أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - هشام الصميعي - انتفاضة صفرو ضد الغلاء و الظلم واقتصاد الريع















المزيد.....

انتفاضة صفرو ضد الغلاء و الظلم واقتصاد الريع


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 12:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


سيرة ثورة لبلدة مقهورة ضد الفساد
لم يكن يوم الأحد 23 سبتمبر من هده السنة يوما عاديا من تاريخ مدينة صفرو الوديعة التي تعود عشاقها على هدوئها السرمدي ، وسط سحر طبيعتها الخلابة فبلدة المزارعين المولعين ببساطة الحياة حيت تترامى الجنان الخضراء ، تشقها السواقي عذبة ، رقراقة تشق مجراها بين أشجار التين وأغصان الكروم ، الرمان وفاكهة الكرز المضمخة بألوان المرح تعودت مند سنين على احتضان جراحها تكابد زمن رديء رهنها للضياع تعودت أن تتأوه متألمة بصمت لايكاد نحيبها يعلوا المسامع حتى لا تزعج أحلام النائمين على كراسي المسؤولية .

خرجت الجماهير صباح دلك اليوم لتسمع صوت الكادحين بحناجرهم المبحوحة ، يشق الفضاء عيون تتشضى غضبا يتلألأ منها الإحساس بالظلم وبؤس الحال عاتيا دلك المارد الذي مرمد العوائل في الفقر ينخر أضلعهم ، و يكوي جباههم مع كل طلعة يوم جديد الغلاء ، الغلاء ، الغلاء ......
كانت شمس الحقيقة شاهدة على المشهد تسطع في سماء يوم الصيام هده الجماهير خرجت لتشق غمار الحرية ، و العزة ، و الكرامة تتعالى أصواتها مزمجرة لقد وصل السيل الزبى لا للحكرة لا للمهانة فهل من مسؤول هنا ؟ أطل العامل الأبله متعجرفا كإمبراطور من شرفة قصر العمالة نظر باحتقار إلى اعتصام الجماهير الغفيرة نساء و رجال شباب ينسلون من كل حدب وصوب حتى الأطفال هجروا اللعب دلك اليوم بل كانوا هنا في الموعد ...كان المطلب حضاريا و بسيطا : أعطوننا أدنا نعطيكم صوتا ..

كان القمع بكل قواه السرية و العلنية ، يتربص بالجماهير كانت الهراوات و العصي الهمجية جاهزة بجبن تشتهي ظهور الكادحين ، و كان العراء من نصيب نظام شعاراتي تنكشف عورته في أول التجربة و بدون أدنى عناء . أعطى العامل الفنيان من شرفة قصر العمالة إشارة ليبدأ سلخ الجماهير ، وجه عميد شرطة جبان ركلة لبطن امرأة كانت ترفع شعارا سلميا في مقدمة المسيرة ، قبل أن ينهال على أخرى بجهاز لاسلكي على رأسها لتسقط صريعة على الأرض هده شجاعة الجبناء حيا على الشجاعة .
أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر

قامت الانتفاضة ففرت طوابير من رجال القمع ربما كانت تريد الالتحاق بين أحضان عشيقاتها مع أول رشقة حجارة من يد طفل ، و وتب شاب على طابور آخر فتراجعت قوى القمع كفراخ مذعورة ، سقط قاصر فهوى عليه أزيد من 20 نفر من قوات القمع تحت أحديتهم التقيلة انتقم رجال الأمن و نظموا اعتقالات عشوائية لا فرق بين قاصر و مختل عقلي .

نشبت الانتفاضة لتعم كل أحياء المدينة نصبت المتاريس توجهت الجماهير غاضبة نحو المقاطعة اعتبرت مند سنوات رمزا من رموز الظلم على رأسها القائد العيادي و من لا يعرفه بمدينة الكرز ، عجرفته فاقت الأوصاف كرجل سلطة يحمل في جيناته تسلط الإقطاع الغابر سارعت الجماهير إلى إحراق سيارة عون سلطة معروف بظلمه و تروته التي راكمها رفقة القائد مسروقة من أفواه الجياع ، و الغلابة و الدراويش من أبناء المدينة .

عمت الانتفاضة تطاير الحجر ليعانق السماء الرحبة تصاعد دخان منبعث من جرافة محروقة .. يوم مشهود سيبقى شامخا في سجل كل الكادحين من قالوا لا للظلم لا لقطع الأرزاق لا لنهب المدينة لا لصوص المال العام لا للوبيات الفساد و كروش الحرام التي تورمت بأكل السحت و المظالم.
لمادا وقع ما وقع ؟
مدينة صفرو بلدة محاطة بالجمال من كل جانب و تحتفي في مهرجانها السنوي بملكة جمال حب الملوك و هي في جانب آخر بلدة لا بواكي لها تحكمها أيادي خفية ، و شبكة من المفسدين رائحة الرشوة تزكم الأنفاس في المقاهي و الإدارات وثيقة إدارية بسيطة بهده البلدة تكلفك أزيد من 30 درهما و نصف يوم من انتظار المسؤول .في مدينة صفرو يجوب الأمن شوارعها بالهراوات يتعرضون السبيل و يقلبون جيوب الشباب بكل حرية فيما مروجوا المخدرات ، و أباطرة السموم ينعمون في سلام تام بكل أحيائها تحت شعار الفيفتي/ فيفتي . مدينة تحتضن خمارة من صدفها العجيبة أنها محاذية لباب مفوضية الشرطة تبيع الخمر كمحطة بنزين 24 ساعة على 24 ساعة بدون توقف .
في مدينة صفرو العديد من جرائم قتل التي لم يفك لغزها و جناتها طليقون و فيها شكايات الظالمين تحرك بيسر فيما شكايات الغلابة تلقى في سلة المهملات وفيها رجال أمن راكموا ثروات بطرق مشبوهة .
في مدينة صفرو مدارس راقية لتعلم إهدار المال العام فلكي يبلط عامل الإقليم ساحة مقر العمالة قام بقلع الأحجار من ساحة عامة بناها أشقاؤنا اليابانيون في أبهى حلة و بلط بها ساحة العمالة... في مدينة صفرو يسكن عامل الإقليم الذي لا يستقبل أحدا في قصر على مساحة 4000 متر بملعب للتنس وضع عليه اليد يفوق في مساحته البناية التي يسكنها رئيس فرنسا ساركوزي كثيرا فيما تقطن أسر في أعلى المدينة كهوفا تعيف منها الدببة. ولأن العامل يحب الحيوانات له كلب مودرن لا يأكل إلا دجاجتين في اليوم ، و يحب لحم الداندي و ربما يكون هدا الكلب هو الكائن الذي يروق للسيد العامل استقباله و احتضانه بين ذراعيه بشغف .

في مدينة صفرو وزع أعضاء المجلس البلدي رفقة موظفو العمالة ، و أصحاب المصالح بقعة أرضية من الأملاك العامة فيما بينهم في واضحة النهار .. في مدينة صفرو مستشار ميكانيكي كان معدما يشتم رائحة قطع الغيار فأصبح ملاكا كبيرا ..في مدينة صفرو تفوت الحدائق العمومية و يسط المضاربون على الأراضي و يبيع المستشارون الملك العام بأبخس الأثمان.. في مدينة صفرو تقطع الأشجار و تباع في الأسواق بغير رقيب في مدينة صفرو توزع رخص النقل بالكوميشن على الأعيان في مدينة صفرو يعيش 4000 معاقة و معاق تحت عتبت الفقر بدون إعلان .

في مدينة صفرو أعطى العامل الملايين من مبادرة التنمية البشرية لجمعيات انتهازية لتخصص لأبنائها مشاريع خاصة و لتغتني على حساب الشعب كما أطلق العامل يد لوبيات المقالع لتغتال البيئة و الإنسان وجمد اللجنة المختلطة لمراقبة الآتار السلبية للمقالع .
في مدينة صفرو تعجرف العامل و اقفل مكتبه ضاربا بعرض الحائط كل مفاهيم العهد الجديد فكان ما كان .
في مدينة صفرو يحرم الناس من التطبيب و يفرض المكتب الوطني للماء و الكهرباء غرامات غير قانونية تنهب من جيوب الفقراء ...في مدينة صفرو ظلم وقهر و فقر يساوي في عرضه الجبال و تشيب له الولدان .


قصيدة زجلية مهداة إلى أهل صفرو تضامنا مع الأربعة و الأربعين معتقلا من معتقلي الانتفاضة المجيدة القابعين في ظروف غير إنسانية بسجن عين قادوس بفاس .
للحكرة مليون لا ولالا

لجواد يا لجواد
أمالين الغابة و الواد
حطونا على باب الرحمان
ولا تسلمونا تحت مناجل العديان
خرجنا نقولوا هدا عار الكوميرا طلعات
شبعوا فينا ركل و زادونا طرشات
خرجنا نقولوا هدا عار
و لادنا قراو حتى عياو
ولادهم خدموا
وولادنا بقاو
شبعوا فينا ركل و زادونا طرشات
واحد مسؤول من الكوميسيريات
معروف بالزهو مع السطاشيات
ركل مراة و قلنا هانية
ضرب لمرة التانية
و بغانا نعلقوا ليه كراد
فينكوم ألجواد
أمالين الغابة و الواد
خرجنا نقولوا هدا عار
حليب الدراري طارفالسما و الخبزة غلات
اللحم ما تسال من العام العام
الماء و الضو زيادات ولا في المنام
خرجنا نقولوا : المسؤول فين يكون
طل علينا العامل من البالكون
وصاح متجبر في الحضرة :
مال هاد الرعاع ؟
بياعين الكرموس و النعناع ؟
الا جاعوا فطروا باباهم
رعفوهم
الدقة على النيف
الزرواطة بالسنيف
لجواد ألجواد
يا صاح : ياك إلا ضاق الحال
دابا تصفى أحوال
ياك المسكين ملح الأرض
نسيمها فايح فالنوار
و بسواعدو هي تخضار
يا صاح : نصبروا على الرقعة
نصبروا على الجوع
ندمروا على اللقمة
بالبالة و الفاس
و الحكرة لا للحكرة ألف لا
راحنا ولاد ناس .

صفرو في 11 اكتوبر 2007





#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 2
- روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 1
- لكل طاغوت تابوت
- يا قماع شد قمعك علينا
- أنا وخالتي و العقيد
- المختصر في تطورات الصحراء مع تعليق رياضي
- !! الديمومخزانية
- مزامير.. كراكيز... و أكسيسوارات الاستبداد بالمغرب + دعاء الإ ...
- الإرهاب و الضباب
- عمو صالح ومن يربح المليون؟
- ليوطي يدير قناة دوزيم من قبره
- قناة : اضحك على ذقون الشعب بالألوان
- الزمن المغربي
- مظالم بنون النسوة
- نكتة :حكومة جطو تقدر مشاعر الشعب
- عزاء لغرقى بوجدور
- بعد نهب الصناديق نهب جيوب الكادحين
- آلام الحلاج
- قريبا على شاشتكم تمثيلية برلمانية
- هل يبوس العتماني الواوااا؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - هشام الصميعي - انتفاضة صفرو ضد الغلاء و الظلم واقتصاد الريع