أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هشام الصميعي - الإرهاب و الضباب














المزيد.....

الإرهاب و الضباب


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 12:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أكدت العمليات الانتحارية التي شهدتها مدينة البيضاء مؤخرا وسط صور بشعة لأشلاء ، و أحشاء الانتحاريين المنشورة على مسرح العمليات ، وحبال الصحف ، وزخم فوبيا جماعية للمواطنين ، حولت مدينة الدار البيضاء الوديعة إلى فلوجة مستنسخة.

هده العمليات الإرهابية أكدت أن كل ما راكمته المقاربات الأمنية من تجربة و حزم لاستئصال مشاتل الإرهاب الكريهة من المغرب ، وكدا ترسانة القوانين المكافحة لهدا الداء الفتاك مند أحدات 16 ماي الأليمة. إضافة إلى العشرات من الاتفاقيات ، والبروتوكولات الدولية ، التي صادق عليها المغرب لمكافحة الإرهاب ، كل هده الحيطة الأمنية ضد الإرهاب تشبه عملية حرت في عرض البحر ، و يبدو جليا للعيان أنها لن تفيد في المهمة الجسيمة مع تنامي التيار الجهادي السلفي في العديد من ضواحي المدن الكبرى الغارقة في البؤس .

التقرير الأخير الذي أعده القاضي الاسباني المتخصص في تتبع الإرهابيين يؤكد أن المغرب لازال يحتضن العشرات من الخلايا الإرهابية النشيطة . باحت آخر في شؤون الجماعات المتطرفة يؤكد أن هناك أزيد من 25 حامل للأحزمة الناسفة يتجولون وسط سكان البيضاء في الشوارع ، و الأسواق العامرة ، ولا ينتظرون سوى ربط الاتصال بقيادة الموت ، و لمسة زر يجهزون بها على الحابل و النابل . أما التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية يحدثنا على أن الوضع بات مقلقا ، وهناك أكتر من مؤشر بأن المغرب بات يشكل مفرخة نموذجية لتفقيس الإرهاب ، وسوق زاهرة لاستثمار تجارة الموت و الخراب. و الخلاصة ادن أصبحنا على مرمى حجر ، أو أقرب من تسونامي إرهابي متطور يتهدد الجميع ، بدون صفارة اندار .

الخطورة ، وأبو الهول في القضية هو لجوء الخلايا الإرهابية بالمغرب إلى أسلوب العمليات الانتحارية ، كأسلوب متقدم في الإرهاب ، و هو أقصى حالة دموية معروفة لحد الآن عند عشاق الموت و الخراب . عندما يتحول الإنسان إلى وحش شرس حاقد على الواقع يمقت الحياة ، و يفجر كل قواه التدميرية وسط ضحايا أبرياء لمجرد أن القدر قادهم لأن يتواجدوا في طريقه ، و بدون سابق إشعار.

قد لا تسعفنا الأسطوانة المحفرة التي تداولها بعض الصحف ، من كون الخطة الأمنية الناجعة التي اتبعتها الأجهزة ضد الإرهابيين هي التي حاصرت هؤلاء ودفعتهم إلى الخروج من أوكارهم ، وأن هده اليقضة الفائقة هي التي حددت اختيارهم في الأخير لهدا الأسلوب الانتحاري الدموي تجنبا لأن يسقطوا في أيدي الأجهزة الأمنية. و لو ذهبنا بعيدا( وما بعيدا غير تازة) و صدقنا هدا السيناريو فإننا لا نكاد نفرك أعيننا لنفتحها على العديد من الاستفهامات المحيرة الحافلة بالألغاز .

كيف نجح الإرهابيون في إدخال أطنان من المتفجرات إلى بيت يقع بحي شعبي بعيدا عن أعين الأمن ، في حين أن أعوان السلطة في مثل هده الأحياء ، يضبطون الجميع بما في دلك ما يأكله المواطنون على موائدهم ؟ و ادا كان الأمر كذلك فلماذا لم يتم تغيير المسئولين عن الأمن بهده المقاطعة الحضرية بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة؟ أو إقالة والي الأمن على البيضاء الكبرى كما وقع بعد أحدات 16 ماي ؟ كل هدا لم يحدث بل تم الاحتفاء بهذا الأخير باستضافته كفارس مغوار لبلاتو برنامج مباشرة معهم على القناة الثانية ، و مباشرة بعد التفجيرات الانتحارية ، لمادا لم تتم إقالتهم ادن ما داموا قد فرطوا في الحفاظ على أرواح المواطنين ؟

كيف استطاع الانتحاري الأول أن يفلت من تتبع أعين المخابرات وهو الخارج لتوه من السجن بمقتضى عفو ملكي لتورطه في عملية إرهابية سابقة؟سيما وأنه ظل يتواصل و يتتبع أخبار رفاقه السابقين بالسجن من أعضاء السلفية الجهادية المعتقلين قبل أن ينفجر خطأ ، أو ربما سهوا وسط مقهى للانترنيت؟ بل كيف استطاع هؤلاء أن يحولوا منزلا إلى مصنع للأحزمة الناسفة لا تنقصه سوى علامة تجارية ، ومكتب للتصدير ، و الاستيراد ليلج الأسواق العالمية.

في موضوع العلامة التجارية لصناعة الموت ، و الحقد ، و التطرف ، و غسل العقول ، و تصبيرها بكراهية الدات ، و احتقار الحياة ، التي ابتلى بها المغرب ، و في السياق صرح وزير الداخلية قاطعا كل الشكوك حول العمليات الإرهابية الأخيرة بأنها محض صناعة محلية ، و لا علاقة لها بتنظيم القاعدة .
فحداري من التقليد لأنها أضحت ماركة مسجلة محمية ببراءة الاختراع
( إرهاب ميد مروكو).



#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمو صالح ومن يربح المليون؟
- ليوطي يدير قناة دوزيم من قبره
- قناة : اضحك على ذقون الشعب بالألوان
- الزمن المغربي
- مظالم بنون النسوة
- نكتة :حكومة جطو تقدر مشاعر الشعب
- عزاء لغرقى بوجدور
- بعد نهب الصناديق نهب جيوب الكادحين
- آلام الحلاج
- قريبا على شاشتكم تمثيلية برلمانية
- هل يبوس العتماني الواوااا؟
- عزوف المغاربة عن الانتخابات أم عن السياسة؟
- ديموقراطية الأمريكان رجس من عمل الشيطان
- حزب الله انتصر آه ...حزب الله انهزم و نص
- حشيش بجميع الأصناف و الرتب في الأمن المغربي
- دموع الصبايا تغشى أوجه الهجن
- باسم الله المجيد تنهب الأموال باليمن السعيد
- وزير الجحش
- بيان من الشعوب العاشبة
- مدخل لدراسة النظرية البوشاوية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هشام الصميعي - الإرهاب و الضباب