فزاعة المعركة الأرضية في غزة


عدنان الصباح
الحوار المتمدن - العدد: 7770 - 2023 / 10 / 20 - 16:15
المحور: القضية الفلسطينية     

لقد تمكنت دولة الاحتلال ومعها أمريكا وسائر قوى الامبريالية في العالم من حرف انظار الجميع عمليا عن حقيقة ما يجري من جرائم إبادة وتطهير يصل حد الجائحة واعتبار ان المعركة الأرضية هي الحد الفاصل بين الجريمة المطلقة والجريمة المقبولة من قبلهم وهذا دفع الجميع للتحدث عن خطورة الاجتياح الأرضي لقطاع غزة او تهجير سكانه.
ان القتل العلني اليومي للعشرات وتسوية احياء بكاملها في الأرض هي الحقيقة الان والتي تسعى دولة الاحتلال من خلالها الى تفريغ شمال غزة بالكامل من سكانه وقد تجد تواطئا ما من عديد الجهات للتخلص من اعداد كبيرة من الغزيين والإبقاء على العدد الأقل بظروف مختلفة مما يتيح لدولة الاحتلال الاستفادة من الدعم شبه المطلق من قوى الامبريالية العالمية وصمت من الغالبية العظمى من دول العالم.
لا يستطيع جيش الاحتلال المغامرة ابدا بدخول قطاع غزة ما دام هناك احتمال مهما كان بسيطا ان تكون قوى المقاومة قادرة على الحاق هزيمة مهما كانت صغير وبسيطة بعد الفشل الذريع وتهشيم صورته يوم السابع من أكتوبر ولذا فان انتظار المعركة الارضية سيطول كثيرا وسيعمد جيش الاحتلال الى زيادة الضغط على مواطني شمال غزة للخروج الى الجنوب ليتسنى له ضرب ارض غزة بقنابل وصواريخ تظهر باطن ارضها وتدمر الانفاق التي يعتقد جيش الاحتلال ان المقاومة الحقيقية تعيش فيها.
استخدام الماء والدواء والطعام والوقود في الحرب على غزة وملاحقة النازحين بالقصف في جنوب غزة قد تدفع بالمدنيين الى الهرب من الموت ساء بالقصف او من الجوع والعطش بالانتقال الى الحدود المصرية ووضع مصر امام مسئوليات لا ترغب بها ويتيح ذلك لإسرائيل الدخول الامن الى القطاع.
إطالة امد الحرب على غزة دون دخول ارضي يسهل على دولة الاحتلال إطالة امد العمل في الضفة الغربية أولا وتسهيل تنفيذ مخططاتها بإلغاء تواصلها الجغرافي وإلغاء فكرة الدولة وقد تصل الأمور من المضايقات والاغلاقات الى هجرة العديد من الناس الى الأردن بدون ضجيج.
السؤال الان كيف يمكن تنفيذ ما قاله الرئيس الأمريكي عن حل الدولتين وهل ستستفيد دولة الاحتلال من تعاظم التأييد والدعم لها من عديد الدول المؤثرة في المجتمع الدولي وتسعى لتنفيذ رؤيتها بحصر الدولة الفلسطينية في قطاع غزة وتقطيع اوصال الضفة الغربية الى معازل للحكم الذاتي وكل الدلائل على الأرض تشير اليوم الى انها بدأت بفصل مناطق الضفة الغربية بعضها عن بعض بعديد السواتر الترابية وقد تكون تلك مقدمة لتثبيت واقع الحال هذا بشكل او بآخر.
الحصار الحالي على غزة منذ أسبوعين سيتواصل دون ان يحدث ما ينتظره العالم ويخشى منه وهو ما تريده دولة الاحتلال ببقاء العالم في حالة الانتظار وتواصل هي جريمتها ليس بالقتل من الجو والأرض والبحير بالقنابل والصواريخ فقط بل وبالإعدام بالتجويع والعطش والامراض التي ستنتشر بسرعة بسبب كم الجثث تحت الأنقاض ذلك ان الجريمة الأخطر من القصف هي القتل بالتجويع والعطش والمرض.
الانتصار الذي حققته المقاومة يوم السابع من أكتوبر سيقرر مصيره في أروقة ودهاليز المؤتمرات وفي تفاصيل الشيطان المتربص بغزة أولا وبكل القضية الفلسطينية والخشية ان تتكرر حالة تقزيم انتصار تشرين بهذا الشكل او ذاك وهو ما يجب ان نحذر منه منذ الان بحيث يجري العمل على قطع الطريق على دولة الاحتلال والامبريالية الأمريكية من تنفيذ مخططاتها في سائر المنطقة وعلى حساب قضيتنا وشعبنا.
اذا واصل العالم الغربي دعمه المطلق لدولة الاحتلال ولم يحرك احد ساكنا للجمها فان الحرب على غزة ستطول ليس بالنار بل بالخنق لقتل المقاتلين واجبار الغالبية العظمى على الرحيل ليصار الى تنفيذ مخططاتها بإنهاء القضية الفلسطينية مرة واحدة والى الابد وبالتالي فان على حلفاء المقاومة ان يجدوا مخرجا للجم دولة الاحتلال ومنعها من الذهاب بجريمتها حتى النهاية.