أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)














المزيد.....

توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 10:39
المحور: كتابات ساخرة
    


يقال إن العرب في الجاهلية كانوا يورثون أزواجهم إلى بنيهم كما يورثون المال والإبل والعبيد والخيل.ورث زوجة أبيه الجميلة بعد أن قتل في غزو.إما أخوه فليس له من شي في كل ما ورث إلا الثأر من قتلة أبيه الذي كان لابد منه فكان ارثه سيف ودرع وفرس..وجاء الإسلام فأقرما أقر وحرم الثأر...بايع ابنه معاوية وبايع ابن أخيه عليا فالتقيا في صفين فكان لهذا الملك والسلطة والنساء وكان لذاك الصبر والاحتساب والفقر والقهر...كان الأول جده وكان الآخر جدي.أحببت أن يكون جدي قدوتي ولكنني أحببت حياة معاوية ودنياه، أما هو فلا يهمه أنهما اختلفا ولا يعنيه أنهما تقاتلا وبهذا وجد المخرج له في اتخاذهما سوية موضعا لإعجابه، وتمنى أن يكون إلى جنبهما في رياض الدنيا وجنان الآخرة التي من المؤكد أنهما سيدخلانها سوية في ظنه..مشى بدرب معاوية وأحب زهد علي فدر عليه هذا المنهج الذي يستلزم قمع الآخرين بالقوة والتضليل مزيدا من المال والسلطة.أما أنا فأكبرت في علي وقفته المبدئية والأخلاقية وحسدته على شجاعته وصبره وفصاحته وبلاغته فأحببته مع بغضي لحياة الزهد والتزمت في إحقاق الحق.كنت أتمنى لو كان يحب المال والنساء والسلطة لأنني لا اخفي حبي لها..
ورث هو سيرة جده وأسلوب حياته وسطوته وماله، وورثت سيرة جدي وزهده وفقره ورفضت ارث صلابته على الحق وتمسكه بعروته.وباختصار ورث هو السلطة وورثت أنا المظلومية..فكلما زادت سلطته قوة أضيف إلى مظالمي المزيد..ولما لم يكن باستطاعتي ما كان باستطاعته، فلا أنال العنب بيدي، كان لا بد لي أن أقول إنني لا أحب العنب ولا أريده، لقد كانت هوايتي المفضلة التي اتخذتها مسلكا لكل فعل تجاهي البكاء ثم البكاء كنت اغني بكاءا بمناسبة وبدون مناسبة كنت أحب الحسين وأصحابه ربما ليس لأنهم رفضوا أن أكون أنا مظلوما، ولكن من المؤكد لأنها مادتي للبكاء..لم يكن البكاء وظيفة نفسية كما هو عند غيري، فلقد صيرته هدفا وطريقا فكنت ابحث في حياتي وحياة الآخرين من الأحياء والأموات، من الإنس والجان، من الصغير والكبير ابحث عن ما يثير بكائي....كنت ابحث عما يبكيني فلحنت القران على الأنغام المبكية وقرأتها على الدشت و أنغام الصبا فكنت بحجة الدخان اشبع بكاءا..والحق أن هناك من دفعني إلى البكاء كان صاحبي مولعا في إذلالي وكنت مولعا بالبكاء ولم يكن وحده الذي زرع البكاء في أعماق أعماق نفسي الباكية أصلا، لكنهم أجدادي وأجداده.وشيوخي من آيات الله وشيوخه من وعاظ السلاطين...كنت مشروعا ومادة للحكم والتسلط والبكاء...هل رأى التاريخ شخصا يتلذذ بمظلوميته...هل تراني أقول إنني فخور بها، سعيد بها لدرجة إنني وجدتها عوضي عن حب مباهج الحياة حب السطوة حب السلطة حب الملك...عملت في كل المهن التي لا يجيدها أصحاب الشهادات العليا والدنيا ففزت بكوني الفلاح الأول والفراش الأفضل والزبال الأمثل والجندي المقاتل الابطل وحتى المراسل الازمل(عذرا)...أما صاحبي فكان الملك الأجل أو الوزير المبجل بأمر من الوحي المنزل، فكان سعيدا بي خادما باكيا، والآن (تصور الأمر مقلوبا ) مجرد تصور هل لي ولصاحبي أن نتبادل الأدوار هل يجيد هو صنعة المظلوم وهل بامكانه البكاء لا بل هل بوسع عيناه أن تعيناه فتخرجان دمعا إن كان فيهما شيء من دمع، من يقول أن لديه عينين وقلب.الآية الكريمة الم نجعل له عينين سأولها على طريقته وطريقة أجداده في التأويل، فأقول أنها لا تشمله لأنها تحكي عنا نحن البشر، أما هو فمن صنف الملائكة المبجلين الذين لم يكونوا أولاد تسعه. يقولون إن معاوية بكى عندما وصله خبر مصرع علي..هل نصدق هذا.أسالوني أنا خبير البكاء، الم اقل لكم إنني أحب البكاء وأجيده بمناسبة أو بدون مناسبة، ذلك لم يحصل فمعاوية ليس له قلب وليس له عينين ليس له دموع...وبالمقابل فانا لا اعرف التسلط ولا اعرف كيف اظلم ولا كيف احكم لا أجرؤ على عمل هذا أو غيره دعوني أقول أنا أحب الشهوات من النساء و القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة كما إنني أحب ظلم بني جلدتي ممن شاركوني مجالس البكاء والعويل والمظلومية...أريد أن اظلمهم فابكيهم فمازلت اعشق البكاء.
مازال يبحث عن ارثه الذي أخذه منه الغزاة عنوة ورموا لي ببعض يسير منه فيطالبني بإرجاعه إليه فلا أجرؤ القول أن فاقد الشيء لا يعطيه ثم إن هذا القليل كان ممتعا فليس بوسعي تسليمه له صحيح أنني تعودت البكاء لكن فاجعتي ستكون كبيرة إن حرموني مما أنا فيه فبفضل الله والاميركان لدي كل هذا العز ألان وسأتعلم الحجامة برؤوس اليتامى سأتعلم بظلمهم..ادعوك يا صاحبي أن تقر بحقي في الإرث الذي سلبه جدك من جدي...



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توريث السلطة وتوريث المظلومية
- دوشيش الليبراليين وطيران العمائم الثيوقراطية
- الذباب الوهابي..من تنجيمات أبي معشر الفلكي إلى هلوسات أبي ال ...
- السيد مهدي قاسم... ما دام القاضي راضي
- طويل جدا يا أبي
- عذرا... للأغبياء فقط
- أخطاء كهربائية في وقائع تاريخية
- شيوخ مرفوعون وإمام منصوب وشيعة مجرورون
- السيد احمد العراقي :أصعب جنسية لأفقر مواطن
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا(2)
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا
- خلص...الحل مع حسنة ملص !


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)