أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الياس والامل














المزيد.....

الياس والامل


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1992 - 2007 / 7 / 30 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حياتنا في قطاع غزه على وجه التحديد, تسير خارج المعايير ,بل تسير خارج التوقعات في معظم الأحيان , لأننا إن تمكنا فلسطينيا من رسم بداياتها فلا نستطيع أن نرسم النهايات , وان توقعنا النهاية في مرات عديدة فلا نستطيع وهناك بطبيعة الحال أسباب كثيرة لذلك, لعل أبرزها على الإطلاق هو ما يمكن تسميته "دكتاتوريه المكان"حيث أن قطاع غزه هذا الشريط الضيق من الأرض مساحته الكاملة 363 كيلومترا مترا مربعا , لا نعرف على وجه التحديد المساحة المخصومة لان الأرقام متحركة , بفعل انتقال الأسلاك الشائكة التي ترسم الحدود , وزحف الرمال أحيانا , ودوران جنازير الدبابات الاسرائيليه
في أكثر الأحيان,هذا الشريط الضيق من الأرض الممتلئ بأكثر مما يحتمل من القرويين الجنوبيين الذين لجئوا إليه منذ عام 1948 , هو قريب من كل شيء انه في صلب المشكلة ,وهو بعيد عن أي شيء محشور في هذا المثلث الرملي بين الماء والصحراء, صحراء النقب شرقه , وصحراء سيناء جنوبه , والبحر المتوسط غربه , أما شماله فهو الوطن الحلم والق الذكريات , والعدو القوي والموت المستحيل !

دكتاتوريه الجغرافية :
فرضت على قطاع غزه وضعا قاسيا متفردا في قسوته , انه مثل الزائدة الدودية , يلتهب فيسبب الموت , وتقتطع فيعيش الجسم بدون أيه مضاعفات !ولذلك , فان قطاع غزه كان دوما , ومنذ النكبة , أرضا طارده تفيض بسكانها فتطردهم بشكل سلبي أو ايجابي إلى البعيد , بل تدفعهم إلى المستحيل كما هو الوضع ألان !

منذ النكبة وحتى ألان:
كان قطاع غزه يشكل مصدرا لسلعه وحيده , وهي البشر ,
الناجح يتم لفه بورق السلفان ويتم تصديره إلى الخارج معلما في المدارس أو عاملا في المصانع أو شهيدا في حروب قادمة
ولهذا السبب أيضا, فان قطاع غزه _ يوضع دائما في أول قائمه الجراحات المستعصية , فهو أول الوطن لأنه الأكثر إحباطا _- وهو أول الانسحاب الأحادي لأنه اللعنة , وهو أول الحصار لأنه الخطر المحتمل _ وهو أول الفشل لأنه الماساه المتضخمة !
تمر السنوات حبلى بالمفاجآت , سنوات عجاف وسنوات سمان !
سنوات القحط وسنوات الجنون , ونكتشف للمرة الأولى بعد الألف , ومثل كل مره , فان قطاع غزه يترك وحيدا , وراء الذاكرة, وصليبا على ظهر حامله الذي سيصلب عليه , وتهمه جاهزة لابد من الاعتراف بها في نهاية المطاف .

قطاع غزه :
مشاكله كثيرة مستعصية , نتحدث عن حلول لها ولكن ليس في أيدينا سوى الحديث عن الحلول , وليس إنهائها , فعندما ننوي تخفيض نسبه البطالة تكون قد تضاعفت , وعندما نتحدث عن حل لمشكله العالقين على معبر رفح نفاجأ أنهم أصبحوا بالآلاف , وحين ننوي أن نخصص مترا مربعا لكل طالب جامعي في جامعات قطاع غزه نكتشف أن هذا الرقم أصبح مستحيلا , بل إننا حين قرر الزعيم الشهيد ياسر عرفات تحويل معبر دير البلح ألشرقيه في وسط قطاع غزه إلى مساحه خضراء بعد توقف الزمن لسنوات , عدنا واتخذنا قرار بقطع رقاب الأشجار لكي يستطيع أهل المنطقة دفن مواتاتهم الذين قطعت رقابهم !
مشاكل قطاع غزه مركبه ومتراكمة من الوزن الثقيل , حيث أنها مشاكل تلد من رحم المشاكل نفسها , فحين تحشر الناس في مكان ضيق فان سيكولوجيا المكان والناس الذين لا يجدون ما يفعلونه سوى زيادة المواليد ليصبح المكان أكثر ضيقا , وحين نفكر بالهدنة مع العدو والحديث معه عبر طاولات الحوار نكتشف أن طاولات حوارنا قد تكسرت وأصبحنا نحاور بعضنا بطلقات الرصاص , وحين نصرخ في قطاع غزه من شده الألم فان من حولنا يشددون الخناق علينا حتى لا يخيفهم صراخنا , فيتحول صراخنا إلى دموع متناثرة كأنها الشرر الخارق .

كثيرون أحبوا قطاع غزه :
لأنه يذكرهم باسطو ره "سيزيف : الذي حكمت عليه الأقدار أن يدفع بالصخرة الثقيلة إلى قمة الجبل وعندما يوشك أن يصل يكون قد أضناه التعب فتعود الصخرة تتدحرج منه إلى القاع والهاوية , وهكذا لعبه اليأس والأمل .

وكثيرون كرهوا قطاع غزه:
تمنوا لو انه يغرق بالبحر , أو تذره الرياح وراء المسافات _بل أنهم تمنوا لو انه يفقد الذاكرة , فلا يعرف أين هو ولا في أي زمن يعيش _ في زمن الوهم أو زمن الحقيقة _ هؤلاء الذين يكرهون قطاع غزه , يمارسون ضده أبشع أنواع ألتجاره , تجاره الجثث وتجاره الكراهية والحقد , أنهم يقولون , لماذا وجد قطاع غزه على هذا النحو شبيه بغده لا تستقطب سوى مرض السرطان ؟
يكرهونه إلى الحد أن الإنسان في قطاع غزه حصته من الماء قليله , ومن الهواء قليله , ومن التراب قليله , ولكنهم يضاعفون له حصته من القهر والموت والنسيان ,

ولكن

احذروا قطاع غزه :
انه لن يستلقي هكذا تحت أشعه الشمس على شاطئ المتوسط مستسلما لأقداركم التي رسمتموها !
احذروا قطاع غزه :
انه كيان خارج المعاير , وتكوين وسيكولوجيا بشريه خارج التوقعات ,
احذره جميعا :
ولا يستثني أحدا نفسه, فقد يغضب قطاع غزه ويفلت منه زمام صبره,
فيقطع شرايينه ويستخدمها ضدكم كرشاش دماء ساخنة فواره تكون قطراتها المتناثرة على وجوهكم علامة فارقه عندما يأتي زمن الحساب .

فلا تقتلوا الحب في قلبه
ولا تغلقوا في وجهه بوابات الأمل .


د.فاطمة قاسم



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضخامه الاوهام والحقائق المره
- الفلسطينيون مشتاقون للفرح
- سان كلو على الطريق الفلسطينيه
- لا تكسروا رايه الحلم
- عوده الروح
- لا وقت للبكاء؟؟
- ضحايا في دور الجلادين
- الاعلام وتشويه الذات الوطنيه
- الاعلام وتشويه الذات الوطنيه 2
- البكاء على مجد ضائع
- الاصل والبديل!!
- المأزق ؟؟


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الياس والامل