أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - اسماك ( فؤاد مرزا) التي طارت !..(11)














المزيد.....

اسماك ( فؤاد مرزا) التي طارت !..(11)


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 02:20
المحور: الادب والفن
    


لاتعتمد القصة على السارد( ضمير المتكلم ) فيما يرد تقنيا حول تكوين ( زوجة العم / الغريبة ) ، يستخدم( فؤاد مرزا )
تقنية ( تعدد الأصوات )..( السارد + زوجة العم + مراد + الأب ).
باعتماد كلي على وجهة نظر كل صوت فيما يخص كينونة حضورها القصصي ، هي شخصيا تهرب من نظرية ( الخطف والهرب ) ! فذلك سيعمق
نظرة النفور والشعور بالخطاوافكار المحيطين بها سلبا .. هي تتهرب ..
لكن ليس من عشقها وادمانها على انسان اشترك معها في تتبع خطى الهوى حتى الموت ..
تلك قصة لم يكتشفها السارد بسهولة وهو يتقلب على فراشه الصيفي البارد الى جانب الأب وهو يقلب اكتشافاته ناظرا الى نجوم الصيف ..
ماابتدا به السارد من انطباعات تبلور عبر ( تقنية الأصوات المتعددة )الى ماكان قد تاكد منه حول انتقاله من بغداد بصحبة الأب الى عالم متشابك وغرائبي .. تعددالأصوات ذاك ، كان مستواه التحريضي لرغبة القارئ في الأكتشاف ايضا مستسلما تماما للسارد واصواته المرافقة ، ليس للأكتفاء باستقصاء (الغريبة ) كشخصية بل ماتركه كل غموضها وحياتها على ابنها ( مراد ) الذي يحمل اثارا ماساوية ناتجة عن خلطة غائمة وسوداوية حول امه .. تقنية السرد التي طبقها القاص لتعرية المستور نقلتنا الى ( المعذب مراد ) لكشف مكابداته الأليمة !
هو يلقي باللائمة على امه فيما هو فيه --> حتى في هذيانه حولها وكونه الوحيد الذي لاتقبله كابن بفمها وهي التي تحب القبل وتوزعها على الآخرين عداه هو ! .. هو يعلن كراهيته لها ! ..

ثم وبالم اوديبي تام يتمرغ في الطين في الظلمة وسواد الغائر الداكن ..
يسحبنا السارد من عاطفتنا حول خذلان (مراد) واقنعته .. هو يتعاطف معه في مشهد قصصي جميل تاخذنا اليه الأصوات .. الى ماتركته
الأم في العقل الباطن من صراع حب كبير لها .. يخفيه ويتمرد عليه :-

( توقف مراد عن الحديث متقطع الأنفاس وقد أدهشته اظافره القذرة الطويلة وكان ينظر اليها وكأنه يراها لأول مرة. ضحك بهستيرية ثم انطلق مثل السهم خارجاً من الغرفة. وحينما طالت غيبته قررت الخروج للبحث عنه. فعثرت عليه متكورآ وملطخآ بالطين قرب النخلة المبلولة الجذور وسط الظلام.
وضعت كفي على كتفه لإواسيه.
أحس بوجودي.
سمعته يقول: أمي لا تحبني. أمي لم تحبني أبدا. )


العلامات النفسية التي ربطتها معا بالتوازي مع تدفق الأصوات ،
لخصت عندي السبب الدفين الذي حرك ( مراد ) للقيام بعمل بطولي ،
توفر له عبر رغبة ( صيد اسد ) .. من اجل من يقوم بهذا الفعل البطولي ؟!!

لماذا اعتبر ( غابو / ماركيز )-->( سوفوكليس) عظيما وكتابه ( اوديب ملكا ) افضل عمل ؟! .. لو عدنا الى ( مائة عام من العزلة ) ,
بعد فشل (اورلياندو بوينديا ال17) في اثبات بطولته بعد حرب خاسرة كالتي خسرها امثاله من البويندات الآخرين قبله .. تطلب امه
مقابلته ! .. هو يرحب بذلك ، لكنه يطلب منها ان تحافظ وتلتزم بمسافة ( 3 امتار ) في قمة التوتر والصراع الداخلي في اعماقه بما
يسحقها من احساس مؤكد بالفشل .. هو يطلب من امه الا تقترب اكثر !

وهي تجيب :-

- هل كان كل هذا من اجل امتارك هذه ؟!

....

ليست الرغبة في القيام بعمل بطولي دوما خالية من دوافع فشل
عميق في المصالحة مع اي شئ اخر . دوما هناك عطب .. ورغبة كبيرة
في اثبات الوجود من خلال البطولة على مراى ومسمع اقصى نطاق ممكن
وتلك تقود احيانا الى السيادة التامة بوسيلة السلطة .. هنا
يندحر ( اوديب الملك ) ويكتب ( سوفوكليس ) اعظم دراما !

بالتاكيد وكما يتدفق ( فؤاد ) في التناوب مع الأصوات
وهو يواصل اكتشافاته معنا كقراء .. كان قد اعطانا صورة
صادقة وميدانية عن عالم ( مراد ) من خلال (ام مراد ) واكثر
من ذلك .. التعرف على اخ لمراد هو ( عيسى ) !

هكذا هو ( شكل الشئ ) .. ماذا عن ( محتوى الشئ ) ؟

طبعا ، لن اترك تلك الأصوات لأنساق الى الحركة لحظة بدء الرحلة بالفعل ..

سوف اتقمص كل صوت ثم اخرج منه باكتشاف الحقه بمضمون الرحلة

ليس بمقدوري الفوز والأطمئنان على المنسوب المعنوي الذي ياخذ فيه القاص بيدي كقارئ الى نقطة الشروع بالرحلة دون كشف البيئة والنفوس المعذبة التي ليس لها خيار اخر غير حياتها الغريبة في هذه القصة !

ستكون الفقرة ادناه من النص مفتاحا لباب اخر افتحه لنفسي :-

( لم أكن أعرف قبل تلك السفرة أن لي أقارب يسكنون بذلك البعد حياة أقرب الى البدائية والفاقة داخل أكواخ بنيت من طين وجريد. )


( يتبع



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما سينمائيا حركة وليست ادبا !
- التقسيم
- مفتاح العار
- سركون بولص.. في مستشفى برليني
- لصقة جونسون
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !..(10)
- Tauben Markt
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !...( 9 )
- غربة طائر الفينيق
- حذاء الخرافة
- ارقص في الغبار لقرص الشمس
- اسماك ( فؤاد مرزا) التي طارت !...( 8 )
- برقيات حول عام نوستراداموسي
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !... ( 7 )
- اسماك فؤاد مرزا التي طارت !...(6)
- لحم العنزة
- مواليد برج الشيطان
- لو كان العالم
- لمحة بقلم ياسين النصير .
- راسي .. كالرنين في فرج العويل


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - اسماك ( فؤاد مرزا) التي طارت !..(11)