أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الحالة المعاشية وردود فعل الجماهير الكادحة العراقية.. يجب ان تتخلص العقلية الامريكية من مفهوم أن العراقيين لا يستطيعون إدارة بلدهم















المزيد.....

الحالة المعاشية وردود فعل الجماهير الكادحة العراقية.. يجب ان تتخلص العقلية الامريكية من مفهوم أن العراقيين لا يستطيعون إدارة بلدهم


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 618 - 2003 / 10 / 11 - 07:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                                  تزداد الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات الجماهيرية وبخاصة الكادحة منها التي تريد حلاً سريعاً لتفاقم وضعها المعاشي المزري، وتكاد أن تكون أكثرية هذه المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات مشروعة أمام استمرار حياة مئات الالاف من العوائل العراقية الكادحة او ذوي الدخول المتوسطة او تلك التي اصبحت بدون اي معيل يعينها على تجاوز شظف العيش والبؤس والفقر الشديد التي تعيشه..

وبما ان الوضع يزداد سوء والدولة مغيبة ولا توجد  لها مؤسسات تابعة لكي تعالج هذه الظواهر المؤلمة والقضايا الحيوية التي تحتاج إلى حلول ولكي لا تكون الماساة شاملة بكل أبعادها فإن القوات المحتلة الامريكية أخذت تقوم بهذه المهمة بطرق عديدة غير آبهة بالنتائج وفي مقدمتها أنها لن تستطيع ملئ الفراغ او القيام بمهمات الدولة ومؤسساتها العراقية في هذا المضمار، ونقول بكل صراحة فهي على الرغم من محاولاتها وتنوع طرقها لن تستطيع حل الاشكالات القائمة بفعل الحرب والاحتلال والبطالة المفاجأة التي اصابت الكثير من الجماهير، وبصراحة أكثر نقول: ان الاحتلال سبب هذه البطالة وعمق حالة الفقر المزرية وغيرها من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والامنية.

هذه المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات السلمية في أكثر الأحيان تُسْتغل من قبل اعداء الاستقرار والامن وعودة الحياة الطبيعية ولو النسبية للعراق والشعب العراقي، نقول تُسْتغل وفي الحجة نفسها، الحجة المشروعة، رفع الشعارات المطلبية الصحيجة ولكن بغرض آخر سرعان ما ينكشف استغلاله لمآرب هؤلاء باطلاق الرصاص على قوات الاحتلال أو استعمال العنف فتقوم قوات الاحتلال باطلاق النار على الناس المتواجدين والمسالمين بدون استثناء لحراجة الموقف وعدم وجود خيارات أمامها  فتكون الضحايا من الأبرياء هي الأكثر مما يزيد تصاعد حالة الانتقام والعنف والمواجهات والصدامات، ويهرب الفاعلون لكي يتجمعوا في مكان وزمان آخرين وليكرروا فعلتهم هذه، طبعاً هؤلاء لا يريدون ان تستتب الاوضاع ولا الأمن وعرقلة الجهود من أجل  قيام دولة ومؤسسات تستطيع ملاحقتهم لأنهم واثقون أن اهل البلاد خير من يعرف الاعداء والمتسللين والمتخفين بححج مختلفة.. وهم لا يريدون البناء واعادة الاعمار وتمكن الشعب من ادارة وطنه بدون قوات الاحتلال فهذه بالنسبة لهم مصيبة لا مصيبة ابعد وأكبر منها، هؤلاء هم عناصر النظام العراقي السابق التي تجاهد لعودة النظام القديم أو ضع العصى في عجلة التقدم إلى الامام.

 لكن الجانب الثاني من القضية ونحن نخصها.. مرتبط بالذين يطالبون بحقوقهم كمواطنين عراقيين يعيشون كابوساً مزدوجاً ، الحالة الاقتصادية الصعبة والحالة الأمنية التي تهدد حياتهم في كل دقيقة ولحظة.

  في هذا المضمار تصدر تصريحات هنا وهناك غير دقيقة وتحجب الرؤيا عن الوقائع والواقع الحقيقي ومنها التصريحات التي لا نتفق معها من قبل  الدكتور نبيل خوري  الناطق بأسم الخارجية الامريكية عندما صرح في المؤتمر الصحفي " لقد تأكد لنا انها عملية منظمة من قبل اشخاص تابعين للنظام السابق في مدن العراق، وهذه الاحداث قد افتعلت من قبل مثيري الشغب لتأخذ ابعاداً أخرى"

  أقول نختلف لأنه عمم قوله واتهاماته على الجميع حتى على اولئك الذين يرغبون في حل مشاكلهم المعاشية بطرق سلمية، وبدلاً من التعميم وخلط الاوراق نؤكد.. أي نعم، ان عناصر النظام السابق تسللت إلى هذه المظاهرات والاحتجاجات والمطالبات وسوف تبقى تتسلل لتحرضها على أعمال الشغب والعنف والمصادمات مثل الرشق بالحجارة او اطلاق الرصاص واصابة العديد من جنود الاحتلال.. إذا ما استمرت القضايا الملحة للجماهير الكادحة بدون حلول جذرية وسريعة.

ان تهمة الصاق اي عمل احتجاجي مشروع بانه منظم من قبل عناصر النظام السابق تهمة غير صحيحة وتغمط حقيقة معاناة الجماهير العراقية التي كانت متضررة من سياسة النظام العراقي السابق وبقت متضررة بعد الاحتلال لا بل ازدادت معانتها في الكثير من المجالات، ولأننا واقعيون لا نستلهم استنتاجاتنا من الغيب أو من الخيال ونرى الحقائق بمنظارصحيح واضعين مصلحة العراق والشعب العراقي فوق كل اعتبار نقول: لا توجد عصا سحرية تعالج جميع القضايا دفعة واحدة أو بضربة بهلوانية، ونقول أيضاً لن تحل قضية البطالة المفاجأة وقضايا الشعب المعاشية بتوزيع الدولارات على البعض لأن هذا الحل الوقتي يساهم في تجميد الحالة لأيام وربما لأسابيع وبعدها يعود الموضوع للصدارة ويبدأ الجميع بالمطالبة برفع الحيف عنهم.

الحل كما نراه ويراه الآخرين الذين لديهم المصلحة بانهاء هذه الاوضاع الشاذة، وقد جرى التأكيد عليه، بضرورة اعادة  جميع الموظفين بدون استثناء إلى وظائفهم ما عدا اولئك الاوغاد التي تطلخت ايديهم بالدماء أو كانوا اعضاء نشطين في الحزب الحاكم أو المسؤولين في قيادة الفرق الحزبية وما فوقها وهم معروفون في اماكن عملهم أو سكناهم. .. وكذلك دعوة جميع أفراد الجيش من المتطوعين وبخاصة الجنود وضباط الصف الذين كانوا يعملون في الجيش باعتبارها مهنة وظيفية ومعاشية لهم ولعوائلهم، دعوتهم  واعادتهم بعد أن يتم تأهيلهم وتدريبهم من جديد وفق أسس وطنية سليمة لكن قبل كل شيء منحهم مايسدون به رمقهم ورمق عوائلهم في هذه الظروف البالغة التعقيد التي هي تحت طائلة الفقر والحاجة والبطالة التي تفشت بشكل مذهل في الظروف الراهنة.. ثم من الممكن معرفة اولئك الذين كانوا من العناصر الحزبية النشطة التي كانت تخدم النظام السابق بكل الطرق والاساليب الارهابية المعادية لأبسط الحقوق وهؤلاء أيضاً معروفين من قبل الافراد الذين كانوا معهم او في اماكن سكناهم .

أما الجانب الثاني من المظاهرات والاحتجاجات الدينية التي تخص اعتقال رجل دين أو امام جامع يدعو الناس لقتال الأمريكان يستغل ايضاً من جانب المتربصين الذين يتفننون في ايجاد الطرق والاساليب لكي يحيلوا أي عمل او فعالية احتجاجية سلمية لقضية ما إلى صدامات في السلاح بعد ان يرفعوا شعارات او يوجوهوا الاهانات والاستفزازات ضد قوات الاحتلال المدججة بالسلاح وعند ذلك تكون الطامة الكبرى بجعل الناس الأبرياء الذين يحتجون بطريقة سلمية وقوداً لحطب المحرقة فيسقط منهم الضحايا تلو الضحايا بينما يفلت مؤججوا الفتنة من العقاب ليعيدوا الكَرّة في مكان آخر ولا حاجة ان نعيد ما يخططون له من اهداف ونوايا خبيثة.. وعلى ما يبدو ان البعض من رجال الدين وبعد سقوط النظام لا يدركون أن الكثير من اولئك القتلة اخذوا يلبسون لباس الدين والطائفة التي هي براء منهم من أجل أن يمرروا ما يريدونه بدون محاسبة او التدقيق في هوياتهم واسباب وجودهم المفاجأ وشعاراتهم وأعمالهم التحريضية، كما ان البعض من رجال الدين لا يدرك مخاطر تحريضاتهم وعدم ضبطها لكي لا يتضرر الناس الابرياء الذين يقدمون للاحتجاج بحسن نية فيسعون للفتنة والفوضى وعدم الاستقرار.. إضافة إلى ان السلاح الذي ضبط في اكثر من مسجد جعل الامور تتعقد أكثر فاكثر.

الحلول الوسطية لا تكفي إذا ما بقت قوات الاحتلال مصرة على الاحتلال والتشكيك بقدرة العراقيين في قيادة بلدهم، فيجب أن تتخلص عقلية الادارة الامريكية من مفهوم أن العراقيين لا يستطيعون إدارة بلدهم بأنفسهم، ولتتخلص هذه العقلية من ان الاحتلال يستطيع أن يبقى إلى الأبد لأن التاريخ شاهد حقيقي على ذلك وعليهم ان يعوا كل هذه الأمور لأنهم مروا بتجارب عديدة في هذه القضية فكانت حصاد الريح، فضلاً عن تخوفهم من منح مجلس الحكم كامل الصلاحيات لإدارة البلاد ليقوم بالاصلاحات الجذرية، وتهيأة الأسس الصحية لقيام الدولة ومؤسساتها الحقيقية اللازمة في هذه الظروف الحرجة..

 الحلول الوسطية والقصيرة المدى هي التي تجر البلاد إلى الكارثة، وعدم استيعاب ظروف المرحلة يجعل قوات الاحتلال مرة أخرى ان تحصد الريح  وسوف تبقى تحصد الريح إذا استمرت على الحالة نفسها..

المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات سوف تستمر وسوف تُسْتغل أيضاً وستبقى تتسلل إليها عناصر النظام السابق،  فلا يوجد كابح يكبح من يريد إيذاء الجماهير والبلاد، إلا أن القلق المشروع  يمتد ويتعمق  وقد يجعل الجماهير الكادحة  أكثر تطرفاً كلما ازدادت معاناتها من البطالة والفقر والجوع .. وسوف نرى كيف يكون في آخر المطاف، أن حسنة اسقاط نظام صدام وحزبه لن يكون احسن وأفضل من بقاء الاحتلال إلى الأبد وارتهان البلاد وشعبها لدول الاحتلال بحجة تخليص الشعب العراقي .

                                                                                                      10 / 10 / 2003

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوات التركية مرة أخرة أخرى قوات دول الجوار لايمكن أن تساه ...
- التفنن في الزمن الرديء مافيا الثقافة ديناصورات لم ولن تنقرض ...
- قلق الخليقة في زمن التشرذم والخواء
- لا منتمي بعد الضرورة .....!!
- الديون والتعويضات المفروضة على العراقيين الأبرياء موقف البعض ...
- اليكم حبي الأثقل من الدنيا
- هل يستطيع العراق أن يحكم نفسه؟ أم يبقى هكذا كما يقول بول بري ...
- هل استسلام هاشم سلطان مذلّ ومهين لشرفه العسكري؟ كيف سيشعر ال ...
- ما الهدف من تصرفات جماعة مقتدى الصدر منذ ظهوره بالمعارض بعد ...
- الاهمال أنجح علاج ضد النرجسية وخالف تعرف
- علي عقله عرسان الجميل ما زلنا أمام العلم والثقافة اقزام وأقز ...
- هل سيبقى نظام المختارية في العراق ساري المفعول؟ اليس الافضل ...
- سيدتي.. هذا الذي ترينهُ، معقول.....!
- اسس تشكيل الوزارات هل يجب ان يكون لكل طائفة او حزب أو عشيرة ...
- ليس الحل بمجيء قوات تركية أو غيرها ! العراقييون المخلصون هم ...
- الدولة والمجتمع المدني والديمقراطية
- الأخت بنت كركوك المحترمة والوزارة الجديدة
- بعض ملامح نشوء الحركة النقالبية العربية - سوريا
- الغاء الفتوى / ضرورة فصل الدين عن الدولة لايمكن الاستهانة بش ...
- الأزهر واصدار الفتاوي تحريض على الفتنة وعدم مدّ يد العون وال ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الحالة المعاشية وردود فعل الجماهير الكادحة العراقية.. يجب ان تتخلص العقلية الامريكية من مفهوم أن العراقيين لا يستطيعون إدارة بلدهم