الهروب الى النوم!


قاسم حسين صالح
الحوار المتمدن - العدد: 7833 - 2023 / 12 / 22 - 18:50
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية     

الهروب الى ..النوم!

أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

هل سمعت (بالنوم القهري؟!)

لقد شغلت هذه الحالة اهتمام الأطباء النفسيين في العالم فاطلقوا عليه مصطلح ( Narcolepsy ) واليك تعريفهم له باللغة الأنجليزية:


Narcolepsy is a ---sleep--- disorder that makes people very drowsy during the day. People with narcolepsy find it hard to stay awake for long periods of time. They fall a---sleep--- suddenly. This can cause serious problems in their daily routine.

ووفقا لهذ النص العلمي فان النوم القهري يعني: اضطراب نوم يجعل المصاب به في حالة نعاس شديد خلال يومه ، ويصعب عليه ان يبقى يقظا لوقت طويل ، ويسبب له مشكلات خطيرة في عمله الروتيني اليومي .

وبلغة مبسطة فان مرض النوم القهري هو نعاس يصعب منعه وتختلف شدته من ساعة الى اخرى ، و قد يشعر المريض بالصحو بعد قيلولة قصيرة ولكن سرعان ما يعاوده النعاس بعد ساعة أو ساعتين، مصحوبا بخدر في جميع اجهزة الجسم بما فيها العضلات..يمكن أن يؤدي في حالات إلى انهيار!.


سيكولوجيا..على ماذا يدل الهروب الى النوم؟

توصلت الدراسات العلمية الى ان الهروب الى النوم يمثل أحد أعراض بداية الاكتئاب، ويعّبر عن مرور الشخص بظروف نفسية قاسية، مما يجعله يلجأ للنوم لساعات طويلة كوسيلة دفاعية لعدم التفكير فى خبرة أو تجربة سيئة مرّ بها،ومحاولة منه لنسيان اشياء سيئة. كما يعني عدم القدرة على اتخاذ قرار معين يتعلق بحياته ويتوقف عليه مستقبله سواء على مستوى العمل أو العلاقات العاطفية أو التعليم.
ان الأنسان يحتاج من سبع الى ثمان ساعات نوم قي اليوم ترتاح فيها اجهزة جسمه ..المخ ،القلب، العينان ..لتعاود نشاطها بفاعلية ،فيما النوم القهري يسبب خمولا لأجهزة جسمه يؤثر على عدم ممارسته لحياته الطبيعية وعلاقاته الأسرية والخروج مع الأصدقاء وتراجع مستواه فى التعليم ان كان طالبا و العمل ان كان موظفا او كاسبا.
والنوم القهري ، بتعبير ادبي (روائي) يعني أن من يهرب الى النوم هو ذلك الذي وجد ان العالم لا يستحق الأستيقاظ الا لساعات قليلة يشتري فيها ما يحتاجه جسمه وما ينظفه من فضلاته ليعود ينام لعشرين ساعة بعيدا عن عالم وجده لا يستحق أن يعاش ولا يليق بالبشر!

ولا يقتصر الهروب الى النوم على سن معينة، ولا على جنس معين سواء ذكر أو أنثى، فالأطفال يهربون بالنوم من الذهاب للمدرسة أومن خوف من عقاب على شىء خطأ ارتكبوه. كما أن بعض الأبناء ينامون كثيرا بسبب رغبتهم فى عدم مشاهدة خناقات والديهم،فيما وجد ان الفتاة فى مرحلة المراهقة تكون أكثر عرضة للاكتئاب الذى يظهر بأعراضه فى النوم، وذلك بسبب أن إدراكها يكون أكبر مقارنة بالذكور من نفس سنها، كما أن الفتيات يتصفنّ بمشاعر أكثر حساسية وتفاعلا بعاطفتهن مع الأحداث والمواقف.

المشكلة انه لا يوجد علاج فعال للنوم القهري ، ولكن توجد نصائح تساعد على التخفيف منه نوجزها بالآتي:
• الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم..فبها تتم برمجة دماغك وساعتك البيولوجية على النوم والأستيقاظ بما يريحك.
• أخذ قيلولة خلال اليوم الذي تشعر فيه عادة بالتعب.
• جعل غرفة النوم مظلمة، وبدرجة حرارة مريحة، مع التأكد من أن السرير والوسائد مريحة.
• تجنب الكافيين والكحول والوجبات الثقيلة قبل النوم بساعات عدة.
• الإقلاع عن التدخين.
• عليك بالاسترخاء، على سبيل المثال أخذ حمام دافئ، أو قراءة كتاب قبل النوم.
• وأخيرا ..عليك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كل يوم؛ لأنها تساعد على على النوم ليلاً.
تمنياتي لكم بنوم مريح
*