تكشف الكورونا عن فاشية الرأسمالية الأمريكية المضمحلة


طلال الربيعي
الحوار المتمدن - العدد: 6523 - 2020 / 3 / 26 - 20:40
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية     

ادناه ترجمتي للمقالة
COVID-19 Has Further Exposed an American Capitalism in Fascist Decay
https://theredphoenixapl.org/2020/03/24/covid-19-has-further-exposed-an-american-capitalism-in-fascist-decay/?fbclid=IwAR10e-qdip3sqq29nmxIph3Z-IGMJQxcefg3hSRyl8X72P6JhPQg08qlbWA
--------------
أثار حاكم ولاية تكساس دان باتريك الجدل بدعوته الأخيرة الناس للعمل من أجل "إنقاذ الاقتصاد" ، حيث ذهب إلى حد القول بأن الأجداد يجب أن يكونوا على استعداد للمخاطرة بحياتهم من أجل المستقبل الاقتصادي لأحفادهم. من السهل أن لا نكترث لهذا الكلام ونعتبره تأملات قاتلة لاحد رجال ترامب الرجعيين الذي ينظر برعب إلى محفظة أوراقه المالية، لكن هذا التفكير ليس ظاهرة معزولة في السياسة الأمريكية في الوقت الحالي ، بل انه يعكس الزحف الفاشي العام الذي حدث منذ 11 سبتمبر والفعل الشوفيني والاضطهاد اللاإنساني للمهاجرين.

في حين أن العديد من اليساريين لا يزالون يرفضون اعتبار ترامب وحركته كفاشية جنينية ، التي تحث الخطى بشكل علني نحو فاشية سافرة، ويقللون من الاختلافات ذات المغزى في الطريقة التي مارست بها الدولة الأمريكية شوفينيتها الإرهابية ضد مجتمعات المهاجرين منذ عام 2016 ، الا ان هذه التطورات الجديدة والخطابات السياسية في عهد COVID-19 تزيد من حدة النقاش. لقد تغيرت كل حياتنا بشكل أساسي، وبدأت الهيئة السياسية للبلد تعكس هذا.

هناك جانبان رئيسيان لخطاب الموت هذا ذا الدافع الاقتصادي ، والذي يعكس الانحطاط الفاشي للرأسمالية الأمريكية. أولاً ، يعكس دان باتريك والعديد من اتباع ترامب "العقل" الساخر الذي كان في صلب الهمجية الفاشية للقرن العشرين وهو نفس العقل الفاشي في القرن الحادي والعشرين. يسعى الفاشيون دائمًا إلى تصوير الجهود لإعطاء الأولوية لحياة الإنسان على الحسابات الاقتصادية أو الوطنية على أنها نتاج ليبرالية واهنة ، ضعيفة, وتفتقر إلى الشجاعة لتحقيق نجاح حقيقي. بالتأكيد ، بالنسبة لدان باتريك وامثاله، سيموت الآلاف من كبار السن في العالم ، ولكن كم منهم ، يسألون بشكل مخادع ، سيعانون من الركود الاقتصادي؟ إن قتل الآلاف لتحقيق مكاسب اقتصادية ، حسب هذا الاعتبار ، هو في الواقع جيد للبلاد ، لأنه سيحمي الملايين من الدمار المالي. إن مصيرنا ومصير حملة الأسهم هما نفس المصير - أسطورة ريغان القديمة بترشح الثروة الى اسفل من الاغنياء الى الفقراء . ولكن من ساعدت في النهاية الدولة الأمريكية في الركود الأخير؟ هل قدمت تخفيف الرهن العقاري لمن فقدوا منازلهم؟ وماذا عن الإعفاء من قرض الطالب للخريجين الذين لم يتمكنوا من العثور على عمل؟ لا ، لقد عرضوا تقديم تريليونات الدولارات الى الشركات. يُطلب منا المخاطرة بحياتنا وحياة آبائنا وأجدادنا من أجل خير الأمة - لكننا نعرف من التجربة من يعاني ومن لا يعاني خلال أزمات الرأسمالية. نحن نفهم أن اللامبالاة الساخرة للفاشيين هي مجرد خطاب بلاغي يهدف إلى حجب أولوية المكاسب الاقتصادية للطبقة الحاكمة على حساب حياة الإنسان. ربما كان هتلر طاغية ، كما يقول المدافعون الفاشيون ، لكنه على الأقل كان جيدًا للاقتصاد!

ثانيًا ، حجة, مثل مطالبات دان باتريك بأن نقسم المجتمع في أشخاص "منتجين" و "غير منتجين", تشكل ضرورة للاجرام الفاشي (يردد صدى هذا الاجرام المالتوسي-دارويني اجتماعي ستالينيون معاصرون. ط. ا) . يجب أن ينفق المسنون ، الذين أصبحوا "غير منتجين" وكأنهم عملة في خطة تحفيز أخرى للأغنياء. لا يجب أن ننخدع في التفكير بأن مثل هذا الفهم فريد من نوعه بالنسبة لـ COVID-19 ، ولا ينطبق إلا على صفاته الخاصة (معدلات الوفيات الأعلى بين كبار السن ، على سبيل المثال). هذا النوع من التفكير هو الأساس الذي تقوم عليه الهجمات الفاشية على الأشخاص ذوي الإعاقة ومشاكل الصحة العقلية ، وهي المجموعات التي كانت من بين أول من قُتلوا خلال المحرقة النازية ، وهم الذين قتلوا باستخدام Zyklon B بعد مؤتمر Wansee (مؤتمر للحكام للنازيين في عام 1942 قرر فيه استخدام مادة Zyklon B لقتل معتقلي النازية وهو مادة مبيدة للحشرات). لقد ساهمت الظروف الاقتصادية التي أوجدها COVID-19 في هذا الانحدار الفاشي ، بحيث يمكن للقائد السياسي أن يدعو علانية الى موت فئات كبيرة من السكان الأمريكيين لإنقاذ الاقتصاد والدفاع عن ذلك من قبل المؤسسة اليمينية ، ولكن هذا التمايز بين المنتج وغير المنتج كان دوما في صلب الزحف الأمريكي الفاشي. يتعرض المهاجرون للاعتداء والقتل على الحدود لأنهم يصورون على أنهم علقات لا يدفعون الضرائب ولكنهم يستخدمون الخدمات الاجتماعية مثل التعليم والرعاية الاجتماعية (كلاهما خرافات صارخة). يجب أن تسعى الرأسمالية في عهد اضمحلالها إلى زرع الانفصالية في الطبقات العاملة التي قد تتحد من أجل تدمير الرأسمالية, يجب أن تخلق فرقًا بين أولئك "المنتجين" و "غير المنتجين". يجب أن تقنعنا بأن لدينا القليل من القواسم المشتركة مع شخص مسن عمل طوال حياته مما لدينا مع أصحاب رأس المال المغامر في وول ستريت. لقد كان تفكك الطبقة العاملة، ومعارضة قطاعات مختلفة من الطبقة العاملة لبعضها البعض، هو الذي مكن الفاشيين من ارتكاب أكبر جرائمهم.

يجب ألا نكون خائفين من تسمية سياسة تشارك بكل مثابرة للتضحية بالحياة من أجل تعزيز مكاسب اصحاب الأسهم و تسعى إلى فرقة العمال ومعارضتهم بعضهم البعض من أجل تعزيز ارباح الشركات ما هي عليه في واقع الحال: فاشية. الرأسمالية ، التي تواجه حركة اشتراكية متصاعدة وأزمة داخلية ، تلجأ إلى معقلها الأخير. كعمال واشتراكيين ، يتوجب علينا أن نكبح جماح القلق واليأس والعزلة التي يواجهها الكثير منا ، ونعيد تأهيل أنفسنا بقوة وإبداع جديد لغرض تدمير الفاشية مرة واحدة والى الابد.