أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الصميعي - أنا وخالتي و العقيد














المزيد.....

أنا وخالتي و العقيد


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 1968 - 2007 / 7 / 6 - 07:54
المحور: كتابات ساخرة
    


وأنا مستلقي على ظهري أتابع إحدى القنوات العربية وعلى غير عادتي ، استفزتني خالتي أم حسين بعد أن ألقت بنرفزة فائقة سكينا كانت تقطع به البصل على الطاولة بسؤال : شو ها الحرايرهم الرؤساء العرب أصبحوا ساكنين في التلفزيون؟ كل ساعة يطلعوا لنا في البيت ، إحنا نقصنا نشوف صورهم إلي مطلية على جدران الإدارات ، و الشوارع ...و الحانات ، و هده الأخيرة من عندي والله أصل خلتي شريفة ، و لم يسبق لها أن دخلت حانة في حياتها قط .
في الحقيقة حيرتني خالتي بهدا السؤال الثوري للغاية وهي التي لم يسبق لها أن سمعت عن اللجان التورية ، و لم تدخل المدرسة قط ، و عاصرت في حياتها السياسية المديدة حاكمين متعاقبين الأب الحاكم المتوفى ، وابنه الحاكم المعاصر ، و لم يطلع لها هي المسكينة ولا لأبنائها العاطلين من الدنيا بعد وفاة رفيق الدرب مجرد معاش مفروم لا يكفي حتى لشراء كرفطة وزير ، و تتقاضاه على تلاتة أشهر بعد ساعات من المعانات تقضيها في الطابور أمام المصرف وتمنحه بالمقابل في رمشه عين لتأدية تمن الأدوية بالصيدلية. ولا أدري كيف استدرجتني خالتي لأقول لها : هدي خاطرك يا أم حسين تصدقي بالله أن كل ما يقوله الحكام العرب في التلفزيون لا يساوي بالنسبة للشعوب تلك البصلة التي تقشرينها. و الأكثر من هدا أن كلامهم في التلفزيون نؤدي عنه ضرائب في فواتير الكهرباء ، ومن غير تفصيل من إدارة الضرائب التي يجب عليها أن تفرد في الوصولات التي يدفعها المواطنين ومن باب النزاهة جدولا لهده المصاريف بأن تكتب في الوصل مثلا كلمة الرئيس بتمن كدا وكدا خطاب الذكرى الفلانية بكدا وكدا وفي هامش الوصل تكتب الإدارة تنبيه بالخط العريض لا يعدر أحد من أداء الفاتورة حتى وان لم يتفرج غلى خطاب الريس ،.ولو أن الكثير مما يقولونه في مناسبات عديدة مجرد هذيان و حشو لا ينفع حتى لتسلية المجانين فبالأحرى التنفيس عن شعوب موقوتة صحية و بدأت تفتح عينها.
هنا صاحت في خالتي أم الحسين غاضبة وهي تلوح بسكين الخضار: أو مال بنأدي ضرائب للتلفزيون ليش؟
هنا بالضبط وبعد هدا التطور الخطير في الحوار قلبت الموضوع بسرعة وبدأت أحدت خالتي المضطربة عن آخر تداعيات الملف النووي الإيراني ، وأزمة دار فور، وهي تتابع حديتي ولا تفهم مادا أقول ، ولا عن مادا أتحدت .لأنني وبيني وبينكم كنت مضطر لممارسة هدا التعتيم على خالتي فإن استمريت في الحديث معها أكتر عن موضوع الضرائب والتلفزيون في الوطن العربي ، من يدري فقد تخرج للشارع شاهرة في يدها سكين الخضار ولا أعرف مادا يمكن أن يقع بعدها ، وأتجر جر أنا على المحاكم بتهمة تحريض الخالة على العصيان المدني المسلح وقد أحاكم بقانون مكافحة الإرهاب بتهمة تكوين خلية أم الحسين.
تذكرت محاورات خالتي هده الأيام وأنا أاستمع بكل عواطفي الجياشة إلى خطاب القائد في التلفزيون ، بمناسبة الثورة والدي دعا فيه الشعب إلى الاستثمار في شركات النفط و كأن البلد الذي صار على الحديدة كله مليونيرات بعد أن أصبح العقيد يفهم في كل شيء من فك العمى إلى ثروة الأمم مع اعتذاري لجيمس آدم صاحب الكتاب.
كان على الرئيس أن يكون صريحا مع شعبه ونفسه وهو الملقب في أدغال أفريقيا ويا للحسرة بأمير المسلمين بأن يعلن للشعب أنه ينوي الخصخصة على طريقة التفويت المعروفة ، تحت شعار منكم و إليكم ، و تمرير شركات النفط لحراس الثورة الميمونة المليانة جيوبهم على غرار ما وقع لشركات القطاع العام بمصر بعد الراحل جمال عبد الناصر ، و ما وقع بالجزائر بعد اللبرلة العسكرية. بدل أن يصبح الزعيم مضرب مثل للنوادر في الاقتصاد السياسي كذلك .



#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المختصر في تطورات الصحراء مع تعليق رياضي
- !! الديمومخزانية
- مزامير.. كراكيز... و أكسيسوارات الاستبداد بالمغرب + دعاء الإ ...
- الإرهاب و الضباب
- عمو صالح ومن يربح المليون؟
- ليوطي يدير قناة دوزيم من قبره
- قناة : اضحك على ذقون الشعب بالألوان
- الزمن المغربي
- مظالم بنون النسوة
- نكتة :حكومة جطو تقدر مشاعر الشعب
- عزاء لغرقى بوجدور
- بعد نهب الصناديق نهب جيوب الكادحين
- آلام الحلاج
- قريبا على شاشتكم تمثيلية برلمانية
- هل يبوس العتماني الواوااا؟
- عزوف المغاربة عن الانتخابات أم عن السياسة؟
- ديموقراطية الأمريكان رجس من عمل الشيطان
- حزب الله انتصر آه ...حزب الله انهزم و نص
- حشيش بجميع الأصناف و الرتب في الأمن المغربي
- دموع الصبايا تغشى أوجه الهجن


المزيد.....




- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الصميعي - أنا وخالتي و العقيد