تصدع وانهيار سدود القداسة


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 7923 - 2024 / 3 / 21 - 16:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

كان انقلاباً جوهرياً
أن أقرر الانتقال من تقديس النص، اعتقاداً في قداسة مصدره الإلهي.
إلى الاعتقاد في عظمة النص بما يحتوي.
وبما عرفته منه عن الإله الحق.
هكذا صارت قيمة وفائدة موضوع أو محتوى النص هي المعيار والهدف.
وليس الارتكان الافتراضي غير المبرهن عليه من ألوهية مصدره.
بتعبير أكثر بساطة:
لم أعد أقدس النص لأنه كلمات إله مقدس.
وإنما صرت مقتنعاً بالنص في ذاته،
محباً للإله الذي يرشدني له هذا النص.
كانت نقلة خطيرة لم أدرك في البداية أبعادها وما سيترتب عليها.
ولعلي في البداية تصورت الأمر مجرد حيلة كلامية أو منطقية.
أحتضن بها النص أو تحديداً الكتاب المقدس،
دون الاحتياج لما لا برهان عليه،
وهو أنه كلمات إله يجلس على عرشه السماوي.
أي أن يكون الكتاب هو الذي يصل بي للإله،
وليس الإله هو الذي يلزمني بكتابه.
بعدها
بدأت أدرك تدريجياً أنني قد فتحت على نفسي وعلى كتابي العزيز المقدس أبواب جهنم.
فقد بدأت في قراءة النص مجرداً من هالة القداسة والتصديق المسبق.
ومتحرراً من تصور أن كل إشكالية تصادفني بالنص،
إنما ترجع لعدم فهمي الصحيح للنص،
وليس لإمكانية أن يكون النص ذاته هو الإشكالية.
وكان هذا يعني ما سبق وشبهته بفتح أبواب الجحيم على النص.
وعلى كمال غبريال الشماس الأغنسطس الطيب.
الذي خرج من دفء يقين وانتماء القطيع،
إلى صقيع العقل الجامح المتمرد ووحشة الفردانية.