جيش الاحتلال يسعى لتطهير عرقي


سعيد مضيه
الحوار المتمدن - العدد: 7977 - 2024 / 5 / 14 - 09:54
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

إصغوا الى الطلبة
تامل الحقوقية الأميركية، ماروجيه كوهن ان "تكون الحركة الطلابية المثيرة للإعجاب التي لا تبشر إلا بالاتساع ، مصدر أمل بإحداث تغيير في قواعد اللعبة يوقف الإبادة الجماعية المدعومة أميركيا ."
أدلت الكاتبة بالملاحظات التالية يوم السبت 4 مايو/أيار، حيث شاركت في اجتماع الحركة المناهضة للحرب بجامعة ستانفورد، وذلك احتفاءً بالذكرى ال 55 لإعادة توحيد جامعة ستانفورد والحركة المناهذة للحرب:
في 3 أبريل 1969، صوت ما يقدر بنحو 700 طالب من طلاب جامعة ستانفورد لاحتلال مختبر الإلكترونيات التطبيقية (AEL)، حيث كانت تجرى أبحاث سرية حول الحرب الإلكترونية في ستانفورد؛ وأدى ذلك إلى ظهور حركة الثالث من أبريل (A3M)، التي تعقد لقاءات لم الشمل مرة كل خمس إلى عشر سنوات.
استمر الاعتصام تسعة أيام في مختبر التطبيقات الإليكترونية AEL، بدعم من غالبية طلاب جامعة ستانفورد. نقلت جامعة ستانفورد الأبحاث المرفوضة خارج الحرم الجامعي، لكن (A3M)حركة الثالث من إبريل استمرت في الاعتصامات والتدريس والمواجهات مع الشرطة في منطقة ستانفورد الصناعية.
تحل ذكرى لم الشمل هذه في وقت ميمون، حيث انتفاضة الحرم الجامعي للكليات في أرجاء البلاد تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
مرة أخرى، بعد مرور 55 عامًا، ينتفض طلاب جامعة ستانفورد من أجل السلم والعدالة؛ أقاموا معسكر "جامعة الشعب"، مطالبين جامعة ستانفورد بما يلي:
(1) الإدانة الصريحة للإبادة الجماعية والفصل العنصري الذي تمارسه إسرائيل؛ (2) الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار، والسماح لإسرائيل ومصر بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة؛ (3) القيام فورًا بسحب الاستثمارات من العلامات التجارية الاستهلاكية التي حددتها اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وجميع الشركات المسجلة بالمحفظة الاستثمارية لجامعة ستانفور، تلك الشركات المتواطئة في جرائم الحرب الإسرائيلية والفصل العنصري والإبادة الجماعية.
في هذه اللحظة من التاريخ نشهد في آن معا احتلالين عسكريين مترابطين يبتعد الواحد عن الآخر مسافة 5675 ميلًا: الأول هو احتلال إسرائيل المستمر للأراضي الفلسطينية منذ 57 عاما، والذي يتخذ الآن شكل إبادة جماعية كاملة الأركان أدت إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.
والآخر احتلال جامعة كولومبيا، حيث طلبت الإدارة من قسم شرطة نيويورك احتلال المدرسة حتى 17 مايو/أيار. وكلا الاحتلالين تغذيهما بنية سلطة صهيونية؛ وكلاهما استخدما سلاح اللاسامية لإضفاء عقلانية على وحشيتهما ..
الطلبة بجامعة كولومبيا يطالبون الإدارة بإنهاء استثماراتها في الشركات والصناديق التي تحصد الأرباح من حروب إسرائيل ضد الفلسطينيين؛ يطالبون بالشفافية المالية. إنهم يريدون الشفافية المالية وإصدار عفو عن الطلبة وأعضاء هيئة التدريس المشاركين في المظاهرة.
يطالب معظم المتظاهرين في أرجاء البلاد الوقف الفوري لإطلاق النار وسحب الاستثمارات من الشركات ذات المصالح في إسرائيل. تم إلقاء القبض أو احتجاز ما يزيد على 2300 شخص داخل الحرم الجامعي للجامعات الأمريكية.
إسرائيل أتلفت أو دمرت كل الجامعات في غزة؛ وما من رئيس جامعة أميركية استنكر حرب الإبادة الجماعية تي ترتكبها إسرائيل أو دعم الدعوة لسحب الاستثمارات.
أنشئت الحركة الفلسطينية من اجل المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عام 2005 بمبادرة 170 منظمة مجتمع مدني فلسطينية، وصفت الحركة ب "إجراءات عقابية غير عنيفة" تستمر حتى تمتثل إسرائيل بشكل كامل للقانون الدولي.
هذا في وقت ميمون، حيث تشهد الجامعات في جميع أنحاء البلاد انتفاضات تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
مرة أخرى، بعد مرور 55 عامًا، ينتفض طلاب جامعة ستانفورد من أجل السلام والعدالة. لقد أنشأوا معسكر "جامعة الشعب" ويطالبون جامعة ستانفورد بما يلي:
(1) الإدانة الصريحة للإبادة الجماعية والفصل العنصري الذي تمارسه إسرائيل؛ (2) الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى السماح لإسرائيل ومصر بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة؛ (3) التخلّص فورًا من العلامات التجارية الاستهلاكية التي حددتها اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وجميع الشركات في المحفظة الاستثمارية لجامعة ستانفورد المتواطئة في جرائم الحرب الإسرائيلية والفصل العنصري والإبادة الجماعية.
ويطالب طلاب جامعة كولومبيا الجامعة بإنهاء استثماراتها في الشركات والصناديق التي تستفيد من حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين. إنهم يريدون الشفافية المالية والعفو للطلاب وأعضاء هيئة التدريس المشاركين في المظاهرة.
ويطالب معظم المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد بوقف فوري لإطلاق النار وسحب الاستثمارات من الشركات التي لها مصالح في إسرائيل. تم القبض على أكثر من 2300 شخص أو احتجازهم في حرم الجامعات الأمريكية.
تم إطلاق حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في عام 2005 من قبل 170 منظمة من منظمات المجتمع المدني الفلسطينية التي وصفت المقاطعة بأنها "إجراءات عقابية غير عنيفة" تستمر حتى تمتثل إسرائيل بشكل كامل للقانون الدولي.
يعني هذا أنه يجب على إسرائيل (1) إنهاء احتلالها واستعمارها لجميع الأراضي العربية وتفكيك جدارها العازل. (2) الاعتراف بالحقوق الأساسية للمواطنين العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل في المساواة التامة و(3) احترام وحماية وتفعيل حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم على النحو المنصوص عليه في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
المقاطعة تتعين سحب الدعم المقدم لإسرائيل والشركات الإسرائيلية والدولية التي تنتهك الحقوق الإنساننية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك المؤسسات الأكاديمية والثقافية والرياضية الإسرائيلية.
وتتحقق عملية سحب الاستثمارات عندما تقوم الجامعات والكنائس والبنوك وصناديق التقاعد والمجالس المحلية بسحب استثماراتها من جميع الشركات الإسرائيلية والدولية المتواطئة في انتهاك الحقوق الفلسطينية.
كذلك فإن فرض العقوبات حملات ضغط على الحكومات كي توقف العمل بالاتفاقيات العسكرية واتفاقيات التجارية التجارة ، وحثها على طرد إسرائيل من المحافل الدولية.

مصدر الأمل الفلسطيني
يقول عمر البرغوثي، المؤسس المشارك لحركة المقاطعة، إن "أحد المصادر المهمة بشكل خاص للأمل الفلسطيني هو التأثير المتزايد لحركة المقاطعة اللاعنفية التي يقودها الفلسطينيون". وهي “تهدف إلى إنهاء نظام الاحتلال العسكري الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري والدفاع عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم”.
وقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة المقاطعة بأنها تهديد وجودي لإسرائيل – وهو ادعاء سخيف في ضوء ترسانة إسرائيل من الأسلحة النووية.
تم تصميم حركة المقاطعة (BDS) إلى حد كبير على غرار المقاطعة التي ساعدت في إنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. وكما أكدت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتسيلم، فإن إسرائيل تحتفظ أيضًا بنظام الفصل العنصري.
النظام الإسرائيلي هو “أحد أشكال الفصل العنصري الأكثر تطرفا " من النظام المندثر في جنوب أفريقيا، كما قال سفير جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية في الجلسة الأخيرة حول شرعية الاحتلال الإسرائيلي
.للولايات المتحدة تاريخ مقاطعة طويل تتباهى به - بدءًا من مقاطعة حركة الحقوق المدنية لناقلات الركاب إلى مقاطعة اتحاد عمال الزراعة للعنب؛ غير أنه بناءً على طلب الصهاينة، تم إقرار تشريع مناهض للمقاطعة على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات لمنع الشعب الأمريكي من ممارسة حقه في المقاطعة بموجب التعديل الأول.

"تجري الإبادة الجماعية الجارية في غزة نتيجة عقود من الإفلات من العقاب والتقاعس عن العمل. قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، لمحكمة العدل الدولية إن إنهاء إفلات إسرائيل من العقاب ضرورة أخلاقية وسياسية وقانونية. قدمت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ثلاثة خيارات لاغير للشعب الفلسطيني : التهجير، القهر أو الموت؛ هذه هي الخيارات : التطهير العرقي، الفصل العنصري، أو الإبادة الجماعية”.
وقال المالكي: " تفرض إسرائيل قيودها على جميع مناحي حياة الشعب الفلسطيني، منذ الولادة وحتى الممات، ما أسفر عن انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان ونظام صارخ من القمع والاضطهاد".
"من خلال القتل العشوائي، والإعدام بإجراءات مختصرة، والاعتقال التعسفي الجماعي، والتعذيب، والتهجير القسري، وعنف المستوطنين، والقيود على الحركة والحصار، تُخضع إسرائيل الشعب الفلسطيني لظروف حياة غير إنسانية وإهانة غير مسبوقة للكرامة الإتساتية، ما يؤثر على مجرى حياة كل رجل وامرأة وطفل تحت سيطرتها".
ينوي الجيش الإسرائيلي مضاعفة الإبادة الجماعية بتطهير عرقي يشمل حوالي 1.4 مليون فلسطيني وجدوا ملاذا في رفح ، وما من مكان يفرون إليه. لم يبدأ العنف في غزة يوم 7 أكتوبر 2023، بمقتل حوالي 1200 إسرائيلي على يد حماس.
[يرتبط بالموضوعك بروفيسور يحث صحيفة نيويورك تايمز إجراء استقصاء لحكاية الاغتصاب في 7أكتوبر]
إنها مواصلة للنكبة الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل قبل 75 عاما.
قال سفير بيلايز في شهادة امام محكمة العدل الدولية،
“لا تحتفظ أي دولة لنفسها بالحق في انتهاك ممنهج لحقوق شعب في تقرير المصير – إلا إسرائيل؛ ولا تسعى دولة لتبرير احتلالها أراضي دولة أخرى لأجل غير مسمى – إلا إسرائيل؛وليس غير إسرائيل – كما يبدو- دولة تفرض الضم مع الفصل العنصري دون عقاب. ”.
وقال “يجب ألا يُسمح لإسرائيل بمثل هذا الإفلات الصارخ من العقاب”.
ومع ذلك، تواصل حكومة الولايات المتحدة تمويل الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية، وحماية نظام إسرائيل من أي مساءلة؛ كما توفر الولايات المتحدة لإسرائيل الغطاء الدبلوماسي، وباضطراد تُفشِل بالفيتو قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الداعية لوقف دائم لإطلاق النار.
يؤمن المسؤولون في إسرائيل أن المحكمة الجنائية الدولية على وشك إصدار أوامر اعتقال بحق كبار المسؤولين في حكومة إسرائيل، بمن فيهم نتنياهو، عقابا على جرائمهم، بما في ذلك تغطيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب الذي يتضور جوعا حتى الموت في غزة. وبحسب ما ورد يواجه قادة حماس أيضًا أوامر اعتقال؛ تتخذ إدارة بايدن خطوات لحماية الإسرائيليين من أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
في غضون ذلك، دعت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى فرض حظر على الأسلحة وعقوبات على إسرائيل. نأمل أن تكون الحركة الطلابية المثيرة للإعجاب التي لا تبشر إلا بالاتساع ، ان تبعث الأمل بإحداث تغيير في قواعد اللعبة بوقف الإبادة الجماعية المدعومة أميركيا .
أقول للطلبة البواسل الذين يمضون حسب تقاليدنا النبيلة، أنتم على الجانب الصحيح من التاريخ. تجاسروا على النضال ـ تجاسروا على الانتصار !