أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الزهرة العيفاري - المرأة العراقية . ماذا يريد البعض ان يكون مصيرها ؟؟















المزيد.....

المرأة العراقية . ماذا يريد البعض ان يكون مصيرها ؟؟


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 12:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العالم كله ينظر الى العراق . ومما يؤسف له ان الناظر يرى من بعض مايرى فيه هذه المهزلة المسحوبة من كهوف القرون الوسطى الى رياض القرن الواحد والعشرين سحبا ً على دروب الجهل والجاهلية والدروشة الفارسية المتخلفة لتقييد المرأة العراقية بكل حماقة وقساوة بهدف جعلها رهينة النظرة الواطئة وبالتالي عزلها عن الحركة التقدمية للمجتمع . . وربما هذا احد الاسباب التي جعلت الاخرين يستخفون بالعراق الذي اخذ يفقد رونق حضارته بفضل هذا النوع من الاكثرية البرلمانية !!!.
وبالمناسبة ، اذا كان الكونغرسيون قد استهزأوا بالعراق و" اقترحوا " تقسيمه ، فلربما هم لا يعلمون انهم اخطأوا التقدير كثيرا ًبحق العراق . فالعراق رقم لا يقبل التقسيم . وليتهم يعلمون ان القارة الامريكيـة الشمالية كلها لا تنعم بعدد من الشعراء بقدر ما هو موجود في العراق وهوالبلد الصغير مساحة وسكانا ً . فالعراق يزينه مليونا شاعر (فصيح ) زائدا ً جمهرة غفيرة من الشعراء الشعبيين . وان عددا كبيرا منهم يتكون من نساء شاعرات عراقيات . فا لبلد الذي يتشرف بعدد هائل من الشاعرات يجب ان يكون شعبه عظيما ً . واذن هو قادر ان يحقق اشياء قد توجه تاريخ البلاد ( وربما تاريخ المنطقة كلها ) توجيها تقدميا ، قد يزيد عن الحد الذي يتوقعه الكونغرسيون التقسيميون او غيرهم !! لا ان يستخفون به باقتراحاتهم الصبيانية .
واذا كان الكونغرسيون ليس لهم المقدرة على فهم هذه المعطيات فلماذا لا يفهمها بعض سياسيينا ؟؟؟ بل ولا يريد ان يفهمها اولئك المتـلـفـلفـون بالعباءة الدينية واصحاب اللحى والعمائم في دولة الفقيه في ايران الذين سحـقـوا شخصية المرأة عندهم الى حد الكفر، وكأن عدم وجود اللحية عند المرأة منقصة ، و هي سبب نقصها كا نسان . وكأن امهات ( الحجج ) بما فيهم القائمين على دولة الفقيه هن ايضا ً ناقصات ( والعياذ بالله !!) . وبعد ذلك يضغطون ان نتعامل نحن ايضا أ مع نساء العراق كما فعلوا هم تجاه نسائهم . ولكن امــرهم على اية حال متروك لهم ولا دخل لنا به . اما عندنا في العراق فالمرأة قد تحملت اعباء ومصاعب لم ترها امرأة في بلد آخر ، واوصلها كفاحها الوطني من السمو الانساني اعلى درجات السلم الاجتماعي . ولذا فهي اهل للاحترام والتبجيل والتحرير .
على اننا نواجه نحن ايضا َ معضلة تتطلب الحل واعادة الحق الى نصابه . فمن بيننا "سياسيون " ( جدد ) اعتمدوا الظلاميات نهجا لهم وخلطوها بالسياسة ومارسوا الاعتداءات والايذاء ضد المرأة وانسانيتها وذلك على الطريقة الايرانية . والحصيلة انهم يسحقـون الان بارجلهم اقدس الشخصيات في المجتمعات المتـحضرة وهي المرأة . بحيث كل ذي ثقافة ، حتى بحدها الادنى ، يرى بام عينه اليوم كيف يتعاملون بفضاضة مع المرأة العراقية . وبذ لك يكفرون بحليب الامهات اللواتي ارضعنهم وارضعن الاجيال من قبلهم . اذ اصبح شغلهم الشاغل هو مسخ شخصية المرأة ولفلفتها بالعباءة السوداء لكي يجعلوها تشعر دائما ً بانها ناقصة الشخصية حتى عندما تشغل مقعدا ً بالبرلمان . وحتى البنات الصغار (بفضلهم ايضا) ً سينشأن منذ الطفولة مع عقدة المذلة والشعور بالنقص حيث يجبرونهن على ان تلـفـلـف نفسها بالسواد حتى وهي في الصف الاول الابتدائي . !!! وربما سيسمونها بعد ذلك " بيبي خانم " باللغة الايرانية .
و اننا اذ نرفع الى القراء مدى الظلم الواقع على المرأة العراقية لا لان ذلك امر غريب عليهم .ولكن نريد في الواقع الفات النظر الى تسلل الظلاميين في السنوات الاخيرة الى جماهير النساء والتغلغل بين جمهورهن لسحبهن بواسطة الشعـوذة والخرافات الى الجهالة والظلام ، ذلك لادراكهم في قرارة انفسهم باهمية مكانة المرأة وقدرتها الدافعة في المجتمع ثــم خوفا من تثقيفهن بواسـطة منظمات المجتمع المدني وحذرا ً من ان تشملهن رعاية الدولة ويخسرون مواقعهم بينهن .
ومع هذا السياق يجب الاقرار بان اكثرالشخوص الظلامية لا يفهمون ماذا يعني دور المرأة في المجتمع . انهم يرددون كلمات الحلال والحرام تجاه الحجاب كالببغاء لجهلهم الخارق و لقصور فهمهم بالحياة وشؤونها ولا يدركون لماذا يدفعهم بعض شيوخهم للتجني المباشرعلى المرأة والدعوة للتجنى عليها من قبل اهلها . المهم بالنسبة لهم الحصول على لقمة العيش من ايادي الطيقة الدينية التي تسيطر عليهم وتدفعهم الى الريف والمدينة للدعاية . وهذا في الواقع شأنهم الرخيص . حيث هم الذين اختاروا هذا الموقع . انهم ارتضوا لا نفسهم مكانة منخفضة في المجتمع وبهذا القياس لجهلهم وعجزهم المطبق .
الا ان هناك من بين الظلاميين من يفهم الامر على نحو آخر . بالرغم من انهم يعيشون ( هم والفئة التي على شاكلتهم ) على ما يصلهم من " حقوق " . وهم لذلك لا يعرفون الكدح والضيم والحاجة المقترنة بالاملاق والادقاع . ولذاهم ليسوا بحاجة الى اي تحرر او الى شئ اسمه انعتاق . انهم انفسهم ادوات للاضطهاد والعبودية .
المهم انهم " عارفون " ماذا يعملون " ولماذا يعملون " عنـدما يصرون على سحق شخصية المرأ ة وقدسيتها . انهم يدركون صحة افكار المثقفين بخصوص المرأة عموما و المرأة العراقية خاصة . فهي ليست ناقصة . بل هي في واقع الحال تسد النقص في المجتمع . انها الظهير للرجل في كفاحه من اجل الوطن . فعندما يتساقط الشهداء ، المرأة هي التي تتحمل العبء الاكبر والاثقل من جراء ذلك ؟ انها الام والزوجة والاخت ...ورمز ديمومة البيت والعائلة . . ولكن السيطرة على جماهير النسوة حسب حساباتهم انما بقصد عزل العنصر النسوي عن الكفاح الوطني اولا ً ثم لكي يسخروهن لتجهيل الابناء ( قدر الامكان في البيت ) ثــم هن بالنتيجة اصوات " مطيعة " لانتخاباتهم القادمة !!! .
ومما ينطوي على خطر جسيم ان النساء الجاهلات وخاصة اللواتي يلفهن اخطبوط الشعوذة والايمان بالخرافات على الاغلب يصلحن ان يكن حاضنات للا رهاب والارهابيين في بيوتهن مما يؤلف اهمية استثنائية بالنسبة لاولئك الذين يتظاهرون بالدين ولكنهم في الواقع اصحاب العصابات ومستودعات الاسلحة من التكفيريين .
مع العلم ان غزو المجتمع النسوي ليس امــرا جديدا ً على العراق المعذب والمغلوب على امـره .
ان ذاكرة العراقيين تحتفظ بشيء له صلة وثيقه بموضوعنا ، عندما قرر النظام البائد في بداية السبعينات نشر الكهرباء حتى في آخر نقطة من البلاد . واعلن مكافحة الاميــة بين النساء وحتى انه وزع الالاف من اجهزة التلفزيون على سبيل الهدية للكثير من العائلات الفلاحية وبعض الشيوخ . الامــر وما فيه ان صدام الذي تولى الاشراف على هذه العملية بنفسه كان يطمح الى تعبئة النساء كقوة بشرية و جعل النساء العراقيات ،عن طريق الاعلام والقراءة ، يتجهن الى حزب البعث . . انه رآى في المرأة كسب اكبر قوة محركة للمجتمع العراقي الذي اراده ان يكون بعثيا ً تحت قيادة الرمز الضرورة والمنصور ابدا ً ، وليس تقدمية منه او حرصا على شخصية المرأة العراقية . اما من ناحية هدف تعبئتها كعامل قوة اجتماعية فقد اتبع " السياسيون الجدد " الطريقة البعثية ــ الصدامية من حيث المحتوى وان اختاروا لها شكلا مغايرا
ولا يخفى على مثقفينا ان في العالم ايديولوجيين بل ومنظمات متخصصة بخارطة القوى والفئات الاجتماعية القائمة في البلدان النامية وغيرها ثــم بالادوار التي يمكن ان تلعبها هذه الفئة او تلك من النساء في الظروف السياسية والاقتصادية المعينة في الزمن المعين . وان هؤلاء جاهزون لتقديم " خبراتهم " الى الاحزاب والشخصيات المؤثرة في الدول و المجتمعات المراد احتواؤها . . ويبدو هذا ما حصل تجاه المـرأة من تخفيض معنوي واسقاط لدورها الوطني التقدمي في دول عديدة ومنها العراق . فالامــر كان مدروسا ً ومبرمجا ً .
فما العمل ياترى ازاء الهجمة على وضع المرأة العراقية باعتبارها جزء من الهجمة الكافرة على بلادنا ؟؟ . قبل كل شيء ان النيل من نساء الرافدين امــر ليس بالسهولة التي يتصورها الاخرون . وهن يؤلفن اليوم قوة ضاربة في وجه الارهاب وشيوخ التكفير . فلا توجد امرأة في العراق لم تفجع بشهيد ولم تذرف الدموع على فقيد . وبرغم المحاولات المقصودة لأحتوائهن ، فالطابع العام لحركتهـن منحاز لبناء العراق وتقدمه في الطريق الديـمـقراطية والتحرر الاجتماعي . . الا ان الواجب يبقى معلقا برقبة منظمات المجتمــع المدني للتوجه كليا الى المجتمع النسوي العراقي كقوة ضاربة في البناء والاعمار والتربية الوطنية . ومن هنا ايضا ً نتوجه الى الحكومة العراقية ونخص وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الجتماعية والوزارات المختصة بشؤون المرأة .. لكي تفتح ذراعيها لاحتضان قضية المرأة والعمل على فتح النوادى لهـن ومكافحة الامية بينهن . نعم .ان الدولة هي الجهة الاكثر مسؤولية في ذلك . وهي مطالبة الآن بالتوجه لتطوير العمل الثقافي عموما واتخاذ مـوقف سياسي خاص لصالح الثقافة النسوية في كافة وسائل الاعلام ومراقبة ومنع البرامج التخريبية التي تنشرها الفضائيات الطائفية المضللة والمعادية لتحرر المرأة العراقية .وهي ليست قليلة عندنا . فهل ستكون الدولة على المستوى المطلوب ؟؟



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقسيم العراق ليس اقتراحا ًبل اشارة وتحذير
- تقسيم العراق ليس اقتراحا ً بل اشارة وتحذير
- السياسة العالمية والعمائم الايرانية
- هل ستقدم الحكومة برنامجا اقتصاديا للشعب ؟ !!!
- حل المشكلة العراقية يتطلب حل الميليشيات
- ضحايا القحطانية والمتفرجون عليها !!
- الشعار الجديد فيدرالية جنوب بغداد !!!!
- مناورة مفضوحة وسياسيون متفرقون
- الحرب الاعلامية والدعوة لإقامة منظمة عالمية لنصرة العراق
- الاخطبوط يعمل بكل طاقته في العراق
- مقصورة المجد
- السياسيون العراقيون ومسلسل تفجيرات العتبات المقدسة
- التطاير في العواصف السياسية
- اللعب بالنار احرق اللاعبين والملاعب ايضا ً
- اين الاحزاب الدينية من الكارثة العراقية الجديدة ؟
- هل سنعود الى المربع الاول ؟
- هموم عراقية إلى أنظار الحكومة ! إنقاذ الدين من سلطة الدولة ...
- الارهاب ...يستهدف من ؟
- البعث السوري والحكم الاموي
- أين يقف العراق وأين يقفون ؟


المزيد.....




- بعد أيام من وفاة امرأة في حادث مماثل.. دبّ يصيب 5 أشخاص في ...
- أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الزهرة العيفاري - المرأة العراقية . ماذا يريد البعض ان يكون مصيرها ؟؟