أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - سيناريو أكثر قتامة للتغطية على الهزيمة في حرب العراق















المزيد.....

سيناريو أكثر قتامة للتغطية على الهزيمة في حرب العراق


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 12:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو في الأفق سيناريو أكثر قتامة من السيناريو المعمول به منذ التهيئة لاحتلال العراق يجري تحقيقه من قبل أمريكا وحلفائها وأتباعها . سيناريو التغطية على الفشل في حرب العراق بشن حرب على جماهير إيران ، متواقتا مع سحب قوات الاحتلال من العراق.
و كتهيئة لتحقيق السيناريو الأكثر قتامة ذاك، أبرمت واشنطن صفقات سلاح تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار مع السعودية، بالإضافة إلى البحرين والكويت وسلطنة عمان والإمارات وقطر.
إن مصر حقا بحاجة ماسة إلى التسلح، لأنه في الفترة الأخيرة عبر شعبها عن غضبهم متظاهرين ضد الجوع والاستبداد، و منذرين بانتفاضة واسعة ضد النظام الحاكم.
هذه الصفقات ضرورية لضمان التخلص من مخزون الأسلحة غير متطورة الأمريكية بدلا من إلقائها في سلة المهملات. وإنها ضمان لتشغيل المصانع الأمريكية لفترات أطول ، وجلب مزيد من الأرباح ، كما أنها تؤدي إلى تشغيل العمالة بدلا من حجم البطالة الهائل في أمريكا، و إلى عدم استقرار منطقة الشرق ألأوسط و مناطق كثيرة في العالم بوجود السلاح بوفرة في أيدي جميع الأطراف ، وإن هذه الأسلحة ستواجه بها النظم الحاكمة الموالية لأمريكا رعيتها وتؤمنها من الانهيار والتغيير
وفق التقارير الواردة أن تلك الأسلحة تعد متطورة تطورا كبيرا، إذ تتضمن الصفقة مقاتلات تدار بأقمار اصطناعية ، وأن الاختبارات دلت على إمكانياتها المتفوقة، فمثلا ، وفق تقرير البي بي سي أن نفس النوع من المقاتلات أطلقت 4500 قنبلة على أفغانستان، وأطلقت 6500 قنبلة على العراق، و يبين مدى الخراب والتدمير الذين ألحقتها بالبلدين أنها أسلحة ناجحة ومتفوقة.
وتتضمن الصفقات بوارج و وأسلحة أخرى. إن من بين الأهداف من وراء تسليح الدول العربية كما هو واضح هو إحياء التحالف والتعاون في فترة حرب الثماني سنوات على الجمهورية الإسلامية. وصرحت كوندي في هذا الصدد أن إيران تعد أكبر خطر على الشرق الأوسط ، وأن أمريكا تريد تسليح حلفائها لمواجهة هذا الخطر. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية أيضا، و قد أصابت كبد الحقيقة، إن هذه الصفقات تهدف إلى دعم "قوى الاعتدال" في "مواجهة النفوذ السلبي للقاعدة وحزب الله وسورية وإيران".

لقد كانت تصريحات كوندوليزا رايس أعلاه بمثابة إعلان الحلف العربي السنّي الإسرائيلي الأمريكي لمواجهة إيران و الشيعة .

وقد أثار الخطاب الناري لبوش ضد ما سماه بالهولوكوست النووي الإيراني ردود فعل عديدة مختلفة، وانقسم المحللون في تفسيره . وثمة محللون استنتجوا من تصريحات بوش اقتراب ضربة أمريكية مع حلفائها على المواقع العسكرية و النووية الإيرانية.
وكتبت جريدة سانداي تايمز البريطانية عن احتمال هجوم خاطف 1200 هدف عسكري في الأراضي الإيرانية طوال 3 أيم متواصلة. ويؤكد محللون عسكريون أن الغاية من الهجوم هو تدمير القدرة العسكرية البرية والجوية والبحرية لإيران.
هذه التحليلات تثير تساؤلات عديدة ، منها ، هل سيؤدي هذا الهجوم المتوقع إلى مواجهات عسكرية مباشرة بين قطبي الإرهاب داخل الأراضي الإيرانية؟ ولماذا بنو القعقاع و عكرمة فرحون لهذا العدوان؟

تعيش الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن وضعا سياسيا وعسكريا خطيرا. فالهزيمة السياسية في العراق بعد سقوط النظام البعثي ، والفشل في إلحاق الهزيمة الحاسمة بحركات المقاومة الإسلامية من المعالم البارزة لفشل أمريكا كقوة عظمى عالمية بلا منازع سياسيا وعسكريا في العراق.
الهزيمة العسكرية الشاملة ، والاضطرار إلى الانسحاب من العراق، وتكرار سيندروم فيتنام كابوس مرعب يقض مضجع الإدارة الأمريكية. لكن ثمة حقيقة مرّة هي أن الهزيمة العسكرية لقوات الاحتلال و خروجها من العراق في الظروف الراهنة ، وفي ظل غياب بديل قوى التقدم والاشتراكية و التمدن يعني انتصار سياسي وعسكري للإسلام السياسي و الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، و هذه الحقيقة كابوس يخيم على حياة الجماهير المظلومة في العراق وإيران.
ففي هذه الظروف ثمة مخرجان لأمريكا: هما ، إمّا الاستمرار في سياستها الحالية ، والإبقاء على الستراتيج العسكري الراهن وإدامة العمل به، وإمّا تغيير هذه السياسة والإستراتيجية. فخروج قوات الاحتلال من العراق هو تكرار هزيمة أمريكا في فيتنام، و زعزعة مواقفها الدولية أمام منافساتها إقليميا ودوليا. وإن الانسحاب الجزئي، أو إجراء تعديلات عسكرية لن يزيد أمريكا إلا تورطا و مزيدا من التمرغ في المستنقع العراقي.
إن جدولة الانسحاب هي بالتالي تؤدي إلى الخروج من العراق ، و يترادف أي انسحاب أمريكي بغض النظر عن شكله ، مع انتصار قوى قطب الإرهاب الآخر . لكن المحافظين الجدد يفكرون بمخرج آخر من المستنقع ، ويعتبرونه حلا عقلانيا ، يكمن في شن حرب على إيران العدو الرئيسي بضرب منشآته العسكرية والنووية بالترافق مع الانسحاب من العراق. وبذلك تتم التغطية على الهزيمة العسكرية والفشل السياسي في العراق.
تتجلى هذه الفكرة في الاستعدادات العسكرية الأمريكية في الخليج من إرسال المزيد من البوارج الحربية و المقاتلات، و كذلك في الحرب الباردة بين أمريكا وحلفائها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتتجلى هذه الإستراتيجية أيضا في التحركات الأمريكية و الإسرائيلية و العربية لإعادة الروح إلى الحلف العربي الإسرائيلي الأمريكي في فترة حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران. تلك التحركات التي أدت إلى مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تسليح إسرائيل و دول ومشايخ عربية ضد العدو المشترك إيران والشيعة في المنطقة. و تكفل الأنظمة العربية بدفع فاتورة تسليح إسرائيل.

لكن تحقيق هذه الإستراتيجية ليست سهلة ، بل ربما ستؤدي إلى نتائج وخيمة على أمريكا وحلفائها. وإنه لو تحقق للمحافظين الجدد إقناع الحكومات الأوروبية ، وأنه حتى لو قررت فرنسا ساركوزي مشاركة أمريكا عدوانها المحتمل على إيران، فأن محور موسكو بكين لم ولن يغير مواقفه تجاه السياسات الأمريكية ، و سيقف في مواجهتها بطرق عديدة دبلوماسية واقتصادية ، وربما عسكرية عن طريق تزويد لإيران بكل أنواع الأسلحة. و هناك الرأي العام العالمي المناهض للحرب الذي سيتآزر مع المواقف الدولية المضادة لسياسيات أمريكا وحلفائها. أي أن التضاد بين الدول الامبريالية و مناهضة الرأي العام العالمي للعدوان سيقفان حائلا قويا دون تحقيق الإستراتيجية الأمريكية. هذه الإستراتيجية لم ولن تجلب غير الدمار والمزيد من المصائب والكوارث والمآسي إلى الشعوب والناس الأبرياء.
الضحايا لن يكونوا سوى من الناس الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل ، لا عند النظام الإيراني والإسلام السياسي ، ولا الإرهاب الدولي المتمثل بالامبريالية الأمريكية وحلفائها.

وثمة حقيقة يجب الاعتراف بها هي أن الجمهورية أسلامية أيضا ليست سهلة المنال ، وأن هذه الضربات العسكرية الأمريكية لن تسقطها ، ولن تشل كل قواتها العسكرية من برية وجوية وبحرية .وإن الجمهورية الإسلامية وأصدقاءها من حركات شيعية و إسلامية في المنطقة لن تقف مكتوفة الأيدي ، وأن لها أوراقها الكثيرة غير المحترقة ، من إمكانيات إحراق آبار النفط في المنطقة، وإغلاق مضيق هرمز ، وإذلال حلفاء أمريكا وإسرائيل العرب و السنة.

إن هذه الحرب العدوانية الإمبريالية المحتملة ستحرق الشرق الأوسط ، و ستؤدي إلى المزيد من المآسي للجماهير المغلوبة على أمرها، وسترجع المجتمع الإيراني مثل المجتمع العراقي لعصور القهقرى إلى وراء من تخلف وجوع وأمية و إذلال بدون أن يؤدي إلى سقوط النظام الإيراني ، ولا إلى تدمير كلّي للأهداف العسكرية الإيرانية ، مثلما تتوهم القوى الرجعية و الطائفية في المنطقة ، و التي ربطت مصيرها بالسياسة الإمبريالية.

‏15‏/09‏/2007



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَعْدك، يا ذا السبع سنوات!
- الآيات الأرضية
- عالم بلا فرسان
- فتح البستان
- سيرة نجيب محفوظ – تاريخ اللبرالية العربية الموؤدة
- حفيف الظلال
- قصيدتا غزل لمولوي بلخي
- شهادة على تفسخ البرجوازية في مهدها
- حين يتعرّى القمر ُ
- ضرورة التأسيس لنقد ماركسي ّ طبقي لتحليل طيف اليسار التقليدي
- خفقان الرازقي في معبد المطر
- الانتخابات البرلمانية التركية والأنموذج اللطيف غربيا للإسلام ...
- مرآة الثورة في رفضها قبول جائزة نوبل الأدبي
- قبل 71 عاما احمرّ العشب في الأندلس بدم لوركا
- أشكو الفجر
- في سبيل حركة تحرر ثقافية.. اقتراح مبادئ
- سيذبحون القمر في الفجر
- مجزرة المسجد الأحمر مشهد من السيناريو القاتم للنظام الإمبريا ...
- النافذة لفروغ فرخزاد
- ناظم حكمت الشاعر و السياسي


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - سيناريو أكثر قتامة للتغطية على الهزيمة في حرب العراق