقية.
.
وربما كان افضل مثال لهذا الإحتقار للسيادة لدى بايدن ما انتبه اليه عبدالرزاق الصافي حين اشار:" وبرغم ادعاء بايدن وغيلب بانهما لا يريدان فرض خطتهما على العراقيين، وبإمكان العراقيين رفضها، ورفضتها غالبيتهم فعلاً قبل كتابة مقالهما، فإنهما يقترحان على الرئيس بوش تولي فرض الخطة بإرادته هو، بعيداً عن رأي العراقيين ومجلسهم النيابي المنتخب وحكومتهم المنبثقة عنه دستوريا" مشيراً الى ان بوش كان قد احتقر كل ذلك سابقاً حين استبدل الجعفري بالمالكي حين اراد, ويمكنه ان يكرر الأمر الآن مع المالكي!
.
عبر بايدن عن اخلاقية "اللوبي" هذه حين رفض المالكي قرار التقسيم وأكد على ان مصير العراق من حق العراقيين وحدهم فاجاب بايدن غاضباً: " مَن يظنون أنفسهم بحق الجحيم ليقولوا لنا ليس من حقنا أن نبدي رأينا؟ ... لقد صرفنا من دمنا ومن مالنا لدعمهم بالألتزام بالدستور، هكذا كان العقد معهم." (اي عقد؟، كما علق احدهم) (*).
لو كان البرلمان العراقي سليماً في احساسه بالكرامة والسيادة لأصدر قراراً يفرض على الحكومة العراقية العمل على تقسيم الولايات المتحدة (وهناك اسس عديدة معقولة لذلك), مثل قرار الكونككرس, بل واشترط ان يكون القرار "ملزماً" للحكومة! لكن من اين لبرلمان يرأسه الشلاتية ويربونه على ابتلاع القنادر والضرب ان يبقى فيه احساس بالكرامة سليماً؟
نعم هو قرار للضحك, لكن حكيماً قال يوماً " أن خير علاج للمغرور هو الضحك عليه."
.
.الفضائح التأريخية لنشاطات اللوبي في السياسة الأمريكية كثيرة (%) وشملت محاولات مستميته لشركات كبرى مثل شركات خطوط السكك الحديدية ومنظمات صناعية مثل "رابطة الصناعيين القوميين" وكلها حاولت التأثير على صناعة القرار الأمريكي لإصدار قوانين لصالحها او للتمكن من وضع اليد على املاك الدولة بشكل غير شرعي او حتى ادخال عناصر عميلة الى اجتماعات مغلقة لتحديد سياسات تهمها. وإذا كان ما كشف عنه كبيراً فمما لاشك فيه ان ما لم يكشف عنه اكبر كثيراً.
يتذكر ميشيل ماكارثي كيف ضحك اصدقاءه حينما اخبرهم انه يشارك بمشروع عن "اخلاقية اللوبي" حيث اعتبر هؤلاء المصطلح متناقض للسخرية واعتبرها البعض من جهود الأحلام الطوباوية، وهو ما يعكس فكرة الناس عن اللوبي في اميركا.
.
هذا هو إذن نمط التفكير المسيطر على من يصنع السياسة العراقية وغيرها في واشنطن والذي يتسابق علاوي والكتلة الكردية الى اللجوء اليهم بواسطة اللوبي, ويتسابق بقية السياسيين العراقيين للوصول اليهم شخصياً لتقديم شكاواهم واسترحاماتهم وعروض الولاء والتوسل من اجل التدخل لصالح فئتهم.
وآخر هذه السلسلة الحقيرة المستمرة ما يقوم به احد زعماء الشلايتية اليوم بدعوة الأمريكان للوقوف بين القانون وبين محكوم بالإعدام وعرقلة تنفيذ حكم القضاء من اجل شخص قميء تمتلئ يده بالدماء البريئة. هذا الرجل الذي امتدح شوارزكوف مهارته التفاوضية التي ان صحّت فلم تتمخض إلا عن تآمر الأمريكان مع صدام والسماح له باستخدام طائرات الهيلكوبتر لسحق الشعب. هذه هي مأثرة هذا الرجل الوحيدة والذي تعالت الأصوات مطالبة باعفائه من مصيره العادل: الشلاتية لأنه كان بطلاً في تنفيذه أوامر قيادته العسكرية ورئيس الجمهورية لانه خان قيادته العسكرية، لكنهما متفقان على منع القانون عنه. وكيف يحصل على "دولة قانون" من كان القانون لديه بمثل هذا الرخص، فيستدعي قوة الإحتلال لإيقاف علمه من اجل مجرم؟ لاعجب ان تصل حال البلد الى ما وصلت اليه بعد حوالي اربعة سنين من هذا التصرف المدمر لقياديه، وقس على ذلك بعد اربعة سنوات اخرى من استمرار التراكض الى واشنطن لإدارة البلاد.
.
لو اتيح للجميع في العراق اليتصرف بنفس طريقة علاوي والقيادة الكردية، فأن القرارات العراقية ستوجه من خلال مزاد للرشاوي في واشنطن: من يدفع اكثر في اميركا، يسري قراره في العراق. وإذا تم اقرار التصويت السري في البرلمان فان جزأً مهماً من هذه الرشاوي سيذهب الى اعضاء البرلمان مباشرة، و"مرككتنا على زياككنا". هذا التصور لايقلل، بل يزيد من اهمية سرعة التصدي لهذه الظاهرة المخزية، ظاهرة التسابق على صنع السياسة العراقية في الخارج، وخاصة الخارج المتنفذ اينما كان واعتبارها خيانة وعملاً لا اخلاقياً وتجعل اي حديث عن سيادة عراقية نكتة تثير الإشمئزاز اكثر مما هي الآن.
.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل ان للوبي الكردي وطموحاته لأقصى استقلالية ممكنة لكردستان علاقة مباشرة بقرار الكونككرس الأخير لتقسيم العراق طائفياً؟ ليس هناك ما يمنع من التفكير بهذا، خاصة وان القيادة الكردية في الحزبين الرئيسين سارعتا الى الترحيب بالقرار. اي على الأقل، ليس لديهم اعتراض مبدئي عليه وبالتالي على ان يقوم وكلاؤهم بتنفيذه، بل ان مثل هذا النشاط والتدخل في مسيرة السياسة العراقية، هو القصد من الأموال والجهود التي يبذلها الكرد للّوبي في واشنطن وإلا فلا داعي لصرفها على الإطلاق.
.
لكن المطالب الكبرى لاتكفيها رشوة بضعة ملايين، بل يجب ان تناسب المصالح الكبرى ايضاً, وفي هذه الحالة قد يقتصر دور اللوبي على تنسيق وتسريع وتعديل الأولويات في خطط القوى الكبرى للمنطقة لصالح عملائه. فطموح الكرد الى المزيد من الإستقلالية والمكاسب الأخرى قد يؤثر على مصالح اخرى اكبر منهم: " ويؤكد موظفون اميركان كبار ان الإستجابة الى مطالب الكرد للمزيد من الإستقلالية قد تحطم العراق وتزعزع استقرار تركيا. فالعلم العراقي غير موجود في كردستان, والزوار الأجانب الذين يطيرون الى اربيل يستلمون فيزا الى كردستان وليس الى العراق." (#)
.
.
في الجزء التالي من المقالة سنكمل عن تقارب مصالح كبرى مع مطالب الأكراد وسنتحدث عن شخصيات اللوبي الكردي ووكلائه والشخصيات المحيطة به والنشاطات التي قام ويقوم بها.
.
.
.
http://www.indiancountry.com/content.cfm?id=1096414950 ($)
http://www.sourcewatch.org/index.php?title=Barbour_Griffith_%26_Rogers# (&)
http://afp.google.com/article/ALeqM5jCtzzluIANwFP_ubvHyHBhZLR2nQ (*)
. http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2007/04/22/AR2007042201568_pf.html (#)
http://blog.oup.com/2006/03/congressional_l/ (%)



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الحكيم وكاكه ئي وعدنان ام عراق فالح وسيار وكاترين؟
- دحض حجج دعاة التصويت السري في البرلمان العراقي
- البرلمان العراقي في خطر!
- مؤامرة لإقصاء البرلمان يقودها 100 نائب عراقي
- بوش يبحث عن مانديلا
- علاوي: قصة انفجار وهم
- ليس رداً على ياسين النصير لكن رفضاً لمنطق الخوف والإحتلال وا ...
- إنتبه فلربما يتناول اطفالك في العراق منذ سنين سموم الزئبق مع ...
- ضياع المنطق ونتائجه الخطرة في تحليل ياسين النصير
- 11 سبتمبر: الحقيقة بين عشق -نظرية المؤامرة- والخوف من وصمتها
- تنزيلات هائلة في محلات بيترايوس
- القواعد الأمريكية بين قلق العراقي وضمير ممثليه!
- القواعد الأمريكية بين قلق العراقي وضمير ممثليه
- الجزء الثاني - قصة مدينتين و-الحرس القومي-: سوابق امريكية في ...
- الجزء 1 - قصة مدينتين مع -الحرس القومي-: سوابق امريكية في إع ...
- ليش الصدريين زعلانين؟
- عن الضابط الروسي الذي انقذ الحياة على الأرض عام 1962 وأحاديث ...
- هول الجريمة لايبرر نبذ التحقيق: ردود الفعل على جريمة سنجار
- حين زارني السينالكو والمتنبي والمشهداني في المنام
- الشلاتية والسياسة: التوافق والمرأة السفيهة في الحارة


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - صناعة القرار السياسي العراقي في حظيرة ملوثة بالفساد