راسل ودولة المافيات الصهيونية


طلال الربيعي
الحوار المتمدن - العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 22:25
المحور: القضية الفلسطينية     

الفيلسوف البريطاني برتراند راسل اشهر من نار على علم. فهو إضافة الى كونه فيلسوف شهير, فهو عالم منطق ورياضيات ولفلسفته تأثير كبير على نظرية المعرفة والعلوم الذهنية. وقد اشتهر راسل ايضا بوقوفه الى جانب المحرومين والمضطهدين في كل ارجاء العالم والعمل من اجل السلم وبالضد من الحروب الجائرة. وقد كلفته مواقفه الشجاعة هذه ايداعه السجن في سن متقدمة. وينبغي الذكر ايضا ان راسل ترأس لجنة الدفاع عن الشعب العراقي مع المهندس خالد احمد زكي على خلفية انقلاب شباط الاسود 1963 الذي اودى واٌودع السجن على اثره بآلاف من شيوعيي العراق وأحراره.

رسالة من برتراند راسل إلى المؤتمر الدولي للبرلمانيين في القاهرة، فبراير 1970 هي رسالة راسل الأخيرة، كتبها في 31 يناير 1970 وتوفي في 2 فبراير 1970).

وهذه الرسالة تحتفظ بحيويتها اكثر الآن. ونحن نتساءل هل كان سيكون بمقدور فيلسوف اللغة, راسل, أن بجد لغة مناسبة للتعبير عن جرائم إسرائيل ووحشيتها وارهابها بحق اهل فلسطين الآن؟ إن سلوك إسرائيل هو سلوك المافيات واعتى مجرمي العالم عبر التاريخ قاطبة, بل انها تفوفت عليهم كلهم في الاجرام والوحشية وتستحق بكل جدارة دخول موسوعة غينيس كرائدة الإجرام وبتجردها من كل القيم ألإنسانية. إنها دولة مافيات صهيونية ظلامية تقودها الولايات المتحدة بصفة أداة لأحكام سيطرتها كأعتى قوة إمبريالية ديناصورية على العالم. إسرائيل هي التي أوكل لها أن تؤدي المهام القذرة لواشنطن التي تريد ان تحافظ, ولكن هيهات, على صورتها باغتصابها للكلمات وزعمها إنها "زعيمة العالم الحر"!.

----------
هذا البيان حول الشرق الأوسط مؤرخ في 31 يناير 1970، وتمت قراءته في 3 فبراير، اليوم التالي لوفاة برتراند راسل، في المؤتمر الدولي للبرلمانيين المنعقد في القاهرة.

اقوال برتراند راسل
إن المرحلة الأخيرة من الحرب غير المعلنة في الشرق الأوسط مبنية على حسابات خاطئة للغاية. إن الغارات الجوية في عمق الأراضي المصرية لن تقنع السكان المدنيين بالاستسلام، ولكنها ستزيد من تصميمهم على المقاومة. وهذا هو الدرس المستفاد من كل القصف الجوي.

ولم يرد الفيتناميون، الذين تحملوا سنوات من القصف الأمريكي العنيف، بالاستسلام، بل بإسقاط المزيد من طائرات العدو. وفي عام 1940، قاوم أبناء وطني غارات هتلر بالقنابل بوحدة وتصميم لم يسبق لهما مثيل. ولهذا السبب، فإن الهجمات الإسرائيلية الحالية ستفشل في تحقيق هدفها الأساسي، ولكن في الوقت نفسه يجب إدانتها بقوة في جميع أنحاء العالم.

إن تطور الأزمة في الشرق الأوسط أمر خطير ومفيد في نفس الوقت. وعلى مدى أكثر من 20 عاماً، توسعت إسرائيل بقوة السلاح. وبعد كل مرحلة من هذا التوسع كانت إسرائيل تلجأ إلى "العقل" وتقترح "المفاوضات". هذا هو الدور التقليدي للقوة الإمبريالية، لأنها ترغب في توطيد ما أخذته بالعنف بأقل صعوبة. وكل فتح جديد يصبح الأساس الجديد للتفاوض المقترح من القوة، والذي يتجاهل ظلم العدوان السابق. ولابد من إدانة العدوان الذي ترتكبه إسرائيل، ليس فقط لأنه لا يحق لأي دولة ضم أراض أجنبية، بل لأن كل توسع هو بمثابة تجربة لاكتشاف مدى العدوان الذي سيتحمله العالم.

لقد وصف الصحفي في واشنطن آي إف ستون اللاجئين الذين يحيطون بفلسطين بمئات الآلاف مؤخراً بأنهم "حجر الرحى الأخلاقي الذي يلتف حول عنق يهود العالم". وقد دخل العديد من اللاجئين الآن العقد الثالث من حياتهم غير المستقرة في مستوطنات مؤقتة.

إن مأساة شعب فلسطين هي أن بلده "أعطته" قوة أجنبية لشعب آخر من أجل إنشاء دولة جديدة. وكانت النتيجة أن مئات الآلاف من الأبرياء أصبحوا بلا مأوى بشكل دائم. ومع كل صراع جديد يتزايد عددهم. إلى متى يظل العالم على استعداد لتحمل مشهد القسوة الوحشية هذا؟ ومن الواضح تمامًا أن للاجئين كل الحق في الوطن الذي طردوا منه، وإنكار هذا الحق هو في قلب الصراع المستمر. لن يقبل أي شخص في أي مكان في العالم أن يتم طرده بشكل جماعي من بلده؛ فكيف يمكن لأحد أن يطلب من أهل فلسطين القبول بعقوبة لا يتحملها أحد؟ إن التوطين العادل الدائم للاجئين في وطنهم يشكل عنصرا أساسيا في أي تسوية حقيقية في الشرق الأوسط.

كثيرا ما يقال لنا إنه يجب علينا أن نتعاطف مع إسرائيل بسبب معاناة اليهود في أوروبا على أيدي النازيين. ولا أرى في هذا الاقتراح أي سبب لاستمرار أي معاناة. إن ما تفعله إسرائيل اليوم لا يمكن التغاضي عنه، كما أن استحضار فظائع الماضي لتبرير فظائع الحاضر هو نفاق فاضح. ولا تكتفي إسرائيل لدفع اعداد كبيرة من اللاجئين إلى البؤس؛ ليس فقط أن العديد من العرب تحت الاحتلال محكوم عليهم بالحكم العسكري؛ ولكن إسرائيل أيضاً تحكم على الدول العربية التي خرجت حديثاً من الوضع الاستعماري، بالفقر المستمر حيث أن المطالب العسكرية لها الأسبقية على التنمية الوطنية.

يتعين على كل من يريد أن يرى نهاية لسفك الدماء في الشرق الأوسط أن يتأكد من أن أي تسوية لا تحتوي على بذور الصراع في المستقبل. إن العدالة تتطلب أن تكون الخطوة الأولى نحو التسوية هي انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي التي احتلتها في يونيو/حزيران 1967. والأمر يتطلب حملة عالمية جديدة للمساعدة في تحقيق العدالة لشعوب الشرق الأوسط التي طالت معاناتها.
-------
انظر الفيديو
Britain s Most Famous Philosopher on Zionism
https://www.youtube.com/watch?v=egfCTz-ZuZU