أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثائر الناشف - الأقليات العرقية ودورها المسيّر/ أرمن لبنان نموذجاً














المزيد.....

الأقليات العرقية ودورها المسيّر/ أرمن لبنان نموذجاً


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:11
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ما ذهب إليه الأرمن في لبنان مطلع هذا الشهر , عشية إجراء الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي , لم يكن متوقعاً بجميع المقاييس من أقلية عانت في بلدها الأم قبل مئة عام , أبشع أنواع القهر الذي دفعها إلى النزوح القسري تجاه الدول العربية
المجاورة .
بدورها تكتظ الدول العربية بأقليات بعضها عرقي وبعضها الآخر مذهبي , على أن المذهبي يظل محصوراً ضمن حدود الدين , باعتبار الإسلام دين الأغلبية الساحقة للعرب ومن أرضهم انطلقت رسالته الأولى , بينما لا يشكل العرقي حالة استثنائية , لأن جميع دول العالم توجد فيها أقليات عرقية تتعايش بجانب العرق الأصلي الغالب والمتوارث لأهل البلد , هويتهم منبثقة عنه , تراثهم هو الوعاء المشكل لثقافتهم يتأتى أيضاً من خلاله .
غير أن الاستثنائي لدى العرب انتفاء عامل التمييز العنصري , بعيداً عن الخطاب القومي المعروف بتصلبه واستعلائه على جميع القوميات , هذا الاستثناء شكل أهم عوامل الجذب للعرقيات الأخرى , وسهّل لها طرق الاندماج بالمجتمع العربي , بالوقت الذي يصعب على العربي نفسه الاندماج في رحاب المجتمعات الأجنبية , كونها لا توفر الأجواء المساعدة للدمج – هو غير الصهر- لأقلياتها كما يوفرها العرب لأقلياته .
هناك نوعان من الأقليات في سورية ولبنان , تمتاز بحضورها الكبير ودورها المؤثر في الحياتين السياسية والاقتصادية , ونخص الأكراد والأرمن , من دون أن نتجاهل الأقليات الموجودة في العراق وشمال إفريقيا , لكن وقع الحدث في لبنان شدَّ الأنظار مجدداً على دورها المستقبلي في أن تكون كجزء من الحل بدورها المستقل أو جزء من التعطيل بدورها المسيّر والمسيّس .
إن تحدثنا عن الأكراد لا نستطيع القول أنهم حالة طارئة في المنطقة , على العكس يجب الابتعاد عن منطق الحالات الطارئة فيما يخص الأكراد , لأنهم متجذرون في المنطقة من آلاف السنين , ولا ننسى أن تقاربهم من العرب أثمر في مراحل كثيرة , فهو تقارب عنوانه الأول الإسلام وتحت رايته الحقيقة غير المزيفة خاضوا أشرس المعارك وحرروا بيت المقدس سنة1187, بطبيعة الحال التاريخ يسجل ذلك وسيسجل للأجيال القادمة , بأن الحروب الصليبية التي أسمتها الكنيسة وبدأتها آنذاك , خاضها العرب والكرد سوية وانتصروا في نهايتها , ولم يخوضها معهم لا الفرس
ولا الترك .
الوضع بالنسبة للأرمن مختلف تماماً عن الكرد , فهم قَدِموا بفعل حالة طارئة , عمرها لا يزيد عن التسعين عاماً , أي منذ عام 1915 , قبله كانوا رعايا إلى جانب العرب في ظل السلطنة العثمانية , وسبب حالتهم الطارئة هذه سياسي – اجتماعي , كي لا نغرق كثيراً في التاريخ , نتذكر ما دفعه الأرمن من دماء شعبه , لم تدفعه شعوب الشرق الأوسط حتى الآن بما فيها العراق وفلسطين , بما يقدر مليون
ضحية .
على امتداد الأعوام التسعين تحقق للأرمن في سورية ولبنان , من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية ما لم يتحقق لأقرانهم في بلدهم أرمينيا , أو حتى للمهاجرين إلى الدول الغربية , ففي سورية تركز دورهم في المجال الاقتصادي فقط , أمّا في لبنان المتمتع بهامش أوسع من الحريات , تفاعل الأرمن مع المجتمع اللبناني المتعدد طائفياً وأمدوه بنسغ ثقافي عريق , وتلاقوا مع بعض طوائفه المسيحية التي نالها أجزاء ما ناله الأرمن من سياسات حزب الاتحاد والترقي العنصرية .
على ضوء ذلك لم يعد الأرمن في لبنان حالة طارئة بعد الآن , إنما هم اليوم جزء أساسي في المعادلة اللبنانية , لهم فيها أحزاب ونواب ووزراء كباقي الطوائف , لكن اصطفافهم الأخير في المتن الشمالي إلى جانب كميل خوري مرشح العماد ميشال عون والتصويت له بطريقة استفزت مشاعر مسيحيي المتن , والتلاعب الخطير في أصوات منطقة برج حمود التابعة للمتن التي يسيطر عليها حزب الطاشناق الأرمني , يطرح علامات استفهام عديدة حول حقيقة دورهم وجديته .
السؤال , هل أدرك الأرمن خطورة ما أقدموا عليه وانعكاساته المباشرة على الساحة اللبنانية المأزومة تحت حق الانتخاب الحر؟ الشيء الوحيد الذي أدركوه جيداً أن دورهم أصبح فاعلاً في لبنان ولا يستهان به بعكس دورهم الهامشي في سورية , فإما أنهم تعمدوا شق الساحة المسيحية بقصد أو بجهل .
إن كان بقصد من خلال تزوير الأصوات في دائرة برج حمود , فالمصاب أنهم داسوا على دماء الوزير بيير الجميل وشدوا من أزر قاتله , بالوقت الذي يطالبون فيه العالم بدماء ضحاياهم , أو بجهل هذا يعني إدخالهم من حيث لا يدرون في سياسة محاور إقليمية , هنا يتكرر عليهم الخطر , إبان الحرب العالمية الأولى عوَلَ الأرمن على محور الحلفاء بريطانيا وفرنسا , لكن الحلفاء نسوهم و راحوا يقطفون ثمار الحرب .
لربما نجح عون في إغرائهم بدور أكبر في حال أصبح رئيساً عتيداً للجمهورية , ذلك سيتبين في الأشهر القادمة , بشرط ألا تبنى الأدوار وأحجامها على دماء الآخرين .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تروتسكية حزب الله تفقد المسيحيين صوابهم
- تيار المستقبل .. الخوف الذي يضعف الحقيقة
- مستقبل العلاقات السورية - الفرنسية في عهد ساركوزي
- الخروج السوري الوشيك من الجامعة العربية
- تثليث لبنان : صيغة ايرانية لنسف الطائف
- الحوار الأميركي - الإيراني حول العراق
- انتفاضة لبنانية لاستعادة القرار الوطني
- ثرثرة سورية - إسرائيلية من دون معنى
- لا ... حدود للصمت في سورية
- حزب الله - عون : مشروعان متناقضان
- صلابة موسى لا تنفع مع دمشق
- برنامج عون يخرج من صمته
- المسارات الخاطئة في الإستراتيجية السورية
- الارتهان الإقليمي سيد الموقف في لبنان
- مربعات حزب الله الأمنية
- سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش
- حزب الله وملء الفراغ السوري
- خيارات لحود – حزب الله الانقلابية
- خلافات إيران الخفية مع سورية
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثائر الناشف - الأقليات العرقية ودورها المسيّر/ أرمن لبنان نموذجاً