أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد كرمه - كلمات قليلة في القصة القصيرة















المزيد.....

كلمات قليلة في القصة القصيرة


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 06:11
المحور: الادب والفن
    


القصة القصيرة جدا ً.......

تعتبر القصة القصيرة فنا صعباً «لا يبرع فيه سوي الأكفاء من الكتاب القادرين علي اقتناص اللحظات العابرة قبل انزلاقها على أسطح الذاكرة‏,‏ وتثبيتها للتأمل الذي يكشف عن كثافتها الشاعرية بقدر ما يكشف عن دلالاتها المشعة في أكثر من اتجاه ( جابر عصفور) » . ولعل من الأمور المهمة في مجال كتابة هذا الفن الأدبي , إنه يعتمد على سعة الخيال والسرد القصير جداً , والذي يعبر عن معاناة الأنسان رجلاً أو إمرأة كيفما كان وانى يكون وعلى وجه الخصوص التعبير عن حالة واقعنا المحكوم بعلاقات سلبية ومتناقضة اغلب الأحيان, بهذا تكون مهمة القاص رصد واقتناص اللحظة التي تشكل جوهر القصة القصيرة وهو ما يعبر عنها الومضة حيث التقاطع الأشد بين مكونات الحدث المتعدد الوجوه , إذ تتخذ القصة القصيرة أهميتها من طبيعة المجتمع فهي لا تزدهر بالمجتمع الأرستقراطي لأنها لاتعني بالخمول حيث المجتمع المخملي المتخم بالرومانسية بل ان من طبيعة القصة القصيرة السرعة والفعل الجاد فهي تتحرك وتنمو باستمرار لانها تريد أن تقول شيئاً ودون تردد وبشكل مباشر وربما بإسلوب بسيط تريد ان تعبر بشكل وآخر انها تنتصر للطبقة المسحوقة , ولفئات تعمل في الظل ولكن لها تأثير بالغ في مجمل الأحداث , ولأن القصة تعتبر من الفنون الحديثة فان لديها القدرة على التطور والتجدد دائما ويرجع سبب ذلك الى تحررها من القيود والقوالب التي فرضها كتاب القصة الكلاسيكيين .
يقول الدكتور عز الدين إسماعيل ان القصة القصيرة حديثة العهد والظهور وربما أصبحت في القرن العشرين أكثر الأنواع الأدبية رواجا ً..وقد ساعد على ذلك طبيعتها والعوامل الخارجية .
ويمكن القـول أن القصة القصيرة ظهرت في وقت واحد في بلدين متباعدين، ليس جغرافيا وحسب وانما على النقيض مما توصل اليه الفكرالبشري , وعلى أيدي اثنين لم يتفقا على ذلك هما ( إدجار ألن بو*) و ( غوغول ) الذي قال عنه اشهر قاص في الأتجاه الواقعي ( مكسيم غوركي ) لقد خرجنا جميعا من معطف غوغول وقد يتفق معظم النقاد ان القصة القصيرة بدأت من حيث بدء هؤلاء حيث شكل هذا تاريخا ًللقصة القصيرة للأدب العالمي ثم جاء الفرنسي ( جي دي موباسان ) ليقول عنه ( هولبرك جاكسان ) ان القصة القصيرة هي موباسان وموباسان هو القصة القصيرة .
لكل عمل أدبي قواعد وشروط وهنا في مجال القصة القصيرة وفي بداياتها الكلاسيكية الجنينية كانت الشروط تكاد تكون صارمة ويجب التقيد بها كتوافر المقدمة والعقدة والحل والحدث والبيئة والشخصية أو لحظة التنويروالزمان والمكان.....إلخ ..إلخ ولكنها كأي عمل أدبي مستقل أستفادت ودخلت حيز التجريب مما سمح لها بحرية الحركة وكل ذلك إعتمادا على ثقافة القاص وخزينه وتجاربه وبالتالي موقفه من الأحداث واي عمل أدبي لايقوم على التحريض لهو عمل غير نافع وسلبي مما يجعلني القول ان القصة القصيرة هي ادبا ساخرا ينال من كل ما هو سئ ليصبها للصالح العام عبر نص سردي دقيق و مكثف من نوع السهل الممتنع وليس بالضرورة ان يقوم الحدث على شخص واحد .
ولكون القصة ادب قديم فقد أرتبط ظهورها مع بداية الخليقة وقد ارست مفاهيم ودخلت حيز الكتب الدينية وشكلت منهجاً قصصياً , ادى غرضه المطلوب , سواء في القرآن او غيره من الكتب الدينية كل ذلك لحاجة الأنسان اليها تلبية لخياله الجامح وسوف تبقى القصة بأنواعها تسبح في فضاء المعرفة , رغم تحديد سماتها وتشخيص ملامحها ووضع فروقات بين الرواية والقصة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا .
انما يلفت للنظر ان القصة القصيرة جدا ًقادرة وبسرعة مذهلة على تناول نصوص غاية في التنوع وتزاوج بين الكوميديا الهادفة و السخرية من الأنسان السلبي وتعلن بالسرعة ذاتها وقوفها دون تردد مع الأيجابي سواء كانت الشخصية رمزية اوواضحة للعيان .
كما لايمنع ان تمتثل النصوص على حدثاً واحدا ًفي وقت واحد ومكان واحد غير ملتزمة بأولويات منهجية كالتي يشترطها القدماء..
وهناك من النصوص التي فيها اكثر من شخصية او حادثة ولكنها تتفاعل في وقت واحد
يشترط ( ارسطو ) بالقصة أن تكون لها بداية ووسط ونهاية ووصف احد النقاد القصة القصيرة بأنها اقرب الفنون الى الشعر لأعتمادها على تصوير لمحة دالة تجذب القارئ وتسحره بلطيف الموقف والمنطق .
في احدى قصص زكريا تامر ( المتشكون ) : يشتكي سكان المقابر من أحياء يحسدون الموتى بحجة أن القبر لا يحتاج إلى كهرباء وماء, ولا يضيره انقطاعهما..‏
وفي احدى اهم القصص القصيرة جدا :
وضوح
سأل امه : كيف جاء الى العالم ؟
أجابته :
ياولدي كنت بيضة جلست عليها ففقست وخرجت انت منها
فكر الولد في امه الدجاجة وابيه الديك والكتكوت الذي كان هو
ضحك كثيرا ً, وازدادَ إحتراما للدجاج وامتنع عن اكلها !!!!!!
ولقد كتبت شخصيا ً قصة قصيرة جدا , تحمل ذات المفهوم في السهل الممتنع :
شهوة جنسية **
إقرء ..هكذا أمره الشيخ , بعد أن أسَرَ له عن حاجته ,( إن من أحب الله وإبتغى رضاه فــي الدنيا رجاء لنعيم الجنة والحور العين والقصور , مكَن الجنة ليتبوأ منها حيث يشاء فيلعب مع الولدان ويتمتع بالنسوان ) بعد ذلك, إستعاذ بالله وتوكل عليه , وربط نفسه بحزام ناسف ’ ليشفي غليله..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟..
مايميز القصة القصيرة عن القصة والرواية ( المساحة ) فالقاص في النوع الأول لابد وان يضغط على الشخصيات والأحداث ويختزل الكثير من العامل الزمكاني وتداعياتهما في اقل عدد من الكلمات , لذا لابد لأي قارئ جاد او ناقد نبه ان يتبين الفرق بين القصة واللقطة والخاطرة فالقصة القصيرة جدا ً تسمح بهذا القدر وذاك بالأستعانة بالتجارب الخاصة ( علاقة الناس بالأشياء .. إقتناص الصور السريعة لحالات حدثت فعلا ًبأسلوب قصصي ,,,وبالتالي فهذا الفن موهبة تقود الى عمل فني إسمه قصة قصيرة جدا ًيعبر فيه البطل عن موقفه سلبا وإيجابا ويتدخل القاص بشكل وآخر إنحيازه الى الأيجابي مهما حاول اتخاذ موقفا محايدا ً.
لا تكتمل القصة القصيرة جدا إلا مع القارئ الجيد الذي يعيد قراءة القصة أكثر من مرة فلربما شكل القارئ تصورأ ما منذ القرآءة الأولى او الثانية وهنا لابد من إستبعاد أحكام مسبقة فلكل منا مخيال معين ..
وتبقى للقصة القصيرة جدا مهمة التركيز على ماهية الصراع بين الخير والشر والحق والباطل والظالم والمظلوم والجلاد والضحية والجاهل والمتعلم . والأهم من هذا وذاك يجب ان تكون الشخوص من الحياة الأجتماعية والأقتصادية والثقافية التي نعيشها الآن .

الهوامش
ـــــــــــــــــــــ
* أدجار ألن بو 1809ــ 1840 امريكا
غوغول 1809 ــ 1852 روسيا
جي دي موباسان 1850 ــ 1892 فرنسا
**
من المجموعة الثانية ( قصص قصيرة جدا ً ) رشيد كَرمــــة

السويد أواخر شهر ايلول 2007



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشترك بين الناس
- سبب الأسباب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- الى استاذي ع. ع مع امنياتي
- الى استاذي ع.ع مع امنياتي .....
- فاجعة الأيزيدين فاجعة الجميع
- قصص قصيرة جدا
- قصص قصيرة جدا ً المجموعة 12
- قصص قصيرة جدا ًً................................المجموعة 11
- قصص قصيرة جدا ً... المجموعة العاشرة
- قصص قصيرة جدا ً........المجموعة التاسعة
- قصص قصيرة جداً ......المجموعة السابعة
- قصص قصيرة جدا ً....المجموعة السادسة
- قصص قصيرة جدا ً .......المجموعة الخامسة
- قصص قصيرة جدا ....المجموعة الرابعة
- قصص قصيرة جدا ........المجموعة الثالثة
- قصص قصيرة جدا .........المجموعة الثانية
- قصص قصيرة جدا
- وئام العراق
- واحزني عليك
- الى الشيوعيين العراقيين


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد كرمه - كلمات قليلة في القصة القصيرة