ندوة تجمع عقول عن تظاهرات العراق في النجف


قاسم حسين صالح
الحوار المتمدن - العدد: 5990 - 2018 / 9 / 10 - 22:58
المحور: المجتمع المدني     



تجمع عقول يقيم في النجف ندوة عن تظاهرات العراق

تحت شعار (توحيد تنسيقيات المحافظات ضمانة لتحقيق مطالب التظاهرات) عقد تجمع عقول ندوته الثانية في النجف ( 8 ايلول 2018)،شارك فيها أكاديميون وباحثون من محافظات التظاهرات.
افتتح الندوة أمين عام تجمع عقول الدكتور قاسم حسين صالح بكلمة جاء فيها:
(ان تكون في النجف فهذا يعني انك في مدينة امام المتقين ومدينة العلم والحاكم بسلطة الحق..الحق الذي كان شاغل الامام علي فكرا ومعتقدا وتطبيقا..نستذكر هنا قوله " رحم الله رجلا رأى الحق فأعان عليه ورأى جورا فردّه"،ومقولته " حين سكت اهل الحق عن الباطل ،توهم أهل الباطل انهم على حق")،لافتا الانتباه الى أن "المفارقة التي نشهدها الآن أننا بتنا لا نعرف الحق،وكثير منّا يتفرج على قلّة سالكيه دون أن ينصرهم،وكثير آخر أكثر يتزاحمون على طريق الباطل..بين فاقد وعي امتطاه الضلال،وطامع بجاه أومال،ومنافق ومتملق ودجّال..وبات المحبون للوطن يعيشون حالة اغتراب..وأقسى حالاته ان تعيش غريبا في وطنك، وأوجعه ان يكون وطنك غنيا يمتلك كل مقومات الرفاهية وربع أهله دون خط الفقر).
وفي ورقته بعنوان "دروس من ثورة العشرين" استذكر المهندس الدكتور قصي القيسي الدرس الذي نفتقده الان من ثورة العشرين المتمثل بوحدة الطائفتين بوجه المحتل والفاسدين".وتناول الدكتور علي حسين حلو الاستاذ بكلية التربية بجامعة بغداد موضوع التظاهرات بوصفها مطالب مشروعة وحق مشروع" ،تبعته الباحثة النفسية انعام هادي حسن بورقتها المميزة " دور المرأة في تظاهرات العراق" مستعرضة تاريخ المرأة النضالي بدءا من انتفاضة 1948،موضحة اسباب انخفاض مشاركتها الآن التظاهرات،متساءلة: لماذا تشارك المرأة بالملايين في المسيرات الدينية وتمشي المسافات الطويلة فيما لا تشارك بالتظاهرات مع انها قضية تخص مستقبل أطفالها؟".تلاها الناشط المدني مكي السلطاني متحدثا عن "تظاهرات النجف ما لها وما عليها"،تبعه ابو الحسن حاتم صاحب من كربلاء في دعوته" لنتعلم من الأمام علي الوعي والتظاهر" ،تلاه الفنان والناشط البارز احسان الفرج متحدثا عن "دور المثقف في التظاهرات،الناصرية أنموذجا"، مشبها المتظاهرين بالبحارة النشطاء الذين يمكن ان تغرق سفينتهم ما لم يكن لها ربان يقودها بحكمة.وكان للناشطة المدنية البارزة في النجف السيدة سهاد الخطيب تحليل عن "الاسباب الموضوعية لاستمرار التظاهرات"،فيما تناولت ورقة الأديب طالب عبد العزيز من البصرة " ثورة الملح والكهرباء في البصرة"،التي قدمها الشاعر طارق حسين..الأحداث الموجعة لأهلنا في البصرة..تبعته الاستاذة هيفاء الشمري بورقة حملت عنوان "الدماء مقابل الماء"..ختمها الاعلامي السيد مهدي شعلان مهدي بورقة ركزت على ازدواجية بعض المثقفين المعروفين والاكاديميين في موقفهم من التظاهرات.
وفي ختام المتحدثين قدم الدكتور قاسم حسين صالح محاضرة بعنوان (تظاهرات العراق الى أين؟)، استعرض تاريخها من يوم بعثت السلطة احد (مناضليها) في شباط 2011 ليعطي الأوامر بضرب المتظاهرين في ساحة التحرير،موثقا الأحداث با لأرقام والتفاصيل من (10 تموز ولغاية يوم انعقاد الندوة السبت 8 ايلول 2018)،واصفا التظاهرة في العراق بأنها ثور هائج يثير الفزع والفوضى ما لم تمسك بقرنيه، منبها الى احتمالات فشل التظاهرات ومحذرا بأن الأحداث تتطور نحو الأخطر.
التوصيات
خرجت الندوة بعدد من التوصيات نوجزها بالآتي:
تشكيل قيادة محلية بكل محافظة من الأشخاص الذين لهم دور فاعل ومثابر،وتوحيد تنسيقياتها بقيادة مركزية في بغداد تمثلها، تخول بالتفاوض مع الحكومة بأهداف واضحة ومحددة وفق استراتيجية علمية تنفّذ بمراحل عملية.
تعهد ضامن من الحكومة العراقية بتشكيل محكمة من قضاة مستقلين تتولى محاكمة الفاسدين مبتدئة بمن وصفتهم المرجعية بـ(الحيتان) ومعتمدة مبدأ (من اين لك هذا).
توظيف التأثيرات الايجابية في خطاب المرجعية المتعلق بحركات الاحتجاج،ومسؤوليتها الدينية والانسانية والتاريخية نحو شعب العراق.

قيام العراقيين في الداخل والخارج بايصال قضية التظاهرات الى شعوب وبرلمانات وحكومات دول العالم.
تشكيل وفد يقوم بزيارات لمؤسسات دولية رسمية واجتماعية لعرض ما حل بالعراقيين من فواجع كارثية وبؤس اقتصادي وتفكك اجتماعي وخراب وطن،لفشل العملية السياسية باعتمادها المحاصصة، ولانفراد احزاب الاسلام السياسي بالسلطة والثروة.
استطلاع رأي الملحقيتين الثقافيتين الأمريكية والبريطانية بخصوص موقفيهما من التظاهرات ،والمسؤولية التاريخية للدولتين نحو شعب العراق.
تصعيد أهداف التظاهرات الى السعي نحو اقامة دولة مؤسسات مدنية حديثة تجبر البرلمان العراقي على: تعديل الدستور، تعديل قانون الانتخابات ،خفض رواتب وامتيازات اعضاء البرلمان والغاء تقاعدهم، الغاء مجالس المحافظات،تشكيل محكمة من قضاة مستقلين لمحاكمة الفاسدين.
تامين الحماية القانونية للمتظاهرين وتحريك ملف المخطوفين والشهداء على مستوى داخلي وعالمي عبر منظمات قانونية عراقية ودولية.
تحريك ملفات الخرق القانوني للدستور من قبل اجهزة السلطة لايقاف الانتهاك الصارخ من قبل الاجهزة الامنية وبعض الميليشيات ضد المتظاهرين العزل.
طرح مشروع صندوق دعم مالي لعوائل المختطفين والمعتقلين والشهداء
عبر تشكيل لجنة متابعة لمتابعة احوال اسر هؤلاء وبالتحديد الزوجات والاطفال
اشاعة ثقافة الأحتجاج بين المتظاهرين والقوى الأمنية،بهدف تحقيق تظاهرات بأساليب حضارية.
عدم السماح للمنتمين لأحزاب السلطة بالمشاركة في التظاهرات.
تجنب الهتاف بشعارات سياسية عدائية ضد دول مجاورة او دولية>

وفي ختامها طرح الدكتور قاسم مقترحين حظيا بقبول الحاضرين،هما:
1. دعوة المشاركين بندوة النجف هذه الى تشكيل لجنة او هيأة تتبنى برنامجا او خطة بالتنسيق مع قيادات التظاهرات في المحافظات لعقد مؤتمر وطني في بغداد او النجف او البصرة تعتمد هذه الاجراءات وتعمل على تحقيق اهداف التظاهرات.
2. يعلن (تجمع عقول)عن رغبته في ان تكون النجف «عاصمة التظاهرات والاحتجاجات في العراق» تعمل على ضمان حقوق جميع العراقيين في كل المحافظات.
يذكر ان الندوة كانت بضيافة الوجيه الحاج حسن نوري ابو السبح ومشاركة الأكاديمي الدكتور حيدر نزار السيد سلمان رئيس تحرير جريدة دليل النجف.

النجف الأشرف ،السبت 8 ايلول 2018