أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل سوداني - مسرح كوبنهاكن العالمي ……لغة فنية وهاملت جديد















المزيد.....

مسرح كوبنهاكن العالمي ……لغة فنية وهاملت جديد


فاضل سوداني

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


توهج الذاكرة
مسرح كوبنهاكن العالمي ……لغة فنية وهاملت جديد

يعد مسرح كوبنهاكن العالمي (KiT ) مركزا مسرحيا ومؤسسة ثقافية تابعة لوزارة الثقافة الدنماركية ، ومنذ تأسيسها قبل اكثر من 20 عاما وحتى اليوم ، يهتم المشرفون عليها على خلق علاقة وتبادل بين الثقافات العالمية المختلفة ، لذلك فان الدنمارك في كل صيف تصبح وكأنها بلد الثقافة العالمية مما يؤدي هذا الى الاطلاع على الخبرات الفنية ومشاهدة أكثر العروض تجريبية وطليعية وخاصة في مجال المسرح التجريبي والرقص الحديث والموسيقى والسيرك والفن التشكيلي ـالبصري . ولا تقتصر العروض على العاصمة وإنما تقدم في اغلب مسارح مدن الدنمارك اضافة الى مساهماتها الذاتية كما هو الحال مع المسرح التجريبي Cantabile 2 باشراف المخرج الايطالي الاصل Nullo Facchini في مدينة فوردننكبورك .
إن المشرفين على kit و القائمين على تسير هذا المهرجان السنوي مثل Trevor Davies , Katrien Verwilt , H.C.Gimbel يحرصون على ان تكون الفرق والمسارح المدعوة تتميز بطليعيتها واهتماماتها التجريبية بدون النظر الى الجانب التجاري ، وبدون مجاملات أو أهداف سياسية كما يحدث في مهرجاناتنا العربية . وفي الصيف الماضي رعت أميرة الدنمارك Alxandara مهرجان صور من آسيا ، فلمس الجمهور هنا الغنى الفني الاسيوي،
و اللقاء مع أهم الرموز الفنية والثقافية في شتى المجالات لمناقشة تجاربهم المتميزة مثل بيتر بروك بيتر كرينواي ،بينا باوش ، فيليب كلاس وروبرت ولسن واريان منوشكين وجان لو بارو وغيرهم .

البحث عن مستقبل المسرح

وبما أن kit هو مركزا للمسرح والفنون البصرية حيث تتوفر فيه مكتبة أرشيفية لأشرطة الفديو وتقدم شتى الخدمات للباحثين ، إلا ان البحث في مشاكل المسرح والفنون الاخرى هو قلق مشروع في زماننا المضطرب ، انطلاقا من هذا فان المركز ساهم في معالجة مشاكل المسرح الاوربي والعالمي بإقامة عشرات الندوات والحلقات الدراسية Simenars لمناقشة المشاكل التي تعاني منها هذه الفنون ، وهذا يؤكد في نهاية المطاف الخواء الفكري الذي تعاني منه الكثير من المسارح الأوربية ، مما دفع هذا الامر بشيخ المخرجين العالميين بيتر بروك الى الدعوة والعمل على تأسيس مسرح المستقبل بالاستفادة من تراث افرقيا وآسيا من اجل ان يبقى المسرح حيا في غروب الحضارة الاوربية .وبمعنى آخر ان المسرح الاوربي بحاجة الى دفء حرارة شمس الشرق وتلك الحكمة الشرقية التي تنتج الحرقة الداخلي الضرورية للفن الاوربي .
وضمن هذه السياسة الفنية ، فان kit في صيف عام 1998اشرف على تقديم عروض مسرحية ل 16 دولة من مختلف انحاء العالم وقد تميز عرض Circus Gosh الذي كان عرضا موسيقيا اعتمد ( السيرك ـ الجسد ـالكاباريه ) واشتركت في تقديمه المانيا ،كندا ، فرنسا ، وكان من اخراج الكندي مايكل دالير .

السينغرافيا ومسرح الصورة

ان المتابع لعروض المهرجان الصيفي المقام في كل عام باشراف مسرح كوبنهاكن العالمي KiT يلاحظ بتفضيل العروض التجريبية التي تعتمد الحركة الفيزيكية للجسد ومسرح الصورة من اجل تطوير لغة المسرح المعاصر ، ومن المشاريع المثيرة هو مشروع السينغرافيا والصورة او Act 1,Act2,Act3)) الذي استمر ثلاث سنوات انتهى في عام 2001 .وهو مجموعة مشاريع وعروض وصور حية و معارض تشكيلية ـ تجريبية قام بها 8 فنانيين من امريكا ، اليابان ، البرازيل ، افرقيا الجنوبية بريطانيا ، اوكرانيا والدنمارك .

الانسكلوبيديا الكونية

وفي افق آخر قدم المخرج السينمائي الانكليزي Peter Greenaway مشروعة الضخم (مائة موضوع للتعرف على العالم ) من خلاله يقدم ممثلون وطلبة من مختلف المعاهد الفنية عرضا فنيا على شكل انسكلوبيديا كونية
باستخدام الفيديو والاوبرا والفلم والجسد الحي والموسيقى الحية ،والضوء كموضوع بصري ، ووسائل فنية اخرى تعطي للعرض شموليته وكل هذا ممزوج بثلاثة من أفلامه هي المطبخ ، اللص ، زوجته وعشيقها .
انه شكل مسرحي جديد بكل معنى الكلمة فالمخرج في عرضه الغريب هذا قادنا برحلة عبر العالم القديم والحديث بدأ من آدم حتى أهم احداث عالمنا المعاصرة ، وبالرغم من ان المخرج يمزج بين الواقعة وبين الحادثة الخيالية والتجريدية ، إلا انه يبتعد عن المباشرة .
وفي الاعوام القليلة السابقة قدمت العديد من الرؤى الاخراجية الجديدة لمسرحيات شكسبير كما هو الحال في مسرحية يوليوس قيصر حيث قدمها الإيطالي روميو كاستيللوسيس بلغة مسرحية قريبة الى التعاويذ والشعائر المعاصرة ، و بدون اعتماد الحذف العشوائي للنص.
أما العرض الآخر الذي أثار الدهشة والمناقشة والذهول هو( لير ) الآسيوي ، فقد استخدمت فيه جماليات فنية آسيوية بهذا الشكل المبدع لتقديم لير الآسيوي ( إذا جاز التعبير)، أعطى يقينا بان حرارة الشرق وأساطيره ووديناميكية طقوسه هي التي ستؤكد مسرح مستقبلي متميز بل ستأشر مستقبل المسرح العالمي .
الدنمارك سجن كبير
في كل عام تقدم في قلعة مدينة هلسنيور التاريخية ) Kronborg slot التي بنيت عام 1584 ) العديد من العروض لمسرحية شكسبير الشهيرة هاملت حتى ارتبطت القلعة باسمه وكذلك مدينة هلسنيور الهادئة بمحاذاة البحر والتي مازال خيلائها يدهشنا بماضي القرون الوسطى ، فتتحول الى مهرجان صيفي هاملتي ـ شكسبيري ، يؤمها الكثير من السواح من شتى انحاء العالم حيث يسمح لهم بمشاهدة القلعة بكل قاعاتها وغرف نوم الملوك الحقيقية وجميع الملحقات الاخرى . ومن عروض هاملت التي قدمت وكانت مهمة في رؤياها الاخراجية كانت من إخراج اللتواني ايمونتاس تكغوسيوس ، وقد اعتمدت لغة الإبهار الجديدة ، فلم يعتمد المخرج على الممثل الحي فحسب وانما أعطى الأشياء والمواد الحقيقية وجودا جديدا، من داخل النص الشكسبيري
وبرأي فان هذه هي الكتابة الجديدة للنص والعرض المسرحي الرؤيوي (الذي يحلم بها الكثير من المخرجين العرب) حقا كان عرضا مثيراً ، تنبهر فيه لدرجة عدم تصديق ما تراه ، كما جاء في صحيفة LA REPUBBLICA ( لن تشاهد هكذا هاملت مطلقا، ترى العرض وأنت محبوس الأنفاس.)وفي العام الماضي قدمت الفرقة ذاتها هاملت مع بعض التحويرات والتغيرات من اجل تعميق الرؤيا والصورة المسرحية وبالتالي الاستخدام الواسع للتراث اللتواني وكان واضحا في الرقصات وفي نهاية العرض ايضا .
اما هاملت الانكليزي فكان من اخراج بل الكسندر وتقديم مسرح برمنكهام واعتمد المدرسة الانكليزية في الاداء وكذلك التوزيع الهارموني الدقيق لحركة الممثلين على خشبة المسرح .اما اوفيليا السوداء بملابسها البيضاء فانه تاكيد لتمزقها وقلقها بين حبها لهاملت وقذارات البشر الذين يحيطونها في المملكة المليئة بالمؤآمرات او السجن الكبير الذي لاتطيقه ولا تفهم وجوده . ولكن المهم هو ان المخرج استخدم الابواب والنوافذ والقبب الحقيقية للقلعة بحيث يدخل الممثلون ويخرجون من ابوابها ويرى الجمهور تلك الانحناءات وابواب الممرات المظلمة وينعكس احيانا ظلال الممثلين على جدران القلعة مما اعطى ايحاءا بكابوسية المكان والزمان . وبالرغم من كل هذا يبقى عرضا كلاسيكيا تقليديا .
والتجربة الاخرى والمثيرة هي تقديم مسرحية هاملت من قبل فرقة مسرحية دنماركية جوالة مكونة من ممثلان وعازفان احدهما على البيانو والاخر على الجلو ، حيث اعادت حكاية هاملت بصياغة حرة من اجل تقديمها الى الكبار والاطفال . ويمكن ان نلاحظ هذا منذ البداية حيث يبدأ العرض بكلمة هاملت التي عادة يلقيها في نهاية المسرحية قبل ان يموت واعني ( ماتبقى هو الصمت ) ، إلا ان الممثل يستيقظ من موته ليضحك مع زميله الآخر الممثلان والعازفان ثم يبدأن بسرد حكاية الامير الدنماركي السعيد هاملت بدون اوفيليا حيث يمثلها احدهم ، وكذلك فانهما يمثلان مختلف الشخصيات مما يخلق هذا حالة من التغريب والغروتسك ، ويحاولان أن يمنحا الديكور والاكسسوار المستخدم امكانية المشاركة الحيوية الفعالة في العرض ، فمثلا تتحول آلة الجلو الى تابوت لأفيليا بعد ان توضع عليه قطعة قماش ويحملونه ويسيرون بطقوسية . وفي النهاية يخبرنا هوراشيو .. (هذه حكاية موت هاملت أمير الدنمارك صديقي ، وانا هوراشيو صديقه مازلت حيا ) يقولها كشهادة اما محكمة .
وقدم أيضا عرضين لهاملت احدهما على طريقة الرقص الحديث للمخرج والكيوغراف النمساوي Brandstrup kim وفرقته Dance Company Art . وكما أشارت الصحافة بان الدنمارك اكتشفت من خلال عرض هاملت مدربا ومخرجا جديدا حيث ان المخرج كان قد درس السينما في جامعة كوبنهاكن ومن ثم الرقص في لندن .
وانعكس تكنيك السينما في تصميم عالم العرض وكذلك في التأويل البصري ، وتجلى ذلك في الحركة والرقص والصورة المعبرة الدقيقة للتعبير عن هذه التراجيديا الشكسبيرية لذلك فان النقاد اجمعوا على ان العرض كان متفردا وغير مكرور كشكل مسرحي مبني على الجسد والفضاء والضوء واللون . وكتبت الكثير من الصحف الرئيسية عن الممثلين فأشادت يولاند بوستن بالممثل الدنماركي Jen Albinus كونه أدى هاملت بطاقة جسدية وروحية فائقة ففرض سيطرته على الجمهور الجالس فس باحة القلعة التاريخية ، فكل اشارة وحركة وخلجة كانت مؤثرة وواضحة المعنى . و منحت الممثلة Kirsten Olsen حيوية وشفافية لشخصية الملكة جلترود ،و ممثلة أوفبيليا أكدت على موهبتها المتفوقة .
اما العرض الآخر لهاملت فسيقدم في حديقة قصر Rosenborg الملكي التاريخي من قبل الفرقة الانكليزية TNTللمخرج بول ستنينك الذي اخرج الكثير من مسرحيات شكسبير مثل ماكبث ومسرحية حلم ليلة صيف وغيرها .

كوبنهاكن في شمال الكوكب







#فاضل_سوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفافية الألوان وزحمة الأشياء في لوحات الفنانة المغربية جميلة ...
- الفنان المغربي عبد الباسط بن دحمان وفضاء طنجه
- النار المتوحشة
- تعاويذ شعرية في طنجة
- تأويل الشعر والفضاء الشعري للفن البصري
- دلالات الصورة في المسرح البصري ( رؤيا تطبيقية )
- النص البصري وتداعيات الذاكرة المطلقة في مسرح ما بعد الحداثة
- قدسية الشبق في طقوس الخصب الرافديني
- في الشبق الالهي المقدس و لازورد اللغة
- الآلهة عشتار و طقوس الحزن الجماعي لقيامة تموز العراقي
- تصورات العراقيين القدماء عن متاهات العالم الأسفل
- بصريات الممثل ..الى فاضل خليل
- برشت و التراث الشعبي في المسرح العراقي والعربي
- مات الفريد فرج لكن صدى حواره مازال يتردد
- الرحلة الضوئية .. طقس مسرحي عن العنف وأمل الانسان
- المسرح العراقي و مفهوم المسرح الملحمي
- هيمنة المراكز الثقافية وإلغاء ثقافة الآخر
- هل مازال العراق يلتهم شعراءه
- الفردوس المفقود في لوحات الفنان العراقي عباس الكاظم
- تحولات الاشياء في فن المنفى


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل سوداني - مسرح كوبنهاكن العالمي ……لغة فنية وهاملت جديد