أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يسري غباشنة - تعميق الحوار لاتعليقه














المزيد.....

تعميق الحوار لاتعليقه


يسري غباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حكومة حماس وعلى لسان رئيس وزرائها قررت تعليق الحوار الفلسطيني الذي يهدف إلى الوصول لصيغة حكومة فلسطينية احتجاجا على المجازر التي يشهدها الفلسطينيون في بيت حانون. في حين أن فلسطين كلها باتت بيوت حوانين،والغريب في هذا الموقف طريقة الاحتجاج وأسلوبه؛ فالفلسطينيون هم الآن في أحوج الظروف من ولاة أمرهم للتلاحم، وبناء جسور الالتقاء والتواصل الصادق مع الله أولا ومع مواطنيهم ثانيا بعيدا عن المحاصصات التنظيمية والرؤى الميليشياوية التي ما انفكت يوما عن تَمَتْرُسِ كل فصيل وراء أشخاص لانشكُّ أبدا في وطنيتهم، بل قد نتحفظ على وسائل كل منهم للوصول إلى حقوقنا المسلوبة، على ألا يصل هذا التحفظ إلى الاقتتال، ولا إلى اعتماد استنساخ تنظيمات أخرى بمسميات شتى تفرق ولا تجمع، وتصم أذنيها عن النصيحة وقول الحق فلا تسمع. إن تعليق الحوار يعني ببساطة القضاء على أمل منتظر، ونقض الجسور على قارعة طريق في بيت حانون وهدمها ليس هو الوسيلة المثلى للرد؛ بل الأولى هو تعميق الحوار والتفاهم حول الأساليب والوسائل المتاحة لإنهما السببين الرئيسين للخلاف الدائر بين حماس والجهاد الإسلامي من جهة، وفتح من جهة أخرى؛ لإن التنظيمات جميعها لاتختلف على الأولويات ولا الأهداف والغايات، وهنا قد يرى الكثير منا أن تعود حماس إلى خنادقها متخذة النهج المسلح الصادق والمدروس بعناية فائقة، وأن تبتعد تماما عن الخط الآخر والذي لاغنى عنه كذلك؛ ألا وهو الخط السياسي والدبلوماسي الذي يجب ألا يُسْتثنى من الأساليب المشروعة، فعلى الرغم من خضوعه إلى الحسابات الإقليمية والدولية التي ليست في صالحنا، إلا أن المسوغ لقبوله هو أننا لانعيش منفردين معزولين في جزيرة منسيَّة، كما أنه لابد من التأقلم والتكيف مع محيطنا العربي والإقليمي والدولي الذي قد تتوازى فيه مصالحنا مع هذه المحيطات وقد تتقاطع، كما أنه الأسلوب الذي يسمعنا من خلاله الآخرون ويعترفون به، شئنا هذا أم أبينا؛ إضافة إلى أن الأسلوب المسلح لم تتوافر له لحد الآن البنية التحتية؛ ابتداء من وأد عقلية التناحر وحمل السلاح في وجوه بعضنا في شوارع غزة وغيرها، وتثنية بعدم استنساخ ميليشيات محسوبة على هذا الفصيل أو ذاك، كذلك البعد تماما عن معمعة الفضائيات والميكروفونات والمنابر والتي أصبحت جميعها دون استثناء عوامل للتجييش الفارغ، والتلاعب بمشاعر الكادحين وأحاسيسهم، والتنابذ بمختلف الاتهامات من مفردات التخوين والعمالة وأخواتهما،ومن هنا لابد من السماح لأساليب أخرى في المقاومة، وعدم إقصاء أي وسيلة مشروعة.كما قد يرى الكثير منا أن حكومة تستند إلى مقاومة مسلحة لن تنجح ولا بأي شكل من الأشكال وهي تحت ظل الاحتلال ؛ فالحياة اليومية للمواطن العادي عليها أن تسير حتى ولو بأضعف الإمكانيات، وأوضح دليل على ذلك قضية رواتب الموظفين التي لم تستطع الحكومة الفلسطينية حلها ولن،والطفل الرضيع الذي لن يلهيه عن جوعه زيت ولا زعتر، والحلول الترقيعية قد تنجح مرة ولكنها ستخفق مرات، كما أن الشعارات مهما كانت سامية لن تستطع مواراة سوآتنا

إصلاح البيت من الداخل أول الأولويات؛ فلنكن منطقيين وصادقين فلا نعتب على الآخرين وهم يروننا في بيت متصدع الأركان، نقوضه بأيدينا، ونحرقه ببنادقنا التي تصوب فوهاتها بين فترة وأخرى إلى نحورنا . إصلاح البيت يأتي من خلال الاتفاق على رؤية تجمعنا في هدبها جميعا دونما إقصاء أحد، كما يتأتى من خلال الاتفاق على توزيع الأدوار واختيارالبدائل المتنوعة وعدم الاقتصار على بديل واحد أحد لاشريك له. هذا البيت الذي إن آل إلى السقوط – لاقدر الله – لن نجد حينها ورقة توت تستر عورتنا، ولا خوانا يجمعنا ، ولا طاولة مستديرة نتحاور من حولها؛ بل سنكون كعصف تذروه الرياح، وفريسة تتناوشها الرماح، وبيوت عزاء يلفها العويل والنواح



#يسري_غباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأكول مذموم يابلدي
- ما بين البالة والشماشير والرابش
- نقطة. أول السطر
- بقعة دكناء في المدرج الروماني
- رفقا عزيزي ومعذرة
- ثلاثية آلاء المصرية
- هكذا هم الإخوان المسلمون في الأردن
- سيدي أبا القاسم... عذرا
- والله خير الماكرين


المزيد.....




- لدرجة لا يمكن التعرف عليها.. شاهد مقدمة حفل تخطئ بشدة في نطق ...
- مسؤول أمريكي يكشف عن أهم مطلب لولي العهد السعودي خلال اجتماع ...
- إطلاق النار على فلسطيني عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرب القدس
- عوامل جذب جديدة.. آخر صيحات الموضة على شواطئ السعودية
- باير ليفركوزن يطمح إلى -غزو الكرة الأوروبية- بعد تسيد البوند ...
- نائبة مصرية: مشاركة القطاع الخاص -يوم أسود في تاريخ الصحة ال ...
- سياسية ألمانية تنتقد استراتيجية بلادها تجاه أوكرانيا: ستدفعن ...
- مسؤول دفاعي ردا على دعوة سموتريتش للسيطرة على جنوب لبنان: هل ...
- هنغاريا.. اصطدام سفينة مع  زورق في نهر الدانوب يسفر عن مقتل ...
- علييف يرفض تدخل الدول غير الإقليمية في شؤون جنوب القوقاز


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يسري غباشنة - تعميق الحوار لاتعليقه