دلالئل ساطعة سطوع الشمس


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 7819 - 2023 / 12 / 8 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ليت العالم المتحضر يدرك أن الخطر الدائم على الكيان الصهيونى هو الكيان الصهيونى ذاته لأنه ككيان استيطانى عنصرى يقوم على أوهام تراثية وأساطير فلكلورية مفبركة لم يثبت لها أى أساس تاريخى أو جغرافى ، وهناك استحالة لأن يعيش أى كيان لايستوعب حقائق التاريخ والجغرافية ولايقوم على أساس إنسانى سوى ذلك مايرشدنا إلى إياه التاريخ الإنسانى منذ بدء تكون الشعوب والأمم ..
بدليل بسيط
هو أن المجتمع الصهيونى كان قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار عشية السابع من أكتوبر لولا هرع البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية الأوربية (دول المركز الإستعمارى) إلى شواطئ فلسطين المحتلة وتدفق الطائرات المحملة بالجنود والأسلحة إلى مطار بن جوريون وتولى الولايات المتحدة بشكل سافر وصريح قيادة الكابينيت (مجلس الحرب الصهيونى) وتدفق المساعدات العسكرية الألمانية الفرنسية البريطانية وفتح بوابات مخازن السلاح فى حلف الناتو لطمأنة مجتمع عصابات المستوطنين الصهاينة والحد من نزيف الهرولة نحو الطائرات المقلعة بالهجرة العكسية للمستوطنين الصهاينة إلى حيث بلدانهم الأصلية التى لايزالون يحملون جنسياتها تحسباً لمثل هذا اليوم الذى تسقط فيه أسطورة الردع الصهيونى التى ثبت أنها لاتصلح هى الأخرى كأساس لتماسك وبقاء هذا المجتمع العنصرى إلى مدى تاريخى مفتوح .


كذلك فقد وضح جلياً أن النضال من أجل إسقاط المشروع الصهيونى لاينفصل عن مهمة النضال من اجل اسقاط الهيمنة الأمريكية على العالم لأن الكيان الصهيونى كان قد بات مهدداً بالسقوط التام عشية السابع من أكتوبر لولا الدعم والتدخل الأمريكى المباشر وحشد دعم الحكومات الأوربية وتحييد الأنظمة العربية بالأمر الأمريكى المباشر ، وكذلك القوى الشرق أوسطية التى عجزت عن المساندة المباشرة للفلسطينيين تحت تأثير قوى الردع الأمريكي ..

لقد كانت الدلائل ساطعة سطوع الشمس ولم تكن متمثلة فقط فى قدوم البوارج وحاملات الطائرات واساطيل المدمرات الأمريكية وغواصاتها إلى البحر المتوسط لتتموضع بالقرب من الأراضى الفلسطينية المحتلة وكذا الرحلات المكوكوكية للطائرات المحملة بأحدث الأسلحة والعتاد إلى مطار بنجوريون وانخراط اطقم من الخبراء والضباط والجنود الأمريكان فى صفوف العدوان على الشعب الفلسطينى فى غزة ، وأنما أيضا تمثلت فى حضور الرئيس الأمريكى لأكثر من مرة لمجلس الحرب الصهيونى وكذا وزير الخارجية بلينكن الذى كان مشارما دائما فى مجلس الحرب بعد أن اعلن أنه (قدم لإسرائيل كيهودى) أو بمعنى أصح كمواطن اسرائيلى طبقا لقانون يهودية الدولة ، لدرجة أنه قد حضر ليلة انهاء الهدنة المنعقدة المقاومة الفلسطينية إلى فلسطين المحتلة ليجتمع بمجلس الحرب الصهيونى لإسقاط الهدنة واعطاء إشارة البدء بمواصلة الإعتداءات الصهيونية لتقود بذلك امريكا مرحلة جديدة من العدوان على الشعب الفلسطينى فى غزة فى حرب إبادة يواجه فيها الشعب الفلسطينى الولايات المتحدة الأمريكية المستوطن الأقدم الذى يعطى خبراته الاستيطانية ودعمه المباشر كاستيطانى عتيق بلغ أعلى مراحل الإستعمارية لصنيعته المستوطن الصهيونى .

إذن النضال ضد الهيمنة الأمريكية والنضال ضد الصهيونية مسألتان مرتبطتان لدرجة التشابك والتداخل الذى لايمكن فكه إلا بنضال شعوب العالم والمنطقة العربية ضد الهيمنة الأمريكية

، وهذا هو الدرس الأول للمعركة ، وهو الدرس الذى سطع كسطوع الشمس قبل أى مقاربة أو تقييم سيعقب ايقاف النار وأى تحليل لنتائجها وتداعياتها فيما بعد انتهاء المعارك الحالية .
كل الدعم للشعب الفلسطينى ولمقاومته ولحقه المشروع فى الكفاح بكل الوسائل بمافيها الوسائل العنيفة المسلحة .