طوفان الأقصى ينصر نفسه


عدنان الصباح
الحوار المتمدن - العدد: 7826 - 2023 / 12 / 15 - 22:16
المحور: القضية الفلسطينية     

احد لن يستطيع ان يثني الولايات المتحدة عبر قاتلها المأجور عن مواصلة الحرب على غزة مهما طال الزمن او قصر ولن تتوقف هذه الحرب التي جاءت براي اصحابها ردا على طوفان الاقصى التي سببت هزة كونية فدفعت بالولايات المتحدة وعصابة الناتو الى الانتظام معا والتغريد معا خلف دولة الاحتلال بما ظهر واضحا ان صاحب الحرب الحقيقية هم عصابة الناتو ولا احد سواهم وان جيش الاحتلال لم يفعل هو الطبقة السياسية الفاسدة بزعامة نتنياهو سوى التنفيذ الدقيق والحرفي لإرادتهم بينما راحوا هم يوفرون لها الوقت والغطاء بالقول والسلاح بالفعل في حرب من التعمية والكذب لا تنطلي الا على من يريد مسبقا ان تنطلي عليه.
لا احد سيمد يد العون لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولا حتى الطعام والشراب ناهيك عن السلاح او حتى الدعم السياسي الحقيقي او الضغط على عصبة الحرب اقتصاديا او سياسيا ولا حتى الضغط الخجول لان المصالح الحقيقية للجميع هي مع راعية الحرب ومع القاتل المأجور بكل الاحوال وكل الجهات بما في ذلك القوى العظمة ولا يريد احد من جهات العالم ان يتعاطى مع الامر اكثر من الشجب العلني المؤدب وفي احسن الاحوال السماح للمظاهرات ان تجوب العالم بأدب في الفعل ايا كانت الشعارات التي تصدح بها الحناجر ما دامت القبضات مشدودة على الفراغ لا تفعل سوى ضرب الهواء.
يوجد بيد المقاومة اوراق مساومة عديدة يمكنها من خلالها اجبار العصابة على الرضوخ في معركة لا يمكن تسميتها الا معركة عض الاصابع او حرب الارادات وهذه الاوراق هي:
- ورقة الاسرى والتي تشكل حتى الان الورقة الاكثر سخونة لان هناك اجماع في الشارع الاسرائيلي على ضرورة استعادتهم مهما كلف الامر بشرط ان يكونوا احياء بمعنى ان لا مانع لدى الجمهور والخبراء والعسكريين السابقين وكذا رجال الحكم السابقين من ان يتم التبادل على قاعدة الكل مقابل الكل وبشكل خجول الى حد ا تخرج اصوات تقبل بوقف كل الحرب مقابل ذلك
- الورقة الثانية هي ورقة المهجرين من الشمال والجنوب والذين يصل تعدادهم الى ما يقارب نصف مليون وقد باتوا يتململون من طول امد الحرب وتنغيص حياتهم ورغبتهم بالانتهاء من هذه الحرب كليا بما يكفل عودتهم وهم بالتالي معنيون الان بحل سياسي لا امني ما دام العجز ظاهرا عن تحقيق الحل الامني.
- الورقة الثالثة هي ورقة القتلى والجرحى من الجنود على ارض غزة وقد باتت الاعداد تتزايد روما فيوم وهو ما لا تحتمله دولة الاحتلال ولا يحتمله ذوي هؤلاء الجنود خصوصا وان موت ابنائهم لم يأت الا بموت الاسرى في حين تمت اعادة اكثر من مائة اسير ببساطة التفاوض وهو ما يعني عبثية موت اولادهم واندفاعهم غدا للصراخ أعيدوا لنا ابناءنا وهو ما حدث في المظاهرات التي خرجت في تل ابيب للمطالبة بالخروج ممن لبنان وقد حدث ذلك والحال هنا اقسى فالمطلوب ليس اعادة الجنود من القتال فقط ولكن اعادة الابناء من الاسر خصوصا وان الصورة تبدو ان الذين يذهبون لتحرير الاسرى يعودون قتلى ومعهم جثث اسراهم.
هذه هي طوفان الاقصى التي يمكنها ان تنصر ذاتها عبر الصمود وهو ما سيكلف الشعب الفلسطيني المزيد الزيد من الموت والدمار والخراب لكن لا خيار ابدا امام هذا الشعب وكل ما يحتاجه الشعب والمقاومة جهة او جهات صادقة تضمن ان تنتهي الحرب الى حل سياسي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وفي سبيل ذلك فان انتظام الكل الوطني الفلسطيني في قيادة واحدة موحدة تحت سقف برنامج وطني كفاحي مقاوم يضمن وحدة الكل فان الامر لا يمكن له ان يصل بنا الى تحقيق هذا الانتصار.
ان مواصلة الصمود ستتحول الى نصر فقط بفضل برنامج وطني فلسطيني مقاوم موحد لكل الشعب وقواه بقيادة وطنية فلسطينية واحدة موحدة والا فان اية خروق في هذا الثوب سوف تكون بوابة الاعداء لمنع الطوفان من ان يغرقهم ولا خطر على شعبنا وقضيتنا الا هذا الخطر أيا كانت الاخطار الخارجية المحتملة.