أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هيا نصنعُ الغد … ونكملُ مسيرةَ البناء














المزيد.....

هيا نصنعُ الغد … ونكملُ مسيرةَ البناء


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان يومي محتشدًا بالعمل والضغوط، ودخلتُ أحد المقاهى لالتقاط أنفاسي واختطاف فنجان من القهوة لعلّه يمنحني بعض الطاقة قبل استكمال اليوم الشاق. جاءني النادلُ الشابُّ بابتسامة المودة وتمنّى لي يومًا طيبًا، فسألته: “انتخبت؟"، فقال: “لسه، رايح بعد ساعة.”، فمازحتُه قائلة: “اوعى تكسّل ومتروحش!”، فقال بدهشة حقيقية يشوبها الاستنكار: “هو ينفع مروحش؟ ينفع أصلا حد في مصر ميروحش يدي صوته لمصر؟! دي مصر يا أستاذة!” هذا الشابُّ الواعي يدرك أن صوتَه كنزٌ حقيقي من حق مصر أن تناله لقاء ما قدمت لنا نحن المصريين من شرف الانتماء إليها والتنعّم بخيرها. هذا الشابُّ المصري يدرك أن مشاركته في انتخاب رئيس قادر على العبور بمصر إلى ضفّة الأمان والتحضّر، هو واجبه تجاه مصر، وأنه بمشاركته في العملية الانتخابية التي بدأت بالأمس وتمتد اليوم وتنتهي غدًا، يساهم في صنع غدٍ مصري مشرق تستحقه مصر. هذا الشابُّ وجميع من نزلوا وأدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الراهنة ٢٠٢٤ يدركون جيدًا أن التواكلية والأنامالية والكسل هي سبل تفكك المجتمعات وانهيارها، وفي المقابل أن العمل والكد والمشاركة الفاعلة في صنع القرار هي طريق صنع المجتمعات القوية الصامدة في وجه المحن. المواطَنة عَقْدٌ بين إنسانٍ وبقعة أرض، أقيمت فوقها دولة، ينتمي لها هذا الإنسان فيصيرُ مواطنًا عليه واجبات وله حقوق. عقدٌ متبادَلٌ وفوريّ الإبرام والحقوق والواجبات. لابد أنْ أعطي الوطن كل طاقتي في التفاني في العمل والالتزام بالقانون والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن حتى أنال حقوقي الدستورية التي يؤمنها لي الوطن. المصريون بالخارج صنعوا نموذجًا مشرّفًا في مشهد الانتخابات الرئاسية في جميع أنحاء العالم كما شاهدنا على شاشات القنوات. وكذلك يفعل المصريون داخل الوطن. مصرُ أمامها اليوم تحديات خارجية وضغوط مخيفة علينا جميعًا الاصطفاف جبهةً واحدة لمواجهتها. علينا كذلك الوقوف معًا للذود عن مصر ضد أعدائها الذين يرومون خلخلة استقرارها وزعزعة وحدتها واصطفاف شعبها.
أعداءُ مصر في الداخل والخارج يقاتلون من أجل ترويج أفكار مغلوطة عن مصر تقول إن مصر غير مستقرة سياسيًّا ومتعثرة في المِراس الديموقراطي ولذا فإن نفرًا من المواطنين لن يذهبوا إلى صناديق الانتخابات الرئاسية ولا يكترثون، وهذا لا يدل إلا على أمر واحد وحيد. أن المواطن المصري لا يعرف "حقوقه" ولا يعرف "واجباته"، وهذا عينُ الخلل المجتمعي ومقتل الديموقراطية. هذا ببساطة ما يتمناه أعداء مصر: تشويه وجه مصر أمام العالم وكسر شوكتها وإضعافها حتى يكون من اليسير إخضاعها للضغوط والإملاءات الظالمة التي تبني مصلحة كيانات استعمارية حاقدة، على حساب مصلحة مصر!
مشهدُ اللجان الشاغرة، والصناديق الفارغة من أوراق الناخبين، هو "المشهد الحُلم" بالنسبة لكارهي مصر، وهو ما يرجوه خصومُ مصر وما لن يحدث بإذن الله. فكما أثبتَ المصريون بالخارج وطنيتهم في سفاراتنا المصرية بكل دول العالم في لجان الانتخاب الرئاسي، حين ملأوا سماوات الدنيا بأعلام مصر خلال الأيام الماضية، فكانت صفعةً مدوية على وجه أعداء مصرَ، سوف يصنع المواطن المصري داخل مصر سيمفونيته الخاصة في لجان الوطن لكي تكون الصفعة مزدوجة على وجه من يريد تشويه وجه مصر.
إن بلدًا مثل مصر في حجمها التاريخي والحضاري والتنموي الراهن، مكتوبٌ لها الصمود والثبات في وجه الإرهاب والضغوط الاستعمارية لكي تظل مصر حاضرة في مدونة التاريخ وفي وجهة قاطرة الأمم. مصرُ هي مصرُ، ولماذا سوف تظلُّ مصرَ، مهما تكسّرتِ النِّصالُ على النصالِ في قلبها الطيب الذي يفتح دروبه لكل الدنيا، والذي هو بحجم الدنيا؟ لأن وراءها شعبًا واعيًا يحبها ويدعمها ويؤدي واجباته تجاهها. مصرُ باقيةٌ بشرفائها المصريين ممن يعيشون فيها، وممن يعيشون خارجها وقلوبُهم فيها. لهذا نحتشد في لجان الانتخابات، ونملأ الصناديق بأصواتنا الشريفة التي تحمل الحبَّ لمصر، التي ليس لنا غيرها حضنٌ ولا ملاذٌ ولا دفءٌ.
معًا سوف نساهم في صنع غدٍ أطيب لنا جميعًا في ظل وارفة أشجار بلادنا الطيبة التي تنتظر منّا الكثير من الجد والعمل ومحاربة: الفساد والكسل والإهمال والتراخي والأنامالية، حتى تصعد مصرُ إلى المكانة التي ينبغي لها أن تكون فيها. وسوف نردُّ السهامَ الموجّهة صوب قلب مصر، إلى صدور رُماتِها الأشرار التعساء؛ الذين لا يعرفون ما معنى: "المواطن المصري"، الذي يظهر معدنه النقيُّ في المواقف والمحكّات الحقيقية. لن نقبلَ أن نكون شوكة في خصرها، كما يريد لنا خصوم مصر أن نكون. سنشاركُ في الانتخابات حتى نستحق اسم مصر الشريف، وحتى نكمل مسيرة التنمية المشهودة التي صنعها شرفاؤها على مدى العشر سنوات الماضية، والقادمُ بالتأكيد أجمل بإذن الله. تحيا مصر.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد ميلاد -الاتفاقية الأنيقة-… هل ستذكرون -غزّة-؟
- لماذا تلاحقينه يا صغيرة؟! عشان شبه السيسي
- لماذا ... صوتي للرئيس السيسي؟
- أنا لا أنساكِ فلسطينُ
- زيارة أول الشهر
- قديش كان فيه ناس
- له خفقة في كل قلب... PPHH
- عيد ميلاد البابا الوطني
- صوتي للرئيس السيسي
- وجهُ إسرائيل القبيح …. ينكشفُ أمام العالم
- شهرٌ من الإجرام الإسرائيلي!
- عيد الحب … في زمن الحرب!
- كيف تولدُ الأخلاق؟ أكونُ أو نكون!
- أنا ابنُ مصرَ العظيمُ! فمِمّ نقلق؟!
- أنا دمي فلسطيني
- نحن نُهدي للوطنِ … حُلمًا
- أطفالُ فلسطين … درعٌ وجبهة!
- غيابُ الرحمة عن وجه العالم
- المرأةُ وصولجانُها الذهبيّ ... في عهد الرئيس السيسي
- نصفُ قرن على نصرٍ… صنعه عظماءُ


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يعزي باستشهاد رئيس الجمهورية
- بوتين يعزي المرشد الأعلى بوفاة الرئيس الإيراني
- مركز -تكوين- والتنوير الانتقائي المستأجر عبر السلطة وفلكها
- الكاتدرائية الأسقفية الأنجليكانية في برازيليا تنظم قداسا من ...
- المشاط يعرب عن تضامن الشعب اليمني وحكومته مع الجمهورية الإسل ...
- حماس: نعرب عن تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية قيادةً و ...
- المرشد الأعلى الإيراني: على الشعب الإيراني ألا يقلق ولن يكون ...
- قائد الثورة الاسلامية: نسأل الله ان يعيد رئيس الجمهورية سالم ...
- المرشد الأعلى الإيراني: نسأل الله أن يعيد الرئيس والوفد المر ...
- ردود أفعال متباينة حول اتفاق حمدوك مع فصيلين مسلحين على تقري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هيا نصنعُ الغد … ونكملُ مسيرةَ البناء