جرائم مبارك فى حق الشعب المصرى(2)


فؤاد قنديل
الحوار المتمدن - العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 14:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان     


كان من الطبيعى أن تكون للغربال الجديد شدة وللشاب المنتشي بالمنصب الخرافى أن يرمى بياضه ويمارس بعض الأدوار التى تجعله في عين المنافقين والجهلاء وطنيا مخلصا . لكنه سرعان ما استقر على فلسفة الحكم التى ينوى المُضى على هداها وهي استكمال سياسة السادات المرتكزة على خمسة محاور هي 1- حرب 73 آخر الحروب وإسرائيل أصبحت صديقة 2 - أمريكا سيدة العالم و99% من المصائر في يدها
3 - لا مفر من الانفتاح والرهان على رجال الأعمال 4 - تحقيق الاستقرار بالسماح لكل مواطن بفعل ما يشاء حسب توجهات الشرطة 5 – غير مسموح بإزعاجى بسبب أية قضايا مهما كان خطرها.
في الأسبوع الماضى تناولنا بعض خطايا مبارك في حق الشعب ونكمل اليوم فنضيف ما يلى :
9 – حرصه على أن ينحاز فقط لرجال الأعمال وفتح مجالات عريضة لأنشطتهم وتسهيل مهمتهم في نهب المال العام وممتلكات الشعب المحروم فقد وزع على العشرات منهم ملايين الأفدنة في أفضل المواقع ولم يسدد أكثرهم ثمنها التافه الذي لا يتجاوز مائة جنيه للفدان . في المقابل لم يفكر مرة هو أو موظفوه في أحوال الشعب الذي يعانى 50% من تعداده من الفقر و40% من الأمية و15% من البطالة .
10 – أدى الفقر المدقع وانعدام فرص العمل إلى لجوء الكثيرين إلى كل السبل المحرمة لجلب المال سواء للعيش الكفيف أو للثراء ، فمن العاطلين من أقبل على تعاطى المخدرات والمتاجرة فيها ، ومنهم من لجأ إلى خطف الأطفال ومن مات ضميره فسرق أعضاء البسطاء بالخديعة بحجة العلاج المجانى وازداد الئإقبال على أعمال البلطجة والارتزاق من ارتكاب جرائم القتل والخطف وشتى صورالتهديد والترويعومن ثم تراجعت الأخلاق وغابت القيم وتلاشت المبادئ ولم تعد للدين أهمية ولم يبق منه إلا الشكل.
11 - حققت أسرته ثروة بالمليارات و أنشأ ابنه جمال شركات تحسب أصولها بمئات الملايين من الدولارات ، و بدأ نشاطه الاقتصادى بالمتاجرة فى ديون مصر و هى جريمة فساد دامغة ، ولم يقدم الأب كشف حساب عن التفويض الذى يحصل عليه من 24 عاما لعقد صفقات السلاح بينما لا يوجد أى مبرر للسرية فى زمن السلم . و تقدر الأموال التى نزحت من البلاد فى أقل تقدير بـ 200 مليار دولار ، بينما يتربع على قمة السلطة مجموعات مغرقة فى الفساد فى مختلف المجالات و تتمتع بالحصانة و الحماية من رأس الدولة.
12 - انتهاك حقوق الانسان المصرى على أوسع نطاق وبأبشع الوسائل،حيث شهدعهده اعتقال نحوربع مليون مواطن ،ويوم تنحى كان متبقيا 25 ألف معتقل لا يعرفون أسباب اعتقالهم ، وكان التعذيب و انتهاك الأعراض ممارسة روتينية فى الأقسام و السجون فى ظل حالة طوارئ مستديمة ،. فلم تكن للمواطن المصرى الباحث بالكاد عن لقمة العيش وقدر من حرية التعبير أية كرامة ما دام بلا سقف ولا ظهر مادامت الحماية أو الضمانات غائبة . و عمليات الاختطاف و الاختفاء و القتل خارج نطاق القانون ممارسة شائعة لأجهزة الأمن ، بينما الدستور تم حفظه في ثلاجة الحكم.
13 - تعرض نهر النيل شريان الحياة للمصريين لإهانات رهيبة واستباحه رجال الأعمال من أصحاب مصانع الخاصة الذين عملوا على تلويثه ليل نهار وترك الحاكم الأعمى مساحات هائلة من النيل يرعى فيها ورد النيل ويخنق الري والصيد والملاحة وأهمل تماما بحيرة ناصر لتلحق بصاحبها لعلها تنسى الناس اسمه .
14 – غفل غير المبارك عن توفير الحياة اللائقة بأبناء السواحل وكلهم من الصيادين ومصر تطل على ألفى كيلو متر من البحار غير ألف وخمسمائة في النيل وألف على البحيرات فاضطروا إلى السياحة في البحار البعيدة حيث يلاقوا العنت والمشاق والاعتقال ومصادرة ما ثم صيده ثم دفع الغرامات لإطلاق سراحهم بعد معاناة الأهالى من القلق على مصائر ذويهم .
15 - المفروض في حالة الشعوب التى يتحكم فيها رئيس مشغول بنفسه وأسرته وأحبابه ومحاولته تكوين عزوة تسندها الثروات في الداخل والخارج وفي ظل غياب شبه كامل للبرلمان أن يترك الفرصة للشعب للتعبير وتقديم الأفكار وطرح الأمانى ، وتم ذلك بالفعل عن طريق الصحافة التى كتبت وصرحت وصرخت أحيانا لكنها كانت تحت السيطرة الكاملة ، وكان يمكن أن تقوم النقابات بدور فاعل من أجل طرح مشاكل الموظفين والعمال وعقبات الإنتاج وبناء المشروعات الجديدة ، لكنها كانت مكبلة تماما ولا يبقى لقياداتها إلا المزايا حتى تلوذ بالصمت وتحتجز كل صاحب فكرة أو رأى .
16- تجنب مبارك تعيين نائب لرئيس الجمهورية طوال فترة حكمه ، وتحول حكم الدولة من جمهورية إلى ملكية ومن ثم تصرف في كل ممتلكات الشعب بوصفه ملكية خاصة وعزبة له ولأسرته ولكل من يرضى عنهم و أعاد البلاد إلى حالة أسوأ مما كانت عليه قبل ثورة 52، فهناك عشرات الملايين من الجوعي الذين لجأوا إلى صناديق القمامة يقومون بفرزها والتقاط أي شيء يصلح لإسكات صراخ المعدة. أمر يندى له الجبين.
17 – تسليم البلاد لابنه وحاشيته فتصرفوا كما يشاؤون في أحوالها السياسية والاقتصادية تمهيدا لتوليه الرئاسة في الدورة القادمة .
18 – لا وجود لوزارة البحث العلمى فى الواقع .. لا تشجيع ولا تيسيرات ولا متابعة ولا تذليل عقبات ولا مبعوثين ، فما قيمة البحث العلمى والرئيس ورجاله بالتليفون يطلبون أي اختراع أو دواء أو من الأصدقاء في إسرائيل .
وبعد..فهذا قليل من كثير وقائمة الخطايا حافلة والعبث كل العبث ما يحدث فى ساحات المحاكم إزاء هذا الرجل ومعاونيه الذين خربوا البلاد وامتصوا دماءها ..و هذا ما يستوجب تقديم التحية لكل من شارك في انتفاضة يناير 2011 التى خلصتنا من هذا الرجل معدوم الضمير والخبرة والثقافة والوطنية ، ولا بارك الله في كل شخص يتساهل مع هذا الحاكم الذي يستحق الإعدام عدة مرات .