أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - المتنبي ينعى نفسه















المزيد.....

المتنبي ينعى نفسه


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسم الله الرحمن الرحيم

المتنبي ينعى نفسه

انفجار شارع المتنبي مأساة تضاف إلى مأساة العراق في عصره الحديث بل هو عودة إلى العصور الظلام فالكتاب هو القيمة الحقيقة لكل امة والعقل المجنون هو الذي يحارب الكتاب والكلمة والحرف والله سبحانه تعالى أول ما خاطب به النبي العظيم قال له إقراء حيث كانت بداية يقول بها لمجموع البشرية إقراء فالقراءة هذه كانت ضد الجهل والتخلف والفقر كانت ضد كل المؤسسات السلطوية في التاريخ ب أقراء هذه غزا المسلمون يمتطون صهوات حيادهم وفي يدهم سيف وفي الأخرى قلم فتأسست دولة على أنقاض دول وتأسست ثقافة على أنقاض ثقافات وتأسس وعي على أنقاض جهل ....

المتنبي هذا العملاق والذي بقي مرتحلا من مكان إلى مكان ينشر حيث كان كلمات هي صرخات في الوعي الإنساني يحمل ثقافة امة على صهوة حرف تنتقل بخفة فهد إلى حيث الناس في أقصي قرية في قمة جبل أو إلى حيث الحطابون في أقصى كوخ من هذا العالم , ثم رجع يحمل على كاهله احمالأ وأوزار البشرية ليستقر في شارع اتفق فيما بعد إن يسمى (( بالمتنبي )) وبقي عشرات السنوات حيث فقدنا الحرف والكلمة والثقافي سعينا بأرجلنا إلى حيث مئات الكتب متوسدة الأرصفة في هذا الشارع العتيق وعلى واجهات المكتبات على طول هذا الشارع .
الأوراق التي احترقت في هذا اليوم عانقت رائحة الجلد المحترق والأرواح البشرية التي انصهرت مع مئات الكتب المحترق فهل إن الأوان إن ينعي المتنبي نفسه في عراق العصر الجديد , هل إن له إن ينتقل إلى مكان أخر يجد له احترام أكثر للحرف والمعرفة الإنسانية والتي تختزنها الكتب من مئات السنين .
الجالس مثل الماشي مثل المستمع مثل ابن البصرة وابن زاخو يعلم إن الثقافة في العراق شي اسمي من الخبز أحيانا ,, وان كان اهتمام الإنسان في دول أخرى بالخبز أولا , إلا في العراق فان الثقافة هي الأولى وهي الأخيرة وبينهما تأتي أولويات المعيشة فالعراقي يولد بتثقف وبقراء ويعيش بتثقف وبقراء ويموت بتثقف وبقراء والعراقي الوحيد الذي جعل من الولادة فلسفة وثقافة ومن الحياة فلسفة وثقافة ومن الموت فلسفة وثقافة وبين دفتي دجلة والفرات ولدت أساطير الإنسان القديمة الباحث عن المعرفة والكلمة والحوار وبين جدران الحضارات القديمة كانت ملحمة كلكامش ملحمة الموت والخلود وكانت محاولات انكيدو صاحبه في وضع أساس للمعرفة في ارض الرافدين وفي العصر الحديث قيل إن الكتاب يؤلف في القاهرة ويطبع في بيروت وبقراء في العراق , ولا يزال العراقي في نهم للقراءة حتى كتب عند البشرية من القراء وفي مدراس العراق كانت كل الاختلافات التي حصلت في البشرية ففي عاصمة المأمون تم ترجمة معظم ثقافة الدول الإغريقية إلي كتابات عربية سهلة وفي أحضان بغداد العراق تأسست مدارس الفقه والشعر والمعتزلة وعلم الكلام والمنطق والتصوف والتشيع والبحث عن ما وراء الحروف والكلمات وباطن الآيات القرآنية وظاهرها وناسخها ومنسوخها ومعظم علماء الفقه كانوا في العراق ومعظم علماء اللغة كانوا في العراق والشعر المجنون والصريح والعفيف كان عراقي , والمتنبي نفسه حين أراد إن يتعلم الفصاحة على أصولها لجاء إلى بادية السماوه فكان نطقه صحيحا عربيا فولد عملاقا حيث عاش بين العمالقة فأراد إن يكون عملاق العمالقة فكان يقف على أكتاف العمالقة العالم .
العقل الذين أراد اليوم إن يقتل الإنسان في شارع المتنبي إنما يريد إن يقتل الإنسان في العراق وان يقتل المتنبي في العراق ومهما كانت تبريرات هذا الموت القادم من ما وراء الحدود لا عذر له في هذا الاستهداف الذي أراد إن يقضي على الروح التي لا يحق إن يقتلها الإنسان إلا بالحق إنما أراد إن يقضي على مبادئ الإنسانية في العراق إن يقضي على شخص النبي محمد في تراثه وتاريخه الممتد لمئات من السنين وتلك الأقوال التي حاول الرسول محمد إن يعلمها إلي المسلم وفهما بصورتها العكسية فمحمد الذي يقول إن زوال السموات والأرض أهون عند الله من قتل نفس بريئة وان من قتل نفسا كأنما قتل الناس جميعا ومن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جمعيا أراد إن يقضي على تعاليم الخليفة أبو بكر في وصاياه إلي الجيش الذاهب إلى الحرب (( لا تقتلوا أسيرا ولا متولي من حرب ولا طفلا ولا شيخا عجوزا ولا أمراه ولا تقطعوا شجرة ولا تهدموا بيتا )) .
إن لا اعرف كي تخرج هذه التفجيرات الاحتلال من العراق وكيف يصدق ألاف الناس في خارج العراق إن هذه مقاومة محتل وهذه للأسف مشكلتنا من إخواننا العرب والذين لازالوا لغاية اليوم يصدقون إن قتل الأبرياء في شوارع بغداد والحلة هي مقاومة ويخرج متحدثيهم على القنوات الفضائية لتبرير فعل هذا القاتل أم ذاك .
العملية السياسية التي حصلت في العراق فيها الكثير من الأخطاء وفيها كثير من سوء التصرف وفيها الكثير من الفساد وفيها الكثير من المستفادين على حساب الشعب العراقي ولكن هل كل العملية السياسية شر مطلق ؟!!!!!!!!
الديمقراطية خير للعراق وإنشاء دولة برلمان خير للعراق وكتابة دستور دائم للعراق خير كذلك للعراق ووجود العراق بين المجتمع الدولي خير كذلك للعراق , والعراق في تجربته هذه يتعلم من أخطاءه فان كان ساسة العراق اليوم يعملون دون مصلحة العراق , فأن العراقي تعلم كيف يضع الشخص المناسب في المكان المناسب والية الاختيار الموجودة مع قصورها مع رغبتنا بتطوير هذه الإلية ,إلا إن هذه الإلية تسمح لصاحب الصوت العراقي بانتخاب من يمثله تمثيل صحيح بالبرلمان وينقل كل همومه لصانع القرار العراقي . فنحن إمام إلية جيده ولكنه ليست مثالية.
ومع ذلك نتساءل هل العراق محتل ؟ نقول اجل محتل ولكن هل يبقي محتلا إلي الأبد , هذا الاحتلال لابد إن يزول يوما ما سواء كان بعد شهر أو بعد عدة سنين.
ولكننا إزاء تكوين عملية سياسية يستفاد منها العراق بمجموعه لماذا ننتظر إلي وقت خروج المحتل حتى نكون آليات الحكم ولماذا لا يستفاد العراقي بالممكن الموجود حاليا ونحن نعلم جيدا إن السياسة هي فن الممكن . الممكن البسيط الذي نستطيع إن نكون بها حياة كريمة للعراقي. وهذا الممكن البسيط في حالة الوضع العراقي أفضل بكثير من بعض الدول العربية المجاورة التي لا زالت تحت طائلة حكومات مستبدة سواء كانت حكومات انقلابية أو حكومات عائلية لازالت تحكم المنطقة منذ الآلاف السنين .
هناك ملاحظة يجب إن توخذ بالاعتبار لماذا وضع الشمال الكردي والجنوب الشيعي مستقرا أكثر من الوسط السني . هل نقول مثلما يقول آخرون إن الوسط السني أكثر إسلاما من باقي الشعب العراقي أم نقول إن هذا الوسط يحمل على عاتقه رسالة الاسلام والباقي متخاذلون جبناء . إما مثلما يقال إن الجنوب الشيعي والشمال الكردي كانوا عملاء لمحتل .هذا كلام بعيد عن المنطق بعيد عن الحقيقة ,.
أتمني إن تكون هناك وقفة حقيقية مع النفس من معظم المثقفين العرب حتى يقدروا الوضع حق قدره , فلا ادري لماذا كل العلمانيون العرب والذين يدعون إلى الدول العلمانية القائمة على الفردية وحقوق الإنسان وفصل السلطات والعقد الاجتماعي , لا ادري حين إقراء مقالاتهم أجدهم وقد تحولوا إلي إسلاميين أكثر من الإسلاميين أنفسهم فقط لان الأمر يتعلق بكون هذا شيعي أو تركي . ولا ادري لماذا كل المصلحين العرب حين يضعون مشارعيهم ينسون الوجود الشيعي والكردي والأقليات الموجودة في الوطن العربي .
فالشيعة مثلهم مثل الأكراد مثلهم مثل الأرمن مثلهم مثل الأقباط مثلهم مثل البربر في المغرب العربي لهم حق الحياة ولهم حق المواطنة ولهم حق الانتخاب والترشيح لهم الحق في النطق في لغاتهم الخاصة ولكن داخل إطار دولهم وكل هؤلاء مغيبون عن أي عملية سياسية تقوم في أوطانهم , ومن حين تشكلت الدولة الإسلامية بداية من العصر الراشدي الأول مرورا بكل ادوار الدولة المستبدة كانوا مغيبين عن الوجود السياسي في دولهم .
هي دعوة إلى كل الذين يحاولون إن يكون لهم دورا في الساحة العراقية من فقهاء الإرهاب إلى حكام الدول المجاورة إلى شعوب العالم العربي والإسلامي إلى الأقليات في العالم العربي والإسلامي إن يتقوا الله في العراق , إن يتقوا الله في العراق كفانا دماء تجري كفانا أناس تموت كفانا ثقافة تحترق على أرصفة شارع الثقافة وان كان المغول حولوا نهر دجلة إلى نهر ازرق من مدد الحبر المنساب مع الماء فانتم مزجتم الدماء مع مداد هذه الكتب , وقتلتم المتنبي وكل الشعراء العرب في هذا الشارع اليوم , فهذه مجزرة يحق للمتنبي إن ينعي نفسه بها اليوم .




#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جند السماء
- شيعة .... وسنة
- ابن جبرين ..يجب ان تعتذر
- وحدها ...ماجدة الرومي بقيت
- الوزير ربما ... ربما يجد حلا !!!!!
- الا تستحق لبنان انعقاد قمة عربية
- الوزير المبتسم ..وصواريخ المقاومة
- مغامرة حزب الله ...بين العقل والجنون
- المرأة خذلت المرأة .............. كويتياً
- العلمانية .....والتعايش
- الرق وبقايا الثقافة الاسلامية
- الرئيس المؤمن
- هند حناوي
- السقيفة ... و ؤد الديمقراطية
- القمة العربية ..تحتاج لوجوه جديدة
- الى ...كاتبة من وطني
- تشالز ... شيخ الازهر القادم
- الجنة الان .... الجنة بعد ذلك
- اطوار الكلمة ... واغتيال الحياد
- اغتيال الأضرحة


المزيد.....




- ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN ...
- بلينكن: على إسرائيل أن تقرر إذا كانت تريد التطبيع.. وهذا شرط ...
- كاميرون: لندن لا تستبعد إمكانية اتخاذ إجراءات جديدة بخصوص ال ...
- مقتل 16 سيدة وفتاة على الأقل بعد سقوط حافلة كانت تقلهم للعمل ...
- أول عرض أزياء لملابس البحر في السعودية يثير جدلا
- واقعة سرقة عملات أجنبية في مطار القاهرة تثير جدلا والداخلية ...
- إبراهيم رئيسي.. تعزية إيران بوفاة رئيسها ورفاقه تقسم المواقف ...
- محمد صلاح يلمح إلى البقاء في ليفربول بعد تعيين المدير الفني ...
- الاتحاد الأوروبي يعتمد قانونا رائدا للذكاء الاصطناعي
- إيران بعد مصرع رئيسي.. هل من تغييرات جوهرية في الأفق؟


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - المتنبي ينعى نفسه