الحشاشين- الباطنية


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 7917 - 2024 / 3 / 15 - 20:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الباطنية هو وصف يطلق على الفئات التي تقول أن النصوص الدينية لها معنيان:
أحدهما ظاهر يفهمه الناس بواسطة اللغة، وبمعرفة أساليب الكلام،
والثاني باطن لا يدركه إلا الذين اختصهم الله بهذه المعرفة.
وهم يَصلُون إلى إدراك هذه المعاني المحجوبة عن عامة الناس بتعليم الله لهم مباشرة.
******
هذا المصطلح وإن كان قد أطلق على فرق إسلامية،
إلا أن ما يشير إليه ينطبق على ما يعرفه اللاهوت المسيحي.
من إرشاد روحي من قبل الروح القدس،
لفهم معاني الكتاب المقدس.
ولإقامة علاقة روحية بين المؤمن والإله،
تصل لدى البعض للقول بتأله الإنسان.
*******
ولعل عمل الروح القدس السري عن طريق أسرار الكنيسة السبعة،
لا يمكن فهمه إلا عبر الفهم والاستيعاب الباطني.
فهو حلول باطني سري للروح الإلهية.
******
كما أن انتظار الإمام الغائب لدى الفرق الإسلامية الباطنية،
والذي سيأتي ليقيم العدل،
هو ذات انتظار المجي الثاني للمسيح.
******
والاستهانة بالحياة والترحيب بالموت من أجل العقيدة والإمام المقتول الغائب عند الحشاشين،
هو ذات ما نادى به بولس الرسول،
الذي كان يشتهي أن ينطلق ويكون مع المسيح.
وكانت كثير من مفاهيمه غنوصية عرفانية باطنية.
******
يقول بولس الرسول في رسالته الثانية لأهل كورنثوس:
"1 إنه لا يوافقني أن أفتخر. فإني آتي إلى مناظر الرب وإعلاناته.
2 أعرف إنسانا في المسيح قبل أربع عشرة سنة. أفي الجسد؟ لست أعلم، أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم. اختطف هذا إلى السماء الثالثة.
3 وأعرف هذا الإنسان: أفي الجسد أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم.
4 أنه اختطف إلى الفردوس، وسمع كلمات لا ينطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها." 2 كو12: 1-4
******
هذا الكلام وهذه الرؤى هي مثيلة لرؤى وتخيلات الحشاشين للجنة في حالات السطل بتعاطي الحشيش.
******
الباطنية إذن مفهوم يدخل في صلب اللاهوت المسيحي،
مع الأخذ في الاعتبار تداول الشعوب للأفكار السائدة، تزيد عليها وتنتقص منها، وهي تشكل عقائدها التي تتبناها.